المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1) - (164) - أبواب مواقيت الصلاة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الصلاة

- ‌(1) - (164) - أَبْوَابُ مَوَاقِيتِ الْصَّلَاةِ

- ‌(2) - (165) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(3) - (166) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ

- ‌(4) - (167) - بَابُ الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ

- ‌(5) - (168) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(6) - (169) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(7) - (170) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(8) - (171) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(9) - (172) - بَابُ مِيقَاتِ الصَّلَاةِ فِي الْغَيْمِ

- ‌(10) - (173) - بَابُ مَنْ نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا

- ‌(11) - (174) - بَابُ وَقْتِ الصَّلَاةِ فِي الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ

- ‌(12) - (175) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَعَنِ الْحَدِيثِ بَعْدَهَا

- ‌(13) - (176) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: صَلَاةُ الْعَتَمَةِ

- ‌كتاب الأذان

- ‌(14) - (177) - بَابُ بَدْءِ الْأَذَانِ

- ‌(15) - (178) - بَابُ التَّرْجِيعِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(16) - (179) - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(17) - (180) - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(18) - (181) - بَابُ فَضْلِ الْأَذَانِ وَثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌(19) - (182) - بَابُ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ

- ‌(20) - (183) - بَابُ إِذَا أُذِّنَ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ .. فَلَا تَخْرُجْ

- ‌أبواب المساجد والجماعات

- ‌(21) - (184) - بَابُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌(22) - (185) - بَابُ تَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ

- ‌فائدة

- ‌(23) - (186) - بَاب: أَيْنَ يَجُوزُ بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ

- ‌(24) - (187) - بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ

- ‌فائدة

- ‌(25) - (188) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الْمَسَاجِدِ

- ‌(26) - (189) - بَابُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(27) - (190) - بَابٌ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ

- ‌(28) - (191) - بَابُ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ

- ‌(29) - (192) - بَابُ تَطْهِيرِ الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا

- ‌(30) - (193) - بَابُ كَرَاهِيَةِ النُّخَامَةِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(31) - (194) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْشَادِ الضَّوَالِّ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(32) - (195) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ وَمُرَاحِ الْغَنَمِ

- ‌(33) - (196) - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ

- ‌(34) - (197) - بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ

- ‌(35) - (198) - بَابٌ: الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا

- ‌(36) - (199) - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(37) - (200) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجَمَاعَةِ

- ‌(38) - (201) - بَابُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(39) - (202) - بَابُ لُزُومِ الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ

- ‌(40) - (203) - بَابُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

- ‌(41) - (204) - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(42) - (205) - بَابُ وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(43) - (206) - بَابُ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ

- ‌(44) - (207) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌(45) - (208) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(46) - (209) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(47) - (210) - بَابُ الْجَهْرِ بِالْآيَةِ أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(48) - (211) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(49) - (212) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(50) - (213) - بَابُ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ

- ‌(51) - (214) - بَابٌ: فِي سَكْتَتَيِ الْإِمَامِ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(52) - (215) - بابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا

- ‌(53) - (216) - بَابُ الْجَهْرِ بِآمِينَ

- ‌(54) - (217) - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ

- ‌فائدة

- ‌خاتمة

الفصل: ‌(1) - (164) - أبواب مواقيت الصلاة

(1) - (164) - أَبْوَابُ مَوَاقِيتِ الْصَّلَاةِ

(1)

- 657 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ

===

رؤيتها، ثم وجب عليه وعلينا، ثم نُسخ في حقنا وحقه أيضًا على الأصح بفرض الصلوات الخمس.

وهي لغة: الدعاء، مأخوذة من صلى إذا دعا، ومنه قوله تعالى:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (1)، وشرعًا: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة.

* * *

(1)

- (164) - (أبواب مواقيت الصلاة)

والمواقيت: جمع ميقات، بمعنى الوقت والزمن، والوقت: اسم للزمن المحدد لفعل كل صلاة من الصلوات الخمس.

* * *

(1)

- 657 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(دق).

(وأحمد بن سنان) بن أسد بن حبان -بكسر المهملة بعدها موحدة- أبو جعفر القطان الواسطي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وخمسين ومئتين (259 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(خ م دس ق).

(قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف) بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف

(1) سورة التوبة: (103).

ص: 12

الْأَزْرَقُ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ

===

بـ (الأزرق) ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ)، وله ثمان وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).

(أنبأنا سفيان) بن سعيد الثوري، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(ح وحدثنا علي بن ميمون الرقيّ) العطار، ثقة، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(س ق).

(حدثنا مخلد بن يزيد) القرشي الحراني، صدوق له أوهام، من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(عن سفيان، عن علقمة بن مرثد) -بفتحتين بينهما راء ساكنة- الحضرمي أبي الحارث الكوفي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(ع).

(عن سليمان بن بريدة) بن الحصيب الأسلمي المروزي قاضيها، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (155 هـ)، وله تسعون سنة. يروي عنه:(م عم).

(عن أببه) بريدة بن الحصيب -بالمهملتين مصغرًا- قيل: اسمه عامر وبريدة لقبه، الأسلمي الصحابي المشهور رضي الله عنه أسلم قبل بدر، مات سنة ثلاث وستين (63 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لكون رجالهما ثقات.

(قال) بريدة بن الحصيب: (جاء رجل) من المسلمين لم أر من ذكر اسم

ص: 13

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: "صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ"، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ .. أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَة بَيْضَاءُ نَقِيَّة، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْيَوْمِ الثَّانِي .. أَمَرَهُ ....

===

هذا الرجل (إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله) أي: فسأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم (عن وقت الصلاة) المفروضة، وفي رواية الترمذي:(عن مواقيت الصلاة)، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم للرجل:(صلِّ معنا هذين اليومين) التاليين لهذا اليوم، وفي رواية الترمذي:(أقم معنا إن شاء الله)، قال أبو الطيب السندي: كأنه للتبرك، وإلا .. فلم يُعرف تقييد الأمر بمثل هذا الشرط. انتهى.

(فلما زالت الشمس) في اليوم الأول عن حدّ الاستواء .. (أمر) النبي صلى الله عليه وسلم (بلالًا) بالأذان (فأذّن) بلال، (ثم) بعد أذانه (أمره) بالإقامة، (فأقام) ر (الظهر) فصلى الظهر، (ثم) بعدما دخل وقت العصر (أمره) بالأذان والإقامة للعصر، (فأقام) لي (العصر) وصلاها (والشمس مرتفعة) في السماء لم تقرب إلى الغروب (بيضاء) لا صُفرة فيها (نقية) أي: صافية لم تختلط بها صُفرة، (ثم أمره) بالأذان والإقامة للمغرب، فأذن له (فأقام) لـ (المغرب حين غابت) وغربت (الشمس، ثم أمره) بالأذان والإقامة للعشاء، (فـ) أذن لها و (أقام العشاء حين غاب الشفق) الأحمر.

(ثم أمره) بالأذان والإقامة للفجر، (ذ) أذن له في غلس و (أقام الفجر) أي: لصلاة الفجر (حين طلع الفجر، فلما كان من اليوم الثاني) فكان تامة ومن زائدة؛ أي: فلما دخل اليوم الثاني من اليومين .. (أمره) أي: أمر بلالًا

ص: 14

فَأَذَّنَ الظُّهْرَ فَأَبْرَدَ بِهَا وَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ؛ أَخرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ:

===

بالأذان للظهر، (فأذن) بلال لـ (الظهر، فأبرد بها) أي: فأخّر بأذاد الظهر إلى وقت حصول البرد (وأنعم) أي: بالغ في (أن يبرد بها) أي: في تأخير الظهر إلى وقت حصول البرد وزوال حر الظهيرة.

قال السندي قوله: (أمره) أي: بالإبراد (فأبرد بها) أي: بالظهر، والإبراد: هو الدخول في البرد، والباء للتعدية؛ أي: أدخلها في وقت البرد، (وأنعم أن يبرد بها) أي: بالغ في الإبراد به، وفي "تحفة الأحوذي": قوله: (فأبرد وأنعم أن يبرد) أي: أبرد بصلاة الظهر وزاد وبالغ في الإبراد، يقال: أحسن إلى فلان وأنعم؛ أي: زاد في الإحسان وبالغ، قال الخطابي: الإبراد: أن يتفيأ الأفياء وينكسر وهج الحر، فهو برد بالنسبة إلى حر الظهيرة. انتهى منه.

(ثم صلى العصر والشمس مرتفعة أخرها) أي: أخر صلاة العصر تأخيرًا (فوق) التأخير (الذي كان) وحصل في عصر اليوم الأول، قال القاري في "المرقاة":(أخرها) بالتشديد؛ أي: أخر صلاة العصر في اليوم الثاني فوق التأخير الذي وُجد في اليوم الأول؛ بأن أوقعها حين صار ظل الشيء مثليه، كما بينته الروايات الأُخر؛ يريد أن صلاة العصر كانت مؤخرة عن الظهر؛ لأنها كانت مؤخرة عن وقتها. انتهى، انتهى " تحفة".

(وصلى) النبي صلى الله عليه وسلم (المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلّى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلّى الفجر فأسفر بها) أي: أدخلها في وقت إسفار الصبح؛ أي: انكشافه وإضاءته، (ثم قال) رسول الله صلى الله

ص: 15

"أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ".

===

عليه وسلم: (أين) الرجل (السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أنا) السائل حاضر ها هنا (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاضرين عنده: (وقت صلاتكم) أي: الوقت المختار لصلاتكم ما (بين ما رأيتم) مني في اليومين من الوقت.

قوله: (فقال الرجل: أنا) أي: السائل أو السائل أنا، وهذه كناية عن حضوره عنده؛ والتقدير: أنا حاضر عندك، وبه ظهر الموافقة بين السؤال والجواب.

(بين ما رأيتم) أي: بين وقت الشروع في المرة الأولى ووقت الفراغ في المرة الثانية، وهذا محمول على بيان الوقت المختار. انتهى من "السندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (31)، باب أوقات الصلوات الخمس، رقم (176)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب (113) ما جاء في مواقيت الصلاة، رقم (149)، ونحوه عن ابن عباس، قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي هريرة وبريدة وأبي موسى وأبي مسعود الأنصاري وأبي سعيد الخدري وجابر وعمرو بن حزم والبراء وأنس، وأخرجه أحمد بن حنبل (5/ 349)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح، قال: وقد رواه شعبة عن علقمة بن مرثد أيضًا.

ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث بريدة بحديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

ص: 16

(2)

- 658 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصرِيُّ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عَلَى مَيَاثِرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخَّرَ عُمَرُ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى إِمَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

===

(2)

- 658 - (2)(حدثنا محمد بن رمح المصري) التجيبي.

(أنبأنا الليث بن سعد) الفهمي المصري.

(عن ابن شهاب أنه) أي: أن ابن شهاب (كان قاعدًا على مياثر عمر بن عبد العزيز) بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي المدني، ولي إمرة المدينة للوليد، ثقة، من الرابعة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع)، والمياثر: جمع ميثرة؛ وهي الفراش المحشو، (في إمارته) -بكسر الهمزة- أي: حين كان عمر بن عبد العزيز أميرًا (على المدينة ومعه) أي: ومع عمر بن عبد العزيز (عروة بن الزبير) بن العوام، (فأخّر عمر) بن عبد العزيز (العصر) أي: صلاة العصر (شيئًا) من التاخير.

(فقال له) أي: لعمر (عروة) بن الزبير: (أما) -بتخفيف الميم حرف استفتاح وتنبيه بمنزلة ألا- أي: انتبه يا عمر واستمع ما أقول لك من النصيحة، (إن جبريل) الأمين عليه السلام (نزل) من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم (فصلى) جبريل الصلوات كلها حالة كونه (إمام رسول الله صلى الله عليه وسلم -بكسر الهمزة- وهو حال من جبريل؛ لكون إضافته لفظية نظرًا إلى المعنى، أو بفتح الهمزة وهو ظرف مكان، والمعنى يميل إلى الأول، ومقصود عروة بذلك: أن أمر الأوقات عظيم؛ فقد نزل لتحديدها جبريل، فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل، فلا ينبغي التقصير في مثله.

ص: 17

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ"، يَحْسُبُ بِأَصابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ.

===

(فقال له) أي: لعروة (عمر: اعلم ما تقول يا عروة) أمر من العلم؛ أي: كن حافظًا ضابطًا لما تقول ولا تقله عن غفلة، أو أمر من الإعلام؛ أي: بيّن لي حال ما تقول وبيّن لي إسنادك فيه.

(قال) عروة: (سمعت بشير بن أبي مسعود) عقبة بن عمرو الأنصاري المدني، قيل: له رؤية، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة. روى عن: أبيه، ويروي عنه:(خ م دس ق)، وابنه عبد الرحمن، وعروة بن الزبير. ذكره ابن حبان في "الثقات" في التابعين.

(يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(نزل جبريل) الأمين عليه السلام عليّ (فأمّني) أي: فصلي إمامًا لي، (فصليت معه) الظهر، (ثم صليت معه) العصر، (ثم صليت معه) المغرب، (ثم صليت معه) العشاء، (ثم صليت معه) الفجر حالة كونه صلى الله عليه وسلم (يحسب) -بضم السين- من الحساب؛ أي: يعد (بأصابعه خمس صلوات) كل واحدة منها مرتين تحديدًا لأوائل الأوقات وأواخرها، وهو بالنصب مفحول به ليحسب أو صليت.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المواقيت، باب مواقيت الصلاة وفضلها، رقم (521)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع

ص: 18

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الصلاة (31)، باب أوقات الصلوات الخمس، رقم (166)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في مواقيت الصلاة، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي في كتاب المواقيت، باب (1)، رقم (493)، ومالك والدارمي وأحمد.

فالحديث: في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:

الأول: حديث بريدة، ذكره للاستدلال.

والثاني: حديث أبي مسعود، ذكره للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 19