الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
هو الذي يحصل به التوفيق بين الروايات، وعلى كل حال فالكاتب إلى أبي بن كعب هو سمرة، أو هو وعمران، أو هما ومن وافقهما على ذلك، وأن الراوي لذلك هو الحسن البصري عن سمرة سماعًا منه، لا أنه كان حاضرًا حينما جرى بين سمرة وعمران بن حصين من الاختلاف في السكتتين، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة (122)، باب السكتة عند الافتتاح، رقم (772)، والترمذي في كتاب الصلاة (186)، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، رقم (25)، قال: وفي الباب عن أبي هريرة كما سيأتي، قال أبو عيسى: حديث سمرة حديث حسن، وهو قول غير واحد من أهل العلم، يستحبون للإمام أن يسكت بعدما يفتتح الصلاة وبعد الفراغ من القراءة، وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا، والنسائي في كتاب الافتتاح باب سكوت الإمام بعد افتتاحه الصلاة، والدارمي في كتاب الصلاة باب في السكتتين، رقم (1243)، وأحمد في "المسند".
تنبيه
قلت: قد اختلف في صحة سماع الحسن عن سمرة: فقال شعبة: لم يسمع منه شيئًا، وقيل: سمع منه حديث العقيقة، وقال البخاري: قال علي بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح، ومن أثبت .. فهو مقدم على من نفى، قاله الشوكاني، وقال في باب ما جاء في السكتتين تحت حديث الحسن عن سمرة: وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع في "سننه" منها: حديث: (نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة)، وحديث:"جار الدار أحق بدار الجار"، وحديث:"لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار"، وحديث:"الصلاة الوسطى صلاة العصر"، فكان هذا الحديث على مقتضى
(173)
- 829 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ:
===
تصرفه جديرًا بالتصحيح، وقد قال الدارقطني: رواة هذا الحديث كلهم ثقات. انتهى.
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، فغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سمرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(173)
- 829 - (م)(حدثنا محمد بن خالد بن خداش) -بكسر الخاء المعجمة- المهلبي أبو بكر البصري نزيل بغداد الضرير، صدوق يغرب، من صغار العاشرة. يروي عنه:(ق).
(وعلي بن الحسين) بن إبراهيم بن الحر العامري (ابن إشكاب) -بكسر الهمزة وسكون المعجمة وآخره موحدة- وهو لقب أبيه، صدوق، من العاشرة، مات سنة إحدى وستين ومئتين (261 هـ)، ويقال: إنه المراد بقول البخاري: حدثنا علي بن إبراهيم. يروي عنه: (د ق).
(قالا: حدثنا إسماعيل ابن علية عن يونس) بن عبيد بن دينار العبدي، أبي عبيد البصري، ثقة ثبت فاضل ورع، من الخامسة، مات سنة تسع وثلاثين ومئة (139 هـ)، ويروي عنه:(ع).
(عن الحسن) البصري (قال) الحسن: (قال سمرة) بن جندب رضي الله تعالى عنه.
حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: سَكْتَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَسَكْتَةً عِنْدَ الرُّكُوعِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَكَتَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَصَدَّقَ سَمُرَةَ.
* * *
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة، وغرضه بسوقه: بيان متابعة موسى بن عبيد لقتادة بن دعامة في الرواية عن الحسن البصري.
(حفظت) من رسول الله صلى الله عليه وسلم (سكتتين في الصلاة سكتة) منهما بعد تكبيرة الإحرام و (قبل) الشروع في (القراءة) أي: في قراءة الفاتحة، (وسكتة) منهما (عند) الفراغ من قراءة الفاتحة وما بعدها وإرادة الهوي إلى (الركوع، فأنكر ذلك) المذكور من السكتتين (عليه) أي: على سمرة (عمران بن الحصين)، فاختلفا في ذلك، (فكتبوا) أي: كتب سمرة وعمران ومن وافقهما رسالة من البصرة (إلى المدينة) لتسلم (إلى أبي بن كعب) ليكون محكمًا بينهما، (فصدق) أبي بن كعب (سمرة) بن جندب فيما ادعاه من حفظ سكتتين في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: شهد له وأقر بصدقه فيما ادعاه.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث سمرة، ذكره للاستدلال به على الترجمة، وذكر فيه متابعة واحدة.
والله سبحانه وتعالى أعلم