المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(15) - (178) - باب الترجيع في الأذان - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الصلاة

- ‌(1) - (164) - أَبْوَابُ مَوَاقِيتِ الْصَّلَاةِ

- ‌(2) - (165) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(3) - (166) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ

- ‌(4) - (167) - بَابُ الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ

- ‌(5) - (168) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(6) - (169) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(7) - (170) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(8) - (171) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(9) - (172) - بَابُ مِيقَاتِ الصَّلَاةِ فِي الْغَيْمِ

- ‌(10) - (173) - بَابُ مَنْ نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا

- ‌(11) - (174) - بَابُ وَقْتِ الصَّلَاةِ فِي الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ

- ‌(12) - (175) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَعَنِ الْحَدِيثِ بَعْدَهَا

- ‌(13) - (176) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: صَلَاةُ الْعَتَمَةِ

- ‌كتاب الأذان

- ‌(14) - (177) - بَابُ بَدْءِ الْأَذَانِ

- ‌(15) - (178) - بَابُ التَّرْجِيعِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(16) - (179) - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(17) - (180) - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(18) - (181) - بَابُ فَضْلِ الْأَذَانِ وَثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌(19) - (182) - بَابُ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ

- ‌(20) - (183) - بَابُ إِذَا أُذِّنَ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ .. فَلَا تَخْرُجْ

- ‌أبواب المساجد والجماعات

- ‌(21) - (184) - بَابُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌(22) - (185) - بَابُ تَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ

- ‌فائدة

- ‌(23) - (186) - بَاب: أَيْنَ يَجُوزُ بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ

- ‌(24) - (187) - بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ

- ‌فائدة

- ‌(25) - (188) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الْمَسَاجِدِ

- ‌(26) - (189) - بَابُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(27) - (190) - بَابٌ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ

- ‌(28) - (191) - بَابُ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ

- ‌(29) - (192) - بَابُ تَطْهِيرِ الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا

- ‌(30) - (193) - بَابُ كَرَاهِيَةِ النُّخَامَةِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(31) - (194) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْشَادِ الضَّوَالِّ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(32) - (195) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ وَمُرَاحِ الْغَنَمِ

- ‌(33) - (196) - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ

- ‌(34) - (197) - بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ

- ‌(35) - (198) - بَابٌ: الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا

- ‌(36) - (199) - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(37) - (200) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجَمَاعَةِ

- ‌(38) - (201) - بَابُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(39) - (202) - بَابُ لُزُومِ الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ

- ‌(40) - (203) - بَابُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

- ‌(41) - (204) - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(42) - (205) - بَابُ وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(43) - (206) - بَابُ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ

- ‌(44) - (207) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌(45) - (208) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(46) - (209) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(47) - (210) - بَابُ الْجَهْرِ بِالْآيَةِ أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(48) - (211) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(49) - (212) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(50) - (213) - بَابُ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ

- ‌(51) - (214) - بَابٌ: فِي سَكْتَتَيِ الْإِمَامِ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(52) - (215) - بابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا

- ‌(53) - (216) - بَابُ الْجَهْرِ بِآمِينَ

- ‌(54) - (217) - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ

- ‌فائدة

- ‌خاتمة

الفصل: ‌(15) - (178) - باب الترجيع في الأذان

(15) - (178) - بَابُ التَّرْجِيعِ فِي الْأَذَانِ

(41)

-697 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ،

===

(15)

- (178) - (باب الترجيع في الأذان)

والترجيع: هو إعادة الشهادتين بصوت عال بعد ذكرهما بخفض الصوت، قال ابن قدامة في "المغني": اختيار أحمد من الأذان أذان بلال؛ وهو خمس عشرة كلمة لا ترجيع فيه، وبهذا قال الثوري وأصحاب الرأي وإسحاق، وقال مالك والشافعي ومن تبعهما من أهل الحجاز: الأذان المسنون أذان أبي محذورة، وهو مثل ما وصفنا إلا أنه يسن فيه الترجيع؛ وهو أن يذكر الشهادتين مرتين مرتين يخفض بذلك صوته، ثم يعيدهما رافعًا بهما صوته، إلا أن مالكًا قال: التكبير في أوله مرتان حسب. فيكون الأذان عنده سبع عشرة كلمة، وعند الشافعي تسع عشرة كلمة. انتهى "تحفة الأحوذي".

* * *

(41)

-697 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.

(ومحمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(قالا: حدثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

ص: 123

أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ بْنِ مِعْيَرٍ حِينَ جَهَزَهُ إِلَى الشَّامِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: أَيْ عَمِّ؛ إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أُسْأَلُ عَنْ تَأْذِينِكَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ

===

(أنبأنا) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الأموي المكي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمسين ومئة أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة) الجمحي المكي المؤذن، مقبول، من السادسة. يروي عنه:(عم)، وأبو محذورة اسمه أوس، وقيل: سمرة، وقيل: سلمة، وقيل: سلمان.

(عن عبد الله بن محيريز) -مصغرًا- ابن جنادة بن وهب الجمحي المكي.

(وكان يتيمًا في حجر) أي: في تربية (أبي محذورة بن معير) بوزن منبر، ثقة عابد، من الثالثة، مات سنة تسع وتسعين (199 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع)؛ أي: أخبره أبو محذورة (حين جهزه) أي: جهز وشيع أبو محذورة عبد الله بن محيريز (إلى الشام)، قال عبد الله بن محيريز:(فقلت لأبي محذورة) أوس بن معير الجمحي المكي رضي الله عنه: (أي عم) أي: يا عمي؛ (إني خارج إلى الشام) لأسكن فيها، (وإني أسأل) من قِبَل الناس (عن تأذينك) أي: عن أذانك الذي علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال عبد العزيز بن عبد الملك: (فأخبرني) عبد الله بن محيريز (أن أبا محذورة) القرشي الجمحي المكي المؤذن، له صحبة، كان أحسن الناس أذانًا وأنداهم صوتًا، تُوفي بمكة سنة تسع وخمسين (59 هـ)، وقيل: سنة

ص: 124

قَالَ: خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ فَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ عَنْهُ مُتَنَكِّبُونَ،

===

تسع وسبعين (79 هـ). يروي عنه: (م عم)، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان بمكة يوم الفتح، اختُلف في اسمه واسم أبيه على أقوال، كما مر آنفًا: قيل: اسمه أوس، وقيل: سمرة، وقيل: سلمة، وقيل: سلمان، وقال الترمذي في "جامعه": وأبو محذورة اسمه سمرة بن معير. انتهى، ومعير -بكسر الميم وسكون المهملة وفتح التحتانية- كمنبر، وقال الزبير بن بكار: أبو محذورة اسمه أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جُمح، من قال غير هذا .. فقد أخطأ. انتهى من "البذل".

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة.

(قال) أي: أبو محذورة: (خرجت) من مكة إلى حنين (في نفر) أي: مع جماعة نحو عشرة من شبان قريش، (فكنا) نحن معاشر النفر (ببعض) أي: في بعض مسافة (الطريق) الموصلة لنا إلى حنين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارج إلى حنين بعد غزوة الفتح، ونحن نريد أن نلحقه، (فـ) لما قربنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حنين .. (أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: نادى (بالصلاة) إعلامًا لدخول وقتها، وقوله: (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلق بأذن.

(فسمعنا) أي: فسمعت أنا ونفر معي (صوت المؤذن ونحن) معاشر النفر (عنه) أي: عن المؤذن؛ أي: عن موضعه (متنكبون) أي: مائلون عادلون متجنبون، وقال السندي: قوله: (ونحن عنه) أي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن المؤذن، أو عن الأذان، (متنكبون) اسم فاعل من تنكب

ص: 125

فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ نَهْزَأُ بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا قَوْمًا فَأَقْعَدُونَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ:"أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ"، فَأَشَارَ إِلَيَّ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي وَقَالَ لِي:"قُمْ فَأَذِّنْ"، فَقُمْتُ وَلَا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ،

===

عنه إذا عدل عنه وأعرض؛ أي: معرضون متجنبون، (فصرخنا) أي: نادينا وصحنا بأصوات رفيعة، والحال أنا (نحكيه) أي: نحكي الأذان، والجملة حال من فاعل صرخنا، وجملة قوله:(نهزأ به) أي: نسخر بالأذان حال من فاعل نحكيه؛ من هزئ به من باب سمع بهمزة في آخره؛ أي: نحكيه استهزاءً وسخرية به؛ أي: مستهزئين به.

(فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صراخنا، (فأرسل إلينا قومًا) من الحاضرين عنده فأخذونا، (فأقعدونا بين يديه) صلى الله عليه وسلم، (فقال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أيكم) أيها الفتيان الشخص (الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ ) حين صرختم، (فأشار إليّ) أي: إلى شخصي (القوم) فاعل أشار؛ أي: النفر الذين كانوا معي (كلهم) أشاروا إليّ؛ إعلامًا له صلى الله عليه وسلم بأنه الذي ارتفع صوته حين صرخنا، (وصدقوا) في إشارتهم إليّ بأنه الذي ارتفع صوته منا.

(فأرسل) أي: أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معي (كلهم، وحبسني) عنده؛ أي: منعني من الذهاب معهم، (وقال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قم) يا أبا محذورة (فأذّن) أي: ناد بالأذان، (فـ) لما أمرني بالقيام .. (قمت ولا شيء) أي: والحال أنه لا شيء (أكره) بالرفع خبر لا؛ أي: أشد كراهية (إليّ) أي: عندي وبغضًا (من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا) شيء أشد بغضًا عندي (مما يأمرني به)

ص: 126

فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: "قُلِ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،

===

من الأذان، (فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى) أي: أملى (عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين) أي: كلمات الأذان (هو بنفسه) لا بواسطة.

وتفصيل هذه القصة فيما أخرجه الدارقطني في "سننه": (قال) أي: أبو محذورة: (خرجت في نفر)، وفي رواية: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين .. خرجت عاشر عشرة من أهل مكة أطلبهم، فكنا في بعض طريق حنين، فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة، قال: فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم الصوت، فأرسل إلينا، وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم: "إيتوني بهؤلاء الفتيان"، فقال:"ادنوا" إلى أن وقفنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ " فأشار القوم كلهم إليّ، وصدقوا، فأرسل كلهم وحبسني، فقال:"قم فأذن بالصلاة" فقمت ولا شيء أكره إليّ من النبي صلى الله عليه وسلم وما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين بنفسه.

(فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل) يا أبا محذورة: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) أربع مرات ترفع بها صوتك، (أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله) مرتين بلا رفع صوت،

ص: 127

أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، -ثُمَّ قَالَ لِي-: ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ"،

===

(أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله) مرتين بلا رفع صوت، (ثم) بعدما قلت بالشهادتين مع خفض الصوت (قال لي: ارفع من صوتك) فمن زائدة، فقل:(أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله) مرتين بالترجيع، وقل رافعًا صوتك:(أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله) مرتين بالترجيع، ثم قل:(حي على الصلاة، حي على الصلاة) مرتين بلا ترجيع، ثم قل:(حي على الفلاح، حي على الفلاح) مرتين بلا ترجيع، وفي رواية أبي داوود زيادة بعد الحيعلتين؛ وهي قوله:(فإن كان) الأذان في (صلاة الصبح .. قلت) بعد الحيعلتين: (الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم) مرتين، وفيها إشارة إلى أن التثويب في صلاة الصبح وحدها؛ لما روى الترمذي وابن ماجه في حديث بلال مرفوعًا:"لا تثويب في شيء من الصلاة إلا في صلاة الفجر". انتهى "ابن رسلان"، ثم قل:(الله أكبر الله أكبر) مرتين، ثم قل:(لا إله إلا الله) مرة واحدة.

وهذا الحديث يُحتج به على سنية الترجيع في الأذان؛ وهو أن يرجع ويرفع صوته بالشهادتين بعدما خفض بهما، وبه قال الشافعي ومالك؛ لأنه ثابت في حديث أبي محذورة، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم مشتمل على زيادة غير منافية، فيجب قبولها، وهو أيضًا متأخر عن حديث عبد الله بن زيد؛ لأن حديث أبي محذورة سنة ثمان من الهجرة بعد حنين، وحديث عبد الله بن زيد

ص: 128

ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي

===

في أول الأمر في السنة الأولى من الهجرة، كما مر، ويرجحه أيضًا عمل أهل مكة والمدينة به، وذهب أبو حنيفة رحمه الله والكوفيون إلى عدم استحباب الترجيع، وحجتهم حديث عبد الله بن زيد من غير ترجيع فيه، وأذان الملك النازل من السماء على عبد الله بن زيد في المنام لم يكن فيه ترجيع أيضًا.

والجواب عن حديث أبي محذورة: أن الترجيع في أذانه لم يكن لأجل الأذان، بل كان لأجل التعليم؛ فإنه كان كافرًا، فكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادتين برفع الصوت؛ لترسخا في قلبه، كما تدل عليه قصته المفصلة، فظن أبو محذورة أنه ترجيع، وأنه في أصل الأذان، وقد روى الطبراني في "معجمه الأوسط" عن أبي محذورة أنه قال: (ألقى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان حرفًا حرفًا: الله أكبر الله أكبر

) إلى آخره، لم يذكر فيه ترجيعًا، وأذان بلال بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرًا وحضرًا قبل حنين وبعده، وهو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطباق أهل الإسلام إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومؤذن أبي بكر الصديق إلى أن تُوفي من غير ترجيع، وأيضًا يدل على عدم الترجيع ما رواه أبو داوود والنسائي عن ابن عمر قال:(إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين، والإقامة مرة، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة)، وفي رواية بلفظ:(مثنى مثنى، والإقامة فرادى)، وفي هذا دليل على أنه لم يكن فيه ترجيع. انتهى "بذل المجهود".

(ثم) بعدما فرغت من الأذان (دعاني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (حين قضيت التأذين) وفرغت منه، (فأعطاني) معطوف على دعاني؛

ص: 129

صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ عَلَى ثَدْيَيهِ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"بَارَكَ اللهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ"،

===

أي: فبعدما حضرته أعطاني (صرة) أي: كيسًا (فيها) أي: في تلك الصرة (شيء) قليل (من فضة) يحتمل المضروب وغيره.

واستدل بهذا ابن حبان على جواز أخذ الأجرة على الأذان، وعارض به الحديث الوارد في النهي عنه، ورده ابن سيد الناس بأن حديث أبي محذورة متقدم على إسلام عثمان بن أبي العاص الراوي لحديث النهي، فحديثه متأخر والعبرة بالمتأخر، وبأنها واقعة يتطرق إليها الاحتمال، بل أقرب الاحتمال فيها أن يكون من باب التأليف؛ لحداثة عهده بالإسلام، كما أعطى يومئذ غيره من المؤلفة، فوقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال .. سلبها الاستدلال؛ لما يبقى فيها من الإجمال. انتهى من "مصباح الزجاجة".

(ثم وضع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يده) الشريفة (على ناصية أبي محذورة)، وهذا كلام من عبد الله بن محيريز رواه عن أبي محذورة؛ أي: وضعها على مقدم رأسه، (ثم أمرّها) أي: ثم أمرّ النبي صلى الله عليه وسلم يده (على وجهه) أي: على وجه أبي محذورة من الإمرار؛ أي: مسح بها وجهه، (ثم) أمرّها (على ثدييه) أي: على صدره، (ثم) أمرّها (على كبده) أي: فوق موضع كبده، (ثم بلغت) أي: وصلت (يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي محذورة: (بارك الله لك) فيما أعطاك، (وبارك عليك) في جسمك بالصحة والعافية.

ص: 130

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَمَرْتَنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، قَدْ أَمَرْتُكَ"، فَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ عَامِلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ

===

فقال أبو محذورة: (فقلت: يا رسول الله؛ أمرتني بالتأذين بمكة؟ ) بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أأمرتني به، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(نعم، قد أمرتك) بالتأذين بمكة، قال أبو محذورة قوله:(فذهب) معطوف على قوله: ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة؛ أي: فلما وضع يده على ناصيته وأمرّها على وجهه

إلى آخره .. ذهب عن أبي محذورة (كل شيء كان) في قلبه (لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي: لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كراهية) وبُغض له صلى الله عليه وسلم، (وعاد) أي: صار (ذلك) الذي في قلبه (كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي: تحول بغضه محبة له، وعاد هنا من أخوات صار الناقصة.

(فقدمت) من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة نازلًا (على عتاب) بفتحتين مع تشديد المثناة الفوقانية (ابن أسيد) -بفتح الهمزة وكسر السين مكبرًا- ابن أبي العيص -بكسر المهملة- ابن أمية الأموي أبي عبد الرحمن المكي له صحبة، وكان أمير مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومات يوم مات أبو بكر الصديق فيما ذكر الواقدي، لكن ذكر الطبري أنه كان عاملًا على مكة لعمر سنة إحدى وعشرين.

(عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأميره (بمكة، فأذنت) مصاحبًا (معه) أي: جالسًا معه (بالصلاة) أي: للصلاة كلها (عن أمر) أي:

ص: 131

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ.

(41)

- 697 - (م) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ،

===

بأمر (رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي بالتأذين بمكة، وقوله: (فأذنت) من التأذين (معه) أي: مع وجوده بمكة وإمارته فيها، وليس المراد الاشتراك معه في التأذين، كما هو الظاهر.

(قال) عبد العزيز بن عبد الملك بالسند السابق: (وأخبرني ذلك) المذكور من قوله: فقدمت على عتاب بن أسيد

إلى آخره (من أدرك أبا محذورة) زيادة (على ما أخبرني عبد الله بن محيريز)، وفي "الزوائد": هذا الحديث ثابت في غير "صحيح البخاري" من الأمهات الست، لكن في رواية المصنف زيادة، وإسنادها صحيح، ورجالها ثقات. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أصحاب الأمهات الست إلا البخاري؛ فقد أخرجه مسلم في كتاب الأذان، في باب صفة الأذان، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الترجيع، قال أبو عيسى: حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح، والنسائي في كتاب الأذان، باب خفض الصوت في الترجيع في الأذان، والدارمي، وأحمد.

فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي محذورة رضي الله عنه، فقال:

(41)

- 697 - (م)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان) بن

ص: 132

حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، أَنَّ مَكْحُولًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً،

===

مسلم بن عبد الله الصفار أبو عثمان الباهلي البصري، ثقة ثبت، من كبار العاشرة، مات سنة مئتين وتسع عشرة (219 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا همام بن يحيى) بن دينار العوذي -بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة- أبو عبد الله البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة أربع أو خمس وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عامر) بن عبد الواحد (الأحول) البصري، صدوق يخطئ، من السادسة، وهو عامر الأحول الذي يروي عن عائذ بن عمرو المزني الصحابي ولم يدركه. يروي عنه:(م عم).

(أن مكحولًا) الشامي أبا عبد الله، ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثه) أي: حدث لعامر الأحول (أن عبد الله بن محيريز حدثه) أي: حدث لمكحول (أن أبا محذورة حدثه) أي: حدث لعبد الله.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو محذورة: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان) حالة كون الأذان (تسع عشرة كلمة) أي: معدودًا بهذا العدد؛ أي: مع الترجيع، والحديث نص صريح في سُنِّية الترجيع في الأذان. انتهى.

قال السندي: هذا العدد لا يستقيم إلا على تربيع التكبير في أول الأذان، والترجيع في الشهادتين، والتثنية في الإقامة، كما هو مفصل في الحديث، وقد ثبت عدم الترجيع في أذان بلال وإفراد إقامته، فالوجه جواز الكل،

ص: 133

وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً؛ الْأَذَانُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،

===

وأما تثنية التكبير في أول الأذان .. فليس بثابت على التحقيق، والله أعلم.

(والإقامة) بالنصب معطوف على الأذان؛ أي: علمني الإقامة حالة كونها (سبع عشرة كلمة) أي: معدودة بهذا العدد؛ أي: علمني الإقامة سبع عشرة كلمة، قال ابن المَلَك: لأنه لا ترجيع فيها، فانحذف منها كلمتان وزيدت الإقامة شفعًا، (الأذان) أي: تفصيله وهو مبتدأ خبره قوله: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) أربع كلمات ثلاث منها تأكيد، وقوله:(أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله) مرتان المرة الثانية تأكيد، وكذا قوله:(أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله) مرتان والثانية تأكيد، وقوله:(أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله) وهذان مرتان، في الشهادة الأولى للترجيع، وقوله:(أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله) مرتان، في الشهادة الثانية للترجيع، وقوله:(حي على الصلاة، حي على الصلاة) مرتان في الحيعلة الأولى، والثانية للتأكيد، وقوله:(حي على الفلاح، حي على الفلاح) مرتان في الحيعلة الثانية، والثانية للتأكيد، وهذه ست عشرة كلمة، ويزداد عليها (الله أكبر، الله أكبر) كلمتان في آخر الأذان و (لا إله إلا الله) كلمة واحدة خاتمة الأذان، فالجملة تسع عشرة كلمة.

ص: 134

وَالْإِقَامَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.

===

(والإقامة سبع عشرة كلمة)، وفصّلها بقوله:(الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) أربع كلمات، وبقوله:(أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله) كلمتان في الشهادة الأولى، وبقوله (أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله) كلمتان في الشهادة الثانية، فلا ترجيع فيهما في الإقامة، وبقوله:(حي على الصلاة، حي على الصلاة) مرتان في الحيعلة الأولى، وبقوله:(حي على الفلاح، حي على الفلاح) مرتان في الحيعلة الثانية، وبقوله:(قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة) مرتان في كلمة الإقامة، وبقوله:(الله أكبر، الله أكبر) مرتان في كلمة التكبير في آخرها، وبقوله:(لا إله إلا الله) مرة واحدة في كلمة التوحيد خاتمتها، فالجملة سبع عشرة كلمة، وبهذا قال أبو حنيفة، وأما عند مالك .. فالإقامة إحدى عشرة كلمة؛ لأنه يقول كل كلمة مرة واحدة إلا كلمة الإقامة، كما رواه ابن عمر وأنس، كذا ذكره الطيبي، كذا في "المرقاة". انتهى "تحفة الأحوذي".

وهذا الحديث يدل على سنية الترجيع في الأذان، وبه قال مالك والشافعي؛ لأنه ثابت في حديث أبي محذورة، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم، واستمر الترجيع في مكة إلى عهد الشافعي، وكان السلف يشهدون في موسم الحج كل سنة، ولم ينكر أحد منهم. انتهى من "العرف الشذي"، والحق أنه ليس لإنكار سنية الترجيع في الأذان وجه إلا التقليد أو قلة الاطلاع.

ص: 135

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود والترمذي والنسائي وأحمد والدارمي، وقد سبق تخريجه بمثل هذه الرواية.

فحكمه: الصحة، وغرضه بسوقه: بيان المتابعة، كما مر.

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أبي محذورة، وذكر فيه متابعة واحدة.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 136