الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(52) - (215) - بابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا
(174)
-830 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ ألْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
(52)
- (215) - (باب: إذا قرأ الإمام فأنصتوا)
(174)
- 830 - (1)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أبو خالد) سليمان بن حيان الأزدي (الأحمر) الكوفي، صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة (190 هـ) أو قبلها، وله بضع وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن) محمد (بن عجلان) المدني، صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم مولى عمر أبي أسامة المدني، ثقة عالم وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي صالح) ذكوان السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت من الشام إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ؛ فَإِذَا كَبَّرَ .. فَكَبِّرُوا، وإِذَا قَرَأَ .. فَأَنْصِتُوا، وإِذَا قَالَ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} .. فَقُولُوا: آمِينَ، وَإذَا رَكَعَ .. فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ .. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ؛ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ،
===
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الإمام) وشرع (ليؤتم به) ويقتدى ويتبع، لا ليسبق، (فإذا كبر) الإمام للإحرام .. (فكبروا)، ولا تسبقوه بالتكبير، (وإذا قرأ) الفاتحة .. (فأنصتوا) له واستمعوه؛ أي: اسكتوا للاستماع، وهذا لا يكون إلا حالة الجهر.
وهذا الحديث صححه مسلم، ولا عبرة بتضعيف من ضعفه، وجعل كثير منهم هذا الحديث تفسيرًا للآية، فيحملون عموم الآية؛ أي: عموم قوله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} (1) على خصوص قراءة الإمام، وبالجملة: فهذا إذا ضممناه إلى حديث جابر: (كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام) .. يلزم ألا تكون القراءة خلف الإمام في الجهر مشروعة، وإنما تكون مشروعة في السر. انتهى "سندي". (وإذا قال) الإمام:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (2) .. فقولوا) معه: (آمين، وإذا ركع) الإمام؛ أي: هوى للركوع .. (فاركعوا) عقبه، ولا تبادروا بالركوع، (وإذا قال: سمع الله لمن حمده .. فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد).
قوله: "وإذا قال: سمع الله لمن حمده .. فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد .. يسمع الله لكم" قال النووي: وفي هذا الحديث دلالة لما يقوله أصحابنا وغيرهم: إنه يستحب للإمام الجهر بقوله: سمع الله لمن حمده، وحينئذ يسمعونه فيقولون، وفيه دلالة لمذهب من يقول: لا يزيد المأموم على قوله ربنا
(1) سورة الأعراف: (204).
(2)
سورة الفاتحة: (7).
وَإذَا سَجَدَ .. فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا .. فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ".
===
لك الحمد، ولا يقول معه: سمع الله لمن حمده، ومذهبنا أنه يجمع بينهما الإمام والمأموم والمنفرد؛ لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جمع بينهما، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:"صلوا كما رأيتموني أصلي"، ومعنى سمع الله لمن حمده؛ أي: أجاب دعاء من حمده، ومعنى يسمع الله لكم: يستجيب دعاءكم.
قوله: "ربنا لك الحمد" هكذا هو ها هنا بلا واو، وفي غير هذا الموضع:(ربنا ولك الحمد)، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بإثبات الواو وبحذفها، وكلاهما جاءت به روايات كثيرة، والمختار أنه على وجه الجواز، وأن الأمرين جائزان، ولا ترجيح لأحدهما على الآخر. انتهى "عون المعبود".
(وإذا سجد .. فاسجدوا) عقبه، ولا تبادروه في السجود، (وإذا صلى جالسًا .. فصلوا جلوسًا) أي: جالسين، وفي بعض النسخ زيادة:(أجمعين) بالياء، والقياس أجمعون، لأنه توكيد لضمير (صلوا) كما في رواية أبي داوود.
قوله: "جلوسًا" جمع جالس، فهو حال من ضمير (صلوا)، قال السندي قوله:"وإذا صلى جالسًا .. فصلوا جلوسًا" ظاهره أن الجلوس عند جلوس الإمام من جملة الائتمام به، فينبغي أن يكون واجبًا، وغالب الفقهاء لا يرونه جائزًا، وفيه كلام طويل لعله يجيء في محل آخر.
قال الإمام الخطابي في "المعالم": ذكر أبو داوود هذا الحديث من رواية جابر وأبي هريرة وعائشة، ولم يذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ما صلاها بالناس وهو قاعد والناس خلفه قيام، وهو آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عادة أبي داوود فيما أنشأه من أبواب هذا الكتاب أن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
يذكر الحديث في بابه، ويذكر الحديث الذي يعارضه في باب آخر على أثره، ولم أجده في شيء من النسخ، فلست أدري كيف أغفل ذكر هذه القصة، وهي من أمهات السنن؟ ! وإليه ذهب أكثر الفقهاء.
ونحن نذكره لتحصل فائدة ويحفظ على الكتاب رسمه وعادته، ثم ذكره الخطابي بإسناده عن عائشة حديث صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ما صلاها بالناس وهو قاعد والناس خلفه قيام، وفي آخر الحديث:(فأقامه في مقامه، وجعله عن يمينه، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر بالناس، فجعل أبو بكر يكبر بتكبيره، والناس يكبرون بتكبير أبي بكر)، قال الخطابي: قلت: وفي إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر عن يمينه وهو مقام المأموم، وفي تكبيره بالناس وتكبير أبي بكر بتكبيره .. بيان واضح أن الإمام في هذه الصلاة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صلى قاعدًا والناس من خلفه قيام، وهي آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فدل حديث عائشة هذا على أن حديث جابر وأنس منسوخ.
ويزيد ما قلناه وضوحًا ما رواه أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ولما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وذكر الحديث، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسًا، وأبو بكر قائمًا يقتدي به، والناس يقتدون بأبي بكر. انتهى من "العون".
فدل حديث عائشة هذا على أن حديث أبي هريرة الذي ذكره المؤلف وأن حديث أنس وجابر المذكورين في أبي داوود منسوخ بحديث عائشة هذا لأن المأخوذ من أفعاله صلى الله عليه وسلم آخر الفعلين، والله أعلم.
(175)
- 831 - (2) حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود، رقم (604)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب تأويل قوله عز وجل:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (1)، رقم (920).
فدرجة الحديث: أنه صحيح، ولكنه منسوخ بحديث عائشة المذكور في "الصحيحين"، كما بيناه آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(175)
-831 - (2)(حدثنا يوسف بن موسى) بن راشد (القطان) أبو يعقوب الكوفي نزيل الري ثم بغداد، صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(خ د ت ق).
(حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي نزيل الري وقاضيها، ثقة صحيح الكتاب، مات سنة ثمان وثمانين ومئة (188 هـ)، وله إحدى وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن سليمان) بن طرخان (التيمي) أبي المعتمر البصري، نزل في التيم فنسب إليهم، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ)، وهو ابن سبع وتسعين سنة. يروي عنه:(ع).
(1) سورة الأعراف: (204).
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ .. فَأَنْصِتُوا، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ذِكْرِ أَحَدِكُمُ التَّشَهُّدُ".
===
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي غلاب) البصري يونس بن جبير الباهلي، ثقة، من الثالثة، مات قبل المئة بعد التسعين، وأوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك. يروي عنه:(ع).
(عن حطان بن عبد الله الرقاشي) البصري، ثقة، من الثانية، مات بعد السبعين. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي موسى الأشعري) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سباعياته، حكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ الإمام .. فأنصتوا، فإذا كان) الإمام (عند القعدة) -بفتح القاف- الأولى أو الأخيرة؛ أي: كان في الجلوس .. (فليكن أول ذكر أحدكم) بفتح اللام (التشهد) -بضم الدال- أي: التحيات، سماه باسم جزئه الأشرف، كما هو القاعدة عند البلغاء في تسمية الكل باسم البعض. انتهى من "العون".
قوله: "فليكن أول ذكر أحدكم التشهد" استدل جماعة بهذا على أنه يقول في أول جلوسه: التحيات، ولا يقول: باسم الله. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (903)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب التشهد، رقم (972) مطولًا، والنسائي في أبواب كثيرة؛ منها في كتاب الإمامة، باب مبادرة الإمام، رقم (829)، وأخرجه ابن ماجه أيضًا في
(176)
- 832 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحُ فَقَالَ: "هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ "، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: "إِنِّي أَقُولُ:
===
كتاب الأذان، باب ما جاء في التشهد، حديث رقم (881).
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:
(176)
- 832 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي.
(قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن) عمارة -بضم أوله وبالتخفيف- (ابن أكيمة) -مصغرًا- الليثي أبي الوليد المدني، وقيل: اسمه عمار أو عمرو أو عامر، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ)، وله تسع وسبعون سنة. يروي عنه:(عم).
(قال) ابن أكيمة: (سمعت أبا هريرة يقول: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة) من الصلوات الخمس، قال أبو هريرة:(نظن) نحن معاشر الصحابة (أنها) أي: أن تلك الصلاة التي صلى بنا فريضة (الصبح، فقال) لنا حين فرغ من الصلاة: (هل قرأ منكم من أحد؟ ) أي: هل قرأ منكم أحد جهرًا من ورائي في هذه الصلاة؟ (قال رجل) من الحاضرين لم أر من ذكر اسمه: (أنا) الذي قرأ وراءكم في هذه الصلاة.
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أقول) في الصلاة في نفسي
مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ".
(176)
-832 - (م) حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ،
===
حين سمعت قراءة القارئ منكم، (ما لي) أي: أي شيء ثبت لي (أنارع القرآن) على صيغة المبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، القرآن منصوب بنزع الخافض وإسقاطه؛ تقديره: أي: في القرآن؛ أي: أي شيء ثبت لي أجاذب في قراءته؟ أي: أشارك فيها كأني أجذبه إلي من غيري، وغيري يجذبه إليه مني، والظاهر أنه أخبرهم بهذا المعنى؛ نهيًا لهم عن ذلك وإنكارًا لفعلهم هذا، ثم يحتمل أنه جهر بالقراءة فشغله، والمنع مخصوص به، ويحتمل أنه ورد في غير الفاتحة، كما قيل، ويحتمل العموم، فلا يقرأ فيما يجهر الإمام أصلًا بالفاتحة ولا بغيرها لا سرًّا ولا جهرًا، وما جاء عن أبي هريرة من قوله:"اقرأ يا فارسي" يحمل على السر، ويؤيده الراوية الآتية. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، رقم (826)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة، رقم (312)، وقال أبو عيسى: هذا الحديث حسن، والنسائي في كتاب افتتاح الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به، رقم (919)، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند".
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا، فقال:
(176)
-832 - (م)(حدثنا جميل بن الحسن) بن جميل الأزدي العتكي أبو الحسن البصري، صدوق، من العاشرة. يروي عنه:(ق).
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: فَسَكَتُوا بَعْدُ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ الْإِمَامُ.
(177)
-833 - (4) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،
===
(حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى السامي البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا معمر) بن راشد الأزدي البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الزهري عن) عمارة (بن أكيمة) الليثي المدني.
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، وغرضه: بيان متابعة معمر لسفيان بن عيينة.
(قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكر) معمر (نحوه) أي: نحو حديث سفيان بن عيينة، (وزاد) معمر (فيه) أي: في الحديث لفظة: (قال) أبو هريرة: (فسكتوا) أي: فسكت الصحابة فيما (بعد) أي: فيما بعد ذلك اليوم عن القراءة (فيما جهر فيه الإمام) تقدم تخريجه بمثل الحديث قبله.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(177)
-833 - (4)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ .. فَإِنَ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ".
===
ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وقيل خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبيد الله بن موسى) بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة، كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، واستصغر في سفيان الثوري، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين على الصحيح (213 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الحسن بن صالح) بن صالح بن حي؛ وهو حيان بن شفي -بضم المعجمة والفاء مصغرًا- الهمداني -بسكون الميم- الثوري، ثقة فقيه عابد، رمي بالتشيع، من السابعة، مات سنة تسع وستين ومئة (169 هـ)، وكان مولده سنة مئة. يروي عنه:(م عم).
(عن جابر) بن يزيد بن الحارث الجعفي أبي عبد الله الكوفي، ضعيف رافضي، من الخامسة، مات سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه: (د ت ق).
(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جابرًا الجعفي؛ وهو ضعيف متهم كذاب.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان له إمام .. فإن قراءة الإمام له قراءة).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال السندي: قد سبق عن جابر ما يخالف إطلاقه فيمكن أن يخص هذا بصورة الجهر توفيقًا بين الأدلة، وما جاء أن هذا الحديث كان في الظهر فلعله ضعيف لم يثبت على أنه قيل: يحتمل أن المراد من كان له إمام .. فليقرأ بقراءته؛ فإن قراءة الإمام قراءة له، فليقرأ لنفسه، وبالجملة: فهذا الحديث مع ضعفه واحتمال التأويل يقوى قوة معارضه، فليتأمل، وفي "الزوائد": في إسناده جابر الجعفي، كذاب والحديث مخالف لما رواه الأئمة الستة من حديث عبادة، والله تعالى أعلم.
وانفرد ابن ماجه بهذا الحديث، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة، رواه الترمذي قال: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وعمران بن حصين، ورواه الدارقطني في "سننه"(1/ 323)، رقم (311)، وابن أبي شيبة (1/ 376) في كتاب الصلاة باب من كره القراءة خلف الإمام عن عبد الله بن شداد، وأحمد في "المسند"(3/ 239)، والبيهقي (2/ 160) في كتاب الصلاة، باب من قال: لا يقرأ خلف الإمام على الإطلاق، وعبد الرزاق في "مصنفه".
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لأن له شواهد، وإن كان ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به للترجمة، فالحديث: ضعيف السند، حسن المتن.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
واحد للاستدلال، وواحد للمتابعة، وثلاثة للاستشهاد، كما بيناه في محله.
والله سبحانه وتعالى أعلم