المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(44) - (207) - باب القراءة في صلاة الفجر - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الصلاة

- ‌(1) - (164) - أَبْوَابُ مَوَاقِيتِ الْصَّلَاةِ

- ‌(2) - (165) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌تنبيه

- ‌(3) - (166) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ

- ‌(4) - (167) - بَابُ الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ

- ‌(5) - (168) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(6) - (169) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ

- ‌(7) - (170) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(8) - (171) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(9) - (172) - بَابُ مِيقَاتِ الصَّلَاةِ فِي الْغَيْمِ

- ‌(10) - (173) - بَابُ مَنْ نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا

- ‌(11) - (174) - بَابُ وَقْتِ الصَّلَاةِ فِي الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ

- ‌(12) - (175) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَعَنِ الْحَدِيثِ بَعْدَهَا

- ‌(13) - (176) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: صَلَاةُ الْعَتَمَةِ

- ‌كتاب الأذان

- ‌(14) - (177) - بَابُ بَدْءِ الْأَذَانِ

- ‌(15) - (178) - بَابُ التَّرْجِيعِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(16) - (179) - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ

- ‌(17) - (180) - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(18) - (181) - بَابُ فَضْلِ الْأَذَانِ وَثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌(19) - (182) - بَابُ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ

- ‌(20) - (183) - بَابُ إِذَا أُذِّنَ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ .. فَلَا تَخْرُجْ

- ‌أبواب المساجد والجماعات

- ‌(21) - (184) - بَابُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌(22) - (185) - بَابُ تَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ

- ‌فائدة

- ‌(23) - (186) - بَاب: أَيْنَ يَجُوزُ بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ

- ‌(24) - (187) - بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ

- ‌فائدة

- ‌(25) - (188) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الْمَسَاجِدِ

- ‌(26) - (189) - بَابُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(27) - (190) - بَابٌ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ

- ‌(28) - (191) - بَابُ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ

- ‌(29) - (192) - بَابُ تَطْهِيرِ الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا

- ‌(30) - (193) - بَابُ كَرَاهِيَةِ النُّخَامَةِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(31) - (194) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْشَادِ الضَّوَالِّ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(32) - (195) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ وَمُرَاحِ الْغَنَمِ

- ‌(33) - (196) - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ

- ‌(34) - (197) - بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ

- ‌(35) - (198) - بَابٌ: الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا

- ‌(36) - (199) - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(37) - (200) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجَمَاعَةِ

- ‌(38) - (201) - بَابُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌(39) - (202) - بَابُ لُزُومِ الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ

- ‌(40) - (203) - بَابُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

- ‌(41) - (204) - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(42) - (205) - بَابُ وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(43) - (206) - بَابُ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ

- ‌(44) - (207) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌(45) - (208) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(46) - (209) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(47) - (210) - بَابُ الْجَهْرِ بِالْآيَةِ أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(48) - (211) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

- ‌(49) - (212) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ

- ‌(50) - (213) - بَابُ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ

- ‌(51) - (214) - بَابٌ: فِي سَكْتَتَيِ الْإِمَامِ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(52) - (215) - بابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا

- ‌(53) - (216) - بَابُ الْجَهْرِ بِآمِينَ

- ‌(54) - (217) - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ

- ‌فائدة

- ‌خاتمة

الفصل: ‌(44) - (207) - باب القراءة في صلاة الفجر

(44) - (207) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

(146)

- 802 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ،

===

(44)

- (207) - (باب القراءة في صلاة الفجر)

(146)

- 802 - (1)) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم بالكوفة أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين (178 هـ). يروي عنه:(م عم).

(وسفيان بن عيينة) بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه في آخره، وكان ربما دلس، لكن عن الثقات، من رؤوس الطبقة الثامنة، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار، مات في رجب سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع)، وله إحدى وتسعون سنة.

وفائدة هذه المقارنة تقوية السند؛ لما علمت في شريك.

كلاهما رويا (عن زياد بن علاقة) -بكسر العين وبالقاف- الثعلبي بالمثلثة والمهملة، أبي مالك الكوفي، ثقة رمي بالنصب، من الثالثة، مات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ)، وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).

(عن قطبة بن مالك) الثعلبي -بالمثلثة والمهملة- الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، سكن الكوفة. يروي عنه:(م ت س ق).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

ص: 404

سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} .

===

أنه (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في) صلاة (الصبح) قوله تعالى في سورة (ق): ({وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ})(1) أي: يقرأ في صلاة الصبح السورة التي فيها {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} وهي (ق)، وفي رواية لمسلم: فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد} (2)، وفي رواية أخرى له: فقرأ في أول ركعة {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} انتهى "تحفة".

قوله: (والنخل) معطوف على جنات؛ أي: أنبتنا بذلك الماء النخل، وتخصيصها بالذكر مع اندراجها في الجنات؛ لبيان فضلها على سائر الأشجار، وباسقات حال مقدرة من النخل؛ أي: حالة كونها طوالًا في السماء عجيبة الخلق، وجملة قوله:(لها طلع نضيد) أي: منضود متراكم بعضه فوق بعض .. حال مقدرة من النخل أيضًا؛ لأنها وقت الإنبات لم تكن طوالًا في السماء، ولم يكن لها طلع، وقد بسطنا الكلام على الآية تفسيرًا وإعرابًا وتصريفًا وبلاغةً في "الحدائق" فراجعها إن شئت. انتهى "كوكب".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، رقم (457)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح، رقم (305)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ (ق)، والدارمي وأحمد بن حنبل، قال أبو عيسى: حديث قطبة بن مالك حديث حسن صحيح.

قلت: وغرض المؤلف بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، وقال أبو عيسى

(1) سورة ق: (10).

(2)

سورة ق: (1).

ص: 405

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أيضًا: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الصبح بالواقعة، أخرجه عبد الرزاق من حديث جابر بن سمرة، وروي عنه أنه كان يقرأ في الفجر من ستين آية إلى مئة، أخرجه الشيخان من حديث أبي برزة، وروي عنه أنه كان يقرأ:(إذا الشمس كورت) أخرجه النسائي من حديث عمرو بن حريث، وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري: أن اقرأ في الصبح بطوال المفصل، قال الزيلعي في "نصب الراية" (229): روى عبد الرزاق في "مصنفه": أخبرنا سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن وغيره، قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أن اقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بأوساط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل. انتهى، وروى البيهقي في "المعرفة" من طريق مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري أن اقرأ في ركعتي الفجر بسورتين طويلتين من المفصل. انتهى ما في "نصب الراية".

وفي معنى أثر عمر ما رواه النسائي مرفوعًا من حديث سليمان بن يسار، قال: كان فلان يطيل القراءة في الأوليين من الظهر، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسطه، وفي الصبح بطواله، فقال أبو هريرة: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا. ذكره الحافظ في "بلوغ المرام"، وقال: أخرجه النسائي بإسناد صحيح، والمفصل: من الحجرات إلى آخر القرآن، وطواله: من الحجرات إلى آخر سورة البروج، ووسطه: إلى آخر سورة (لم يكن)، وقصاره: إلى آخر القرآن.

قال أبو عيسى: وعلى هذا العمل عند أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي، قال النووي في "شرح مسلم": وأما اختلاف قدر القراءة

ص: 406

(147)

- 803 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَصْبَغَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ

===

في الصلوات .. فهو عند العلماء على ظاهره، قالوا: فالسنة أن يقرأ في الصبح والظهر بطوال المفصل، ويكون الصبح أطول، وفي العشاء والعصر بأوساطه، وفي المغرب بقصاره، قالوا: والحكمة في إطالة الصبح والظهر أنهما في وقت غفلة بالنوم في آخر الليل وفي القائلة، فيطولهما ليدركهما المتأخر بغفلة ونحوها، والعصر ليست كذلك، بل تفعل في وقت تعب أهل الأعمال، فخففت عن ذلك، والمغرب ضيقة الوقت، فاحتيج على زيادة التخفيف لذلك، ولحاجة الناس إلى عشاء صائمهم وضيفهم، والعشاء في وقت غلبة النوم والنعاس، ولكن وقتها واسع فأشبهت العصر. انتهى "كلام النووي".

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث قطبة بن مالك بحديث عمرو بن حريث رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(147)

- 803 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.

(حدثنا أبي) عبد الله.

(حدثنا إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي البجلي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أصبغ مولى عمرو بن حريث) المخزومي، ثقة تغير، من الرابعة.

يروي عنه: (د ق).

(عن عمرو بن حريث) بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

ص: 407

قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ -كَأَنِّي أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ-: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} .

===

القرشي المخزومي الصحابي الصغير رضي الله تعالى عنه، مات سنة خمس وثمانين (85 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، أو الحسن؛ لأن أصبغ تغير في آخره.

(قال) عمرو: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقرأ في) صلاة (الفجر) سورة التكوير، و (كأني) الآن (أسمع قراءته) صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة التكوير:({فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}) (1)، والخنس: جمع خانس؛ وهي الكواكب الرواجع من آخر الفلك إلى أوله، (الجوار) جمع جارية بمعنى سائرة؛ وهي التي تجري مع الشمس والقمر، أصله الجواري حذفت منه الياء في رسم المصحف تبعًا للفظ، (الكنس) جمع كانس؛ وهو الداخل في الكناس؛ أي: في الحجاب والستارة المستتر به، والجار والمجرور متعلق بأقسم، و (لا) صلة، أو رد لكلام سابق؛ أي: ليس الأمر كما تزعمون أيها الكفرة من أن القرآن سحر أو شعر أو أساطير، ثم ابتدأ فقال: أقسم بالخنس؛ والمعنى: أقسم بالكواكب الرواجع من آخر الفلك إلى أوله التي تجري مع الشمس والقمر التي تختفي تحت ضوء الشمس، وهي ما عدا النيرين من السبعة السيارة المجموعة في قول بعضهم:

زحل شرى مريخه من شمسه

فتظاهرت لعطارد الأقمار

وإن أردت إتقانها .. فراجع تفسيرنا "الحدائق"، والله أعلم.

(1) سورة التكوير: (15 - 16).

ص: 408

(148)

- 804 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ،

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه من رواية الوليد بن سريع بأتم من هذا، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب القراءة في الفجر، رقم (817).

فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث قطبة بن مالك بحديث أبي برزة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(148)

- 804 - (3)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(حدثنا عباد بن العوام) بن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ) أو بعدها، وله نحو من سبعين سنة. يروي عنه:(ع).

(عن عوف) بن أبي جميلة العبدي الهجري أبي سهل البصري، المعروف بالأعرابي، واسم أبي جميلة: بندويه، وقيل: هو اسم أمه، واسم أبيه: رزينة.

روى عن: أبي المنهال، ويروي عنه:(ع)، وعباد بن العوام، ثقة، رمي بالقدر وبالتشيع، من السادسة، مات سنة ست، أو سبع وأربعين ومئة (147 هـ)، وله سبع وثمانون سنة.

(عن أبي المنهال) سيار بن سلامة الرياحي -بتحتاينة- نسبة إلى رياح بن يربوع بن حنظلة بن تميم البصري. روى عن: أبي برزة الأسلمي في الصلاة،

ص: 409

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ح وَحَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَهُ أَبُو الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ

===

وعن أبيه، ويروي عنه:(ع)، وعوف بن أبي جميلة، وشعبة، وحماد بن سلمة، وغيرهم.

وثقه النسائي وابن معين، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ).

(عن أبي برزة) -بفتح الموحدة وسكون الراء، - نضلة -بفتح النون وسكون ضاد معجمة- ابن عبيد بن الحارث الأسلمي البصري الصحابي المشهور بكنيته رضي الله تعالى عنه، سكن البصرة، قيل: ومات بها بعد سنة خمس وستين على الصحيح. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، له ستة وأربعون حديثًا، ويروي عنه:(ع)، وأبو المنهال.

(ح وحدثنا سويد) بن سعيد بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني أبو محمد الأنباري، صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ)، وله مئة سنة، ذكره للمقارنة، فلا يضر في السند. يروي عنه:(م ق).

(حدثنا معتمر بن سليمان) التيمي، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثه أبو المنهال) سيار بن سلامة.

(عن أبي برزة) الأسلمي.

وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة.

ص: 410

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِئَةِ.

(149)

- 805 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ،

===

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في) صلاة (الفجر ما بين الستين) من الآية وما فوقها (إلى) تمام (المئة) يعني: لا ينقص من الستين ولا يجاوز المئة غالبًا، فمن للتعدية، لا للابتداء، و (إلى) غاية لمحذوف، كما قدرناه في حلِّنا، وبهذا يصح المعنى، وللدلالة على أنه قد يجاوز إلى المئة أدخل كلمة إلى، وإلا .. فالموضع موضع العطف بالواو. انتهى "سندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، رقم (172) والنسائي في كتاب الافتتاح، باب القراءة في الصبح بالستين إلى المئة، رقم (947).

فحكمه: الصحة، وغرضه: الاستشهاد به لحديث قطبة بن مالك.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث قطبة بن مالك بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(149)

- 805 - (4)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(حدثنا ابن أبي عدي) محمد بن إبراهيم السلمي مولاهم أبو عمرو البصري، ثقة، من التاسعة، مات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 411

عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، وَيُقْصِرُ فِي الثَّانِيَةِ،

===

(عن حجاج) بن أبي عثمان ميسرة، أو سالم (الصواف) الخياط أبي الصلت البصري، ثقة حافظ، من السادسة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي اليمامي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن أبي قتادة) الأنصاري السلمي -بفتح السين واللام- أبي إبراهيم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).

(وعن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

كلاهما رويا (عن أبي قتادة) الأنصاري السلمي -بفتحتين- فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحارث بن ربعي على المشهور، وقيل: عمرو، وقيل عون، وقيل غير ذلك، مات سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين، والأول أصح. يروي عن: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه:(ع)، له مئة وسبعون حديثًا.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة.

(قال) أبو قتادة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فيطيل) القراءة من السور (في الركعة الأولى) على الركعة الثانية (من الظهر، ويقصر) القراءة ويخففها (في) الركعة (الثانية) منها؛ أي: يجعل الأولى أطول من

ص: 412

وَكَذَلِكَ فِي الصُّبْحِ.

(150)

- 806 - (5) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ

===

الثانية؛ ليعينهم بذلك على إدراك فضلها، (وكذلك) أي: مثل ما يفعل في الظهر يفعل (في) صلاة (الصبح) من تطويل الركعة الأولى على الثانية؛ ليدركوا فضل الجماعة في الأولى.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث قطبة بن مالك بحديث عبد الله بن السائب رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(150)

- 806 - (5)(حدثنا هشام بن عمار) السلمي أبو الوليد الدمشقي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين على الصحيح (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا سفيان بن عيينة) بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي.

(عن ابن جريج عن) عبد الله بن عبيد الله (ابن أبي مليكة) -مصغرًا- زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي المكي، ثقة، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة (17 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن السائب) بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، المكي، له ولأبيه صحبة، وكان قارئ أهل مكة، مات سنة بضع وستين (63 هـ) رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(م عم).

ص: 413

قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بـ (الْمُؤْمِنُونَ) فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذِكْرِ عِيسَى .. أَصَابَتْهُ شَرْقَةٌ فَرَكَعَ؛ يَعْنِي: سَعْلَةً.

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) عبد الله بن السائب: (قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في فتح مكة إمامًا لنا (في صلاة الصبح بـ) سورة قد أفلح (المؤمنون، فلما أتى) ووصل (على ذكر) قصة (عيسى) بن مريم .. (أصابته) أي: أخذته (شرقة) أي: غصة بريقة أو بدمعة، ولم يقدر على إكمال السورة، (فركع) أي: هوى للركوع، قال ابن أبي مليكة:(يعني) عبد الله بن السائب بقوله أصابته شرقة: أخذته (سعلة).

قال السندي: قوله: (شرقة) أي: شرق بدمعه؛ يعني: للقراءة؛ أي: بدموع حصل له من البكاء للقراءة، وقيل: شرق بريقه، وفي "القاموس": شرق بريقه كفرح: غص به فحصل له سعلة، والله أعلم، قوله:(سعلة) -بفتح السين وسكون العين- فعلة من السعال، وإنما أخذته من البكاء عند تدبر تلك القصص حتى غلب عليه السعال، ولم يتمكن من إتمام السورة، قوله:(فركع) أي: قطعها وهوى للركوع.

قال النووي: وفي هذا الحديث جواز قطع القراءة، وجواز القراءة ببعض السورة، وهذا جائز بلا خلاف ولا كراهية فيه إن كان القطع لعذر، وإن لم يكن له عذر .. فلا كراهة فيه أيضًا، ولكنه خلاف الأولى، هذا مذهبنا ومذهب الجمهور، وبه قال مالك في رواية عنه، والمشهور عنه كراهته. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري تعليقًا في كتاب الصلاة، باب الجهر بالصبح، رقم (1072)، وفي كتاب الأذان، ومسلم في كتاب الصلاة،

ص: 414

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

باب القراءة في الصبح، رقم (163)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل، رقم (649)، والنسائي في كتاب افتتاح الصلاة، وأحمد.

ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:

الأول للاستدلال به على الترجمة، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 415