الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(32) - (195) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ وَمُرَاحِ الْغَنَمِ
(98)
- 754 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
(32)
- (195) - (باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم)
أعطان الإبل: مباركها حول الماء، ومراح الغنم: مأواها في الليل.
* * *
(98)
- 754 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(حدثنا يزيد بن زريع) -بتقديم الزاي على الراء مصغرًا- البصري، أبو معاوية التيمي العيشي، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(ع).
(قالا: حدثنا هشام بن حسان) الأزدي القردوسي أبو عبد الله البصري، ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن سيرين) الأنصاري مولاهم أبي بكر البصري، ثقة ثبت، عابد كبير القدر، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ وَأَعْطَانَ الْإِبِلِ .. فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ؟ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ".
===
وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لم تجدوا) أيها المؤمنون من أماكن الصلاة (إلا مرابض الغنم) وهي مأواها في الليل (و) إلا (أعطان الإبل) وهو مباركها عند الماء .. (فصلوا في مرابض الغنم) لما فيها من الهدوء وعدم تشويش المصلي، (ولا تصلوا في أعطان الإبل) لشدة نفارها وارتفاع أصواتها المشوش للمصلي.
قالوا: ليس علة المنع في الأعطان نجاسة المكان؛ إذ لا فرق حينئذ بين المرابض والأعطان، وإنما العلة شدة نفار الإبل؛ فقد يؤدي ذلك إلى بطلان الصلاة أو قطع الخشوع أو غير ذلك، فلذلك جاء أنها من الشياطين، حيث قال:(فإنها) أي: فإن الإبل (خُلقت من الشياطين) أي: إنها لما فيها من النفار والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته، فصارت كأنها في حق المصلي من جنس الشياطين.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رواه الترمذي في "الجامع" عن أبي كريب عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن هشام به بلفظ:"صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل"، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن جابر بن سمرة والبراء بن عازب وسبرة بن معبد وعبد الله بن مغفل وابن عمر وأنس بن مالك، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن أبي يعلى عن محمد بن أبي بكر المقدّمي عن يزيد بن زريع بإسناده ومتنه.
(99)
- 755 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ،
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن مغفل رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(99)
- 755 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشيم)، كما في "مصنف ابن أبي شيبة"، و"تحفة الأشراف"، وهو هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ). يروي عنه:(ع).
وفي نسخ من "سنن ابن ماجه": (حدثنا أبو نعيم) التيمي مولاهم الفضل بن دكين، واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الكوفي الأحول، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة، وقيل: تسع عشرة ومئتين (219 هـ)، وكان من كبار شيوخ البخاري، مشهور بكنيته. يروي عنه:(ع) والصواب ما أثبتناه.
(عن يونس) بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبي إسرائيل الكوفي.
وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": صدوق يهم قليلًا، من الخامسة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئة (152 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(م عم).
(عن الحسن) بن أبي الحسن البصري اسمه يسار الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ".
===
(عن عبد الله بن مغفل) -بصيغة اسم المفعول كمحمد- ابن عبد نهم -بفتح النون وسكون الهاء- ابن عفيف بن أسحم (المزني) أبي عبد الرحمن البصري، الصحابي المشهور رضي الله عنه. يروي عنه:(ع)، مات سنة سبع وخمسين (57 هـ)، وقيل: سنة ستين (60 هـ)، له ثلاثة وأربعون حديثًا.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) عبد الله: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا في مرابض الغنم) جمع مربض -بكسر الباء- لأنه من ربض يربض من باب ضرب يضرب، يقال: ربض في الأرض إذا التصق بها وأقام ملازمًا لها، واسم المكان: مربض -بكسر الباء- وهو مأوى الغنم؛ مثل بروك الإبل، وفي "الصحاح": ربوض الغنم والبقر والفرس والكلب مثل بروك الإبل وجشوم الطير، قاله العيني، وورد:(فإنها بركة) أي: فإن الغنم ذو بركة، قال في "غاية المقصود": والمعنى أن الغنم ليس فيها تمرد ولا شراد، بل هي ضعيفة ومن دواب الجنة، وفيها سكينة فلا تؤذي المصلي ولا تقطع صلاته، فهي ذو بركة، فصلوا في مرابضها. انتهى.
(ولا تصلوا في أعطان الإبل؛ فإنها خُلقت من الشياطين) والأعطان جمع عطن، وهو الموضع الذي تُناخ فيه عند ورودها الماء فقط.
والحديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في مواضع الإبل، وعلل ذلك بقوله:"فإنها خُلقت من الشياطين" أي: إن الإبل خُلقت من الشياطين، فهذا يدل على أن علة النهي كون الإبل من الشياطين لا غير، فالإبل تعمل عمل الشياطين والأجنة؛ لأن الإبل كثيرة الشراد، فتشوش قلب
(100)
- 756 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ،
===
المصلي وتمنع الخشوع، قال الخطابي: قوله صلى الله عليه وسلم: "فإنها من الشياطين" يريد أنها من الشياطين؛ لما فيها من النفار والشرود، وربما أفسدت على المصلي صلاته، والعرب تسمي كل مارد شيطانًا، كأنه يقول: كان المصلي إذا صلى بحضرتها .. كان مغررًا بصلاته لما لا يؤمن من نفارها وخبطها المصلي، وهذا المعنى مأمون من الغنم؛ لما فيها من السكون وضعف الحركة إذا هيجت. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب المساجد، باب ذكر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل، رقم (734). انتهى "تحفة الأشراف".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث سبرة بن معبد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(100)
- 756 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب) -بضم أوله المهمل وبموحدتين-أبو الحسين العكلي -بضم المهملة وسكون الكاف- الخراساني ثم الكوفي الجوّال، صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني) المدني، قال في "التقريب": وثقه العجلي، من السابعة. يروي عنه:(م د ت ق)، وقال
أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، وَيُصَلَّى فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ".
===
أبو الحسن بن القطان: لم تثبت عدالته، وإن كان مسلم أخرج له فغير محتج به، وإنما أخرج له حديثًا واحدًا في المتعة متابعة، وضعّفه ابن معين.
(أخبرني أبي) ربيع بن سبرة بن معبد الجهني المدني، ثقة، من الثالثة.
يروي عنه (م عم).
(عن أبيه) سبرة بن معبد الجهني المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن عبد الملك بن الرّبيع مختلف فيه، كما مر آنفًا.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يُصلى) بالبناء للمجهول؛ أي: لا تفعل الصلاة (في أعطان الإبل) ومباركها عند الماء؛ لما فيها من النفار والشرود المشوش للمصلي، (ويُصلى) بالبناء للمفعول أيضًا؛ أي: تفعل الصلاة (في مراح الغنم) ومرابضها لهدوئها وسكو نها، قال السيوطي: المراح -بضم الميم-: الموضع الذي تروح إليه الغنم وتأوي إليه ليلًا. انتهى.
وقد جاء في الأحاديث النهي عن الصلاة في موضع: مبارك الإبل، وفي موضع: أعطان الإبل، وفي موضع: مناخ الإبل، وفي موضع: مرابد الإبل، ووقع عند الطحاوي في حديث جابر بن سمرة أن رجلًا قال: يا رسول الله، أُصلي في مباءة الغنم، قال:"نعم" قال: أُصلي في مباءة الإبل، قال:"لا". وقال بعضهم: معنى الحديث أنه كره الصلاة في السهول من الأرض؛ لأن الإبل إنما تأوي إليها وتعطن فيها، والغنم تبوء وتروح إلى الأرض الصلبة.
قال: والمعنى في ذلك: أن الأرض الرخوة التي يكثر ترابها ربما كانت فيها النجاسة، فلا يتبين موضعها، فلا يأمن المصلي أن تكون صلاته فيها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
على نجاسة، فأما القرار الصلب من الأرض .. فإنه ضاح بارز لا يخفى موضع النجاسة إذا كانت فيه، وزعم بعضهم أنه إنما أراد به الموضع الذي يحط الناس رحالهم فيها إذا نزلوا المنازل في الأسفار، قال: ومن عادة المسافرين أن يكون برازهم بالقرب من رحالهم، فتوجد هذه الأماكن في الأغلب نجسة، فقيل لهم: لا تصلوا فيها وتباعدوا عنها، والله أعلم. انتهى من "العون".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد، قال البوصيري: ورواه الإمام أحمد في "مسنده" من هذا الوجه، ورواه البيهقي في "سننه" من طريق حرملة بن عبد العزيز عن عمه عبد الملك بن الربيع به، ورواه الدارقطني في "سننه" من طريق زيد بن الحباب، وهو في "صحيح البخاري" من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبني المسجد، وفيه من حديث ابن عمر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بعيره.
فالحديث له شواهد، فدرجته: أنه صحيح بغيره، وسنده: حسن؛ لأن فيه عبد الملك بن الربيع، فهو مختلف فيه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به للحديث الأول.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم