الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(35) - (198) - بَابٌ: الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا
(112)
- 768 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا".
===
(35)
- (198) - (باب: الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا)
(112)
-768 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث (بن أبي ذئب) هشام بن شعبة القرشي العامري أبو الحارث المدني، أحد الأئمة الأعلام، ثقة، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين ومئة، وقيل: سنة تسع. يروي عنه: (ع).
(عن عبد الرحمن بن مهران) المدني مولى بني هاشم، روى عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان وعمير مولى ابن عباس، ويروي عنه:(د ق)، ومحمد بن أبي ذئب.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مجهول، من السادسة.
(عن عبد الرحمن بن سعد) مولى الأسود بن سفيان المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م د ق).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا") وثوابًا من الأقرب منه إلى المسجد.
قال السندي: قوله: "فالأبعد" الفاء للترتيب؛ أي: الأبعد على مراتب البعد
(113)
- 769 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ،
===
أعظم أجرًا من الأقرب على مراتب القرب؛ فكل من كان أبعد .. فهو أكثر أجرًا ممن كان أقرب منه، ولو كان هذا الأقرب أبعد من غيره .. فأجره أكثر من ذلك الغير، والمراد: أنه إذا حضر المسجد مع ذلك البعد ولم يمنعه البعد عن الحضور .. كان أكثر أجرًا. انتهى منه.
قال العيني: يمكن أن تكون الفاء ها هنا للترتيب مع تفاوتٍ من بعض الوجوه، ويجوز أن تكون الفاء ها هنا بمعنى (ثم) بمعنى: أبعدهم ثم أبعدهم.
قوله: "أعظم أجرًا" نصب على التمييز، وفيه أن سبب أعظمية الأجر في الصلاة هو بُعد المشي، وهو المسافة؛ وذلك لوجود المشقة فيه، وفيه الدلالة على فضل المسجد البعيد لأجل كثرة الخطى. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب في ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، رقم (552).
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(113)
- 769 - (2)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري، ثقة، رُمي بالنصب، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا عباد بن عباد) بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي (المهلبي) نسبة إلى الجد المذكور، أبو معاوية البصري، ثقة ربما وهم،
حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ)، أو بعدها بسنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا عاصم) بن سليمان (الأحول) أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، وكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي عثمان النهدي) عبد الرحمن بن مل -بتثليث الميم وتشديد اللام- مشهور بكنيته، ثقة مخضرم، من الثانية، ثبت عابد، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ)، وقيل بعدها، وعاش مئة وثلاثين سنة، وقيل: أكثر. يروي عنه: (ع).
(عن أُبي بن كعب) بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبي المنذر المدني رضي الله عنه سيد القراء من فضلاء الصحابة، قيل: مات سنة تسع عشرة (19 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين (32 هـ). يروي عنه: (ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أُبي بن كعب: (كان رجل من الأنصار) لم أر من ذكر اسمه (بيته) أي: منزله (أقصى بيت) أي: أبعد بيت (بالمدينة) المنورة من المسجد النبوي، (وكان) ذلك الرجل (لا تخطئه) أي: لا تفوته (الصلاة) أي: صلاة الجماعة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: لا تفوته الجماعة في أي صلاة من الصلوات الخمس، وأصل الإخطاء: عدم الإصابة، ونفي النفي إثبات،
قَالَ: فَتَوَجَّعْتُ لَهُ فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ؛ لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمَضَ وَيَرْفَعُكَ مِنَ الْوَقَعِ وَيَقِيكَ هَوَامَّ الْأَرْضِ فَقَالَ: وَاللهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
===
والنكرة في سياق النفي تعم؛ أي: وكان تصيبه كل صلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(قال) أُبي: (فتوجعت) أي: تألمت وتأسفت (له) أي: لذلك الرجل لبُعده ومشقته بالمشي، (فقلت) لذلك الرجل الأبعد بيتًا:(يا فلان) كناية عن اسم ذلك الرجل الأبعد؛ (لو أنك اشتريت حمارًا) تركبه، فـ (يقيك) أي: فيكون لك ذلك الحمار وقاية وسترًا من حرارة (الرمض) أي: من حرارة الرمال الحامية في النهار من شدة حر الشمس، (ويرفعك) ذلك الحمار (من الوقع) أي: من وقوع قدمك على الحجارة وتتأثر بها في الليل بالصدمة والجراحة، وفي "النهاية": الوقع -بالتحريك-: أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها.
(ويقيك) ذلك الحمار ويحفظك ويسترك (هوام الأرض) أي: يكون لك سترًا ووقاية من إذاية هوام الأرض وحشراتها في الليلة الظلماء؛ كالعقرب والحيات والرتيلاء وغيرها من الحيوان السامة، وجواب لو الشرطية محذوف؛ تقديره: لكان خيرًا لك، ويصح أن تكون لو بمعنى لولا التحضيضية، والتحضض: الطلب بعنف وشدة؛ أي: هلا اشتريت حمارًا يقيك من الحرارة ومن هوام الأرض في الليل.
(فقال) لي ذلك الرجل: (والله) أي: أقسمت لك بالإله الذي لا إله غيره على أني (ما أحب أن بيتي) مطنب مشدود مربوط (بطنب) أي: بحبال (بيت محمد صلى الله عليه وسلم ملاصق به، والطنب -بضمتين-: واحد أطناب الخيمة؛ أي: حبالها التي تربط بها على الأوتاد؛ أي: ما أحب أن
قَالَ: فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ
===
يكون بيتي مربوطًا مشدودًا بطنب بيته صلى الله عليه وسلم، فيكون أقرب البيوت في المدينة إلى المسجد، وقد يُستعار الطنب للناحية، وهو كناية عن القُرب إلى المسجد؛ والمعنى: أني ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته صلى الله عليه وسلم، ولا أن يكون بيتي ملصقًا بالأطناب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأني أحتسب عند الله تعالى كثرة خُطاي من بيتي إلى المسجد ومنه إلى بيتي.
(قال) أُبي بن كعب: (فحملت) على ظهر قلبي (به) أي: بسبب قول ذلك الرجل مع مشقته ببُعد بيته من المسجد (حملًا) ثقيلًا من الهم؛ أي: استعظمت قوله واستغربته مع مشقته وأهمني حاله وشأنه، وفي "السنوسي" قوله:(حملًا) ثقيلًا -بكسر الحاء- أي: حملت بسبب قوله هذا حملًا ثقيلًا عظيمًا، شبه ما اعتراه من استعظام مقالته وثقلها عليه بحمل محسوس يحمله على ظهره. انتهى، وفي بعض الهوامش: قوله: (فحملت به) كذا وُجد مضبوطًا في النسخ المعتمدة بالتخفيف وبالبناء للفاعل، ولو ضبط بتشديد الميم مع البناء للمفعول .. لكان أوضح؛ لأن التحميل يتضمن معنى التثقيل، فيكون لتعديته بالباء وجه، كما يعلم ذلك بمراجعة "لسان العرب".
والمعنى كما في "النووي" عن القاضي: أنه عظم على حاله وثقل واستعظمت قوله لبشاعة لفظه، وأهمني ذلك، وليس المراد به هنا: الحمل على الظهر. انتهى.
أي: حملت به همًا شديدًا (حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك) القول الذي قال (له) صلى الله عليه وسلم؛ أي: عراني ثقل قوله
فَدَعَاهُ، فَسَأَلَهُ فَذَكَرَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ".
(114)
- 770 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى،
===
وكلامه، واشتد عليّ حتى أتيت بسببه النبي صلى الله عليه وسلم، قال أُبي:(فدعاه) أي: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل، (فسأله) عن حاله، (فذكر) ذلك الرجل (له) صلى الله عليه وسلم (مثل ذلك) أي: مثل ما قال لي من قوله: ما أحب أن بيتي بطنب بيت محمد صلى الله عليه وسلم، (وذكر) ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم (أنه) أي: أن ذلك الرجل (يرجو) ويطمع من الله سبحانه أن يكتب له (في أثره) وخطاه الأجر والثواب، كما في رواية مسلم.
(فقال) له (رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لك) على آثارك وخطاك (ما احتسبت) على الله تعالى ورجوت منه من الأجر. انتهى من "الكوكب"، قال السندي: قوله: "احتسبت" من الاحتساب؛ وهو أن تقصد العمل وتفعله طلبًا للأجر والثواب. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، رقم (278)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في فضل المشي إلى الصلاة، رقم (557).
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة رضي الله عنه.
* * *
ثم استشهد له ثانيًا بحديث أنس رضي الله عنه، فقال:
(114)
- 770 - (3)(حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى) بن عبيد العنزي
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَرَادَتْ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دِيَارِهِمْ إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ،
===
-بفتح النون والزاي- البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، من العاشرة، وكان هو وبندار فرسي رهان، وماتا في سنة واحدة؛ أي: سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه: (ع).
(حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي -مصغرًا- أبو عثمان البصري، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة ست وثمانين ومئة (186 هـ)، وكان مولده سنة عشرين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا حميد) الطويل بن أبي حميد تير، أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ) وهو قائم يصلي، وله خمس وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أنس: (أرادت بنو سلمة) -بكسر اللام مع فتح السين، وليس سلمة في العرب بكسر اللام غيرهم- هم بطن كبير من الأنصار، ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري (أن يتحولوا) أي: أن ينتقلوا (من ديارهم) ومنازلهم البعيدة من المسجد النبوي (إلى قُرب المسجد) النبوي، وكانت بُعد المسافة تمنعهم في سواد الليل وعند وقوع الأمطار واشتداد البرد، وكانت ديارهم على بُعد من المسجد النبوي، وكانت وراء جبل سلع، فأرادوا النقلة إلى قربه، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، فرغبهم فيما عند الله من الأجر على كثرة الخُطا، فقال لهم:"الزموا دياركم". انتهى من "الأبي".
فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْرُوا الْمَدِينَةَ فَقَالَ: "يَا بَنِي سَلِمَةَ؛ أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ"، فَأَقَامُوا.
(115)
- 771 - (4) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
===
(فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعروا المدينة) -بضم الياء وسكون العين المهملة وضم الراء- من أعرى الرباعي؛ أي: أن يجعلوا نواحي المدينة خالية من السكان، (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا بني سلمة) الزموا دياركم ومنازلكم (ألا تحتسبون) على الله (آثاركم) أي: خطاكم إلى المسجد؛ أي: أجورها، قال أنس:(فأقاموا) ديارهم ولزموها ولم يتحولوا عنها احتسابًا على الله أجور خطاهم؛ والمعنى: الزموا دياركم ومنازلكم؛ فإنكم إذا لزمتموها .. كُتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في "صحيحه" في كتاب الأذان، باب احتساب الآثار، رقم (655/ 656)، والبيهقي في كتاب الصلاة، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث ابن عباس رضي الله عنهم، فقال:
(115)
- 771 - (4)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي أبو الحسن الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ بَعِيدَةً مَنَازِلُهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا فَنَزَلَتْ:{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} قَالَ: فَثَبَتُوا.
===
(حدثنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى، أو اثنتين وستين ومئة (162 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سماك) بن حرب بن أوس الذهلي الكوفي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عكرمة) أبي عبد الله البربري، مولى ابن عباس، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنه موقوف، وفيه أيضًا سماك بن حرب، وهو وإن وثقه ابن معين في "تاريخ الدوري"(2/ 239)، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ ت 1203) .. فقد قال أحمد في "العلل" (1/ 54): مضطرب الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: روايته عن عكرمة مضطربة، وروايته عن غيره صالحة، قاله في "الزوائد".
(قال) ابن عباس: (كانت الأنصار) أي: كان بطن كبير من الأنصار وهم بنو سلمة (بعيدة منازلهم من المسجد) النبوي، (فأرادوا أن يقتربوا) أي: أن يتحولوا إلى قُرب المسجد النبوي؛ لينالوا ثواب الجماعة في الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الصلوات كلها، (فنزلت) آية:({وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ})(1)، (قال) ابن عباس:(ذ) لما نزلت هذه الآية .. (ثبتوا) أي: أقاموا في منازلهم ولم يتحولوا عنها إلى قُرب المسجد.
(1) سورة يس: (12).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح بما قبله، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والباقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم