الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(20) - (183) - بَابُ إِذَا أُذِّنَ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ .. فَلَا تَخْرُجْ
(64)
- 720 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ
===
(20)
- (183) - (باب إذا أذّن وأنت في المسجد .. فلا تخرج)
(64)
- 720 - (1) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي.
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن إبراهيم بن مهاجر) بن جابر البجلي أبي إسحاق الكوفي، صدوق، من الخامسة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي الشعثاء) سليم بن أسود بن حنظلة المحاربي الكوفي، ثقة باتفاق، من كبار الثالثة، مات في زمن الحجاج، وأرّخه ابن قانع بسنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(قال) أبو الشعثاء: (كنا قعودًا في المسجد) النبوي (مع أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، كلهم كوفيون إلَّا أبا هريرة، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله رجال مسلم.
(فأذّن المؤذن) للصلاة، (فقام رجل) من المسلمين من بيننا - ولم أر من ذكر اسمه - فخرج (من المسجد) حالة كونه (يمشي) إلى البلدة، (فأتبعه) أي: فأتبع ذلك الخارج، وألحقه (أبو هريرة بصره) أي: نظر إليه بعينه لا يلتفت
حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا .. فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
===
عنه (حتى خرج) الرجل (من المسجد) واستتر عنهم لبعده عنهم، (فقال أبو هريرة) لمن عنده:(أما هذا) الرجل الخارج من المسجد بعد الأذان .. (فقد عصى) وخالف (أبا القاسم) محمدًا صلى الله عليه وسلم أي: خالفه في سنته وشريعته؛ فإن الخروج من المسجد بعد الأذان ليس من شريعته.
فدل هذا الأثر بمنطوقه على كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان؛ لأن قوله: (فقد عصى أبا القاسم) محمول على أنه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدليل ظاهر نسبته إليه في معرض الاحتجاج به، وما كان يليق بواحد منهم أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ما ليس منه، للذي عُلم من دينهم وأمانتهم وضبطهم وبُعدهم عن التدليس ومواقع الإبهام، وكأنه سمع منه ما يقتضي تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان، فأطلق لفظ المعصية، فإذا ثبت هذا استثمر منه أن من دخل المسجد لصلاة فرض، فأذن مؤذن ذلك الوقت .. حرم عليه، أو كره له أن يخرج منه لغير ضرورة حتى يصلي فيه تلك الصلاة؛ لأن ذلك المسجد تعين لتلك الصلاة، أو لأنه إذا خرج .. قد يمنعه مانع من الرجوع إليه أو الذهاب إلى غيره فتفوته الصلاة جماعة. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (45)، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذّن المؤذن، رقم (258)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الخروج من المسجد بعد الصلاة (536)، والترمذي في كتاب الصلاة (150)، باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان، رقم (204) عن أبي الشعثاء - اسمه سليم بن أسود - قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والنسائي.
(65)
- 721 - (2) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ،
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد رحمه الله تعالى له بحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال:
(65)
- 721 - (2)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن عبد الله التجيبي المصري، صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(م س ق)، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ).
(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد الفقيه المصري، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(ع)، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ)، وله اثنتان وسبعون سنة.
(أنبأنا عبد الجبار بن عمر) الأيلي -بفتح الهمزة وسكون التحتية- الأموي مولاهم، ضعيف، من السابعة، مات بعد الستين ومئة. روى عن: نافع، وابن المنكدر، ويروي عنه:(ت ق)، والمقريء، وسعيد بن أبي مريم. وهّاه أبو زرعة.
(عن ابن أبي فروة) اسمه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني، متروك، من الرابعة، أدرك معاوية. روى عن: مجاهد ونافع، ويروي عنه:(د ت ق)، والوليد بن مسلم، وخلق، تركوه، توفي سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ).
(عن محمد بن يوسف) القرشي الأموي مولاهم (مولى عثمان بن عفان) المدني، مقبول، من السادسة. يروي عنه:(س ق). انتهى "تقريب".
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ وَهُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ .. فَهُوَ مُنَافِقٌ".
===
(عن أبيه) يوسف القرشي الأموي مولاهم مولى عثمان بن عفان أبي محمد المدني، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(س ق).
(عن عثمان) بن عفان رضي الله عنه.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه عبد الجبار ضعيف، وابن أبي فروة متروك.
(قال) عثمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدركه الأذان) وهو (في المسجد، ثم) بعد الأذان (خرج) من المسجد حالة كونه (لم يخرج لحاجة) ضرورية؛ كمدافعة الحدث، (وهو) أي والحال أنه (لا يريد) ولا يقصد (الرجعة) أي: الرجوع إلى المسجد للصلاة .. (فهو منافق) أي: فاعل فعل المنافق؛ إذ المؤمن صدقًا ليس من شأنه ذلك. انتهى "سندي".
قال البوصيري: هذا إسناد فيه ابن أبي فروة وهو متروك، وكذا عبد الجبار بن عمر ضعيف، ولكن الحديث في "صحيح مسلم" و"أبي داوود" و"الترمذي" و"النسائي" من حديث أبي هريرة بلفظ:"فقد عصى أبا القاسم".
فالحديث: صحيح المتن، ضعيف السند، غرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الذي استدل به على الترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديثين، كلاهما صحيح:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم
أبواب المساجد والجماعات