الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(41) - (204) - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ
(137)
-793 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
===
(41)
- (204) - (باب الاستعاذة في الصلاة)
(137)
- 793 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري بندار.
(حدثنا محمد بن جعفر) غندر.
(حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق المرادي الجملي -بفتح الجيم والميم- أبي عبد الله الكوفي الأعمى، ثقة عابد، كان لا يدلس، ورمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومئة، وقيل: قبلها. يروي عنه: (ع).
(عن عاصم) بن عمير (العنزي) -بفتحتين- وهو عاصم بن أبي عمرة. روى عن: أنس، ونافع بن جبير بن مطعم، ويروي عنه:(د ق)، وعمرو بن مرة، ومحمد بن أبي إسماعيل. ذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داوود وابن ماجه حديثًا واحدًا في القول في الاستفتاح من رواية شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي، ورواه حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن مرة، فقال: عن عمار بن عاصم العنزي.
قلت: وقال البزار: اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه وهو غير معروف، وقال البخاري: لا يصح. انتهى "تقريب"، وقال في "التقريب": مقبول، من الرابعة.
(عن) نافع (بن جبير بن مطعم) النوفلي أبي محمد المدني، ثقة
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: "اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللهُ أَكْبَرُ كَبيرًا -ثَلَاثًا- الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا -ثَلَاثًا- سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ"،
===
فاضل، من الثالثة، مات قبل المئة سنة تسع وتسعين (99 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) جبير بن مطعم النوفلي المدني رضي الله تعالى عنه الصحابي المشهور.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن عاصمًا العنزي مختلف فيه.
(قال) جبير بن مطعم: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في الصلاة) وسمعته حين (قال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، ثلاثًا، سبحان الله بكرة وأصيلًا، ثلاث مرات، اللهم؛ إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم؛ من همزه ونفخه ونفثه").
قوله: "الله أكبر كبيرًا" منصوب بعامل محذوف؛ تقديره وجوبًا: كبرت كبيرًا، ويجوز أن يكون حالًا مؤكدة من الضمير المستتر في الخبر على رأي الجمهور، أو منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف؛ تقديره: كبرت تكبيرًا كبيرًا؛ أي: كثيرًا.
قوله: "كثيرًا" في الحمد لله صفة لمصدر محذوف؛ تقديره: حمدًا كثيرًا، قوله:"سبحان الله بكرة وأصيلًا" أي: في أول النهار وآخره، منصوبان على الظرفية، والعامل سبحان، وخص هذين الوقتين؛ لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، كذا ذكره الأبهري وصاحب "المفاتيح"، والله أعلم.
قَالَ عَمْرٌو: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ.
===
قوله: (ثلاث مرات) قيد للأخير فقط، بل هو الظاهر؛ لاستغناء الأولين عن التقييد لهما بتلفظه ثلاثًا.
قوله: "من همزه ونفخه ونفثه" بدل اشتمال من الشيطان.
(قال عمرو) بن مرة: (همزه: الموتة) -بضم الميم وسكون الواو بدون همز بعدها مثناة فوقية، وقيل: بهمزة مضمومة- والمراد بها ها هنا على اللغتين: الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق .. عاد إليه كمال العقل كالسكران؛ من الهمزة بمعنى: النخس والدفع، والهمز أيضًا في اللغة: العصر، يقال: همزت الشيء في كفي؛ أي: عصرته، وهمز الإنسان: اغتيابه، (ونفثه: الشعر) -بكسر الشين وسكون المهملة- فإنه ينفثه من فيه كالرقية، والمراد: الشعر المذموم، وإلا .. فقد جاء "إن من الشعر لحكمة" وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك، وقيل: المراد: شياطين الإنس؛ وهم الشعراء الذين يختلقون كلامًا لا حقيقة له، والنفث في اللغة: قذف الريق، وهو أقل من التفل.
(ونفخه: الكبر) -بكسر الكاف وسكون الموحدة-: التكبر وإنما فسر النفخ بالكبر؛ لأن المتكبر يتعاظم لا سيما إذا مدح، والتكبر أن يصير الإنسان معظمًا كبيرًا عند نفسه، ولا حقيقة له إلا أن الشيطان نفخ فيه فانتفخ، فرأى انتفاخه مما يستحق به التعظيم مع أنه على العكس. انتهى من "السندي" و"العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، رقم (760)، ورواه أبو داوود والطيالسي
(138)
- 794 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ،
===
(947)
، والحاكم في "المستدرك"(1/ 235) في كتاب الصلاة، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص" والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 35 - 36) في كتاب الصلاة، باب التعوذ بعد الاستفتاح وابن حبان في كتاب الصلاة، باب صفة الصلاة، رقم (1779)، وابن الجارود في "المنتقى"(180)، والطبراني في "المعجم الكبير"، رقم (1568)، وأحمد في "المسند"(4/ 85).
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد له بحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، فقال:
(138)
- 794 - (2)(حدثنا علي بن المنذر) الطريقي -بفتح المهملة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم قاف- الكوفي صدوق، يتشيع، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(حدثنا) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف، رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عطاء بن السائب) الثقفي أبو محمد الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(عن أبي عبد الرحمن السلمي) عبد الله بن حبيب بن ربيعة -بضم الراء
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ"، قَالَ: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ.
===
وفتح الموحدة وتشديد الياء المكسورة- الكوفي، المقرئ، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد السبعين (70 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) عبد الله (بن مسعود) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وسمع منه محمد بن فضيل بعد الاختلاط. انتهى من "الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الثقات" لابن الكيال (ص 82، ترجمة رقم 39)، وقال شعبة: إن عبد الرحمن السلمي لم يسمع من ابن مسعود، وقال أحمد: أرى قول شعبة وهمًا، وقال أبو عمرو الداني: أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضًا عن عثمان وعلي وابن مسعود.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم؛ إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه"، قال) عطاء بن السائب: (همزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر) قد تقدم تفسير هذه الكلمات مبسوطًا في الحديث الذي قبله، فراجعه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو داوود في "سننه" في كتاب الصلاة، باب ما تستفتح به الصلاة من الدعاء، رقم (764)، والترمذي، رقم (242)، والنسائي (2/ 132) من حديث أبي سعيد الخدري، ورواه أبو داوود وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه" من حديث جبير بن مطعم، وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (601) وعبد الرزاق (2559).
فدرجة الحديث: أنه صحيح لغيره؛ لأن له شواهد، وإن كان سنده ضعيفًا،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فالحديث ضعيف السند، صحيح المتن، وغرضه: الاستشهاد به لحديث جبير بن مطعم.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم