الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(54) - (217) - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ
(184)
- 840 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ .. رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وَإذَا رَكَعَ وَإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ،
===
(54)
- (217) - (باب رفع اليدين إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع)
(184)
- 840 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي.
(وهشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي.
(وأبو عمر الضرير) حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري المقرئ الضرير الأصغر، صاحب الكسائي، لا بأس به، من العاشرة، مات سنة ست، أو ثمان وأربعين ومئتين (248 هـ) وكان مولده تقريبًا سنة خمسين ومئة، وله بضع وتسعون سنة، وكان عالمًا بالقرآن والتفسير، كان يقرأ بقراءة الكسائي. يروي عنه:(ق).
(قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم) بن عبد الله بن عمر.
(عن) أبيه عبد الله (بن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(قال) ابن عمر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة) أي: إذا أراد افتتاحها والشروع فيها .. (رفع يديه) أي: كفيه (حتى يحاذي) ويقابل (بهما منكبيه، و) رأيته يرفعهما (إذا ركع) أي: إذا أراد أن يهوي للركوع عند ابتداء الركوع، (و) رأيته يرفعهما (إذا رفع رأسه من الركوع)
وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
===
إلى الاعتدال، (و) رأيته (لا يرفع) ـهما؛ أي: لا يرفع الكفين (بين السجدتين) أي: لا يرفعهما للرفع من السجود ولا للهوي له.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى، رقم (735)، وباب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع، وباب أين يرفع يديه؟ ومسلم في كتاب الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، رقم 21 - (390)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، وباب افتتاح الصلاة (721)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في رفع اليدين عند الركوع، رقم (255)، والنسائي في كتاب افتتاح الصلاة وكتاب التطبيق، والدارمي، وأحمد، والبيهقي.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
واعلم: أنه قد اختلف العلماء في رفع اليدين في الصلاة: هل يرفعهما، أو لا يرفعهما في شيء من الصلاة، أو يرفعهما مرة واحدة عند الافتتاح؟ ثلاثة أقوال عند مالك:
ومشهور مذهبه الثالث: وهو مذهب الكوفيين على حديث عبد الله بن مسعود والبراء من أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند الإحرام مرة ولا يزيد عليها، وفي رواية أخرى:(لا يعود به) أي: لا يعيد بالرفع بعد تلك المرة، أخرجهما أبو داوود ولا يصح شيء منهما؛ ذكر علتهما أبو محمد عبد الحق.
والأول منها: هو أحد أقواله وأصحها والمعروف من عمل الصحابة ومذهب كافة العلماء إلا من ذكر؛ وهو أنه يرفعهما عند الافتتاح وعند الركوع وعند الرفع منه وإذا قام من اثنتين، وهو الذي يشهد له الصحيح من الأحاديث.
(185)
- 841 - (2) حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
===
والثاني أضعف الأقوال وأشذها: وهو ألا يرفع في شيء من الصلاة، ذكره ابن شعبان وابن خويز منداد - اسمه محمد بن أحمد المالكي، له مصنفات في الفقه وأصوله، مات سنة (390 هـ) - انتهى من "الأبي".
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر بحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنهم، فقال:
(185)
- 841 - (2)(حدثنا حميد بن مسعدة) بن المبارك السامي - بالمهملة - أو الباهلي البصري، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا يزيد بن زريع) - بتقديم الزاي مصغرًا - البصري أبو معاوية التيمي، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا هشام) بن أبي عبد الله سنبر -بوزن جعفر- أبو بكر البصري الدستوائي، ثقة ثبت، وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ)، وله ثمان وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن قتادة) بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري، ثقة، من الرابعة، إلا أنه يدلس، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن نصر بن عاصم) الليثي البصري، ثقة، من الثالثة، رمي برأي الخوارج، وصح رجوعه عنه. يروي عنه:(م دس ق).
(عن مالك بن الحويرث) -بالتصغير- أبي سليمان الليثي الصحابي
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ .. رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإذَا رَكَعَ .. صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ .. صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ.
===
المشهور البصري رضي الله تعالى عنه، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر) للإحرام (رفع يديه حتى يجعلهما) في الرفع (قريبًا من) شحمتي (أذنيه)، قوله:(حتى يجعلهما قريبًا من أذنيه) يحتمل أن المراد بالقرب: أن يجعلهما بحذاء أذنيه لا متصلًا بهما، كما سيجيء في حديث وائل، أو أنه يجعلهما بحذاء منكبيه، كما تقدم في حديث ابن عمر، وبالجملة: فلا تناقض بين الأفعال المختلفة لجواز وقوع الكل في أوقات متعددة، فيكون الكل مستندًا، إلا إذا دل الدليل على نسخ البعض، فلا منافاة بين الرفع إلى المنكبين، أو إلى شحمتي الأذنين، أو إلى فروع الأذنين؛ أي: أعاليهما، وقد ذكر بعض العلماء في التوفيق بسطًا لا حاجة إليه؛ لكون التوفيق فرع التعارض، ولا يظهر التعارض. انتهى من "السندي" باختصار.
(وإذا ركع) أي: أراد أن يركع (صنع مثل ذلك) الرفع الذي فعله عند الإحرام؛ أي: يرفعهما بحيث يجعلهما قريبًا من أذنيه مع التكبير، (وإذا رفع رأسه من الركوع .. صنع مثل ذلك) الرفع الذي فعله في الإحرام، وإنما قلنا: أراد أن يركع، كما في رواية مسلم؛ لأن الرفع فيه عند إرادته، بخلاف رفعهما في رفع الرأس منه؛ فإنه عند نفس الرفع لا عند إرادته، وكذا في قوله: إذا كبر .. رفع يديه، وهذا مذهب الشافعي وأحمد، خلافًا لأبي حنيفة ومالك في
(186)
- 842 - (3) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ،
===
أشهر الروايات عنه، واستدل الحنفية برواية مجاهد أنه صلى خلف ابن عمر فلم يره يفعل ذلك الرفع، وأجيب بالطعن في إسناده؛ لأن أبا بكر بن عياش ساء حفظه بأخرة، وعلى تقدير صحته؛ فقد أثبت ذلك الرفع سالم ونافع وغيرهما، والمثبت مقدم على النافي، وأيضًا فإن ابن عمر لم يكن يراه واجبًا، ففعله تارة وتركه تارة، وروي عن بعض الحنفية بطلان الصلاة برفع اليدين، وأما الرفع عند تكبيرة الإحرام .. فعليه الإجماع. انتهى "قسطلاني".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام وفي الرفع من الركوع، وأنه لا يفعله إذا رفع من السجود، رقم (25)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ذكر أنه يرفع يديه إذا قام من الركعتين، رقم (745)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب رفع اليدين للركوع حذاء فروع الأذنين، رقم (879)، وأحمد في المسند (5/ 53).
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(186)
- 842 - (3)(حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهشام بن عمار) السلمي الدمشقي.
(قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش) بن سليم العنسي -بالنون- أبو عتبة
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَحِينَ يَرْكَعُ وَحِينَ يَسْجُدُ.
===
الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، من الثامنة، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ)، وله بضع وسبعون سنة. يروي عنه:(عم).
(عن صالح بن كيسان) المدني أبي محمد، أو أبي الحارث الغفاري، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، ثقة ثبت فقيه، من الرابعة، مات بعد سنة ثلاثين، أو بعد الأربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الرحمن) بن هرمز (الأعرج) أبي داوود المدني، ثقة ثبت عالم مقرئ، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف فيما رواه عن الحجازيين.
(قال) أبو هريرة: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الصلاة حذو منكبيه) -بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة- أي: حذائهما ومقابلهما (حين يفتتح الصلاة) ويحرمهما (وحين يركع) أي: حين أراد أن يركع، كما مر، (وحين يسجد) أي: حين يرفع رأسه من الركوع ليذهب من القومة إلى السجود، وبهذا التأويل يوافق هذا الحديث الأحاديث المتقدمة، وهذا المعنى هو الذي يقتضيه السياق. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح، وإن كان سنده ضعيفًا؛ لأن أصله في "الصحيحين" من هذا الوجه بغير هذا السياق، وله
(187)
- 843 - (4) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ
===
شاهد من حديث ابن عمر في "الصحيحين" و"الترمذي"، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن عمر بحديث عمير بن حبيب رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(187)
- 843 - (4)(حدثنا هشام بن عمار) السلمي الدمشقي.
(حدثنا رفدة) بكسر الراء وسكون الفاء (ابن قضاعة) بضم القاف وتخفيف الضاد المعجمة (الغساني) مولاهم الدمشقي، ضعيف، من الثامنة، مات بعد الثمانين ومئة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو، أبو عمرو الفقيه، ثقة فاضل، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عبيد بن عمير) - بالتصغير فيهما - الليثي المكي، ثقة، من الثالثة، استشهد غازيًا سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبي عاصم المكي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مسلم، وعده غيره في كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر. يروي عنه:(ع).
(عن جده عمير بن حبيب) ويقال له: عمير بن قتادة بن سعد بن عامر
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ.
(188)
- 844 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
===
الليثي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، من مسلمة الفتح، وفي "مسند أبي يعلى": أنه استشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم. يروي عنه: (دس ق).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه رفدة بن قضاعة وهو ضعيف، وأيضًا عبد الله لم يسمع من أبيه عبيد بن عمير، قاله ابن جريج، حكاه عنه البخاري في "تاريخه الكبير"(5/ 143).
(قال) عمير بن حبيب: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة) أي: مع كل انتقال (في الصلاة المكتوبة) إذ لا تكبير عند الرفع من الركوع، ومع هذا لا بد من الحمل على الخصوص الذي سبق؛ أي: غير تكبيرة الهوي للسجود والرفع منه، وغير تكبيرة القيام من الأولى أو الثالثة.
وهذا الحديث درجته: أنه صحيح بما قبله وبما بعده، وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث ابن عمر بحديث أبي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(188)
- 844 - (5)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ التميمي البصري القطان، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ .. اعْتَدَلَ
===
(حدثنا عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري، صدوق رمي بالقدر ربما وهم، من السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء) القرشي العامري المدني، ثقة، من الثالثة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي حميد الساعدي) المنذر بن سعد بن المنذر، أو ابن مالك، وقيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل: عمرو، شهد أحدًا وما بعدها، وعاش إلى أول خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين (60 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) محمد بن عمرو: (سمعته) أي: سمعت أبا حميد (وهو) أي: والحال أن أبا حميد (في عشرة) أي: مع عشرة أنفار (من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أحدهم) أي: أحد العشرة (أبو قتادة) الأنصاري المدني الحارث (بن ربعي) مشهور بكنيته. يروي عنه: (ع).
أي قال: محمد بن عمرو: سمعت أبا حميد (قال) أي: يقول بين الصحابة العشرة، والحال أن واحدًا منهم لم ينكر عليه قوله:(أنا أعلمكم) يا معشر الصحابة (بـ) كيفية (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قام في الصلاة) أي: إذا أراد القيام إلى الصلاة .. (اعتدل) أي: استوى وانتصب بلا ميل إلى يمين أو شمال حالة كونه
قَائِمًا وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"اللهُ أَكْبَرُ"، وَإذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ .. رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا قَالَ:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" .. رَفَعَ يَدَيْهِ فَاعْتَدَلَ، فَإِذَا قَامَ مِنَ الثِّنْتَيْنِ .. كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ.
===
(قائمًا، ورفع يديه) أي: كفيه (حتى يحاذي) ويقابل (بهما) أي: بكفيه (منكبيه) تثنية منكب؛ وهو ما بين العنق ورأس العضد.
(ثم) بعدما رفع يديه (قال) للإحرام: (الله أكبر)، وهذا صريح في تقدم الرفع على التكبيرة، فهو الأوجه، (وإذا أراد أن يركع) أي: يهوي إلى الركوع .. (رفع يديه) أي: كفيه (حتى يحاذي بهما منكبيه، فإذا) ارتفع من الركوع، و (قال: سمع الله لمن حمده) أي: إذا أراد الارتفاع والقول .. (رفع يديه) حذو منكبيه أيضًا، (فاعتدل) أي: قام معتدلًا مستويًا بلا انحناء، (فإذا قام) أي: أراد القيام (من الثنتين) الأوليين من ركعات صلاته إلى الثالثة من الثلاثية أو الرباعية .. (كبر، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه) وبهذا أخذ بعض الشافعية، وهو الأوجه، صنع في تكبيره ورفعه (كما صنع) أي: مثل ما صنع (حين افتتح الصلاة) وأحرمها.
وقد سبق تخريج هذا الحديث من المؤلف برقم (789) موجزًا، وسيأتي تخريجه منه برقم (1038) مفصلًا، وشاركه فيه البخاري في كتاب الأذان، باب سنة الجلوس في التشهد، برقم (828)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من ذكر التورك في الرابعة، رقم (964 - 965) مطولًا، والترمذي في كتاب الصلاة، باب منه، الحديث رقم (304 - 305) مطولًا، والنسائي في كتاب التطبيق، باب الاعتدال في الركوع، رقم (1038).
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
(188)
- 844 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
===
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، فقال:
(188)
- 844 - (م)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر) العقدي عبد الملك بن عمرو القيسي، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع، أو خمس ومئتين (205 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا فليح بن سليمان) بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمي أبو يحيى المدني، ويقال: فليح لقبه، واسمه عبد الملك بن سليمان، صدوق كثير الخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عباس بن سهل) بن سعد (الساعدي) المدني، ثقة، من الرابعة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(خ م د ت ق).
(قال) عباس بن سهل: (اجتمع أبو حميد الساعدي) المنذر بن سعد بن المنذر الصحابي المشهور (وأبو أسيد) مصغرًا (الساعدي) مالك بن ربيعة بن البدن -بفتح الموحدة والمهملة بعدها نون- مشهور بكنيته، شهد بدرًا وغيرها، ومات سنة ثلاثين، وقيل: بعد ذلك، حتى قال المدائني: مات سنة ستين، قال: هو آخر من مات من البدريين رضي الله تعالى عنهم. يروي عنه: (ع).
(وسهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس، له ولأبيه صحبة مشهور، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: بعدها، وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).
وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ حِينَ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاسْتَوَى، حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ.
===
(ومحمد بن مسلمة) بن سلمة الأنصاري، الصحابي المشهور وهو أكبر من اسمه محمد من الصحابة، مات بعد الأربعين، وكان من الفضلاء. يروي عنه:(ع)، وغيرهم من باقي العشرة والمذكور منهم هنا وفي الرواية السابقة خمسة، ولم أر من ذكر أسماء الخمسة الباقية.
(فذكروا) أي: ذكر الأصحاب المجتمعون (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثوا في كيفيتها وحسنها (فقال أبو حميد) الساعدي رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة، وغرضه بسوقه: بيان متابعة عباس بن سهل لمحمد بن عمرو بن عطاء في رواية هذا الحديث عن أبي حميد الساعدي.
(أنا أعلمكم) أيها الأصحاب الحاضرون (بـ) كيفية (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام) يومًا إلى الصلاة، (فكبر) تكبيرة الإحرام، (ورفع يديه) مع التكبيرة إلى أن يحاذي بهما منكبيه، (ثم رفع) يديه (حين كبر للركوع) أي: كبر للهوي إلى الركوع، (ثم) بعد طمأنينته في الركوع (قام) أي: ارتفع من الركوع (فرفع يديه) مع ارتفاعه من الركوع، (واستوى) أي: اعتدل وانتصب قائمًا (حتى رجع كل عظم) من عظامه (إلى موضعه) أي: إلى محله بعدما تحول عن هيئته وتحرك للهوي إلى الركوع.
(189)
- 845 - (6) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُودَ أَبُو أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ،
===
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح كسابقه، وغرضه بسوقه: بيان المتابعة.
وما قيل: إن في سنده فليح بن سليمان، وقد ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم .. لا يقدح في الحديث؛ لأنه إنما ذكره للمتابعة، وقال الحاكم أبو عبد الله: اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره؛ إذ إنهما أخرجا له، والأربعة. انتهى من "التهذيب"، وقال أبو عيسى: حديث أبي حميد حديث حسن صحيح.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث ابن عمر بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فقال:
(189)
- 845 - (6)(حدثنا العباس بن عبد العظيم) إسماعيل (العنبري) أبو الفضل البصري، ثقة حافظ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا سليمان بن داوود) بن داوود بن علي بن عبد الله بن عباس (أبو أيوب) البغدادي (الهاشمي) الفقيه، ثقة فاضل، قال أحمد بن حنبل: يصلح للخلافة، من العاشرة، مات سنة تسع عشرة ومئتين (219 هـ)، وقيل: بعدها. يروي عنه: (عم).
(حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان القرشي الأموي مولاهم المدني، صدوق تغير لما قدم بغداد، وكان فقيهًا، من السابعة، ولي خراج المدينة فحُمِد، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ)، وله أربع وسبعون سنة. يروي عنه:(م عم).
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ .. كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وإذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ .. فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ،
===
(عن موسى بن عقبة) بن أبي عياش - بتحتانية ومعجمة - الأسدي مولى آل الزبير، ثقة فقيه إمام في المغازي، من الخامسة، لم يصح أن ابن معين لينه، مات سنة إحدى وأربعين ومئة (141 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن الفضل) بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الرحمن) بن هرمز (الأعرج) الهاشمي مولاهم أبي داوود المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد الله بن أبي رافع) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم القبطي، كان كاتب علي، ثقة، من الثالثة، مات في أول خلافة علي على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن علي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) علي: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة المكتوبة .. كبر) تكبيرة الإحرام (ورفع يديه) أي: كفيه (حتى يكونا) أي: اليدان، ولو قال: حتى تكونا .. لكان أولى؛ لأن اليد مؤنثة إلا أن يقال: إن اليدين هنا بمعنى العضوين؛ أي: حتى تكون الكفان (حذو منكبيه) أي: مقابل منكبيه (وإذا أراد أن يركع .. فعل مثل ذلك) الرفع المذكور في حالة الإحرام،
وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ .. فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ .. فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.
(190)
- 846 - (7) حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ،
===
(وإذا رفع رأسه من الركوع .. فعل مثل ذلك) الرفع المذكور في الإحرام؛ أي: يرفع الكفين حتى تكونا حذو منكبيه، (وإذا قام من السجدتين) أي: من الركعتين الأوليين بعد التشهد الأول في الرباعية والثلاثية، فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل، بدليل رواية حديث أبي حميد الساعدي وغيره:(فإذا قام من الثنتين) .. (فعل مثل ذلك) الرفع المذكور في الإحرام؛ أي: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود، ذكره مطولًا في كتاب الصلاة، باب من ذكر أنه رفع يديه إذا قام من الثنتين، برقم (744)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، رقم (266)، قال: وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس وابن أبي أوفى وأبي جحيفة وأبي سعيد، قال أبو عيسى: حديث على حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول الشافعي، والنسائي في كتاب الافتتاح والدارقطني والبيهقي.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث ابن عمر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(190)
- 846 - (7)(حدثنا أيوب بن محمد) بن أيوب (الهاشمي) الصالحي من ولد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس البصري المعروف
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
===
بالقُلب -بضم القاف وسكون اللام بعدها موحدة- ثقة، من العاشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عمر بن رياح) - بكسر أوله وتحتانية - العبدي البصري الضرير، متروك، وكذبه بعضهم، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(عن عبد الله بن طاووس) بن كيسان اليماني أبي محمد، ثقة فاضل عابد، من السادسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) طاووس بن كيسان اليماني أبي عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي، يقال: اسمه ذكوان، وطاووس لقبه، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عمر بن رياح، وقد اتفقوا على تضعيفه.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه) حذو منكبيه (عند كل تكبيرة) من تكبيرات صلاته، لكنه يخص عمومه بخصوص ما تقدم تعيينه في الأحاديث السابقة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح بما قبله وبما بعده، وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سابعًا لحديث ابن عمر بحديث أنس رضي الله عنهم، فقال:
(191)
- 847 - (8) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَإِذَا رَكَعَ.
(192)
- 848 - (9) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ
===
(191)
- 847 - (8)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري.
(حدثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا حميد) الطويل ابن أبي حميد تير أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين، أو ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ) وهو قائم يصلي، وله خمس وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة، لأن رجاله ثقات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة) أي: يرفع يديه مع التكبير إذا أراد الدخول في الصلاة، (و) يرفع يديه أيضًا مع التكبير (إذا ركع) أي: إذا أراد الهوي للركوع.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد مما قبله ومما بعده، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث ابن عمر بحديث وائل بن حجر رضي الله عنهم، فقال:
(192)
- 848 - (9)(حدثنا بشر بن معاذ) العقدي -بفتح المهملة
الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ،
===
والقاف- أبو سهل البصري (الضرير) صدوق، من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ت س ق).
(حدثنا بشر بن المفضل) بن لاحق الرقاشي - بقاف ومعجمة - أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، من الثامنة، مات سنة ست، أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عاصم بن كليب) بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، صدوق رمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومئة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) كليب بن شهاب والد عاصم، صدوق، من الثانية، ووهم من ذكره في الصحابة. يروي عنه:(عم).
(عن وائل بن حجر) بن سعد بن مسروق الحضرمي الصحابي الشهيد، نزيل الكوفة رضي الله عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) وائل: (قلت) في نفسي: والله؛ الأنظرن) اليوم (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتعلم منه (كيف يصلي، فـ) ذهبت إليه، فرأيته قد (قام) مريدًا الصلاة، (فاستقبل القبلة، فرفع يديه) أي: كفيه (حتى حاذتا) أي: حتى حاذت اليدان وقابلتا (بأذنيه) أي: بفروع أذنيه وأعاليهما، فكبر للإحرام، وفي هذا دليل لمن قال بالمقارنة بين التكبير والرفع، وقد ورد تقديم الرفع على التكبير وعكسه؛ أخرجهما مسلم، ففي حديث الباب