الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) - (168) - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ
(15)
- 671 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْح، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.
===
(5)
- (168) - (باب وقت صلاة العصر)
(15)
- 671 - (1)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري.
(أنبأنا الليث بن سعد) الفهمي المصري.
(عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن أنس بن مالك (أخبره) أي: أخبر ابن شهاب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر و) الحال أن (الشمس مرتفعة) في السماء (حية) أي: كاملة الصورة والحرارة، فالمراد بحياتها: صفاء لونها وبقاء حرها؛ فإن كل شيء ضعفت قوته، فكأنه قد مات، قال الخطابي: حياتها صفاء لونها قبل أن تصفر أو تتغير، وهذا مثل قوله: بيضاء نقية، وقال غيره: حياتها بقاء حرها.
(فيذهب الذاهب) ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى العوالي) فيصل إليها (والشمس مرتفعة) في السماء؛ أي: والحال أن الشمس مرتفعة في السماء لم تقرب إلى الغروب، والعوالي جمع عالية ضد السافلة؛ وهي عبارة عن القرى المجتمعة حول المدينة من جهة نجدها، وأما ما كان جهة
(16)
- 672 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي
===
تهامتها. . فيقال لها: السافلة، وبُعد بعض العوالي عن المدينة أربعة أميال، وأبعدها ثمانية أميال، وأقربها ميلان، وبعضها ثلاثة أميال، كما في "الفتح"، قال القرطبي: وهذا إنما يتفق في الأيام الطويلة إذا عُجّلت العصر في أول وقتها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم؛ أخرجه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (34)، باب استحباب التبكير بالعصر، رقم (193 - 621)، وأبو داوود في كتاب الصلاة (5)، باب في وقت صلاة العصر (404)، والنسائي في كتاب المواقيت (8)، باب تعجيل العصر، رقم (506).
قال السندي: (حية) حياة الشمس إما ببقاء الحر أو بصفاء اللون، بحيث لم يدخلها تغير، أو بالأمرين جميعًا، قوله:(فيذهب الذاهب) أي: بعد صلاة العصر. انتهى منه.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(16)
- 672 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر) أي: صلاتها (والشمس) أي: والحال أن (الشمس) طالع ضوءها وبارز (في) عرصة
حُجْرَتِي لَمْ يُظْهِرْهَا الْفَيْءُ بَعْدُ.
===
(حجرتي) وبيتي، (لم يظهرها) أي: لم يظهر الشمس ولم يعل ضوءها على الجدار الشرقي (الفيء) أي: الظل الذي بعد الزوال وهو من أظهر الرباعي؛ أي: لم يظهر الفيء في عرصة حجرتي، ولم ينبسط فيها، ولم يزل ضوءها عن العرصة، بل ضوءها باق في عرصة حجرتي، ولم يزله الفيء بانبساطه في العرصة (بعد) أي: الآن؛ أي: في الوقت الذي يصلي فيه العصر، والمعنى: والشمس واقعة في ساحة حجرتي، ولم يزل الفيء ضوءها حتى ارتفع على الجدار الشرقي، والحجرة: الدار وكل ما أحاط به البناء فهو حجرة.
وهذا الحديث حجة على عمر بن عبد العزيز، وأن الحكم على التعجيل؛ لأن هذا مع ضيق الحجرة وقصر البناء إنما يتأتى في أول وقت العصر، قال النووي: وأول وقتها أن يصير ظل القائم مثله، وإنما لا يتأتى ذلك إلا في ذلك الوقت؛ لأن الحجرة كانت ضيقة العرصة قصيرة الجدار أقل من مساحة العرصة بشيء يسير.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصلاة، باب مواقيت الصلاة، ومسلم في كتاب الصلاة (31)، باب أوقات الصلوات الخمس، رقم (169)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، رقم (407)، والترمذي في كتاب الصلاة، (120) باب ما جاء في تعجيل العصر، رقم (159) قال أبو عيسى: حديث عائشة حسن صحيح.
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أنس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول: حديث أنس، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث عائشة، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم