الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(49) - (212) - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ
(164)
- 820 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ جَمِيعًا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ،
===
(49)
- (212) - (باب القراءة في صلاة العشاء)
(164)
- 820 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(أنبأنا سفيان بن عيينة) بن أبي عمران ميمون الكوفي، الأعور، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة) الحضرمي مولاهم أبو محمد الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(م د ق).
(حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة) خالد بن ميمون الهمداني، الوادعي مولاهم أبو سعيد الكوفي، ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث، أو أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وله ثلاث وستون سنة. يروي عنه:(ع).
(جميعًا) أي: كل من سفيان ويحيى رويا (عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري النجاري أبي سعيد المدني، ثقة كثير الحديث حجة ثبت، من الخامسة مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عدي بن ثابت) الأنصاري، الكوفي، ثقة، من الرابعة، رمي بالتشيع، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الآخِرَةَ قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِـ (التِّينِ وَالزَّيْتُونِ).
===
(عن البراء بن عازب) رضي الله تعالى عنه.
وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
(أنه) أي: أن البراء (صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة) أي: الثانية، (قال) البراء:(فسمعته) صلى الله عليه وسلم (يقرأ) في صلاة العشاء (بـ) سورة و (التين والزيتون)، وهي من قصار المفصل، وكان في سفر، كما قاله في رواية مسلم:(أنه كان معه في سفر)، وفي رواية مسلم:(فصلى في إحدى الركعتين)، وفي رواية النسائي:(في الركعة الأولى سورة والتين والزيتون) بالواو على الحكاية.
وإنما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشاء بقصار المفصل؛ لكونه كان مسافرًا، كما في رواية مسلم، والسفر يطلب فيه التخفيف؛ لأنه مظنة المشقة، وحينئذ فيحمل حديث أبي هريرة وغيره على الحضر، فلذا قرأ فيها بأوساط المفصل، فلا معارضة. انتهى "قسطلاني".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب الجهر في العشاء، ومسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب قصر قراءة الصلاة في السفر (1221)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء، رقم (315)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب القراءة في العشاء بالتين والزيتون، رقم (999)، ومالك في "الموطأ".
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، فغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(164)
- 825 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ جَمِيعًا، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَهُ قَالَ: فَمَا سَمِعْتُ إِنْسَانًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ.
(165)
- 821 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
===
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث البراء رضي الله عنه، فقال:
(164)
-820 - (م)(حدثنا محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان ح وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدثنا ابن أبي زائدة جميعًا).
أي: كل من سفيان وابن أبي زائدة رويا (عن مسعر) بن كدام -بكسر أوله وتخفيف ثانيه- ابن ظهير بن هلال أبي سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عدي بن ثابت عن البراء).
غرضه بسوق هذين السندين: بيان متابعة مسعر ليحيى بن سعيد، وساق مسعر (مثله) أي: مثل حديث يحيى بن سعيد، ولكن زاد مسعر في روايته لفظة:(قال) البراء: (فما سمعت إنسانًا أحسن صوتًا أو) قال البراء: أحسن (قراءة منه) صلى الله عليه وسلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث البراء بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(165)
- 821 - (2)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابرٍ أَن مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ صلَّى بِأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ فَطَوَّلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ بِـ (الشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، وَ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، وَ (اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)، وَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).
===
أبو عبد الله المصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ) على الأصح. يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري، ثقة، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله من الثقات.
(أن معاذ بن جبل) رضي الله تعالى عنه (صلى بأصحابه) أي: بقومه بني سلمة ليلة من الليالي (العشاء) أي: صلاتها إمامًا لهم بعدما صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في رواية مسلم، (فطول) معاذ الصلاة (عليهم) أي: على قومه بقراءة سورة البقرة، فاشتكى ذلك بعضهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فقال له) أي: لمعاذ (النبي صلى الله عليه وسلم: أتريد يا معاذ أن تكون فتانًا للناس، إذا أممت الناس .. فـ (اقرأ بـ) ـهم و ("الشمس وضحاها"، و"سبح اسم ربك الأعلى"، و"الليل إذا يغشى"، و"اقرأ باسم ربك") ونحوها من أوساط المفصل، وزاد في رواية البخاري:"فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وقوله في رواية مسلم: "أفتان أنت؟ ! " أي: منفر عن الدين وصاد عنه، واستنبط من هذا الحديث صحة اقتداء المفترض بالمتنفل؛ لأن معاذًا كان فرضه الأول، والثانية نفل له لزيادة وقعت في الحديث عند الشافعي وعبد الرزاق والدارقطني:(هي له تطوع، ولهم فريضة)، وهو حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، وصرح ابن جريج في رواية عبد الرزاق بجماعة، فانتفت تهمة تدليسه، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة، خلافًا للحنفية والمالكية، واستنبط منه أيضًا تخفيف الصلاة مراعاة لحال المأمومين، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري (701)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، رقم (178) مطولًا، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"يا معاذ؛ أفتان أنت؟ ! اقرأ بكذا واقرأ بكذا"، وأبو داوود، رقم (790)، والنسائي (2/ 97 - 98).
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة، والثالث للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم