الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بفنائهم مثل هَذَا!)) (1).
[112] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
-
((مَا شَيْءٌ أَحْسَنُ وَلا أَنْفَعُ مِنْ كَلامٍ (2)، حَلَلْتُ إِزَارِي وَأَخَذْتُ مَضْجَعِي فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ: السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الْمَنْزِلِ خُذُوا مِنْ دُنْيَا فَانِيَةٍ لآخِرَةٍ بَاقِيَةٍ، وَاخْشَوُا الْمَعَادَ إِلَى اللهِ فَإِنَّهُ لا قَلِيلٌ مِنَ الأَجْرِ، وَلا غِنًى عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلا عَمَلَ بَعْدَ الْمَوْتِ، أَصْلَحَ اللهُ أَعْمَالَكُمْ)) (3).
[113] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
-
وقد أتاه رجل فقال: إِنَّ ابْنَةً لِي وُئِدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي اسْتَخْرَجْتُهَا فَأَسْلَمَتْ، فَأَصَابَتْ حَدًّا، فَعَمَدَتْ إِلَى الشَّفْرَةِ فَذَبَحَتْ نَفْسَهَا، فَأَدْرَكْتُهَا وَقَدْ قَطَعَتْ بَعْضَ أَوْدَاجِهَا فَدَاوَيْتُهَا فَبَرَأَتْ، ثُمَّ إِنَّهَا نَسَكَتْ فَأَقْبَلَتْ عَلَى الْقُرْآنِ فَهِيَ تُخْطَبُ إِلَيَّ فَأُخْبِرُ مِنْ شَانِهَا بِالَّذِي كَانَ، فقال عمر:((تَعْمَدُ إِلَى سَتْرٍ سَتَرَهُ اللهُ فَتَكْشِفَهُ؟ لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ ذَكَرْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهَا لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ بَلْ أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ)) (4).
(1) رواه الطبري في تاريخه: 3/ 568 وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 2/ 315
(2)
يريد: لا شَيْءَ أحسن ولا أنفع للمرء من كلام فيه العِظة، ينفعه في الدنيا ويذكِّره بالآخرة، كما بين ذلك هو بنفسه رضي الله عنه في كلام آخر له.
(3)
رواه البلاذري في أنساب الأشراف: 10/ 370.
(4)
رواه عبد الرزاق في المصنف (10690) وهناد في الزهد: 2/ 647 والحارث في المسند =
[114]
وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
لصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ (1) وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ (2)
وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو (3) وغيرهم
وقد استنكروا إعطائه غيرهم أكثر منهم:
((إِنِّي إِنَّمَا أَعْطَيْتُكُمْ عَلَى السَّابِقَةِ فِي الْإِسْلَامِ لَا عَلَى الْأَحْسَابِ)) (4).
= كما في بغية الباحث (507) واللفظ له.
(1)
صَفْوَانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ الجُمَحِيُّ القرشي، كان من كبراء قريش، قتل أبوه مع أبي جهل، وأسلم بعد الفتح، وروى أحاديث، وحسن إسلامه، وشهد اليرموك أميراً على كُردُوس. توفي سنة إحدى وأربعين. (سير أعلام النبلاء: 2/ 562 - 563).
(2)
الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيُّ القرشي، أخو أبي جهل، فأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وكان خيّراً، شريفاً، كبير القدر. وهو الذي أجارته أم هانئ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(قد أجرنا من أجرت). أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل. استشهد بالشام مع من استشهد في طاعون عمواس، سنة ثماني عشرة. (سير أعلام النبلاء: 4/ 419).
(3)
سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو العامري القرشي، كان خطيب قريش، وفصيحهم، ومن أشرافهم. لما أقبل في شأن الصلح، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(سهل أمركم). تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، ثم حسن إسلامه. وكان قد أسر يوم بدر، وتخلص. وكان سمحاً، جواداً، مفوهاً. وقد قام بمكة خطيباً عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو من خطبة الصديق بالمدينة، فَسَكَّنهم، وعظَّم الإسلام. استشهد يوم اليرموك أو في طاعون عَمَوَاسَ. (سير أعلام النبلاء: 1/ 194 - 195).
(4)
رواه الطبري في تاريخه: 3/ 613 وابن عساكر في تاريخ دمشق: 11/ 501 و24/ 119 وابن الجوزي في المنتظم في التاريخ: 4/ 194 وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 2/ 331.