فَكَتَبَ المغيرة بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ:((إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ حَقَّ الْإِسْلَامِ إِلَّا لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَأَنْقِصْ مِنْ عَطَاءِ الْأَغْلَبِ خَمْسَمِائَةٍ وَاجْعَلْهَا فِي عَطَاءِ لَبِيدٍ))، فَرَكِبَ إِلَيْهِ الْأَغْلَبُ، فَقَالَ: تُنْقِصُ عَطَائِي مِنْ أَنْ أَطَعْتُكَ، فَرَدَّ الْخَمْسَمِائَةِ وَأَقَرَّ فِي عَطَاءِ لَبِيدٍ الْخَمْسَمِائَةِ (1).

‌

‌[459] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ رضي الله عنه

إلى عمّاله في الأمصار

((أَنْ لَا يَجْلِدَنَّ أَمِيرُ جَيْشٍ وَلَا سَرِيَّةٍ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَدًّا وَهُوَ غَازٍ حَتَّى يَقْطَعَ الدَّرْبَ قَافِلًا؛ لِئَلَّا تَحْمِلَهُ حَمِيَّةُ الشَّيْطَانِ فَيَلْحَقَ بِالْكُفَّارِ)) (2).

‌

‌[460] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ رضي الله عنه

إلى عمّاله في الأمصار

((أَنْ لَا تُطِيلُوا بِنَاءَكُمْ، فَإِنَّهُ مِنْ شَرِّ أَيَّامِكُم)) (3).

(1) رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف (14).

(2)

رواه سعيد بن منصور في السنن (2500) وابن أبي شيبة في المصنف (29464).

(3)

رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 8/ 486 والبخاري في الأدب المفرد (452) =

ص: 275

[461]

وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ رضي الله عنه

إلى يعلى بن أمية (1) رضي الله عنه إلى اليمن لإجلاء أهل نجران (2)

((ائْتِهِمْ وَلا تَفْتِنْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، ثُمَّ أَجْلِهِمْ، مَنْ أَقَامَ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ، وَأَقْرِرِ الْمُسْلِمَ، وَامْسَحْ أَرْضَ كُلِّ مَنْ تُجْلِي مِنْهُمْ، ثُمَّ خَيِّرْهُمُ الْبُلْدَانَ، وَأَعْلِمْهُمْ أَنَّا نُجْلِيهِمْ بِأَمْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ، أَلَّا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ، فَلْيُخْرَجُوا مَنْ أَقَامَ عَلَى دِينِهِ مِنْهُمْ، ثُمَّ نُعْطِيهِمْ أَرْضًا كَأَرْضِهِمْ، إِقْرَارًا لَهُمْ بِالْحَقِّ عَلَى أَنْفُسِنَا، وَوَفَاءً بِذِمَّتِهِمْ فِيمَا أَمَرَ اللهُ

= والبلاذري في أنساب الأشراف: 10/ 420 وابن أبي الدنيا في قصر الأمل (283).

(1)

يَعْلَى بن أميّة التميمي، ويُقال له أيضاً:(يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ)، ومُنية هي أمه مُنْيَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ؛ أُخْتِ عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ، أسلم يوم الفتح، وشهد الطائف وتبوكاً، وهو القائل:((غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمَالِي فِي نَفْسِي))، وله أخبار في السخاء، وهو أول من أرّخ الكتب، واستعمله أبو بكر على ((حلوان)) في الردة، ثم استعمله عمر على ((نجران)) واستعمله عثمان على اليمن فأقام بصنعاء. وهو أول من ظاهر للكعبة بكسوتين، أيام ولايته على اليمن، صنع ذلك بأمر عثمان. (الطبقات الكبرى: 5/ 456 وتاريخ الإسلام: 2/ 551 والأعلام: 8/ 204).

(2)

نجران على وزن فعلان: لها ذكر كثير في السيرة، ولها حوادث تملأ مجلداً منذ الجاهلية إلى يومنا هذا. وهي مدينة عريقة عرفت منذ أن عرف للعرب تاريخ، تتكون من مجموعة مدن صغيرة في واد واحد، ولذا فكلما اندثرت مدينة من تلك المدن حملت الأخرى اسم نجران، وهي واد كبير كثير المياه والزرع، يسيل من السراة شرقاً حتى يصب في الربع الخالي، وتقع على الطريق بين صعدة وأبها، على قرابة (910) أكيال جنوب شرقي مكة، في الجهة الشرقية من السراة، وتربطها بكل من مكة والرياض وشرورى في الربع الخالي - طريق معبدة، ولها مطار، وفيها آثار أهمها مدينة الأخدود - قد ذكرت - وما كان يعرف بكعبة نجران. (معجم المعالم الجغرافية لعاتق الحربي: ص314).

ص: 276

الفصل السابق الفصل التالى

‌[460] ومن كتاب له رضي الله عنهإلى عماله في الأمصار - البلاغة العمرية

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌عَلَى سَاحِلِ عُمَر

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: في المُختار من خُطب أمير المؤمنين رضي الله عنه وأوامره

- ‌[1] وَمِنْ كَلامٍ لَهُ رضي الله عنه يذكر وقوع الإسلام في قلبه قبل إسلامه

- ‌[2] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه يذكر إسلامه وفضل الله تعالى عليه

- ‌[3] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه

- ‌[4] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه في هجرته إلى المدينة

- ‌[5] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه في أمر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[6] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه في موافقاته لربه عز وجل

- ‌[7] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌[8] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌[9] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهعن عطاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله بفُحش وغِلظة

- ‌[10] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهيذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[11] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهيذكر العُسرة في تبوك

- ‌[12] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بن سلول

- ‌[13] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسجّى في بيته بعد وفاته

- ‌[14] وَمِنْ خطْبَةٍ لَهُ رضي الله عنهبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[15] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي بيعة السقيفة

- ‌[16] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلأبي بكر رضي الله عنه

- ‌[17] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[18] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه وقد عزم على قتال مانعي الزكاة

- ‌[19] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوهي أول خطبة له حين تولى الخلافة

- ‌[20] وَفي أَوَّلِ خطْبَةٍ لَهُ رضي الله عنهالليلة التي دفن فيها أبو بكر رضي الله عنه

- ‌[21] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوَقَفَ بَيْنَ الْخَرِبَيْنِ - وَهُمَا دَارَانِ لِفُلَانٍ

- ‌[22] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهحين تولى الخلافة

- ‌[23] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهعند استخلافه بعد وفاة الصديق رضي الله عنه

- ‌[24] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلمّا تولى الخلافة

- ‌[25] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهحين تولى الخلافة

- ‌[26] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهحين تولى الخلافة

- ‌[27] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في شأن صدُقات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[28] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[29] وَمِنْ وَصِيَّةٍ لَهُ رضي الله عنهلأبي موسى الأشعري رضي الله عنه حين وجهه إلى البصرة

- ‌[30] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[31] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[32] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلرجل تعوَّذ بالله من الفتن

- ‌[33] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوَقد ذَكَرَ مَا فَتَحَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌[34] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهيذكر فيه مسابقته أبا بكر رضي الله عنه بالصدقة

- ‌[35] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد شيَّع جيش المدينة لقتال يزدجرد

- ‌[36] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[37] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[38] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[39] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلابنه عاصم

- ‌[40] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلزياد بن أبيه

- ‌[41] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهللمغيرة بن شعبة رضي الله عنه

- ‌[42] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهعن صلاة العشاء

- ‌[43] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[44] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَمَنَّوْنَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا

- ‌[45] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلرجل سألته أمه أَنْ يُزَوِّجَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ

- ‌[46] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي فضل الحج

- ‌[47] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[48] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهحين أراد أن يستعمل على البحرين

- ‌[49] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد رأى رجلاً يسرِق قَدَحاً

- ‌[50] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[51] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي حق الناس بالفيء

- ‌[52] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي كراهية أن يسافر الرجل وحده

- ‌[53] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[54] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي الاحتكار

- ‌[55] وَمِنْ وَصِيَّةٍ لَهُ رضي الله عنهلسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين أرسله إلى العراق

- ‌[56] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلأهله، حين ينهى الناس عن شيء

- ‌[57] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهإلى جنده وهم بـ ((خَانِقِينَ))

- ‌[58] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[59] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي معاتبة نفسه

- ‌[60] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد سأله بعض أهل الكوفة الفتيا

- ‌[61] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي حُرمة المسلم

- ‌[63] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهللنخعيين وقد استنفرهم لقتال العدو

- ‌[65] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي تزويج الأعراب من ذوات الأحساب

- ‌[66] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[67] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[68] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[69] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهإذا ولَّى رجلاً عملاً

- ‌[72] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[73] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهلشقيق بن سلمة

- ‌[74] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد أُتي بسارق يزعم أنه ما سَرَق قبلها

- ‌[75] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ

- ‌[76] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه

- ‌[77] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهوقد قَدِم عليه بعض أهل الكوفة

- ‌[78] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنهفي أول ليالي رمضان