الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّن، سَلَامٌ عَلَيْك، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ جُمُوعاً مِنَ الْأَعَاجِمِ كَثِيرَةٌ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ بِمَدِينَةِ نَهَاوَنْدَ (1)، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَسِرْ بِأَمْرِ اللهِ، وَبِعَوْنِ اللهِ، وَبِنَصْرِ اللهِ، بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُوَطِّئْهُمْ وَعِرًا فَتُؤْذِيهِمْ، وَلَا تَمْنَعْهُمْ حَقَّهُمْ فَتَكْفُرَهُمْ، وَلَا تُدْخِلَنَّهُمْ غَيْضَةً، فَإِنَّ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ)) (2).
[536] وَمِنْ كِتابٍ لَهُ رضي الله عنه
إلى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه وهو بنهاوند
((أَمَّا بَعْدُ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ فَلَا تَفِرُّوا، وَإِذَا ظَفَرْتُمْ فَلَا تَغُلُّوا)) (3).
(1) نَهَاوَنْد: بفتح النون الأولى وتكسر، والواو مفتوحة، ونون ساكنة، ودال مهملة: هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام، وهي من فتوح أهل الكوفة. (معجم البلدان: 5/ 313).
(2)
رواه الطبري في تاريخه: 4/ 114 - 115.
(3)
رواه سعيد بن منصور في السنن (2386) وابن أبي شيبة في المصنف (34491) و (34492) واللفظ له.
[537]
وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ رضي الله عنه
إلى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ (1) رضي الله عنه
((اسْتَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ فِي حَرْبِكَ بِطُلَيْحَةَ (2)، وَعَمْرِو بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ (3)، وَلَا تُوَلِّهِمَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْئًا، فَإِنَّ كُلَّ صَانِعٍ هُوَ أَعْلَمُ بِصِنَاعَتِهِ)) (4).
(1) النعمان بن مقرن المزني، أول مشاهده الأحزاب، وشهد بيعة الرضوان، وفتح مكة، وكان معه لواء ((مزينة)) فيها، سكن البصرة. ثم تحول عنها إلى الكوفة. ووجهه سعد بن أبي وقاص (بأمر عمر) إلى محاربة الهرمزان، فزحف بجيش الكوفة إلى الأهواز، وهزم الهرمزان. وتقدَّم إلى تستر، فشهد وقائعها. وعاد إلى المدينة، بشيراً بفتح القادسية. ولما وصلت الأخبار لعمر باجتماع أهل أصبهان وهمدان والريّ وأذربيجان ونهاوند، أقلقه ذلك، فولاه قتالهم. وخرج النعمان إلى الكوفة فتجهز، وغزا أصفهان ففتحها، وهاجم نهاوند فاستشهد فيها. ولما بلغ عمر مقتله، دخل المسجد ونعاه إلى الناس على المنبر ثم وضع يده على رأسه يبكي. (سير أعلام النبلاء: 1/ 403 والأعلام للزركلي: 8/ 42).
(2)
طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ نَوْفَلٍ الأَسَدِيُّ، أسلم سنة تسع، ثم ارتدَّ، وظلم نفسه، وتنبأ بنجد، وتمت له حروب مع المسلمين، ثم انهزم، وخذل، ولحق بآل جفنة الغسانيين بالشام، ثم ارْعَوَى، وأسلم، وحسن إسلامه لما توفي الصديق، وأحرم بالحج. قال ابن سعد: كان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته. أبلى يوم نهاوند، ثم استشهد. (سير أعلام النبلاء: 1/ 316 - 317).
(3)
عمرو بن معدِ يكرب (معدي كَرِب) بن ربيعة الزبيدي: فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة. وفد على المدينة سنة 9هـ في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا. ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عمرو في اليمن. ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسناً. وكان عصيّ النفس، أبيّها، فيه قسوة الجاهلية. وأخبار شجاعته كثيرة. له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها: ((إذا لم تستطع شيئا فدعه
…
وجاوزه إلى ما تستطيع))، توفي على مقربة من الريّ. وقيل: قتل عطشا يوم القادسية .. (الطبقات الكبرى: 5/ 526 والأعلام للزركلي: 5/ 86).
(4)
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (34493).