الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَأيِهِ، وَذَلَلْتَهُ لِي بِالْإِسْلَامِ))، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: ((اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الَّذِي لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى أَدْخَلْتَ قَلْبِي مِنَ الْإِسْلَامِ مَا ذَلَلْتَنِي بِهِ لِعُمَرَ)) (1).
[81] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
-
وقد بلغه أَنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يَشْتَرِي الرَّوَاحِلَ، فَيُغْالِي بِهَا، ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ، فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ:
((أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ الأسَيْفِعَ، أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ (2) رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ، أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ، أَلَا وَإِنَّهُ دَانَ مُعْرِضًا، فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلْيَاتِنَا بِالْغَدَاةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بَيْنَ غرمائه، وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ، فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ)) (3).
[82] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
-
إلى النعمان بْنِ عَدِيِّ بْن نضلة (4) رضي الله عنه (والي ميسان) وقد بلغه
(1) رواه الفاكهي في أخبار مكة (2031) والبلاذري في أنساب الأشراف: 5/ 9 واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2794).
(2)
أي: استدان معرضاً عن الوفاء، وكان أسيفع يشتري الرواحل، ويسبق الحجاج، فيتغالى بثمن ما اشتراه، فأفلس. (الإصابة: 1/ 343).
(3)
رواه مالك في الموطأ (2846) وابن أبي شيبة في المصنف (23369) وابن شبة في تاريخ المدينة: 2/ 764 و766و767 والبلاذري في أنساب الأشراف: 10/ 330 والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4289).
(4)
النعمان بن عديّ بن نضلة العدوي: كَانَ من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي، =
قوله (1):
أَلَا هَلْ أَتَى الْحَسْنَاءَ (2) أَنَّ حَلِيلَهَا (3)
…
بِمَيْسَانَ يُسْقَى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ (4)
إذَا شِئْتُ غَنَّتِني دَهَاقِينُ (5) قَرْيَةٍ
…
وَرَقَّاصَةٌ تَجْذُو (6) عَلَى كُلِّ مَنْسِمِ (7)
فَإِنْ كُنْتَ نَدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي
…
وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّم
لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوءُهُ
…
تَنَادُمُنَا فِي الجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ (8)
= فمات عدي هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارثٍ في الإسلام، وكان عدي أَبُوهُ أول مُوَرِّث في الإسلام، ثُمَّ ولَّى عُمَر النعمان ميسان، وهي كورة واسعة بين البصرة وواسط، ولم يول عمر بن الخطاب رَجُلاً من قومه عدويًا غيره. (الاستيعاب: 4/ 1502 وأخبار النساء لابن الجوزي: ص114 ومعجم البلدان لياقوت الحموي: 5/ 243).
(1)
لمَّا أراد النعمان رضي الله عنه من امرأته الخروج معه إلى ميسان أبَتْ عليه، فلمّا وصل إلى ميسان أراد أن يغيرها فترحل إليه، فكتب إليها هذه الأبيات. (الاستيعاب: 4/ 1502 وأخبار النساء لابن الجوزي: ص114 ومعجم البلدان لياقوت الحموي: 5/ 243).
(2)
في طبقات ابن سعد ط إحسان عباس (الخنساء) وهو تصحيف، وقد صوَّبه د. علي محمد عمر في تحقيقه للطبقات وعزا التصحيح أيضاً لنسخة خطية للطبقات في مكتبة أحمد الثالث.
(3)
الحليل: الزَّوْج.
(4)
الحنتم: جرار مدهنة بخضرة تضرب إِلَى الْحمرَة.
(5)
الدهاقين: جمع دهقان، وَهُوَ الْعَارِف بِأُمُور الْقرْيَة ومنافعها ومضارها.
(6)
في طبقات ابن سعد ومعجم البلدان: (تَجْثُو عَلَى كُلِّ مَنْسَمِ).
(7)
تجذو: تبرك على ركبتيها. وَيُرِيد بالمنسم: طرف قدمهَا. وأصل المنسم للبعير. وَهُوَ طرف خفه، فاستعاره هُنَا للْإنْسَان. وَرِوَايَة هَذَا الشّطْر الْأَخير فِي مُعْجم الْبلدَانِ عِنْد الْكَلَام على ((ميسَان)):(وصنّاجة تجثو على حرف منسم)، والصناجة: هي الَّتِي تضرب بالصنج، وَهُوَ من آلَات الْغناء.
(8)
الْجَوْسَقِ: الْبُنيان العالي، وَيُقَال هُوَ الْحصن.