الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((بَلَغَنِي أَنَّكَ تَدَلَّكْتَ (1) بِخَمْرٍ، وإنَّ اللهَ قَدْ حرَّمَ ظَاهِرَ الخَمْرِ وبَاطِنَهُ، كَمَا حَرَّمَ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ، وقَدْ حَرَّمَ مَسَّ الخَمْرِ إِلَّا أَنْ تُغْسَلَ كَمَا حَرَّمَ شُرْبَهَا، فَلَا تُمِسُّوهَا أَجْسَادَكُمْ فَإِنَّهَا نَجَسٌ، وإِنْ فَعَلْتُمْ فَلَا تَعُودُوا)).
فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: إِنَّا قَتَلْنَاهَا، فَعَادَتْ غُسُولاً غَيْرَ خَمْرٍ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: ((إِنِّي أَظُنُّ آلَ المُغِيرَةِ قَدِ ابْتُلُوا بِالجَفَاءِ، فَلَا أَمَاتَكُمُ اللهُ عَلَيْهِ (2)!)) (3).
[439] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ رضي الله عنه
إلى أهل الكوفة
((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَابْنَ مَسْعُودٍ
(1) الدَّلُوكُ بِالْفَتْحِ: اسْمٌ لِمَا يَتَدَلَّكَ بِهِ مِنَ الْغَسُولَاتِ، كالعَدَس، والأشْنَان، وَالْأَشْيَاءِ المُطَيِّبة. (النهاية لابن الأثير - (دَلَكَ)).
(2)
وعند أبي عبيد في (غريب الحديث - (ذرأ)) أنَّ عمر كتب إلى خالد بن الوليد: ((أنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ دَخَلْتَ حَمَّامًا بِالشَّامِ، وَأَنَّ مَنْ بِهَا مِنَ الأَعَاجِمِ أَعَدُّوا لَكَ دَلُوكًا عُجِنَ بِخَمْرٍ، وَإِنِّي لَأَظُنُّكُمْ آلَ المُغِيرَة ذَرْءَ النَّارِ)). وقوله: ((ذَرْءَ النَّارِ)): أي خَلْقُها الذين خُلِقوا لها.
وفي الأثر انقطاع بين سليمان بن موسى والفاروق عمر رضي الله عنه، فإن سليمان بن موسى عدَّه الحافظ ابن حجر من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين الذي رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، ولم يثبت لهم السماع. والأثر على فرض ثبوته وهو غير ثابت كما ذكرنا محمول على التقريع الشديد والزجر لخالد رضي الله عنه.
(3)
رواه الطبري في تاريخه: 4/ 66 وابن عساكر في تاريخ دمشق: 16/ 265 وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 2/ 359 وابن العديم في بغية الطلب: 7/ 3159 وابن كثير في البداية والنهاية: 10/ 45.
مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ، وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (1) عَلَى نَفْسِي، وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ (2) عَلَى السَّوَادِ (3)،
وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ)) (4).
(1) وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(2)
عثمان بن حنيف بن واهب الأوسي الأنصاري، قال الترمذي: إنه شهد بدراً. وقال الجمهور: أول مشاهده أُحد. عمل لعمر ثم لعلي رضي الله عنهما، وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مساحة الأرضين وجبابتها، وضرب الخراج والجزية على أهلها، وولاه علي رضي الله عنه البصرة فأخرجه طلحة والزبير رضي الله عنهما حين قدما البصرة، ثم قدم علي رضي الله عنه، فكانت وقعة الجمل، فلما خرج علي رضي الله عنه من البصرة ولاها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، سكن عثمان بن حنيف الكوفة وبقي إلى زمان معاوية. (الاستيعاب: 3/ 1033 والإصابة: 4/ 371 - 372).
(3)
قال أبو عبيد في (الأموال (182)): (يُقَالَ: إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ مِنْ لَدُنْ تُخُومِ الْمَوْصِلِ، مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، بِبِلَادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ، هَذَا طُولُهُ، وَأَمَّا عَرْضُهُ فَحَدُّهُ مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ، إِلَى مُنْتَهَى طُرُقِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلُ بِالْعُذَيْبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ فَهَذِهِ حُدُودُ السَّوَادِ، وَعَلَيْهِ وَقَعَ الْخَرَاجُ).
ونقل ابن كثير في (مسند الفاروق: 2/ 501) عن الكلبي قوله: إنما سُمِّي السواد لأنَّ العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء قسموه سواداً.
(4)
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 2/ 255 وابن أبي شيبة في المصنف (32903) وأحمد في فضائل الصحابة (1547) والفسوي في المعرفة والتاريخ: 2/ 533 وابن أبي خيثمة في تاريخه (3544) والبلاذري في أنساب الأشراف: 1/ 163 وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (246) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2770) والطبراني في المعجم الكبير (8478) والحاكم في المستدرك (5663) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (101).