الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَبَبْتُهُ فَقُلْتُ:((مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟)) قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ:((كَذَبْتَ فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ، الَّتِي سَمِعْتُكَ))، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقُودُهُ، فَقُلْتُ:((يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَإِنَّكَ أَقْرَاتَنِي سُورَةَ الفُرْقَانِ))، فَقَالَ:((يَا هِشَامُ اقْرَاهَا)) فَقَرَأَهَا القِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((هَكَذَا أُنْزِلَتْ)) ثُمَّ قَالَ: ((اقْرَا يَا عُمَرُ)) فَقَرَاتُهَا الَّتِي أَقْرَأَنِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((هَكَذَا أُنْزِلَتْ)) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)) (1).
[242] وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
-
وقد قَدِم عليه وفد أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فكرهوا طعامه الخشن:
((إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ، وَكَرَاهِيَّتَكُمْ طَعَامِي، وَإِنِّي وَاللهِ لَوْ
(1) رواه البخاري في صحيحه (5041) ومسلم في صحيحه (818) وأبو داود في السنن (1475) والترمذي في السنن (2943) والنسائي في السنن (936) و (937) و (938) ومالك في الموطأ (689) وأحمد في المسند (158) و (277) و (296).
شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ، وَعَنْ صَلَائِقَ، وَصِنَابٍ (1)، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللهَ تَعَالَى عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ، فَقَالَ:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} )) (2).
[243]
وَمِنْ كَلَامٍ لَهُ رضي الله عنه
لأبي مسعود الأنصاري (3) رضي الله عنه
((أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ؛ فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا)) (4).
(1) قال جرير بن حازم: الصِّلَاءُ: الشِّوَاءُ، وَالصِّنَابُ: الْخَرْدَلُ، وَالصَّلَائِقُ: الْخُبْزُ الرِّقَاقُ. (الزهد لابن المبارك (579)).
(2)
رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (579) وابن سعد في الطبقات الكبرى: 3/ 279 وابن شبة في تاريخ المدينة: 2/ 695 و696 وأبو داود في الزهد (72) والبلاذري في أنساب الأشراف: 10/ 317 و319 وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1/ 49.
(3)
عقبة بْن عَمْرو بْن ثعلبة، أَبُو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد العقبة، ولم يشهد بدرًا عند جمهور أهل العلم بالسير، قَالَ خليفة: قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا. اختلف في وقت وفاته. فقيل: توفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين، ومنهم من يقول: مات بعد الستين. (الاستيعاب: 4/ 1756).
(4)
رواه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (2524) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2064) و (2216) وعبد الرزاق في المصنف (15293) وذكر أبا موسى الأشعري بدلاً عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، والصحيح أنّ الكلام كان موجهاً لأبي مسعود رضي الله عنه لأنه لم يكن أميراً بخلاف أبي موسى.