الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر شيء من خبر سقاية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
صفة هذه السقاية الآن: بيت مربع في أعلاه قبة كبيرة ساترة لجميعه، والقبة من آجر معقودة بالنورة، وفي أسفل جدرانها خلا الجنوبي شبابيك من حديد تشرف على المسجد الحرام، في كل جهة شباكان من حديد. وفي جانبها الشمالي من خارجها حوضان من رخام مفردان، وباب السقاية بينهما.
وفي هذا البيت بركة كبيرة تملأ من بئر زمزم، يسكب الماء من البئر في خشبة طويلة على صفة الميزاب، متصلة بالجدار الشرقي من حجرة زمزم، ويجري الماء منها إلى الجدار المشار إليه، ثم إلى قناة تحت الأرض حتى يخرج إلى البركة من فوارة في وسطها.
وأحدث وقت عمرت فيه هذه القبة سنة سبع وثمانمائة، وسبب عمارتها في هذه السنة: أن القبة التي كانت في سقف هذه السقاية أكلت الأرضة بعض الخشب الذي كان فيها فسقطت1. والأرضة دويبة صغيرة تأكل الخشب. وقد ذكرنا في أصل هذا الكتاب شيئا من خبر عمارة هذا المكان، وما ذكره الأزرقي في صفة هذه السقاية وهو يخالف هذه الصفة، ولذلك تركنا ذكره هنا.
1 إتحاف الورى 3/ 443، العقد الثمين 2/ 212.
وقد ذكر الأزرقي ذرع ما بين هذه السقاية وبين الحجر الأسود، وذرع ما بينها وبين جدارات المسجد، لأنه قال: ومن الركن الأسود إلى سقاية العباس وهو بيت الشراب خمسة وتسعون ذراعا. ومن وسط سقاية العباس إلى جدار المسجد الذي يلي المسعى: مائة ذراع. ومن وسط السقاية إلى الجدار الذي يلي باب بني جمح: مائتا ذراع، وإحدى وتسعون ذراعا. ومن وسط السقاية إلى الجدار الذي يلي دار الندوة: مائتا ذراع، ومن وسط السقاية إلى الجدار الذي يلي الوادي: خمسة وثمانون ذراعا1
…
انتهى.
وقد حررنا مقدار ما بين هذه السقاية والحجر الأسود، فكان ما بين ذلك: ثمانون ذراعا ونصف ذراع، بذراع الحديد، وذلك من الحجر الأسود إلى وسط جدار السقاية مارًّا من جانب زمزم اليماني.
1 أخبار مكة للأزرقي 2/ 104، 105.