الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الأول
مقدمات
مقدمة
…
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
1-
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين. هذا كتاب "شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام" يظهر مطبوعا لأول مرة، في ثوب قشيب، وحلة أنيقة، وتعليقات مفيدة، وتصحيحات وشروح نافعة، للفيف من الأساتذة، هم الذين قاموا بالإشراف على طبع هذا الكتاب، والتعليق عليه، ومراجعة أصوله، وتصحيح أخطاء نسخه الخطية التي وقعت بتحريف النساخ، وبذلوا مجهودا كبيرا في إعداد هذا الكتاب للنشر.
ولولا همة رجل عربي عظيم، هو حضرة صاحب المعالي الشيخ محمد سرور الصبان، ما رأى هذا الكتاب النور، ولا ظهر مطبوعا هذه الطبعة، ونحمد الله الذي وفق لإخراجه، ولظهوره في أيدي المتطلعين إلى قراءته.
2-
وقد اعتمدنا في نشر هذا الكتاب على النسخة الخطية الفريدة المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم 7484 عمومية و504 تاريخ، والتي رمزنا إليها بالحرف "ك"، وقد أخذنا صورة فوتوغرافية كاملة لها، وذلك بفضل معاونة الأساتذة الأجلاء: أحمد رامي، ومحمد أبي الفضيل إبراهيم، وفؤاد السيد، وما بذلوه لنا من مساعدات قيمة في تصوير هذه النسخة، التي تقع في 394 ورقة من القطع المتوسط، وقد قام بنسخها محمد بن مصطفى الديار بكري، وليس عليها من تاريخ نسخها سوى هذه الجملة المثبتة في آخر الكتاب، وهي "تمت بعون الله الكريم وفضله وإحسانه يوم الربوع المبارك في آخر شهر ربيع الأول على يد أفقر عباد الله محمد بن مصطفى الديار بكري عفا الله عنهم إلخ" ومكتوب على الورقة الأولى من الكتاب:"الحمد لله وحده، من مواهب الله تعالى على عبده محمد بن محمد السقاف عفا الله عنهم آمين 1238هـ".
وقد أشرف قسم التصوير بدار الكتب على تصوير هذه النسخة عام 1955.
كما اعتمدنا على النسخة المكية المخطوطة، المنقولة عن نسخة دار الكتب المصرية، وقد قام بنسخها السيد الشيخ عبد الستار الدهلوي، في جزأين كبيرين: الأول في 638 صفحة من القطع المتوسط، وبآخره:"تم الجزء الأول من هذا التاريخ بختام هذا الباب، الباب الخامس والعشرين. ويليه في الجزء الثاني: الباب السادس والعشرون، بتجزئة كاتبه، والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وصحبه وسلم والجزء الثاني، مصدر بفهرس له وحده، وكتب في الصفحة الأولى منه: "الجزء الثاني من شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام" تأليف الإمام العلامة الحافظ أبي الطيب تقي الدين محمد بن شهاب الدين أبي العباس محمد بن علي الفاسي الحسني المكي المالكي تغمده الله برحمته ونفعنا بعلومه آمين، وكتب بعد ذلك أربعة سطور هي: "مع الذيل لكاتبه" في ولاة مكة من بعد المؤلف رحمه الله إلى تاريخ النسخ بالاختصار، مع ترجمة مؤلف الأصل في آخره، وقع هذا الجزء في 335 صفحة عدا الذيل الذي يبدأ من صفحة 336 إلى 378، وقد كتب في آخر الجزء الثاني: "ووجدت في آخر النسخة المنقول منها ما نصه: "تمت بعون الله الكريم وفضله وإحسانه يوم الربوع المبارك في آخر شهر ربيع الأول، وذلك بخط علامة دهره وفريد عصره محمد بن مصطفى الديار بكري عفا الله عنهم" وفي أول صفحة من الذيل ما يلي: وقع الفراغ من نسخ هذه النسخة الشريفة مع التذييل لكاتبه أحقر العبيد وأفقر الورى، أحد ساكني أم القرى، أبي الفيض وأبي الإسعاد عبد الستار الصديقي الحنفي ابن المرحوم الشيخ عبد الوهاب المكي البكري بمصر، في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من شهور العام الخامس والثلاثين والثلاثمائة والألف، من النسخة الموجودة بالكتبخانة المصرية بمصر المحروسة، ويبدأ الذيل بترجمة للمؤلف مما تيسر لناسخه وقت النسخ، ويلي الترجمة، ذكر أخبار مكة بعد الفاسي إلى انتهاء النسخ، وهو عام ألف وثلاثمائة وخمسة وثلاثين هجرية، ومن ذلك نعلم أن هذه النسخة الثانية منسوخة من النسخة المصرية الأولى، ونشير إلى تلك النسخة الثانية بحرف "ك"، وقد يسر لنا الحصول عليها السيد الشيخ عبد الوهاب الدهلوي، حفظه الله، وأثابه خير الثواب، وهاتان النسختان رديئتا الخط، إلى حد بعيد، وفيهما كثير من النقص والتحريف والخطأ.
لذلك لم يكن هناك بد من الاعتماد على الكثير من الكتب المخطوطة والمطبوعة، نستعين بها على تصحيح نصوص هذا الكتاب وضبطه، فوق مئات المؤلفات من كتب التاريخ واللغة والأدب والشريعة.
وقد عاوننا في بعض التعليقات على رجال الحديث الشيخ سليمان الصنيع مدير "مكتبة الحرم المكي".
وأعارنا الشيخ محمد نصيف من أعيان "جدة" مخطوطته القيمة "إفادة الأنام، بأخبار البلد الحرام، للشيخ الغازي، مساعدة لنا على تنقيح الكتاب، ومراجعة نصوصه، وتصحيح روايته.
وقد بذلنا مجهودا ضخما: في مقابلة النسختين الخطيتين: "من كتاب شفاء الغرام"، بعضهما على البعض الآخر، وفي مراجعة نصوصه على مئات الكتب المطبوعة والمخطوطة.
واعتمدنا بذلك في تصحيح نصوص الكتاب على كتاب "منتخب شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام" طبع أوروبا عام 1880م.
وقد حلينا الكتاب بأربع خرائط، قام برسمها السيد جلال الجدويلي بجريدة الأهرام، مستعينا بخرائط مصلحة المساحة السبعة عشر، عن الحجاز والمملكة العربية السعودية: وبعض الأطالس الإفرنجية، والخرائط الحديثة التي رسمتها شركة أرامكو. ولا يفوتنا أن نتقدم بخالص الشكر لمن قام برسم وطبع خرائط مصلحة المساحة التي تعتبر من المراجع القيمة عن البلاد السعودية.
وقد نشرنا في آخر كل جزء من الكتاب فهارس مستوفاة للموضوعات، وذيلنا الكتاب بفهارس كاملة للأعلام والمواضع.
وهذا الاستعداد القوي، والعمل المتواصل، من أجل نشر الكتاب نشرا علميا، حديثا متقنا هو الذي أخر صدور الكتاب بعض التأخير، ولا سيما أن النسختين الخطيتين للكتاب خطهما رديء، ويشتملان على تصحيف كثير، وعلى نقص عديد أيضا، وعلى أبيات شعرية محرفة، مما استدعى الوقوف عندها طويلا، وخاصة مع عدم فائدة الكثير من هذه الشواهد الشعرية، التي هي إلى اللغة العامية أقرب.
3-
وكتاب الفاسي هذا "شفاء الغرام" كتاب جليل الفائدة، دون فيه أخبار مكة بتفصيل كثير، وإحاطة شاملة، واستيعاب دقيق، ويعد من المصادر الأصلية بعد كتابي الأزرقي1، والفاكهي2.
1 هو أبو الوليد الأزرقي صاحب كتاب "أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار"، وقد توفي نحو عام 250هـ، وكتابه عمدة المؤرخين في جميع العصور، وقد اختصره كثير من المؤرخين.
2 كتاب الفاكهي "تاريخ مكة" من الكتب الأصلية، التي اعتمد عليها الفاسي ونقل عنها، وتوجد نسخة منه في بعض خزائن أوروبا، وقد طبعت في أوروبا منتخبات منه، واسم الفاكهي هو أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي، توفي نحو 280هـ.
وقد رتبه الفاسي على أربعين بابا ألم فيها بجميع ما يتصل بتاريخ مكة من قريب أو بعيد منذ الجاهلية حتى عصره، وذكر تاريخ المسجد الحرام وبنائه وعمارته في مختلف العصور، متحدثا عن الملامح الجغرافية والتاريخية، والسياسية والاجتماعية للجزيرة العربية في شتى العصور، مع تنويهه بفضائل الكعبة والأعمال المتعلقة بها، والمواضع المباركة في مكة وحرمها، كالمدارس والربط وغير ذلك، مضيفا إلى ذلك كله ما وصل إلى علمه من أخبار ولاة مكة في الإسلام على سبيل الإجمال، محررا ذرع الكعبة والمسجد الحرام، جامعا لأشتات من الفوائد والأحداث التاريخية التي لم يدونها الأزرقي والفاكهي "المتوفى عام 280هـ" في كتابيهما، ويقول الفاسي: إن ما ذكراه هو الأصل الذي بنى عليه كتابه، وإن في كتاب الفاكهي محمد بن إسحق بن العباس المكي أمورا كثيرة مفيدة ليست مما يتضمنها كتاب الأزرقي، وقد عاش الأزرقي والفاكهي في المائة الثالثة من الهجرة، وتأخر الفاكهي عن الأزرقي قليلا، ولم يؤلف أحد بعدهما في تاريخ مكة وولاتها وفضلائها إلا القليل، إلى أن جاء الفاسي فألف كتابه هذا الذي عد مرجعا خطرا في تاريخ البلد الحرام، وخاصة منذ القرن الرابع إلى التاسع الهجري.
وقد رتب الفاسي كتابه ترتيبا شيقًا، وتحدث فيه عن مكة وحرمها، والآثار المروية فيها، ووصف الكعبة وعمارتها، ومصلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الكعبة، وثواب دخول الكعبة المعظمة وفضائلها، والآيات المتعلقة بها، وأخبار الحجر الأسود والملتزم والأماكن الشريفة بمكة ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل، وتكلم عن توسعة المسجد الحرام وعمارته ووصف عمده وعقوده وشرفاته وقناديله وأبوابه ومنابره، وتحدث كذلك في الكتاب عن أخبار زمزم والأماكن التي لها تعلق بالمناسك، وما بني بمكة من المدارس والربط والسقايات والآبار والعيون، وتحدث عن أخبار مكة في الجاهلية، وعلى عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وذكر أسماء أولاد إسماعيل، وولاية ذرية معد بن عدنان على مكة وولاية جرهم وخزاعة وقريش، مستقصيا أخبار قريش بمكة في الجاهلية، متوسعا في أخبار بني قصي ومآثرهم في الجاهلية، وأجواد قريش وحكامهم في الجاهلية، ثم يذكر فتح مكة وولاتها في الإسلام وأخبارها بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتحدث في الباب الأربعين عن الأصنام التي كانت حول مكة، وأخبار أسواق مكة في الجاهلية والإسلام، وبذلك ينتهي هذا الكتاب القيم.
وترجع أهمية هذا الكتاب التاريخية إلى استقصائه واستيعابه وجمعه لشتى الأخبار التي تتعلق بمكة مما لم يجمعه مدون بعد الأزرقي والفاكهي.
وقد تأثر بالفاسي المؤرخون الذين أتوا بعده وألفوا في أخبار مكة والبيت الحرام، مثل: المؤرخ جمال الدين محمد بن ظهيرة القرشي في كتابه "الجامع اللطيف، في فضل
مكة وأهلها، وبناء البيت الشريف"، الذي وصل فيه إلى أخبار مكة، حتى العام الذي انتهى فيه من تأليف كتابه، وهو هام 950هـ1، ومثل العلامة قطب الدين الحنفي المتوفى عام 988هـ في كتابه "تاريخ القطبي" المسمى "كتاب الإعلام، بأعلام بيت الله الحرام" الذي دون فيه أخبار مكة حتى العام الذي انتهى فيه من تأليف كتابه هذا، وهو عام 984هـ2.
ويزيد من أهمية كتاب الفاسي ما احتوى عليه الكتاب من نصوص منقولة عن كتب خطية مفقودة حتى اليوم.
ونحن في غنى عن أن ننوه بهذا المجهود الذي بذلناه في إخراج الكتاب، والتعليق عليه، والعمل على ضبط أعلامه، وتحقيق نصوصه، وشرح شواهده، وسوى ذلك مما قمنا به من خدمة علمية لهذا الكتاب.
والله المسئول أن يلهمنا الرشد، وأن يهدينا سواء السبيل، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.
حياة الإمام تقي الدين الفاسي المكي:
ترجم الفاسي لنفسه في كتابه "ذيل كتاب التقييد، بمعرفة رواة السنن والأسانيد، لابن نقطة"3، فقال في نسبه إنه هو:
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن عوف بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن حمزة بن ميمون بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الحسني الفاسي المكي.
وذكر نسبه السيد عبد الستار الدهلوي الصديقي الحنفي البكري المكي فقال: هو الإمام الحافظ العلامة أبو الطيب تقي الدين محمد بن شهاب الدين أبي العباس أحمد بن علي الحسني الفاسي المكي المالكي المؤرخ الشهير.
كان الفاسي يلقب بتقي الدين، ويكنى أبا الطيب، وكان قاضي المالكية بالحرم الشريف، وقد ولد في ليلة الجمعة لعشرين من ربيع الأول عام 775هـ بمكة المكرمة، ونشأ بها، وتتلمذ على علمائها وأهل الفضل فيها، وعني بالحديث، فقرأ وسمع كثيرا من
1 راجع صفحة 325 من هذا المصدر الطبعة الثانية بمصر 1938.
2 راجع صفحة 261 من هذا المصدر. نشر المكتبة العلمية بباب السلام بمكة.
3 وترجم لنفسه كذلك في كتابه "العقد الثمين" ترجمة طويلة مفيدة. وفي ذيل كتاب "شفاء الغرام"النسخة الخطية ترجمة طويلة له.
الكتب، وروى كثيرا من الأحاديث، وقد أجازه كثير من العلماء الأعلام، وقرأ عليهم، وأخذ عنهم، ومن هؤلاء:
1-
الإمام العلامة قاضي مكة جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي1.
2-
جده لأمه قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل محمد بن أحمد النويري الشافعي، خطيب مكة وقاضيها، عالم الحجاز في عصره، والمؤرخ المشهور.
3-
ابن جده المذكور لأمه، وهو خال المؤلف، قاضي الحرمين محب الدين النويري.
4-
الإمام أبو المعالي عبد الله بن عمر الصوفي.
5-
العلامة اللغوي قاضي اليمن مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي "729-817هـ" صاحب "القاموس المحيط"2.
6-
العلامة المؤلف المفتي الشيخ كمال الدين محمد الدميري المصري الشافعي، ثم المالكي، المتوفي عام 808هـ.
7-
العلامة إبراهيم بن محمد الدمشقي الصوفي المعروف بالبرهان.
8-
الإمام المؤرخ المشهور الشيخ ابن خلدون المتوفي عام 808هـ، صاحب المقدمة والكتاب التاريخي المشهور.
9-
الإمام الشهاب أحمد العلائي، وروى عن كثيرين آخرين من العلماء الأجلاء، والفاسي مؤلف هذا الكتاب يروي غالبا عن الإمامين: أبي أحمد البرهان إبراهيم بن محمد اللخمي، وأبي الفرج الجلال عبد الرحمن بن أحمد العربي.... وكذلك أخذ عن كثير من شيوخ عصره وأئمة زمانه، وكان معاصرا لشيخ الإسلام الحافظ الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري المشهور، صاحب "فتح الباري" المتوفى عام 852هـ.
ويذكر الفاسي في كتابه "شفاء الغرام"3 أنه كان قاضي قضاة المالكية بمكة، وأنه باشر تدريس الفقه المالكي في مدرسة السلطان الملك المنصور بمكة عام 814هـ في بدء
1 هو أحد أجداد ابن ظهيرة المؤرخ صاحب كتاب "الجامع اللطيف، في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف" الذي ألفه عام 950هـ.
2 راجع ترجمته في ص 38جـ 3 وما بعدها من "كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض" وهو للمقري صاحب كتاب "نفح الطيب".
3 صفحة 329 جـ1 من هذا الكتاب.
إنشائها، وكان يقوم بالتدريس فيها فيما بين الظهر والعصر من يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع.
وقد ألف الفاسي مؤلف هذا الكتاب كتبا جليلة مشهورة في مقدمتها:
1-
كتابنا هذا "شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام".
2-
تاريخه الكبير المسمى "بالعقد الثمين، في تاريخ البلد الأمين" وهو في أربعة أجزاء ضخام، ومنه عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية، وقد ترجم فيه لولاة مكة وأعيانها وعلمائها وأدبائها، منذ ظهور الإسلام إلى عصره، وقد رتبه على حروف المعجم وبدأه بالمحمدين والأحمدين، وصدره بذكر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وفي أوله مقدمة لطيفة تحتوي على مقاصد الكتاب.
3-
"تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام" وهو اختصار لكتابه "شفاء الغرام"، ويسمى أيضا:"تحصيل المرام، من تاريخ البلد الحرام".
4-
هادي ذوي الأفهام إلى تاريخ البلد الحرام" وهو مختصر من الكتاب السابق "تحفة الكرام".
5-
"الزهور المقتطفة، في تاريخ مكة المشرفة" وهو مختصر من كتابه السابق "هادي ذوي الأفهام".
6-
عجالة القرى للراغب في تاريخ أم القرى".
7-
" الجواهر السنية، في السيرة النبوية".
إلى غير ذلك من المؤلفات النفيسة التي كان "شفاء الغرام" أول كتاب يطبع منها. وقد توفي المؤلف في ليلة الأربعاء للثالث والعشرين من شهر شوال المكرم عام 832هـ بمكة المشرفة، بعد أن اعتمر في السابع والعشرين من رمضان من العام المذكور، وترك وراءه آثارا خالدة، وقلما عني أحد من العلماء بتدوين تاريخ البلد الحرام في كتب مفيدة، كما عني الفاسي عالم الحجاز وفقيهه ومؤرخه العظيم.
وما أجدر كل مسلم وعربي بأن يلتفت إلى آثار الفاسي المخطوطة، ويسهم في نشرها، ويعمل على إخراجها، ليعم بمؤلفاته النفع، ولنقف على دقائق التاريخ العربي في فترة من أغمض فترات التاريخ الإسلامي.
رحمه الله، ونفع بعمله وبمؤلفاته، وجزاه عن العرب وعن المسلمين خير الجزاء؟