الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع
في أخبار عمارة الكعبة المعظمة
…
البابع السابع:
في أخبار عمارة الكعبة المعظمة:
لا شك أن الكعبة المعظمة بنيت مرات، وقد اختلف في عدد بنائها، وتحصل من مجموع ما قيل في ذلك أنها بنيت عشر مرات منها: بناء الملائكة عليهم السلام.
ومنها: بناء آدم عليه السلام.
ومنها: بناء أولاده.
ومنها: بناء العمالقة.
ومنها: بناء جرهم.
ومنها: بناء قصي بن كلاب.
ومنها: بناء قريش.
ومنها: بناء الخليل إبراهيم عليه السلام.
ومنها: بناء عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي رضي الله عنه.
ومنها بناء الحجاج بن يوسف الثقفي وإطلاق العبارة بأنه بنى الكعبة تجوز؛ لأنه لم يبن إلا بعضها كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، ولم أذكر ذلك إلا لكون السهيلي والنووي ذكرا ذلك في عدد بناء الكعبة1.
ووجدت بخط عبد الله بن عبد الملك المرجاني أن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بنى الكعبة بعد قصي وقبل بناء قريش، ولم أر ذلك لغيره، وأخشى أن يكون وهما، والله أعلم.
1 الروض الأنف 1/ 221، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 2/:124.
فأما بناء الملائكة للكعبة: فذكره الأزرقي في تاريخه1 وذكر أن ذلك قبل خلق آدم عليه السلام واستدل على ذلك بخبر رواه عن زين العابدين، وذكر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضا ما يدل لبناء الملائكة للكعبة.
وذكر النووي في "تهذيب الأسماء واللغات"2 بناء الملائكة للكعبة، وعد ذلك أول بنائها، ولم يذكر بناء آدم للكعبة، وذلك عجيب منه، لأن بناء آدم في الشهرة كبناء الملائكة أو أشهر، وإن كانا غير ثابتين، وكلا البنائين على تقدير صحتهما تأسيس، والله أعلم.
فأما بناء آدم عليه السلام فروينا فيه خبرا مرفوعا في كتاب "دلائل النبوة" للبيهقي، ولفظه: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: حدثنا أبو صالح الجهني قال: حدثني ابن لهيعة، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتا، فخط لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب حتى أجابه الماء فنودي من تحته: حسبك يا آدم، فلما بنياه أوصى الله إليه أن طوف به، وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت" ثم تناسخت القرون حتى حجة نوح عليه السلام، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه قال البيهقي: تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعا.
وذكر الأزرقي بناء آدم للكعبة واستدل له بخبرين رواهما عن ابن عباس رضي الله عنهما في أحدهما أنه بناه من خمسة أجبل: لبنان، وطور زيتا، وطور سيناء، والجودي، وحراء، حتى استوى على الأرض، وفي الآخر: كان آدم عليه السلام أول من أسس البيت وصلى فيه3.
وفي "مصنف" عبد الرزاق": أن آدم عليه السلام بنى البيت من هذه الخمسة الجبال، وأن ربضه كان من حراء.
قال المحب الطبري: والمربض هنا هو الأساس المستدير بالبيت.
وذكر الأزرقي بسنده إلى ابن إسحاق ما يدل لبناء آدم الكعبة في أثناء خبر بناء الخليل عليه السلام للكعبة4.
واختلف هل بناء الملائكة قبل بناء آدم أو بناء آدم قبل الملائكة؟ وذكر الأزرقي رحمه الله ما يشهد للقولين. وذكرنا ذلك في أصل هذا الكتاب.
1 أخبار مكة للأزرقي 1/ 32، 33.
2 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 2: 124.
3 أخبار مكة للأزرقي 1/ 37.
4 أخبار مكة للأزرقي 1/ 64.