الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حلية الكعبة المعظمة ومعاليقها:
أول من حلاها في الجاهلية على ما قيل عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بالغزالين الذهب اللذين وجدهما في زمزم حين حفرها. ذكر ذلك الأزرقي واضطرب كلامه في أول من حلاها في الإسلام، فنقل عن جده أن الوليد بن عبد الملك بن مروان أول من ذهب البيت في الإسلام، وذكر في موضع آخر ما يخالف ذلك، لأنه قال: وبعث عبد الملك بن مروان بالشمسيتين، وقدحين من قوارير، وضرب على الأسطوانة الوسطى الذهب من أسفلها إلى أعلاها صفائح
…
انتهى1.
وذكر المسبحي ما يقتضي خلاف ما ذكره الأزرقي في أول من حلى الكعبة في الإسلام، لأنه قال في أخبار سنة خمس وستين من الهجرة: وفيها استتم ابن الزبير رضي الله عنهما بناء الكعبة، ويقال: إنه بناها بالرصاص المذوب المخلوط بالورس، وجعل على الكعبة وأساطينها صفائح الذهب ومفاتحها ذهب2
…
انتهى. نقلت ذلك هكذا من خط الحافظ رشيد الدين ابن الحافظ ركن الدين المنذري في اختصاره لتاريخ المسبح، وإنما ذكر ذلك بنصه لما فيه من إفادة تاريخ عمارة ابن الزبير رضي الله عنهما للكعبة، ولما فيه من أنه بناها بالرصاص مع الورس، وذلك مما لم يذكره الأزرقي في خبر عمارته، والله أعلم.
وقال الفاكهي في الأوليات بمكة: وأول من عمل الذهب على باب الكعبة في الإسلام: عبد الملك بن مروان
…
انتهى3.
وذكر الفاكهي أن الوليد بن عبد الملك أول من جعل الذهب على ميزاب الكعبة4
…
انتهى.
وذكر الأزرقي صفة الحلية التي عملت بأمر الوليد ومقدارها، لأنه قال: فلما كان في خلافة الوليد بن عبد الملك بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسري بستة وثلاثين ألف دينار فضرب منها على بابي الكعبة صفائح الذهب، وعلى ميزاب الكعبة، وعلى الأساطين التي في باطنها، وعلى الأركان في جوفها5.
وذكر الأزرقي أن الأمين محمد بن هارون الرشيد الخليفة العباسي أرسل إلى سالم بن الجراح عامل له على موانئ مكة بثمانية عشر ألف دينار؛ ليضرب بها صفائح الذهب على بابي الكعبة، فقلع ما كان على الباب من الصفائح، وزاد عليها من الثمانية عشر ألف دينار، فضرب عليها الصفائح التي هي عليه اليوم يعني في زمنه والمسامير، وحلقتي باب الكعبة، وعلى الفياريز، والعتب6.
1 أخبار مكة 1/ 2104، 224.
2 إتحاف الورى 2/ 77، وفيه أن ذلك كان سنة "74هـ"، الكامل لابن الأثير 4/ 87، ودرر الفرائد "ص: 198".
3 أخبار مكة للفاكهي 3/ 237.
3 أخبار مكة للفاكهي 3/ 237.
4 أخبار مكة للفاكهي 3/ 242، العقد الثمين 3/ 390.
5 أخبار مكة 1/ 212، 213.
6 أخبار مكة 1/ 212.
وذكر الأزرقي أن الحجبة كتبوا إلى الخليفة المتوكل العباسي رقعة ذكروا فيها أن زاويتين من زوايا الكعبة من داخلها ملبستين1 ذهبا وزاويتين فضة، وأن ذلك لو كان ذهبا كله كان أحسن وأزين، وأن قطعة مركبة على بعض جدران الكعبة شبه المنطقة فوق الإزار الثاني من الرخام، وذكروا أنه لو كان بدل تلك القطعة فضة في أعلا إزار الكعبة في تربيعها كان أبهي وأحسن. وذكر الأزرقي أن المتوكل أنفذ لعمل ذلك، ولعل ما كتب به إليه إسحاق بن سلمة الصائغ.
قال: وعمل إسحاق الذهب على زاويتي الكعبة من داخلها، فكان ما كان هنالك من الفضة ملبسا، وكسر الذهب الذي كان على الزاويتين الباقيتين وأعاد عمله، فصار ذلك أجمع على مثال واحد منقوشة مؤلفة ثابتة، وعمل منطقة من فضة، وركبها فوق إزار الكعبة في تربيعها كلها منقوشة متصلا بهذه المنطقة. ثم قال: وفي أعلا2 هذه المنطقة رخام منقوش، فألبس ذلك الرخام ذهبا رقيقا، من الذهب الذي يتخذ للسقوف. قال: وكان في الجدار الذي في ظهر الباب يمنة من داخل الكعبة: رزة كلاب من صفر يشد به الباب إذا فتح بذلك الكلاب، لئلا يتحرك عن موضعه، فقلع ذلك الصقر، وصير مكانه فضة، وألبس ما حول باب الدرجة فضة مضروبة. قال: وكانت عتبة الباب السفلي قطعتين من خشب الساج قد رثتا ونخرتا من طول الزمان عليها، فأخرجهما وصير مكانهما قطعة واحدة من خشب الساج، وألبسها صفائح فضة.
قال الأزرقي: وأخبرني إسحاق بن سلمة الصائغ أن مبلغ ما كان في الزوايا من الذهب والطوق الذي حول الجزعة: نحوا من ثمانية آلاف مثقال، وأن ما في منطقة الفضة، وما كان على عتبة الباب السفلى من الصفائح، وعلى كرسي المقام من الفضة نحوا من سبعين ألف درهم، وما ركب من الذهب الرقيق على جدران الكعبة وسقفها نحوا من مائة حق يكون في كل حق خمسة مثاقيل، هذا ما ذكره الأزرقي من خبر حلية الكعبة3.
وأفاد السهيلي في تحلية الوليد بن عبد الملك للكعبة أمرا لم يفده الأزرقي، وفي كلامه ما يقتضي أنه ليس أول من حلاها في الإسلام، ولنذكر كلامه لإفادة ذلك، ونصه: ثم كان الوليد بن عبد الملك، فزاد في حليتها، وصرف في ميزابها وسقها ما كان في مائدة سليمان عليه السلام من ذهب وفضة، وكانت قد احتملت على بغل قوي فتفسخ.
1 كذا في لأصل، والصحيح "ملبستان".
2 كذا في الأصل.
3 أخبار مكة للأزرقي 1/ 301.
تحتها، فضرب منها الوليد حلية الكعبة، وكانت قد احتملت إليه من طليطلة من جزيرة الأندلس، وكانت لها أطواق من ياقوت وزبرجد1.... انتهى.
ولنذكر ما علمناه من خبر حليتها بعد الأزرقي على الترتيب، فمن ذلك: أن وفد الحجبة كتبوا إلى الخليفة المعتضد العباسي يذكرون أن بعض عمال مكة كان قد قلع ما على عضادتي باب الكعبة من الذهب فضربه دنانير، واستعان به على حرب وأمور كانت بمكة بعد العلوي الخارجي بها في سنة إحدى وخمسين ومائتين2 فكانوا يسترون العضادتين بالديباج، وأن بعض العمال بعده قلع مقدار الربع من أسفل ذهب بابي الكعبة في سنة اثنتين وستين ومائتين3، وجعل ذلك فضة مضروبة مموهة بالذهب، على مثال ما كان عليها، فإذا تمسح به في أيام الحج بدت الفضة، حتى تجدد تمويهها في كل سنة وأن المعتضد أمر بعمل ذلك وعمل ما رفع إليه، فعمل ذلك.
ومن ذلك: أن أم المقتدر الخليفة العباسي أمرت غلامها لؤلؤ بأن يلبس جميع الأسطوانة الأولى التي تلي باب الكعبة الذهب، لأن التي تليها كانت ملبسة بصفائح الذهب، وبقيتها مموهة، وذلك في سنة عشر وثلاثمائة4.
ومن ذلك: أن الوزير جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور المعروف بالجواد وزير صاحب مصر أنفذ في سنة تسع وأربعين وخمسمائة رجلا من جهته يقال له الحاجب، ومعه خمسة آلاف دينار لعمل صفائح الذهب والفضة في داخل الكعبة وفي أركانها5.
وممن حلاها: الملك المظفر صاحب اليمن، وحليته لبابها، وقد تقدم مقدار الحلية التي كانت على الباب الذي صنعه لها.
وحلاها حفيده الملك المجاهد صاحب اليمن، وأخبرت عمن رأى: اسم الملك المجاهد مكتوب6 بقلم غليظ في أعلى الحائط الذي فوق باب الكعبة من داخلها.
وقد تقدم أن الملك الناصر محمد بن قلاون الصالحي صاحب مصر حلى باب الكعبة الذي عمله لها بخمسة وثلاثين ألف درهم وثلاثمائة درهم، وأن حفيده الملك الأشرف شعبان بن حسين حلى باب الكعبة في سنة ست وسبعين وسبعمائة7، فهذا ما علمته من حلية الكعبة بعد الأزرقي.
1 الروض الأنف 1/ 224.
2 إتحاف الورى 2/ 329.
3 إتحاف الورى 2/ 338.
4 إتحاف الورى 2/ 368، أخبار مكة للأزرقي 1/ 291.
5 إتحاف الورى 2/ 514، العقد الثمين 2/ 212.
6 كذا بالأصل والصحيح "مكتوبا".
7 إتحاف الورى 3/ 2321، العقد الثمين 1/ 52، 5/ 10.
ذكر معاليق الكعبة وما أهدي إليها في معنى الحلية:
قال المسعودي في أخبار الفرس: وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالا في صدر الزمان وجواهر، وقد كان ساسان بن بابك أهدى غزالين من ذهب وجواهر وسيوفا وذهبا كثيرا، فدفن في زمزم، وقد ذهب قوم من مصنفي الكتب في التواريخ وغيرها من السير أن ذلك كان لجرهم حين كانت بمكة، وجرهم لم تكن ذات مال فيضاف ذلك إليها، ويحتمل أن يكون لغيرها1، والله أعلم
…
انتهى.
ويقال: إن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي أول من جعل في الكعبة السيوف المحلاة بالذهب والفضة ذخيرة للكعبة، ذكر ذلك صاحب "المورد العذب الهني".
وذكر الأزرقي رحمه الله أشياء أهديت للكعبة، لأنه قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن أشياخه قال: لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدائن كسرى كان مما بُعث إليه هلالان، فبعث بهما من يعلقهما في الكعبة، وبعث عبد الملك بن مروان بالشمسيتين وقدحين من قوارير، ثم قال: وبعث الوليد بن عبد الملك بقدحين، وبعث الوليد بن يزيد بالسرير الزينبي وبهلالين، ثم قال: بعث أبو العباس يعني السفاح بالصفحة الخضراء، وبعث أبو جعفر يعني أخاه المنصور بالقرورة الفرعونية وبعث المأمون بالياقوتة التي تعلق كل سنة في وجه الكعبة في الموسم بسلسلة من ذهب، وبعث أمير المؤمنين جعفر المتوكل بشمسية عملها من ذهب، مكللة بالدر الفاخر، والياقوت الرفيع، والزبرجد، وسلسلة تعلق في وجه الكعبة في كل موسم.
وقال الأزرقي: حدثني سعيد بن يحيى البلخي قال: أسلم ملك من ملوك التبت2 وكان له صنم من ذهب يعبده في صورة إنسان، وكان على رأس الصنم تاج من ذهب مكلل بخرز الجوهر، والياقوت الأحمر والأخضر، والزبرجد، وكان على سرير مربع مرتفع على الأرض على قوائم، والسرير من فضة، وعلى السرير فرشة الديباج، وعلى أطراف الفرش أزرار من ذهب وفضة مرخاة، والأزرار3 على قدر الكرسي في وجه
1 مروج الذهب 1/ 242.
2 في أخبار مكة 1/ 225: "التبت".
3 في أخبار مكة 1/ 225: "أزرار".
السرير، فلما أسلم ذلك الملك، أهدى السرير والصنم إلى الكعبة، هذا ما ذكره الأزرقي في معاليق الكعبة، وما أُهدي إليها في معنى الحلية.
ومما أُهدي لها من هذا القبيل في عهد الأزرقي، ولم يذكره: قفل فيه ألف دينار، أهداه إليها المعتصم العباسي، ذكر ذلك الفاكهي، لأنه قال: ذكر قفل الكعبة، وقال بعض المكيين: إن أمير المؤمنين المعتصم بالله بعث إلى الكعبة بقفل فيه ألف دينار في سنة تسع عشرة ومائتين، وعلى مكة يؤمئذ صالح بن العباس، فأرس صالح إلى الحجبة فدعاهم ليقبضهم القفل فأبى الحجبة أن يأخذوه، فأجبرهم على ذلك، وأراد أن يأخذ قفلها الأول ويرسل به إلى الخليفة، فكلموه فتركه عليهم، وأذن لهم في الخروج إليه، فخرجوا إليه فكلموه فيها فترك قفلها هذا الذي عليها، وأعطاهم القفل الذي كان بعث إليها، فقسموه بينهم1
…
انتهى.
وذكر المسبحي هذا القفل، وفيما ذكره ما يفهم منه غير ما ذكره الفاكهي، لأنه قال في أخبار سنة تسع عشرة ومائتين وفيها وصل طاهر بن عبد الله بن طاهر حاجا في عدد كثير من الجن بقفل فيه ألف مثقال من ذهب، فقفل به البيت ونزع قفله الذي كان عليه، وكان مطليا، ويقال إن الحجاج عمله
…
انتهى. نقلت ذلك من خط الرشيد بن المنذري في اختصاره لتاريخ المسبحي.
ومما أُهدي لها من هذا القبيل في عهد الأزرقي أو بعده بقليل: طوق من ذهب مكلل بالزمرد والياقوت وغير ذلك، مع ياقوتة خضراء كبيرة ذكره الفاكهي، لأنه قال: وأسلم ملك من ملوك السند في سنة تسع وخمسين ومائتين فبعث إلى الكعبة بطوق من ذهب فيه مائة مثقال مكلل بالزمرد والياقوت والماس، وياقوته خضراء وزنها أربعة وعشرون مثقالا فدفعها إلى الحجبة، فكتبوا في أمرها إلى أمير المؤمنين المعتمد على الله، وأخذوا الدرة فأخرجوها وجعلوها في سلسلة من ذهب، وجعلوا في وسط الطوق مقابله الياقوت والزمرد، فجاء كتاب أمير المؤمنين بتعليقها، فعلقت مع معاليق الكعبة في سنة تسع وخمسين ومائتين
…
انتهى.
ومما علق في الكعبة في عهد الأزرق أو بعده بقليل، قصبة من فضة فيها كتاب، فيه بيعة جعفر بن المعتمد وبيعة أبي أحمد الموفق، ذكر ذلك الفاكهي، لأنه قال: ثم قدم الفضل بن عباس الهاشمي مكة في موسم سنة إحدى وستين، ومعه كتاب فيه بيعة جعفر ابن أمير المؤمنين المعتمد، وبيعة أبي أحمد الموفق بالله أخي أمير المؤمنين، وما عقد له أمير المؤمنين المعتمد، وبيعة أبي أحمد الموفق بالله أخي أمير المؤمنين، وما عقد له أمير المؤمنين المعتمد على الله، فعمل لذلك قصبة من فضة، فيها ثلاثمائة وخمسون.
أخبار مكة للفاكهي 5/ 236.
درهما فضة ثم أدخل الكتاب فيه، وجعل على رأس القصبة ثلاث رزات، وجعل للرزات ثلاث سلاسل من فضة، ثم دخل الكعبة يوم الاثنين لأربع ليال خلون من صفر، ومعه محمد بن يحيى صاحب شرطته، وهو يومئذ على الخراج والبريد والصوافي، فأقاما فيها حين علقت هذه القصبة مع معاليق الكعبة، وذلك في صفر سنة اثنين وستين ومائتين1.... انتهى.
وأفاد الفاكهي في صفة الياقوتة التي بعثها المأمون ما لم يفده الأزرقي، وهي أنها أكبر من الدرة اليتيمة، لأنه قال: وبعث أمير المؤمنين المأمون بالياقوتة التي كانت تعلق كل سنة في وجه الكعبة بسلسلة من ذهب، وهي أكبر من الدرة اليتيمة. حدثني حسن بن حسين الأزدي قال: حدثنا إسماعيل بن مجمع قال: وزنت الدرة اليتيمة، فإذا وزنها مثالان ونصف وربع وعشر
…
انتهى.
ومما أُهدي لها من هذا القبيل بعد الأزرقي: قناديل بعث بها المطيع العباسي2، كلها فضة، خلا قنديلا منها كان ذهبا، زنته ستمائة مثقال، ذلك في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة3.
ومن ذلك قناديل ومحاريب أهداها إلى الكعبة صاحب عمان، على ما ذكر أبو عبيد البكري في كتابه "المسالك والممالك" ونص كلامه: وقد أهدى صاحب عمان إلى الكعبة بعد العشرين وأربعمائة محاريب مبنية زنة المحراب أزيد من قنطار، وقناديل في نهاية الإحكام، وسمرت المحاريب في الكعبة مما يل بابها.... انتهى.
ومن ذلك: قناديل ذهب وفضة، أهداها للكعبة الملك المنصور عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن في سنة اثنين وثلاثين وستمائة.
ومن ذلك: قفل ومفتاح أهداه إليها الملك الظاهر بيبرس4 صاحب مصر، وركب عليها القفل المذكور.
ومن ذلك: حلقتان من ذهب مرصعتان باللؤلؤ والبلخش، كل حلقة وزنها ألف مثقال، وفي كل حلقة ست لؤلؤات فاخرات، وبينها ست قطع بلخش فاخر، بعث بذلك الوزير علي شاه وزير السلطان أبي سعيد بن خرابنده ملك التتر على يد الحاجي مولا واخ، في سنة ثمان عشرة وسبعمائة، ولما أراد تعليق ذلك بباب الكعبة منعه منه أمير
1 أخبار مكة للفاكهي 5/ 236، 237.
2 تولى الخلافة سنة 334 وبقي إلى سنة 363هـ.
3 إتحاف الورى 2/ 407، المنتظم 7/ 53، الجامع اللطيف "ص 112، درر الفرائد "ص: 245".
4 ولي السلطنة في مصر سنة 658هـ" وظل بها حتى توفي "676هـ" شذرات الذهب 5/ 350.
الركب المصري في هذه السنة، وقال: هذا لا يمكن إلا بإذن السلطان يعني صاحب مصر إذا ذاك وهو الناصر محمد بن قلاون فقال الحاجي مولا واخ: إن الوزير علي شاه كان نذر متى ظفر بخواجه رشيد الدولة وقتله أن يعلق على باب الكعبة حلقتين، فيقال إنه أذن له في تعليقهما زمنا قليلا، ثم رفعتا، وأخذهما إذ ذاك رميثة بن أبي نُمَى من آل قتادة1.
ومن ذلك: ما أخبرني به بعض فقهاء مكة: أربعة قناديل كبار، كل قنديل منها على ما ذكر في مقدار الدورق: اثنان منها ذهب واثنان فضة، والمهدي لذلك هو السلطان شيخ أويس صاحب بغداد، وذلك في أثناء عشر السبعين وسبعمائة على ما ذكر، وذكر أن ذلك علق في الكعبة زمنا قليلا، ثم أزيل، وأخذه أمير مكة عجلان بن رميثة
…
انتهى بالمعنى.
وأهدى الناس بعد ذلك للكعبة قناديل كثيرة، والذي في الكعبة الآن من المعاليق ستة عشر قنديلا، منها ثلاثة فضة، وواحد ذهب، وواحد بلور، واثنان نحاس، والباق زجاج حلبي، وهو تسعة بتقديم التاء.
وليس في الكعبة الآن شيء من المعاليق التي ذكرها الأزرقي ولا مما لم يذكره مما ذكرنا سوى الستة عشر قنديلا، ولس فيها شيء من حلية الذهب والفضة التي كانت في أساطينها وجدرانها، وسبب ذلك توالي الأيدي عليه من الولاة وغيرهم على ما ذكر الأزرقي في تاريخه، ووقع ذلك أيضا بعده، فمن ذلك ما وقع لأبي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي2 حين خرج عن طاعة الحاكم بأمر الله، ودعا لنفسه بالإمامة وتلقب بالراشد، لأنه أخذ من حليتها وضربه دنانير ودراهم. وهي التي تسمى الفتحية، وأخذ بعد ذلك المحاريب التي أهداها للكعبة صاحب عمان.
ومن ذلك: ما وقع لمحمد بن جعفر المعروف بابن أبي هاشم الحسيني3، لأنه في سنة اثنتين وستين وأربعمائة أخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب لما لم يصله شيء من جهة المستنصر4 العبيدي صاحب مصر لاشتغاله عنه بما هو فيه من القحط الذي كاد بسببه أن يستولي الخراب على إقليم مصر5.
1 إتحاف الورى 3/ 160و 161، السلوك للمقريزي 2/ 1: 190، درر الفرائد "ص: 296".
2 هو أمير مكة، تولاها مرتين، الأولى سنة 384- 401، والثانية سنة 403- 420هـ "انظر عنه الكامل في التاريخ 9/ 331- 332، وفيات الأعيان 2/ 174، 175، العقد الثمين 4/ 69".
3 ولي مكة سنة 461 إلى سنة 487هـ "إتعاظ الحنفاء- 2/ 269".
4 تولى خلافة مصر من سنة 427 إلى سنة 487هـ "إتعاظ الحنفاء 2/ 184، 185".
5 إتحاف الورى 2/ 472، العقد الثمين1/ 440- 443، الكامل لابن الأثير 10/ 22، البداية والنهاية 12/ 99، النجوم الزاهرة 5/ 84، تاريخ الخلفاء "ص: 421"، درر الفرائد "ص: 256".