الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر شيء مما ورد في تعظيم الناس لمكة وحرمها وفي تعظيم الذنب في ذلك:
روينا في تاريخ الأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: حج الحواريون، فلما بلغوا الحرم مشوا تعظيما للحرم1.
وروينا فيه عن ابن جريج قال: كان الرجل يلقى قاتل أخيه أو ابنه في الكعبة، أو في الحرم، أو في الشهر الحرام فلا يعرض له2.
وروى أبو علي بن السَّكَن في سننه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بمكة إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المُغَمْس3.
ويروى أن الشيخ أبا عمرو الزجاجي أحد كبار مشايخ الصوفية في مكة أقام بمكة أربعين سنة لم يبل ولم يتغوط في الحرم.
ويروى أن الإمام أبا محمد عبيد الله بن سعيد الشنتجالي جاور بمكة دهرا، وكان إذا أراد قضاء الحاجة خرج من الحرم.
ومن الأخبار الواردة في تعظيم الذنب في الحرم: ما رويناه في تاريخ الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه كان يقول: إن من الإلحاد في الحرم أن يقول: كلا والله، وبلى والله4.
وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا أهل مكة لا تحتكروا الطعام، فإن احتكار الطعام بها للبيع إلحاد، وروينا مثل ذلك عن ابنه عبد الله بن عمر.
وروينا عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لأن أخطئ سبعين خطيئة بركبة أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة5
…
انتهى.
"وركبة" محاذية لذات عرق ميقات أهل العراق.
1 أخبار مكة للأزرقي 2/ 137.
2 أخبار مكة للأزرقي 2/ 140.
3 المغمس: هو السهل الفسيح الواسع الذي يبدأ من أرض الصفاح والشرائع العليا "حنين" إلى سهل عرفات، بل إن سهل عرفات كله ما هو إلا امتداد لأرض المغمس، ويقع في وسط أرض المغمس واد عرنة، وشق حديثا طريق ممهد يصل بين عرفات وبين طريق الطائف طوله "15" كم إذا سلكه تكون قد توسطت أرض المغمس.
4 أخبار مكة للأزرقي "2/ 132.
5 أخبار مكة للفاكهي 2/ 256، ورواه عبد الرزاق في مصنفه 5/ 28 من طريق ابن جريج به، وذكره في معجم البلدان 3/ 63 ونسبه لأبي سعيد المفضل الجندي في فضائل مكة.
وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: الإلحاد في الحرم ظلم الخادم.
وقد جاء في هلاك من ظلم بمكة من الأمم أو استخف بحرمتها أخبار كثيرة سنذكر منها شيئا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وجاء في النجاة من الذنب بالالتجاء إلى الحرم حديث رويناه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه قال: "لما عقرت ثمود الناقة وأخذتهم الصيحة، لم يبق تحت أديم السماء منهم أحد إلا أهلكته إلا رجلا واحدا كان في حرم الله عز وجل فمنعه الحرم". فقالوا: من هو يا رسول الله؟ فقال: "أبو رغال أبو ثقيف، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه"، أخرجه أحمد في مسنده ومسلم، وأبو حاتم بن حبان في صحيحهما1.
1 أخرجه أحمد في مسنده 3/ 296، وأخبار مكة للأزرقي 2/ 122-133.