الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف:
الحمد لله الذي جعل مكة المشرفة أعظم البلاد شأنا، وصيرها محلا مباركا، وأجزل للمتقربين فيها العطية، وكم لها في الفضل مزية، لأن فيها البيت الحرام، الذي هو للناس مثابة وقوام، المغفور لمن حجه أو طاف به في البرية ما اقترفه من الخطية. أحمده على ما منحنا من جوار بيته المطهر، وأسأله استمرار ذلك إلى حين أقبر.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وبه نستعين، رب يسر وأعن يا كريم. [بجاه عروس القيامة والدين القويم]1.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الذي جعل مكة وما حولها حرما، وأغنى بماء زمزم عن الطعام، وشفا به سقما. وأشهد أن سيدنا محمدا أفضل من الحجر الأسود قبل، وفي الطواف بالكعبة رمل، وصلى خلف المقام الذي للخليل فيه أثر، ووقف بعرفات والمشعر صلى الله عليه وسلم ما رميت الجمار، وما تضرع داع في الملتزم والمستجار2، وما سعى بين الصفا والمروة محرم، ورضي الله عن آله وأصحابه الذين توقيرهم واجب على كل مسلم.
أما بعد: فإنه لما وفقني الله تعالى للاشتغال بالعلم الشريف تشوَّقَتْ نفسي كثيرا إلى معرفة ما كان بعد الإمام أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن
1 ومعنى قول المؤلف "بجاه عروس القيامة والدين القويم" أنه يطلب من الله أن يشفع فيه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
2 المراد بالملتزم والمستجار: البيت كله.
عقبة بن الأزرق ابن أبي شمر الغساني الأزرقي المكي1 مؤلف كتاب "أخبار مكة" رحمه الله وفي أخبار عمارة الكعبة المعظمة، وخبر حليتها ومعاليقها، وما أهدي لها في معنى الحلية، وكسوتها، وخبر الحجر الأسود، وخبر عمارة المسجد الحرام، وما فيه من عمارة موضع مقام إبراهيم عليه السلام وحجر النبي إسماعيل عليه السلام وموضع زمزم، وسقاية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ومنابر المسجد الحرام، والمطاف، ومقامات الأئمة، وابتداء وقت ترتيبهم للصلاة فيها، وعمارة أماكن مباركة بمكة المشرفة، وهي مساجد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد سيدنا على بن أبي طالب- رضي الله عنه وغير ذلك من المواضع المعروفة بمكة بالمواليد، والدور المباركة بمكة، كدار سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ودار خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ودار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، وهي الدار المعروفة بدار الخيزران، وعمارة مساجد مباركة بظاهر مكة، وهي: مسجد البيعة -بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنصار- بقرب عقبة منى، ومسجد الخيف بمنى، وغير ذلك من المساجد بمنى، ومسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي أحرمت منه لما اعتمرت بعد حجها بالتنعيم، وعمارة أنصاب2 حدود الحرم، ومشاعر الحج والعمرة، وهي: الصفا، والمروة، والمشعر الحرام، وغير ذلك. ما كان بعد أبي الوليد الأزرقي من الأوقاف على طلبة العلم والفقهاء، وغير ذلك من المدارس والربط وغيرها، وتاريخ وقف ذلك، وما كان بعد الأزرقي من الأمطار والسيول بمكة، فعرفت طرفا جيدا من ذلك كله؛ بعضه من كتب التاريخ، وبعضه علمته من رخام، وأحجار، وأخشاب مكتوب فيها ذلك، ثابتة في الأماكن المشار إليها. وبعضه علمته من أخبار الثقات. وبعضه شاهدته، وعلق ذلك كله بذهني، وقيدته في أوراق مفردة من غير ترتيب، خيفة ذهاب ذلك بالنسيان، لما روي عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: يا بني قيدوا العلم بالكتابة، ثم بدا لي أن أجمع ذلك مرتبا، وأضم إليه من تاريخ أبي الوليد الأزرقي ما يلائمه من الأمور التي أشرنا إليها لما في ذلك من كمال الفائدة. ففعلت ذلك، وأضفت إلى ذلك أحاديث وآثارا في فضائل الكعبة، والأعمال المتعلقة بها، وفي فضل الحجر الأسود والركن اليماني، والحجْر بسكون الجيم- والمقام والمسجد الحرام، ومكة، والحرم، وزمزم، وغير ذلك من المواضع المباركة بمكة وحرمها مما ذكره أبو الوليد الأزرقي- وأضفت إلى ذلك أمورا كثيرة مفيدة لم يذكرها الأزرقي، في بعضها مما عني بجمعه الأزرقي، وبعضها لم يعن به،
1 توفي نحو سنة "250هـ" راجع مقدمة كتاب "أخبار مكة" تحقيق: رشدي صالح ملحس 1/ 12.
2 الأنصاب: جمع "نصب" بضم النون والصاد، وهو العلامة.
فمن الأول: أحاديث نبوية، وآثار عن الصحابة والسلف وأخبار جاهلية لها تعلق بمكة وأهلها وملوكها، وغير ذلك.
ومن الثاني: مسائل فقهية وحديثية، وما علمته من المآثر بمكة وحرمها، كالمدارس والربط1 وغير ذلك، وما علمته من أخبار ولاة مكة في الإسلام على سبيل الإجمال، وأخبار إسلامية تتعلق بمكة وأهلها وولاتها، والحجاج.
وكثير من هذه الأخبار، ذكره الأزرقي، وذكر أيضا بعض المآثر، وبعض المسائل الفقهية، وهذا القسم مما يكثر الاغتباط به، لأن غالبه لم يحوه كتاب2، وإليه يتشوق ذوو الألباب، وأضفت إلى ذلك -أيضا- ما حررناه في ذرع الكعبة3 والمسجد الحرام، وأماكن فيه، والأماكن المباركة بمكة وحرمها من المساجد والمواليد، والدور المباركة وحدود الحرم من جهاته المعروفة الآن بما فيها من العلامات المبينة لكون الذراع الذي حررناه به هو ذراع الحديد المستعمل في القماش بديار مصر والحجاز، والذراع الذي حرر به الأزرقي هو ذراع اليد، فيستفاد مما ذكرته ذرع ذلك بالوجهين، وبعض ما حررناه ليس في كتاب الأزرقي تحرير له، فلا يعرف تحريره إلا مما ذكرناه، فجاء -بحمد الله تعالى- تأليفا لأشتات الفوائد جامعا، وفي معناه إن -شاء الله تعالى- مفيدا نافعا.
ويستغنى به عن كتاب الأزرقي والفاكهي4 ولا يغنيان عنه.
وللإمام الأزرقي، والفاكهي فضل السق والتحصيل والتحرير، فإن ما ذكراه هو الأصل الذي انبنى عليه هذا الكتاب، وفي كتاب الفاكهي وهو: محمد بن إسحق بن العباس المكي أمور كثيرة مفيدة جدا ليست من معنى تأليف الأزرقي، ولا من المعنى
1 الربط: جمع رباط.
2 بعد كتاب الأزرقي ظهر هذا الكتاب، ثم ألف ابن ظهيرة القرشي كتاب "الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف" عام "950م"، كما ألف القطبي الحنفي المتوفي سنة "988هـ" كتابه "تاريخ القطبي" المسمى:"الإعلام بأعلام بيت الله الحرام"، وبعد ذلك ألفت كتب كثيرة من العصر الحديث عن مكة والبيت الحرام منها: كتاب "تاريخ عمارة المسجد الحرام"، و"تاريخ الكعبة المعظمة" وكلاهما للشيخ عبد الله باسلامه رحمه الله وألف كذلك الأستاذ أحمد السباعي كتاب "تاريخ مكة" الذي نشر سنة "1327هـ".
وهذه الكتب مراجع قيمة في تاريخ البلد الحرام. وكل هؤلاء المؤلفين من أبناء مكة المكرمة.
3 ذرع الكعبة والمسجد الحرام: قياس مساحتها.
4 لا يعرف تاريخ ميلاد الفاكهي، وقد توفى نحو سنة "280هـ" أي بعد الأزرقي بثلاثين سنة، وتوجد نسخة من كتاب الفاكهي مطبوعة مكونة من ستة أجزاء بتحقيق عبد الملك بن دهيش، ولم يسبق أحد في التأليف عن أخبار مكة إلا الوافدي المتوفي سنة "207هـ"، والمدائني "153-225هـ".
والزبير بن بكار "172-256هـ" وعمرو بن شبة "172-262هـ"، والأزرقي المتوفي نحو سنة "250هـ".
الذي ألفناه، وكانا في المائة الثالثة، والفاكهي تأخر عن الأزرقي قليلا في غالب الظن، ومن عصرهما إلى تاريخ خمسمائة سنة1 ونحو أربعين سنة وأزيد، ولم يصنف بعدهما في المعنى الذي صنفا فيه أحد، وقد حدث بعدهما في هذه المدة من المعنى الذي ذكرناه عنهما أمور مستكثرة، فلذلك صارت الإحاطة لجمعها متعذرة، وقد بذلنا الجهد في تحصيل ذلك، فظفرنا منه بطرف، وفي النفس على ما لم نظفر به أسف.
وإني لأعجب من إهمال فضلاء مكة بعد الأزرقي للتأليف على منوال تاريخه، ومن تركهم تأليف تاريخ لمكة يحتوي على معرفة أعيانها من أهلها وغيرهم، من ولاتها، وأئمتها، وقضاتها، وخطبائها وعلمائها، ورواتها، كما صنع فضلاء غيرها من البلاد لبلادهم، "كتاريخ بغداد" للخطيب البغدادي2، ومن بعده "تاريخ دمشق" لابن عساكر3 و"تاريخ مصر" للقطب الحلبي، وغير ذلك من تواريخ البلاد.
وقد وفقني الله تعالى لجمع شيء من هذا المعنى حداني، إلى جمعه أني تشوقت كثيرا لمعرفة ذلك، وتتبعت ما ألفه الناس من التواريخ والطبقات والمعاجم4 والمشيخات وغير ذلك من تعاليق العلماء، فظفرت في ذلك ببعض المطلوب، ثم رتبته على ما أدركته من الأمور المناسبة له على ترتيب حروف المعجم خلا المحمدين والأحمدين، فإنهم مقدمون على غيرهم، لكون ذلك من أسماء نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم مذكور في أول التراجم مع شيء من سيرته الشريفة على وجه الاختصار للتبرك بذلك.
وجعلت في أول هذا الكتاب مقدمة لطيفة تحتوي على مقاصد هذا التأليف، لخصتها منه ليكون التأليف -الذي هذه المقدمة أوله- جامعا لشيء من أخبار مكة وما فيها، وشيء من أخبار أهلها ومن أشرنا إليهم معهم، هذا التأليف "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين"، ثم إني استطلته بعد تسويدي لأكثره، وترتيب ما بقي منه بذهني، فاختصرته في مقدار نصف الحجم، وسميت هذا المختصر "عجالة القرى للراغب في تاريخ أم القرى".
1 ولد الفاسي عام 775هـ، وتوفى سنة 832هـ.
2 توفى الخطيب البغدادي عام "463هـ".
3 هو: علي بن أبي محمد الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، الحافظ ثقة الدين أبو القاسم الدمشقي الشافعي، المعروف بابن عساكر، ولد "499- 571هـ" وله تصانيف كثيرة من أهمها:"التاريخ الكبير لدمشق"، و"هداية العارفين في أسماء المؤلفين"، وغيرها.
4 المعاجم: الكتب المصنفة على حروف المعجم والمشيخات في معنى المعاجم، إلا أن المعاجم ترتب المشايخ فيها على حروف المعجم بعينها، بخلاف المشيخات. قاله: الحافظ ابن حجر - وتستعمل المشيخة علما على الكراريس التي يجمع الإنسان فيها شيوخه. وهو اصطلاح قديم.
وأنا أسال الله تعالى أن ييسر لي تبييضهما وتحريرهما، وأن ينفع بذلك وينفعني به، ويثيبني عليه الثواب الجزيل.
وهذا التأليف المحتوي على التراجم لا يخلو من تقصير، سببه ما ذكرته من كوني لم أر مؤلفا في معناه، ورأيت ما يدل على أن بعض الناس ألف تاريخا لمكة، وهو الشريف زيد بن هاشم بن علي بن المرتضى العلوي الحسني، هكذا نسبه الشيخ أبو العباس أحمد بن علي الميورقي1، وترجمه بوزير مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في رسالة كتبها زيد- المذكور- للشيخ أبي العباس- المذكور- رأيتها في كتاب "الجواهر الثمينة على مذهب عالم المدينة" لابن شاش المالكي بخط الميورقي، ووقفه بوج الطائف، وفيها مكتوب بعد البسملة: زيد بن هاشم بن علي، ثم قال: وبعد.... فقد خدم بها العبد الضعيف في الثلاثاء منتصف شعبان، وبخط الميورقي فوق شعبان: سنة ست وسبعين وستمائة، وذكر أشياء، ثم قال: وقد خطر للضعيف مع المتاعب التي يعاني من كل وجه إثبات تاريخ لمكة المعظمة، وقد أثبت منه إلى الآن نحو خمس كراريس
…
انتهى.
ولم أقف على هذا التاريخ، وما عرفت على أي نمط هو، هل هو تراجم فقط أو هو حوادث فيها ذكر شيء من أخبار مكة والكعبة المعظمة مما يدخل في هذا التاريخ؟
وسميت هذا التأليف: "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام".
ورتبته على أربعين بابا:
الباب الأول: في ذكر مكة المشرفة وحكم بيع دورها وإجارتها.
الباب الثاني: في أسماء مكة المشرفة.
الباب الثالث: في ذكر حرم مكة، وسبب تحريمه، وعلاماته، وحدوده، وما يتعلق بذلك من ضبط ألفاظ في حدوده، ومعاني بعض أسمائها.
الباب الرابع: في ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة مكة وحرمها، وشيء في الأحكام المختصة بذلك، وشيء مما ورد من تعظيم الناس لمكة وحرمها، وفي تعظيم الذنب في ذلك، وفي فضل الحرم.
1 ميورقة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان، وقاف: جزيرة في شرق الأندلس، وقد نسب إلى هذه المدينة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي الميورقي المالكي المتوفي سنة "678هـ" المذكور عاليه، وصاحب رسالة "بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج" وطبعت في الطائف.
الباب الخامس: في ذكر الأحاديث الدالة على أن مكة أفضل من غيرها من البلاد، وأن الصلاة فيها أفضل من غيرها، وغير ذلك من فضلها.
الباب السادس: في المجاورة بمكة والموت فيها، وشيء من فضل أهلها، وفضل جدة- ساحل مكة- وشيء من خبرها، وشيء من فضل الطائف وشيء من خبره.
الباب السابع: في أخبار عمارة الكعبة المعظمة.
الباب الثامن: في صفة الكعبة وذرعها وشاذروانها وشيء من حليتها، ومعاليقها، وكسوتها، وطيبها، وخدامها، وأسمائهم، وهدم الحبشي لها، ووقت فتحها في الجاهلية والإسلام، وبيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق، ومعرفة أدلة القبلة بالآراق المشار إليها.
الباب التاسع: في بيان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة، وبيان قدر صلاته هذه، ووقتها، ومن رواها من الصحابة، ومن نفاها منهم رضي الله عنهم وترجيح رواية من أثبتها على رواية من نفاها، وما قيل من الجمع بين ذلك، وعدد دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد هجرته إلى المدينة، وأول وقت دخلها بعد هجرته.
الباب العاشر: في ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب دخولها، وفيما يطلب فيها من الأمور التي صنعها صلى الله عليه وسلم فيها، وحكم الصلاة فيها، وفي آداب دخولها.
الباب الحادي عشر: في فضائل الكعبة، وفضائل الحجر الأسود والركن اليماني.
الباب الثاني عشر: في فضائل الأعمال المتعلقة بالكعبة كالطواف بها، والنظر إليها، والحج، والعمرة، وغير ذلك.
الباب الثالث عشر: في الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة.
الباب الرابع عشر: في شيء من أخبار الحجر الأسود.
الباب الخامس عشر: في الملتزم، والمستجار، والحطيم، وما جاء في استجابة الدعاء في ذلك وغيره من الأماكن الشريفة بمكة وحرمها.
الباب السادس عشر: في شيء من أخبار مقام إبراهيم الخليل عليه السلام.
الباب السابع عشر: في شيء من خبر حجر إسماعيل عليه السلام وفيه بيان المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم حول الكعبة.
الباب الثامن عشر: في شيء من أخبار توسعة المسجد الحرام، وعمارته، وذرعه.
الباب التاسع عشر: في عدد أساطينه1، وصفتها، وعدد عقوده2، وشرفاته3، وقناديله، وأبوابه وأسمائها، ومنايره4،وفيما صنع فيه لمصلحة أو لنفع الناس به، وفيما فيه الآن من المقامات، وكيفية صلاة الأئمة بها وحكمها.
الباب العشرون: في أخبار زمزم، وسقاية العباس رضي الله عنه.
الباب الثاني والعشرون: في الأماكن التي لها تعلق بالمناسك.
الباب الثالث والعشرون: فيما بمكة من المدارس، والربط5، والسقايات6، والبرك المسبلة7، والآبار، والعيون، والمطاهر8، وغير ذلك من المآثر، وما في حرمها من ذلك.
الباب الرابع والعشرون: في ذكر شيء من خبر بني المحصن بن جندل ملوك مكة، ونسبهم، وذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة، ونسبهم، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام.
الباب الخامس والعشرون: في ذكر شيء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم، وذكر من ملك مكة من جرهم ومدة ملكهم لها، وما وقع في نسبهم من الخلاف، وفوائد تتعلق بذلك، وذكر من أخرج جرهما من مكة، وكيفية خروجهم منها، وغير ذلك من خبرهم.
الباب السادس والعشرون: في ذكر شيء من خبر النبي إسماعيل عليه السلام وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام.
الباب السابع والعشرون: في ذكر شيء من خبر "هاجر" أم إسماعيل عليه السلام وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم، وذكر شيء من خبر بني إسماعيل، وذكر ولاية ثابت بن إسماعيل للبيت الحرام.
1 الأساطين: جمع أسطونة، وهي العمود المستدير.
2 العقود: جمع عقدة، وهو القطعة من البناء مقوسة السقف.
3 الشرفات: جمع شرفة، وهي القطعة الخارجة من البناء.
4 المنائر: جمع منارة، والصحيح مناور، وهي المئذنة.
5 الربط: سيأتي الحديث عنها بتوسع في الباب الخاص بها.
6 جمع سقاية، وهي الأماكن التي يسقى فيها الماء.
7 المسبلة: المجعولة وقفا يردها كل من يشاء.
8 جمع مطهرة: وهي المكان المعدة لقضاء الحاجات والوضوء والاستحمام وغيرها من أنواع الطهارة.
الباب الثامن والعشرون: في ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة وشيء من خبره، وذكر ولاية بني إياد بن نزار للكعبة، وشيء من خبرهم، وخبر مضر، ومن ولي الكعبة من مضر قبل قريش.
البات التاسع والعشرون: في ذكر من ولي الإجازة بالناس من منى من العرب في ولاية جرهم، وفي ولاية خزاعة وقريش على مكة.
الباب الثلاثون: في ذكر من ولي إنساء1 الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس، والحلة، والقلمس2.
الباب الحادي والثلاثون: في ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة في الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، وأول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذي تنسب إليه خزاعة -على ما قيل- وشيء من خبر بنيه وغير ذلك.
الباب الثاني والثلاثون: في ذكر شيء من أخبار قريش بمكة في الجاهلية، وشيء من فضلهم، وما وصفوا به، وبيان نسبهم، وسبب تسميتهم بقريش، وابتداء ولايتهم للكعبة، وأمر مكة.
الباب الثالث والثلاثون: في ذكر شيء من خبر بني قصي بن كلاب وتوليتهم لما كان بيده من الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء والقيادة وتفسير ذلك.
الباب الرابع والثلاثون: في ذكر شيء من خبر الفجار والأحابيش.
الباب الخامس والثلاثون: في حلف الفصول وخبر ابن جدعان الذي كان هذا الحلف في داره، وذكر أجواد قريش وحكامهم في الجاهلية، وتملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي عليهم، وشيء من خبره.
الباب السادس والثلاثون: في ذكر فتح مكة المشرفة، وفوائد تتعلق بخبر فتحها.
الباب السابع والثلاثون: في ذكر ولاة مكة المشرفة في الإسلام.
الباب الثامن والثلاثون: في ذكر حوادث تتعلق بمكة في الإسلام.
1 إنساء الشهور: هو تأخير الأشهر الحرم إلى ما بعدها، استحلالا للقتال كما ذكره المؤلف في الباب الثلاثين.
2 القلمس: هو أول من نسأ الشهور على العرب، واسمه: حذيفة بن عبد فقيم بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة. قال شاعرهم:
وفينا ناسئ الشهر القلمسي
والقلمس: هو السيد العظيم المعطاء.
الباب التاسع والثلاثون: في ذكر شيء من أمطار مكة وسيولها في الجاهلية والإسلام، وشيء من أخبار الصواعق بمكة، وذكر شيء من أخبار الغلاء والرخص والوباء.
الباب الأربعون: في ذكر الأصنام التي كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة في الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر في الشوق إلى مكة المشرفة، وذكر معالمها المنيفة.
وأنا أسأل من كل واقف على هذا المختصر وأصله1 المسامحة عما فيهما من التقصير، وإصلاح ما فيهما من الغلط بعد التحرير، فسبب الغلط في الغالب النسيان، وقد جبل عليه كل إنسان، وسبب التقصير ما ذكرته من أني لم أر مؤلفا في المعنى الذي قصدت جمعه مما كان بعد الأزرقي والفاكهي فأستغني به.
وأسأل الله أن يمنحني على ما قصدت الثواب الجزيل بمحمد 2 سيد المرسلين وآله وصحبه الأكرمين.
وقد رأيت أن أذكر إسنادي في تاريخ الأزرقي لكثرة المنقول منه في هذا الكتاب، وإذا كان ذلك متصلا إليه بالإسناد فهو مما يستجاد، وأخبرني به أبو المعالي عبد الله بن عمر الصوفي بقراءتي عليه في القاهرة عن أبي زكريا يحيى بن يوسف القرشي إجازة إن لم يكن سماعا: أن أبا الحسن علي بن هبة الله الخطيب، وعبد الوهاب بن ظافر الأزدي، أنبآه عن أبي طاهر أحمد بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا به المبارك بن عبد الجبار المعروف بابن الطيوري، قال: أخبرنا به أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، قال: أنبأنا به أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي موسى الهاشمي، قال: أنبأنا به أبو إسحق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أنبأنا به أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي. فذكره.
1 يقصد بالأصل: كتابه "العقد الثمين".
2 أي بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أفتى بذلك الإمام ابن تيمية.