الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس والعشرون
ذكر نسب جرهم
…
الباب الخامس والعشرون:
ذكر نسبهم:
أما نسبهم فإنهم من ولد جرهم بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوج عليه السلام هذا مقتضى ما ذكره ابن إسحاق في "سيرته" وابن هشام في نسب جرهم.
وذكر ابن هشام أن جرهما هو ابن قحطان أبو اليمن كلها، وإليه يجتمع نسبها مع ابن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح
…
انتهى.
وقيل: إن جرهما بن مالك من الملائكة، وهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما رواه عنه الفاكهي في "تاريخه" لأنه قال: وحدثني حسن بن حسين أبو سعيد قال: حدثنا محمد بن حبيب، عن ابن الكلبي، عن أبي المقوم الأنصاري واسميه يحيى بن ثعلبة عن الكلبي، عن أبي صالح قال: كنا عند ابن عباس رضي الله عنهما فذكرنا جرهما، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان الملك من الملائكة إذا أذنب ذنبا عظيما أهبط إلى الهوى، ونزعت منه روحاينة الملائكة وجعل في خلق ابن آدم، فأذنب ملك من الملائكة يقال له: عرعرا أو نحوها ذنبا فكان في الهوى، ثم هبط مكة، فتزوج امرأة من العماليق فولدت له جرهما، فذلك قول الحارث بن مضاض الجرهمي1:
اللهم إن جرهما عبادك
…
الناس طرف وهم قلادك2
1 شاعر جاهلي قديم، وقوله:"وهم قلادك": أي أن أهل مكة كالقلادة، والحرم منهم قلادك أي قلاد بيتك.
2 أخبار مكة للفاكهي 5/ 139.
.. انتهى.
وشعر الحارث في هذا المعنى طويل، ذكره الفاكهي، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى.
وقد أنكر السهيلي هذا الخبر لأنه قال: وجرهم هو الذي تتحدث به العرب في أكاذيبها، وكان من خرافاتها في الجاهلية أن جرهما ابن ملك أهبط من السماء لذنب أصابه، فغضب عليه من أجله، كما أهبط هاروت وماروت، ثم ألقيت فيه الشهوة، فتزوج امرأة، فولدت له جرهما، وقال فيه قائلهم:
اللهم إن جرهما عبادكا
…
الناس طرف وهم تلادكا
ثم قال: من كتاب "الأمثال" للأصبهاني1
…
انتهى. وقال: وقد قيل: إنه كان مع نوح في السفينة وذلك أنه من ولده2
…
انتهى.
ولم يبين السهيلي قائل هذه المقالة، وقد بين ذلك الفاكهي في كتابه "أخبار مكة" لأنه روى فيه بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان في السفينة ثمانون إنسانا وفيهم جرهم3
…
انتهى.
وذكر السهيلي اختلافا في نسب قحطان الذي ينسب إليه جرهم، وفوائد تتعلق بقحطان، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، ونص كلامه: أما قحطان فاسمه مهرم فيما ذكر ابن ماكولا، وكانوا أربعة إخوة فيما روي عن ابن منبه: قحطان، وقاحط، ومقحط، وفالغ.
وقحطان أول من قيل له: أبيت اللعن، وأول من قيل له: عم صباحا.
واختلف فيه، فقيل: هو ابن غابر4 بن شالخ5، وقيل: هو ابن عبد الله أخو هود، وقيل: هو "هود" نفسه، فهو على هذا القول ابن إرم بن سام، ومن جعل العرب كلها من إسماعيل قالوا فيه: هو ابن تيمن بن قيدر بن إسماعيل، ويقال له: هو ابن الهميسع بن يمن.
ثم قال: وقال ابن هشام: يمن هو ابن6 يعرب بن قحطان ثم قال الإمام السهيلي: وقد احتجوا لهذا القول أعني أن قحطان من ولد إسماعيل عليه السلام بقول:
1 الروض الأنف 1/ 138، 139.
2 الروض الأنف 1/ 139.
3 أخبار مكة للفاكهي 5/ 139.
4 في الروض الأنف 1/ 12 "عابر" بالعين المهملة.
5 الروض الأنف 1/ 12.
6 ليس في الروض كلمة "ابن".