الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضرب الثاني من النبذ التاريخية التي لا يسع الكاتب جهلها، نوادر الأمور ولطائف الوقائع والماجريات
العراقة وشرف الآباء
قال الثعالبي: أشرف «1» الأنبياء في النبوّة يعني تواصل الآباء فيها يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام؛ وشاهد ما قاله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» ولا يخفى أن إخوته عليهم السلام في هذه الرتبة في العراقة.
أعرق الأكاسرة في الملك شيرويه بن أبرويز بن أردشير بن بابك ملك ابن ملك ابن ملك ابن ملك.
أعرق الناس في صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق بن أبي قحافة رضي الله عنهم، أربعتهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحبوه.
أعرق الخلفاء في الخلافة المنتصر، بن المتوكل، بن المعتصم، بن الرشيد، بن المهديّ، بن المنصور في آبائه خمسة آباء خلفاء وهو سادسهم فيها؛ وفي معناه أخواه المعتمد والمعتز؛ أما عبد الله بن المعتز وإن زاد أبا في
الخلافة فإنه لم تمض عليه مدّة تعتبر ولذلك لا يعدّه أكثر المؤرّخين في جملة الخلفاء.
أعرق الناس في الملك والخلافة جميعا باعتبار الأصول والحواشي من الذكور والإناث يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. أما من جهة الخلافة فهو خليفة، وأبوه خليفة، وجدّه خليفة، وجدّ أبيه خليفة، وعمومته خلفاء.
وأما من جهة الملك فأمه شاهر بنت فيروز، بن يزدجرد، بن شهريار، وأمّها من بنات شيرويه بن أبرويز، وأمّ شيرويه مريم بنت قيصر، وأمّ فيروز بنت خاقان ملك الترك.
أعرق الوزراء في الوزارة أبو عليّ الحسين، بن القاسم، بن عبيد الله ابن سليمان بن وهب، وأخوه أبو جعفر محمد بن القاسم؛ فإن القاسم وزّر للمقتدر ومحمد وزّر للقائم وأباهما القاسم وزّر للمعتضد ثم للمكتفي بعده، وعبيد الله وزّر للمعتضد، وسليمان وزّر للمهتدي وبعده للمعتمد فكلّ من الحسين ومحمد وزير ابن وزير ابن وزير ابن وزير يعني في آبائه ثلاثة وزراء، وهو الرابع فيها.
أعرق الناس في القتل عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد، قتل عمارة وأبوه حمزة جميعا يوم قديد «1» في حرب الإباضيّة، وقتل مصعب بدير الجاثليق «2» في الحرب بينه وبين عبد الملك، وقتل الزّبير بوادي السّباع في توبة الجمل «3» ، وقتل العوّام في حرب الفجار «4» ، وقتل خويلد في
حرب خزاعة «1» . قال الثعالبيّ: ولا يعرف في العرب والعجم ستّة مغبونون في نسق واحد إلا آل الزبير.
أعرق الناس في الفقه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، كان كل من إسماعيل وحماد فقيها وأبو حنيفة الإمام الأعظم.
أعرق الناس في القضاء بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، كان بلال قاضيا على البصرة، وأبو بردة قاضيا على الكوفة، وأبو موسى قاضيا لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
أعرق الناس في حجابة الخلفاء العبّاس بن الفضل بن الرّبيع، فإن العباس حجب الأمين، والفضل حجب الرشيد قبل أن يتقلد عنه الوزراة، والربيع حجب المنصور والمهديّ؛ وفي ذلك يقول أبو نواس من أبيات:
ساد الرّبيع وساد فضل بعده
…
ونمت بعبّاس الكريم فروع
عبّاس عبّاس إذا احتدم الوغى
…
والفضل فضل والرّبيع ربيع
أعرق الناس في الشعر سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام، ستّة كلّهم شعراء على نسق؛ ثم كانت العراقة في الشعر بعده مع زيادة آباء لمتوّج، بن محمود، بن مروان، بن يحيى، بن مروان، بن الحبوب، بن مروان، بن سليمان، بن يحيى، بن أبي حفصة: مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ عشرة على نسق.