الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أنّ تقديم بعض هذه المراتب على بعض في العلوّ والهبوط إنما هو من جهة استحسانه، لو تكلّف المتكلّف تأخير ما تقدّم فيها أو تقديم ما أخّر، لأمكنه ذلك.
الدرجة الثانية (المكاتبة بتقبيل اليد، وقد رتّبوا ذلك على ثلاث مراتب)
المرتبة الأولى- يقبّل الباسط الشريف
، وهي الأعلى بالنسبة إلى المكتوب إليه. والرسم فيها أن يترك الكاتب تحت الملكيّ الفلانيّ بعد البسملة قدر سطرين بياضا كما في المسألة «1» قبلها، ويختلف الحال في ذلك، فإن كان المكتوب إليه من أرباب السّيوف، كتب: يقبّل الباسط الشريف، العالي، المولويّ، الأميريّ، الكبيريّ، العالميّ، العادليّ، المؤيديّ، السيديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الفلاني، لا زالت ساحته مقبّلة، وسماحته مؤمّلة، وينهي بعد وصف خدمه، وثبوت قيامه فيها على قدمه، أنّ الأمر كيت وكيت، والمسؤول من إحسانه كيت وكيت، والله تعالى يحرسه بمنّه وكرمه.
دعاء آخر: يليق بهذه المكاتبة، يقال بعد تكملة الألقاب: لا زالت نعمه باسطة، وأيّامه لعقود الأيام واسطة، وينهي كيت وكيت.
آخر: لا زال جناح كرمه مبسوطا، وجناب حرمه من المخاوف محوطا، وينهي كيت وكيت.
آخر: لا زال يصرّف الأعنّة والأسنّة، ويقلّد أعناق أعدائه كلّ أجل وأعناق أودّائه كلّ منّة، وينهي.
آخر: لا زالت حمائل السّيوف تتسابق إلى بنانه، وأعقاب الرّماح تأوي إلى أنامله، ليمكّنها من قلوب أعداء الله يوم طعانه، ومتون الخيل متحصّنة بعزائمه فيقوى جنانها بجنانه.
آخر: لا زالت رحى حروبه على أعدائه تدار، وأسنّة رماحه تنادي الأعداء البدار البدار، وجنوده تقاتل سفرة الوجوه إذا قاتل الأعداء في قرى محصّنة أو من وراء جدار.
آخر: لا زالت أعلام النصر معقودة بأعلامه، وجواري اليمّ السعيد معدودة من خدّامه، وسطور البأس والكرم مثبتة إما بأقلام الخطّ من رماحه وإمّا برماح الخط من أقلامه.
آخر: لا زالت الأعنّة والأسنّة طوع يمينه وشماله، والآمال والأحوال تحت ظلال كرمه وكرم ظلاله، والسيوف والأقلام، هذه جارية بعوائد بأسه، وهذه جارية بعوائد نواله.
آخر: ولا زالت وجوه النضر تتراءى في مرآة صفاحه، وثمار النّصر تجتنى من أغصان رماحه، ولا برح السيف والقلم يتباريان في ضرّ الأعداء ببأسه ونفع الأولياء بسماحه- وإن كان المكتوب إليه وزيرا ربّ سيف، كتب بعد الأميريّ «الوزيري» . وإن كان وزيرا ربّ قلم، كتب قبل الفلاني أيضا «الصاحبيّ» . وإن كان من أعيان الكتّاب: ككاتب السّرّ وناظر الخاصّ وناظر الجيش وناظر الدّولة وكتّاب الدّست ونحوهم، كتب بدل الأميري «القضائيّ» ثم يكتب للجميع بعد الوزيري أو القضائي، العالميّ، العادليّ، الممهّديّ، المشيّديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الفلاني، أسبغ الله تعالى ظلاله ومدّها، وشيّد به مباني الملك وشدّها، ووهب الأيام منه هبة لا تستطيع الليالي ردّها، وينهي كيت وكيت.
دعاء آخر: يليق بهذه المكاتبة، يقال بعد تكملة الألقاب، ولا زالت أقلامه تروّع الأسد في آجامها، وتزيد على الغيوث في انسجامها، وتعلّم الرّماح الإقدام إذا نكصت لإحجامها، وينهي.
آخر: ولا زالت الدّول مشيّدة بتصريفه، مجدّدة لتشريفه، مؤيّدة بين صرير القلم وصريفه.
آخر: ولا زالت أقلامه تهزأ بالغيوث الهامية، وأنعامه تفوق على البحار الطامية، وموارد إحسانه تأوي إليها الوفود الظامية.
آخر: وأدام القصد لبابه، ونزول الآمال برحابه، وصعودها إلى سحابه.
آخر: لا زال فسيحا للمقاصد جنابه، مجرّبا للمناجح بابه، صريحا في ابتغاء خير الدنيا والآخرة طلابه- وإن كان من القضاة الحكّام، كتب: يقبّل الباسط الشريف، العالي، المولويّ، القضائيّ، العالميّ، الإماميّ، العلّامي، السيّديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الحاكميّ، الفلانيّ، أعزّ الله تعالى أحكامه، وجمّل به الدهر وحكّامه، وثبّت به الأمر وزاد إحكامه، وينهي كيت وكيت.
دعاء آخر يناسبه: يقال بعد تكملة الألقاب: أعزّ الله تعالى أحكامه وأنفذها، وتدارك به الأمّة وأنقذها، وأسعف به الملّة الإسلاميّة وأسعدها، وينهي.
آخر: نضرّ الله الدّين بنوره، وسقى الغمام باقي سوره، وحمى حمى الشرع الشريف بما ضرب عليه من سوره.
آخر: وجمّل الدهر بمناقبه، وزيّن سماء العلم بكواكبه، ولا زال الزمان يقول لمنصب الشرع الشريف بشخصه ورأيه:
عزّ يدوم وإقبال لصاحبه.
آخر: وأمضى بيده سيوف الشّرع التي هي أقلامه، وأعلى طروس العدل والحقّ فإنها أعلامه، ولا زالت يد القصد مشيرة إليه، ولا ينعقد إلّا على ثنائه خنصر ولا ينجلي إلّا بهداه إبهام.
آخر: وسدّد سهام الحقّ بأقضيته، وشيّد أركان الشّرع بأبنيته، وأيّد الإسلام بأقلام سجلّاته القائمة للنّصر مقام ألويته- وإن كان المكتوب إليه من مشايخ الصّوفيّة، كتب: يقبّل الباسط الشريف، العالي، المولويّ، الشيخيّ، الإماميّ، العالميّ، العامليّ، الخاشعيّ، الناسكيّ، السيّديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الفلانيّ، لا زال يقاتل بسلاحه، ويقابل فساد الدّهر بصلاحه، ويجلو دجى الظّلماء بصباحه، وينهي.
آخر: ونفع ببركاته في الرّوحات والغدوات، وجمّل ببقائه المحافل والملوات، وبسط في صالح الدّول [يده] ، إمّا في مباشرته بصالح التدبير وإمّا في انقطاعه بصالح الدّعوات.
والعنوان في هذه المكاتبة «الباسط الشريف» بالألقاب التي في صدر المكاتبة على السّواء، والدعاء له بأوّل سجعة من دعاء الصّدر أو نحوها، بحسب حال المكتوب إليه، مثل أن يكتب لمن هو من أرباب السيوف، أعزّ الله تعالى نصره، أو عزّ نصره. ولمن هو من رؤساء الكتّاب: أسبغ الله ظلاله. ولمن هو قاضي حكم: أعزّ الله أحكامه. ولمن هو من مشايخ الصوفية: أعاد الله من بركاته.
وصورة وضعه في الورق أن تكتب الألقاب والدعاء والتعريف في سطرين كاملين من أوّل عرض الورق إلى آخره، إلّا أنه يفصل بين الألقاب والدعاء ببياض لطيف، وبين الدعاء والتعريف ببياض لطيف كما في هذه الصورة:
الباسط الشريف، العالي، المولويّ، الأميريّ، الكبيريّ، العالميّ، العادليّ، المؤيّديّ، السيّديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الفلانيّ أعزّ الله أنصاره أمير حاجب بحلب المحروسة وقد ذكر في «عرف التعريف» : أنه إن قصد تعظيمه، عنونه بالمقرّ الشريف بالألقاب المتقدّمة على السّواء، ولا تخفى صورة وضعه بعد ما تقدّم، والعلامة «المملوك فلان» بقلم الرّقاع مقابل إن شاء الله كالمكاتبة بالمقرّ الشريف المتقدّمة.
المرتبة الثانية-[يقبّل الباسطة الشريفة]«1» والرسم فيها أن يترك تحت الملكيّ الفلاني قدر سطرين بياضا
كما في المكاتبة قبلها، ثم يكتب «يقبّل الباسطة الشريفة» بالتأنيث، ويجري الحال في ذلك كما في الباسط، فإن كان المكتوب إليه من أرباب السيوف، كتب: يقبّل الباسطة الشريفة، العالية،
المولويّة، الأميريّة، الكبيريّة، العالميّة، العادليّة، المؤيّدية، الذّخريّة، المالكية، المحسنيّة، الفلانية، لا زالت سحائبها مستهلّة، ومواهبها للبحار مستقلّة، وينهي كيت وكيت، والمستمدّ من محبّته كيت وكيت. وربما قيل والمسؤول، والله تعالى يؤيّده بمنّه وكرمه.
دعاء آخر يليق بذلك: لا زالت سيولها تملأ الرّحاب وسيوفها تسرع السّلّ إلى الرّقاب.
آخر: لا زالت خناصر الحمد على فضل بنانها معقودة، ومآثر البأس والكرم لها ومنها شاهدة ومشهودة، وبواتر السّيوف مسيّرة القصد إلى مناصرة أقلامها المنضودة.
آخر: ضاعف الله تعالى موادّ نعمها، وجوادّ كرمها، واتّصال الآمال بمساقط ديمها.
آخر: لا زالت الآمال لائذة بكرمها، عائذة بحرمها، مستنجدة على جدب الأيّام بسقي ديمها.
آخر: لا زالت لرسوم الكرم مقيمة، ولصنائع المعروف مديمة، ولأيادي الإحسان متابعة إذا قصّرت عن البروق ديمة- وإن كان المكتوب إليه من رؤوس الكتّاب كتب بدل الأميريّ القضائيّ، والباقي على ما تقدّم، ثم يدعى له بما يناسبه.
دعاء يناسب ذلك: لا زالت السيوف خاضعة لأقلامها، والنجوم خاشعة لكلامها، والجبال متواضعة لإعلاء أعلامها.
آخر: لا زالت موالاتها فريضة، وأجنحة أعدائها مهيضة، ومقل الأسنّة إذا خاصمتها ألسنة أقلامها غضيضة.
آخر: أسبغ الله ظلّها، وهنّأ بها أمّة قرب مبعث زمانها وأظلّها، وهدى الآمال وقد حيّرها الحرمان وأضلّها.
آخر: لا زال قلمها مفتاح الرّزق لطالبه، والجاه لكاسبه، والنصر لمستنيب كتبها عن كتائبه.
آخر: لا زال رفدها المطلوب، وسعدها المكتوب، وقلمها المخاطب في مصالح الدول والمخطوب.
آخر: بسط الله ظلّها ولا قلّصها، وزادها من فضله ولا نقصها، ولا جرّع كبد حاسدها الظالمية إلّا غصصها.
آخر: ولا زال عميما إنعامها، قديما وحديثا ديمها وإكرامها، قاضية بسعدها النجوم التي هي خدّامها.
آخر: لا زالت بسيطا ظلّها، مديدا فضلها، سريعا إلى داعي النّدى والرّدى قلمها في المهمّات ونصلها- وإن كان من قضاة الحكم زاد مع القاضويّ قبل الفلاني الحاكميّ ودعا بما يناسب.
دعاء: أعزّ الله شانها «1» ، وأذلّ من شانها «2» ، وأغصّ بأدمع أعدائها الضّريحة شانها «3» دعاء آخر يليق بذلك: ولا زالت الآمال إليها وافدة، والصّلات عائدة، ومعاني الفضل عن أخبار معنها زائدة.
آخر: لا زالت خناصر الحمد معقودة على فضل بنانها، وفصل بيانها، وعوائد الفضل والكرم شاهدة بالحسنين من فضلها وامتنانها. وإن كان من مشايخ الصّوفيّة أبدل القضائيّة بالشيخيّة وأسقط العادليّة والحاكميّة ودعا له نحو قوله: ومتّع الإسلام ببقيّته الصالحة، وبيّض صحائف أعماله التي لأيدي الملائكة الكرام مصافحة.