المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحث على لزوم الطاعة وذم الخلاف) - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ٨

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن]

- ‌[تتمة المقالة الرابعة]

- ‌[تتمة الباب الثاني]

- ‌[تتمة الفصل الرابع]

- ‌[تتمة الطرف الثالث]

- ‌المقصد الثالث في المكاتبة إلى أهل الجانب الجنوبيّ ممن جرت العادة بالمكاتبة إليه من العرب والسّودان، وفيه ثلاث جمل

- ‌الجملة الأولى في المكاتبة إلى من بهذا الجانب من العربان

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبة إلى مسلمي ملوك السّودان، وهم أربعة ملوك)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبة إلى ملوك المسلمين بالحبشة)

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى أهل الجانب الشّماليّ وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في المكاتبات إلى أمراء الأتراك بالبلاد المعروفة ببلاد الرّوم المسمّاة الآن ببلاد الدّروب)

- ‌الطرف الثاني (في المكاتبة عن ملوك الديار المصرية على المصطلح المستقرّ عليه الحال، إلى ملوك الكفر)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبة إلى من وراء بحر القرم بالجانب الشماليّ منه)

- ‌المقصد الأوّل (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد الشّرق، وجملة من بها من ملوك النصارى المكاتبين عن هذه المملكة مملكتان)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد المغرب من جزيرة الأندلس وما والاها مما هو شماليّ الأندلس من الأرض الكبيرة)

- ‌المقصد الثالث (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الجنوبيّ)

- ‌الأوّل- صاحب أمحرا

- ‌الثاني- صاحب دنقلة

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الشّماليّ من الرّوم والفرنجة على اختلاف أجناسهم، وجميعهم معتقدهم معتقد الملكانيّة)

- ‌الأولى- مكاتبة الباب

- ‌الثانية- المكاتبة إلى ملك الروم صاحب القسطنطينيّة

- ‌الثالثة- المكاتبة إلى حكّام جنوة

- ‌الرابعة- المكاتبة إلى صاحب البندقيّة

- ‌الخامسة- المكاتبة إلى صاحب سنوب

- ‌السادسة- المكاتبة إلى صاحب البلغار والسّرب

- ‌السابعة- المكاتبة إلى ملك رودس

- ‌الثامنة- المكاتبة إلى صاحب جزيرة المصطكى

- ‌التاسعة- المكاتبة إلى متملّك قبرس

- ‌العاشرة- المكاتبة إلى ملك مونفراد

- ‌الحادية عشرة- المكاتبة إلى صاحبة نابل

- ‌الفصل الخامس من الباب الثاني من المقالة الرابعة

- ‌النوع الأوّل (المكاتبات الواردة عن ملوك المسلمين، وهي على قسمين)

- ‌القسم الأوّل- في الكتب الواردة عن أهل هذه المملكة

- ‌الضرب الأوّل (في المطالعات الواردة عن أكابر أهل الدولة بالديار المصرية والبلاد الشامية، من النوّاب ومن في معناهم)

- ‌الضرب الثاني (من المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل المملكة)

- ‌القسم الثاني- في الكتب الواردة على الأبواب السلطانية

- ‌المقصد الأوّل (في الكتب الواردة عن أهل الشرق، وفيه أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (الكتب الواردة عن القانات العظام من بني جنكز خان، ولها حالان)

- ‌الحال الأولى- ما كان الأمر عليه قبل دخولهم في دين الإسلام

- ‌الحال الثانية- ما كان الأمر عليه بعد دخولهم في دين الإسلام

- ‌الطرف الثاني (في المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل الشرق

- ‌الطرف الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن صاحب اليمن إلى هذه المملكة)

- ‌الطرف الرابع (في الكتب الواردة إلى الأبواب السلطانية عن ملوك الهند)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبات الواردة عن ملوك الغرب)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبة الواردة عن صاحب تونس)

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات الواردة عن صاحب «تلمسان» من بني عبد الواد)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبات الواردة عن صاحب «فاس» إلى الأبواب السلطانية، بالديار المصرية)

- ‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس)

- ‌المقصد الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن ملوك السّودان، وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبات الصادرة عن ملك «الكانم»

- ‌المقصد الرابع (في الكتب الواردة من الجانب الشّماليّ، وهي بلاد الروم)

- ‌النوع الثاني (من المكاتبات الواردة إلى هذه المملكة الكتب الواردة عن ملوك الكفّار، وهي على أربعة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل

- ‌الضرب الثاني (الكتب الواردة عن ملوك الحبشة)

- ‌الضرب الثالث (الكتب الواردة عن ملوك الرّوم، ورأس الكلّ صاحب القسطنطينيّة)

- ‌الضرب الرابع (الكتب الواردة من جهة ملوك الفرنج بالأندلس، والجهات الشّمالية، وما والى ذلك)

- ‌الفصل السادس [من الباب الثاني] من المقالة الرابعة

- ‌الطرف الأوّل (في رسوم إخوانيّات السّلف من الصّحابة

- ‌الضرب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه، تفخيما لأمره، وتعظيما لشأنه)

- ‌الطرف الثاني (في رسوم الإخوانيّات المحدثة بعد السّلف، وفيه ثلاثة مقاصد)

- ‌المقصد الأوّل (في رسوم إخوانيّات أهل المشرق، وفيه أربعة مهايع)

- ‌المهيع الأوّل (في صدور الابتداآت، وهي على أساليب)

- ‌الضرب الأوّل (المكاتبة من المرؤوس إلى الرئيس؛ وهو على صنفين)

- ‌الصنف الأوّل (المكاتبة إلى الأمراء)

- ‌الصنف الثاني (المكاتبة إلى القضاة)

- ‌الضرب الثاني (المكاتبة من الرئيس إلى المرؤوس، كالمكاتبة عن الوزير وقاضي القضاة وغيرهما، والخطاب في جميعها بالكاف)

- ‌الضرب الثالث (المكاتبة إلى النظراء، والمخاطبة فيه بالكاف)

- ‌الضرب الرابع (المكاتبة إلى الأبناء، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب الخامس (المكاتبة إلى الفتيان، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب السادس (المكاتبة إلى النساء)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يتوسّط الدعاء صدر الكتاب بعد الابتداء بكلام مناسب للحال)

- ‌الأسلوب الثالث

- ‌الأسلوب الرابع

- ‌الأسلوب الخامس

- ‌الأسلوب السادس

- ‌الأسلوب السابع

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة على هذا المصطلح، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بلفظ «ورد أو وصل» ونحوهما)

- ‌المهيع الثالث (في خواتم الإخوانيّات على هذا المصطلح)

- ‌المهيع الرابع (في عنوانات الكتب على هذا المصطلح، وفيها أربعة أحوال)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون العنوان من الرئيس إلى المرؤوس

- ‌الحالة الثانية- أن يكون العنوان من المرؤوس إلى الرئيس

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون العنوان من الرجل إلى ابنه ومن في معناه

- ‌الحالة الرابعة- أن يكون المكتوب إليه امرأة

- ‌المقصد الثاني (في [رسوم] إخوانيّات أهل المغرب)

- ‌[الجملة الأولى (في مفتتحات المكاتبات على اصطلاحهم، وفيها مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في ابتداء المكاتبات، وهي على طرق) ]

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة) (وهي على ما تقدّم في أجوبة المشارقة من أنها على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء، ثم يقع التعرّض إلى وصول الكتاب، وذكر الجواب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بورود الكتاب ووصوله ابتداء)

- ‌الجملة الثانية (في خواتم المكاتبات على اصطلاحهم، وهي على أساليب)

- ‌المقصد الثالث (في الإخوانيّات المستعملة بالديار المصرية، وفيه ثلاثة مصطلحات)

- ‌المهيع الأوّل (في الصّدور وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (الابتداءات، ولهم فيه أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء، وعليه غالب كتابتهم، وهي على أنماط)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ: كتابي أو كتبت)

- ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بالخطاب بأنا)

- ‌الضرب الثاني (الأجوبة)

- ‌المهيع الثاني (في خواتم الكتب)

- ‌المهيع الثالث (في عنوانات الكتب)

- ‌المصطلح الثالث (من مصطلحات الديار المصريّة في الإخوانيّات

- ‌المهيع الأوّل (في رتب المكاتبات المصطلح عليها)

- ‌القاعدة الأولى- فيما يتعلّق بورق هذه المكاتبات

- ‌القاعدة الثانية- فيما يتعلّق بخطّ هذه المكاتبات، وكيفيّة أوضاعها

- ‌القسم الأوّل- الابتداءات

- ‌الدرجة الأولى-[المكاتبة] بتقبيل الأرض

- ‌المرتبة الأولى- الإتيان بالإنهاء

- ‌المرتبة الثانية- أن يأتي بعد «يقبّل الأرض» بذكر الدعاء دون الثناء

- ‌المرتبة الثالثة- أن لا يكتب في أوّل المكاتبة عن يمين أسفل البسملة الفلانيّ

- ‌المرتبة الرابعة- أن يأتي بصدر المكاتبة على ما تقدّم في المكاتبة قبلها

- ‌المرتبة الخامسة- يقبّل الأرض بالمقر الشريف

- ‌الدرجة الثانية (المكاتبة بتقبيل اليد، وقد رتّبوا ذلك على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- يقبّل الباسط الشريف

- ‌المرتبة الثالثة- يقبّل اليد الشريفة بألقاب الباسطة المتقدّمة

- ‌الدرجة الثالثة (المكاتبة بالدعاء)

- ‌المرتبة الأولى- الدعاء للمقرّ

- ‌المرتبة الثانية: الدعاء للجناب، وهو على ثلاث طبقات

- ‌ الطبقة الأولى- أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم

- ‌الطبقة الثانية- من المرتبة الثانية

- ‌الطبقة الثالثة- أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي وما في معنى ذلك

- ‌المرتبة الثالثة- الدعاء للمجلس

- ‌الدرجة الرابعة (الابتداء بصيغ مخترعة من صدور مكاتبات الأدعية)

- ‌المرتبة الأولى- الافتتاح بصدور المكاتبة

- ‌الطبقة الأولى- صدرت والعالي

- ‌الطبقة الثانية- صدرت والسامي

- ‌المرتبة الثانية- الافتتاح بالإشارة إلى المكاتبة

- ‌المرتبة الثالثة- الافتتاح بالإعلام بالقصد

- ‌القسم الثاني (من المكاتبات الإخوانيّات الدائرة بين أعيان المملكة وأكابر أهل الدولة، الأجوبة، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يفتتح من ذلك بما تفتتح به الابتداءات المتقدّمة الذّكر)

- ‌المرتبة الأولى- وهي أعلاها في تعظيم الكتاب الوارد

- ‌المرتبة الثانية- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمثال العالي بدون الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمشرّفة

- ‌المرتبة الرابعة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمكاتبة

- ‌الضرب الثاني (من الأجوبة ما يفتتح بورود المكاتبة مصدّرا بلفظ: وردت أو وصلت أو وقفت على المكاتبة، وما أشبه ذلك)

- ‌المهيع الثاني (في بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم، من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية، وما يستحقّه كلّ منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقرّ عليه في زماننا)

- ‌الطبقة الأولى- من المكتوب عنهم من يكتب إليه عن السلطان

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له عن هذه الطبقة

- ‌المرتبة الثانية- من يكتب إليه «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباب الكريم والباب العالي»

- ‌المرتبة الخامسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة السابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباسطة الشّريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- من يكتب له عن هذه الطبقة «اليد الشريفة»

- ‌المرتبة التاسعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة العاشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «المجلس العالي مع الدّعاء»

- ‌المرتبة الخامسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة السادسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة السابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «هذه المكاتبة»

- ‌المرتبة الثامنة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «يعلم»

- ‌الطبقة الثانية- ممن يكتب عنهم من أعيان الدولة بالديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة» وهو نائب السّلطنة بالشام

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السابعة- «يقبل اليد الشريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- «أعز الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة التاسعة- «أعز الله تعالى أنصار المقر الكريم العالي»

- ‌المرتبة العاشرة- «أعز الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- «السامي» بغير ياء

- ‌الطبقة الثالثة- ممن يكتب عنه من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف» إن قصد تعظيمه

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثامنة- «أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي»

- ‌المرتبة التاسعة- «صدرت والسامي»

- ‌الطبقة الرابعة- ممن يكتب عنه من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «يخدم الجناب العالي»

- ‌الفصل السابع من الباب الثاني من المقالة الرابعة (في مقاصد المكاتبات، وهي الأمور التي تكتب المكاتبات بسببها)

- ‌القسم الأوّل (مقاصد المكاتبات السلطانيات، وهي على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك، وهو على ثلاثة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك ومن ضاهاهم)

- ‌الصنف الأوّل (الكتب بانتقال الخلافة إلى الخليفة)

- ‌الصنف الثاني (من الكتب السلطانية الكتب في الدعاء إلى الدّين، وهو من أهمّ المهمّات)

- ‌الصنف الثالث (من الكتب السلطانية الكتب بالحثّ على الجهاد)

- ‌الصّنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحثّ على لزوم الطاعة وذمّ الخلاف)

- ‌الصنف الخامس (من الكتب السلطانية الكتب إلى من نكث العهد من المخالفين)

- ‌الصنف السادس (من الكتب السلطانية، الكتب إلى من خلع الطاعة)

- ‌الصّنف السابع (الكتب في الفتوحات والظّفر بأعداء الدّولة وأعداء الملة، واسترجاع المعاقل والحصون، والاستيلاء على المدن)

- ‌الصنف الثامن (المكاتبة بالاعتذار عن السلطان في الهزيمة)

- ‌الصنف التاسع (المكاتبة بتوبيخ المهزوم وتقريعه والتّهكّم به)

- ‌الصنف العاشر (في المكاتبات بالتضييق على أهل الجرائم)

- ‌الصنف الحادي عشر (الكتب في النّهي عن التّنازع في الدّين)

- ‌الصنف الثاني عشر (المكاتبة بالأوامر والنواهي)

- ‌الصنف الثالث عشر (المكاتبات عند حدوث الآيات السّماويّة)

- ‌الصنف الرابع عشر (المكاتبات في التنبيه على شرف مواسم العبادة وشريف الأزمنة)

- ‌الصنف الخامس عشر (المكاتبة بالسلامة في الركوب في المواسم والأعياد وما ينخرط في سلكها من المواكب الجامعة)

- ‌الأوّل- البشارة بالسلامة في الركوب في غرّة السنة

- ‌الثاني- البشارة بالسّلامة في الرّكوب في أوّل شهر رمضان

- ‌الثالث- الكتابة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الأولى من شهر رمضان

- ‌الرابع- المكاتبة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الثانية من شهر رمضان

- ‌الخامس- المكاتبة بالسّلامة في الرّكوب في الجمعة الثالثة من شهر رمضان

- ‌السادس- ما يكتب بالبشارة بالسّلامة في ركوب عيد الفطر

- ‌السابع- ما يكتب بالبشارة بالسلامة في ركوب عيد النّحر

- ‌الصنف السادس عشر (المكاتبة بالبشارة بوفاء النّيل والبشارة بالسّلامة في الركوب لفتح الخليج)

- ‌الصنف السابع عشر (فيما يكتب في البشارة بركوب الميدان الكبير بخطّ اللّوق عند وفاء النّيل في كلّ سنة)

- ‌الصنف الثامن عشر (المكاتبة بالبشارة بحجّ الخليفة)

- ‌الصنف التاسع عشر (الكتابة بالإنعام بالتشاريف والخلع)

- ‌الصنف العشرون (المكاتبة بالتّنويه والتلقيب)

- ‌الصنف الحادي والعشرون (المكاتبة بالإحماد والإذمام)

- ‌الصنف الثاني والعشرون (ما يكتب مع الإنعام لنوّاب السّلطنة بالخيل والجوارح وغيرها من أنواع الإنعامات وهذا الصّنف من المستعمل في زماننا كلّ وقت)

- ‌الصنف الثالث والعشرون (المكاتبة بالبشارة عن الخليفة بولد رزقه)

- ‌الصنف الرابع والعشرون (ما يكتب عن السلطان بالبشارة بعافيته من مرض)

- ‌الضرب الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب عن السلطان في الجواب)

- ‌الضرب الثالث (من الكتب السلطانية الكتب الصادرة عن نوّاب السلطنة إلى النوّاب بسبب ما يرد عليهم من المثالات السلطانية)

- ‌الضرب الرابع (من المكاتبات السّلطانية ما يكتب عن النّوّاب والأتباع إلى الخليفة أو السلطان، وفيه مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في الأجوبة عن الكتب السلطانية السابقة في الضّرب الأوّل)

- ‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نوّاب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء)

- ‌ثبت بأسماء المصادر والمراجع الجزء الثامن من صبح الأعشى

- ‌فهرس الجزء الثامن من كتاب صبح الأعشى للقلقشنديّ

الفصل: ‌الصنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحث على لزوم الطاعة وذم الخلاف)

‌الصّنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحثّ على لزوم الطاعة وذمّ الخلاف)

قال في «موادّ البيان» : طاعة السلطان والانقياد إليه، والرجوع إلى رأيه والاعتماد عليه، أبدى الأسباب، في استمرار الاتّساق والاستتباب، وهي فرض أوجبه الله تعالى. فقال: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم

«1» ولا تصح مملكة ولا تدوم دولة إلّا بأمرين؛ أحدهما عدل السلطان، والآخر طاعة الرّعيّة له، فمتى ارتفع أحدهما، فسد السّائس والمسوس، ولم تزل ملوك الأزمنة يقدّمون إلى الرعايا لزوم الطاعة، والاعتصام بحبل الشريعة والنّهي عن مفارقة الجماعة.

قال: والرسم فيها أن تفتتح بالحمد لله على النّعم، في تأليف قلوب أهل الدّين، وجمع كلمة الموحّدين، ورعاية أهوائهم إلى الاتّفاق، وصيانة عصاهم عن الانشقاق، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، والتنبيه على فضائل الطاعة، فإنها العروة الوثقى، والمعقل الذي لا يرقى، والحصن الحصين، والكنف الأمين، والحمى الأمنع، والمرقب الأرفع، وأنّ من حافظ عليها فاز وسلّم، وربح وغنم، ومن فارقها خسر وخاب، ونكب عن سبيل الصّواب، وإيضاح ما في سبيل الطاعة من اتّفاق الكلمة، وانتظام شمل الأمة، وشمول الخيرات، وعموم البركات، وعمارة البلاد، وصلاح العباد، وما في المشاققة من الفساد العام، العائد بانتثار النّظام، وانبتات الحبل، وتفرّق الشّمل، واجتثاث الأصل، وطموس الديار، وصيال الأشرار، وانقماع الأخيار، وتوالي الفتن التي لا تصيب الظالم خاصّة دون العادل، ولا المشاقق دون الموافق، وحلول النّوائب المزيلة للنعم، وإتباع ذلك بما يجب من إعذار وإنذار، وترهيب وترغيب، وتذكير وتبصير، ووعظ وتخويف، وبعث العلماء الحصفاء، على ردع الجهلاء السّخفاء، وتنبيه أهل

ص: 255

السلامة والصلاح، على كفّ ذوي العيث والطّلاح، إلى نحو هذا مما يجاريه. وأن يبالغ فيما يورده من هذه المعاني، فإن هذه الكتب إذا كانت بليغة مستوفاة جيّدة العبارة، أخذت بمجامع القلوب، وأغنت عن الكتائب في إدراك المطلوب.

وهذه [مكاتبات] في معنى ذلك أوردها أبو الحسين بن «1» سعد في ترسّله، وهي:

أما بعد، فإن الله افترض الطاعة وأوجبها، وأمر بها ورغّب فيها، وجعلها عصمة من كل فتنة، وضياء من كل شبهة، وسلامة من كل هلكة، وسببا للظّفر بخير الدنيا والآخرة، من أراد الله به خيرا وفّقه لها، وألزمه المحافظة عليها والاعتصام بحبلها، فتعجّل عزّها وشرفها، وسعتها وأمنها، واستحق السعادة في الدار الآخرة بها، والمثوبة عليها.

آخر: وقد علمتم ما جعل الله في الطاعة ولزومها، والمحافظة عليها، من العز والمنعة والأيد والقوّة والفوز بخير الدنيا والآخرة [وما] في خلافها من صنوف المخاوف، وأنواع المتالف.

آخر: وقد كانت الطاعة أنافت بك على كلّ ظليل، وأفضت بك إلى لين مهاد عند إقضاض المضاجع، وصفاء المشارب عند تكدّر المناهل، واتصال أمنة عند حدوث المخاوف، حتّى فعلت كذا وكذا.

آخر: فلم يمرق من طاعته مارق، ولا فارقها مفارق، إلّا صرع الله خدّه، وأتعس جدّه، وخضد «2» شوكته، وأكذب ظنّه وأمنيّته، وجعله لسيوف الله غرضا، ولأوليائه غنيمة.

ص: 256

آخر: والطاعة هي العروة الوثقى، والطريقة المثلى، والغنيمة لأهلها في الأخرى والأولى.

«عبد الحميد» «1» : فإن الفتنة تتشوّف لأهلها بآنق منظر، وأزين ملبس، تجرّ لهم أذيالها، وتعدهم تتابع لذّاتها، حتّى ترمي بهم في حومات أمواجها، مسلّمة لهم، تعدهم الكذب وتمنّيهم الخدع، فإذا لزمهم عضاضها «2» ، ونفر بهم شماسها، وتخلّت عنهم خاذلة لهم، وتبرأت منهم معرضة، قد سلبوا أجمل لباس دينهم، واستنزلوا عن أحصن معاقل دنياهم، من الغناء البهيّ منظره، الجميل أثره، حتّى تطرحهم في فضائح أعمالهم، والإيجاف في التّعب، وسوء المنقلب، فمن آثر دينه على دنياه تمسك بطاعة ولاته، وتحرّز بالدخول في الجماعة، تاركا لأثقل الأمرين، وأوبل الحالين.

«ابن عبد كان» «3» في ذمّ الخلاف: وإن فلانا كان عبدا من عبيدنا، اعتوره إنعامنا، ونوّه به إكرامنا، وشرّفه ولاؤنا، وحسن عنده بلاؤنا، وابتنينا له الأموال، وأسنينا له الأعمال، وأوطأنا عقبه الرجال، فلم تقع النّعم منه عند شاكر، ولا الصنيعة عند محتمل؛ فلما رفع الله بمكاننا خسيسته، وبلّغه من شرف الذّكر ونباهة القدر وانبساط يده ما كانت همّته تعجز عنه، وآماله تقصر دونه، أضراه ذلك وأبطره، وأطغاه وأكفره، فاختال زاهيا، واستكبر عاليا، وغدر باغيا، وشاقّ عاصيا، وأوضع في الفتنة لنا حربا، ولأعدائنا حزبا، ولمن انحرف عنا يدّا، ولمن مال إلينا ضدّا، من غير سبب أوجبه، ولا أمر دعاه إليه، فكان كما قال الله عز وجل في كتابه: كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى

«4» وكقوله: ولو بسط الله

ص: 257

الرزق لعباده لبغوا في الأرض

«1» فلما ورده الخبر بما هيّأ الله لنا من الرجوع إلى الفسطاط على الحال السارّة لأوليائنا، الغائظة لأعدائنا، سقط في يده، وفكّر في غليظ جرمه وخيانته، فأدّاه الخوف الذي استشعره، والإشفاق الذي خامره، إلى أن ركب عظيما من الأمور، وكاشف بالعصبيّة والغرور، مكاتفا أعداء «2» ، ومواليا ذوي العداوة والشّنارة «3» ، ونرجو بحول الله وقوّته، وإرادته ومشيئته، وما لم يزل الله- تقدّس اسمه- يجريه عندنا من جميل عاداته فيمن سفه الحق، وزاغ عن القصد، أن يبسل هذا الخائن بخبائث أعماله، ويسلمه لقبائح أفعاله، وأن يصرعه بأسو إ مصارع أمثاله، فإنّ أحدا لم يحمد النعمة، إلّا استدعى النّقمة، ولم يذع الشكر، ويستعمل الكفر، إلّا كانت العثرة منه قريبة، والبلايا محيطة، قولا لا يبدّل رسمه ولا يحوّل.

من كتاب موسى «4» بن عيسى:

أما بعد، فإن امرأ لو خلص من فلتات الخطإ وخطوات الملإ «5» ، بفضيلة رأي ولطافة بصر بالأمور، كنت أحجى بذلك دون أهل زمانك، للذي جرت لك عليه تصاريف التبع وتعرّضت لك به وجوه العبر، ولما استقبلت من موارد أمور نفسك، وتعقّبت من مصادر أمور غيرك، ولكنّ الله إذا أراد أمرا جعل له من قضائه سببا، ومن مقاديره عللا، فمن مقادير علل البلاء تضييع المعرفة، وإلغاء ما تفيده

ص: 258

التّجربة، ومن أسباب السّلامة الانتباه بالعبر، والاستدلال بما كان على ما يكون.

وأنت امرؤ جرت لك وعليك أنحاء من النعم، وأنحاء من الحجج، عرفت بها ما لك وعليك، فإن تأخذ بها، عرفت كيف تسلك مسالكه، وإن تدع الأخذ بذلك، تدعه على علم. وقد رأيت الذي انقادت لك به النّعمة، ووهبت لك به العافية، فيما ألهمك الله من طاعة ولاة أمورك، والصبر لها على مواطن الحقّ التي رفع الله بها ذكرك، وأحسن عليها عقباك وذخرك، فلم تمض بك في طاعتهم رتبة، إلا قرّبك الله بها في الخير عقبة، ولا تبذل من نفسك نصحا، إلّا أوجب لك به نححا؛ ولم تفتأ تواتر ذلك، من مناصحتك وحسن طاعتك، حتّى طلت بها على من طاولك، وفضلت بها من فاضلك، وجريت ممدودا عنانك إلى قصوى غايات أملك، فأصبحت قريع المسلمين، بعد خليفة الله أمير المؤمنين، وخيرته من خلقه، بعد ذوي الفضل من أهل بيته، حتّى مالك من رجالات العرب نظير في منزلة، ولا نديد في حال ولا رتبة، بل هم فيك رجلان: إما راهب منك، وإما راغب فيك.

قلت: وهذا الصنف من المكاتبات السلطانية مستمرّ الكتابة إلى زماننا. فما زالت الملوك يكتبون إلى من يتخيّلون منه خلع الطاعة من النوّاب ومن في معناهم، ويحثّونهم على لزوم الطاعة، ويحذّرونهم المخالفة والخروج عن الجماعة.

ومن ذلك ما كتب به الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي إلى متملك سيس «1» عند كسرة التتار، بعد قيامه معهم في المصافّ، ومساعدته إياهم، وهو:

بصّره الله برشده، وأراه مواقع غيّه في الإصرار على مخالفته ونقض عهده، وأسلاه بسلامة نفسه عمن روّعته السيوف الإسلامية بفقده.

صدرت تعرّفه أنه قد تحقّق ما كان من أمر العدوّ الذي دلّاه بغروره، وحمله

ص: 259

التمسك بخداعه على مجانبة الصواب في أموره، وأنهم استنجدوا بكل طائفة، وأقدموا على البلاد الإسلامية بنفوس طامعة وقلوب خائفة، وذلك بعد أن أقاموا مدّة يشترون المخادعة بالموادعة، ويسرّون المصارمة في المسالمة، ويظهرون في الظاهر أمورا، [ويدبّرون في الباطن أمورا]«1» ويعدون كلّ طائفة من أعداء الدين ويمنّونهم وما يعدهم الشّيطان إلّا غرورا، وكنّا بمكرهم عالمين، وعلى معاجلتهم عاملين، وحين تبيّن مرادهم، وتكمّل احتشادهم، استدرجناهم إلى مصارعهم، واستجررناهم ليقربوا في القتل من مضاجعهم، ويبعدوا في الهرب عن مواضعهم، وصدمناهم بقوّة الله صدمة لم يكن لهم بها قبل، وحملنا عليهم حملة ألجأهم طوفانها إلى ذلك الجبل، وهل يعصم من أمر الله جبل؟ فحصرناهم في ذلك الفضاء المتّسع، وضايقناهم كما قد رؤي ومزّقناهم كما قد سمع، وأنزلناهم على حكم السّيف الذي نهل من دمائهم حتّى روي وأكل من لحومهم حتّى شبع، وتبعتهم جيوشنا المنصورة تتخطّفهم رماحها، وتتلقّفهم صفاحها، ويبدّدهم في الفلوات رعبها، ويفرّقهم في القفار طعنها المتدارك وضربها، ويقتل من فات السيوف منهم العطش والجوع، ويخيّل للحيّ منهم أنّ موضعه كالدنيا التي ليس للميّت إليها رجوع، ولعله قد رأى من ذلك فوق ما وصف عيانا، وتحقّق من كلّ ما جرى ما لا يحتاج أن نزيده به علما ولا نقيم عليه برهانا.

وقد علم أن أمر هذا العدوّ المخذول ما زال معنا على هذه الوتيرة، وأنهم ما أقدموا إلّا ونصرنا الله عليهم في مواطن كثيرة، وما ساقتهم الأطماع في وقت ما إلا إلى حتوفهم، ولا عاد منهم قطّ في وقعة آحاد تخبر عن مصارع ألوفهم، ولقد أضاع الحزم من حيث لم يستدم نعمة الله عليه [بطاعتنا]«2» التي كان في مهاد أمنها، ووهاد يمنها، وحماية عفوها، وبرد رأفتها التي كدّرها بالمخالفة بعد صفوها، يصون رعاياه بالطاعة عن القتل والإسار، ويحمي أهل ملّته [بالحذر عن

ص: 260

الحركات] «1» التي ما نهضوا إليها إلّا وجرّوا ذيول الخسار، ولقد عرّض نفسه وأصحابه لسيوفنا التي كان من سطواتها في أمان، ووثق بما ضمن له التّتار من نصره وقد رأى ما آل إليه [أمر] ذلك الضمان، وجرّ لنفسه بموالاة التّتار عناء كان عنه في غنى، وأوقع روحه بمظافرة المغل في حومة السيوف التي تخطّفت أولياءه من هنا ومن هنا، واقتحم بنفسه موارد هلاك سلبت رداء الأمن عن منكبيه، واغترّ هو وقومه بما زيّن لهم الشيطان من غروره فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه

«2» وما هو والوقوف في هذه المواطن التي تتزلزل فيها أقدام الملوك الأكاسرة؟ وأنّى لضعاف النّقّاد قدرة على الثبات لوثبات الأسود الضّارية واللّيوث الكاسرة؟ لقد اعترض بين السّهم والهدف بنحره، وتعرّض للوقوف بين ناب الأسد وظفره، وهو يعلم أننا مع ذلك نرعى له حقوق طاعة أسلافه التي ماتوا عليها، ونحفظ له خدمة آبائه التي بذلوا نفوسهم ونفائسهم في التّوصّل إليها، ونجريه وأهل بلاده مجرى أهل ذمتنا الذين لا نؤيسهم من عفونا ما استقاموا، ونسلك فيهم حكم من في أطراف البلاد من رعايانا الذين هم في قبضتنا، نزحوا أو أقاموا، ونحن نتحقق أنه ما بقي ينسى ملازمة ربقة الحتف خناقه، ولا يرجع يورد نفسه في موارد الهلاك وهل يرجع إلى الموت من ذاقه؟ فيستدرك باب الإنابة قبل أن يغلق دونه، ويصون نفسه وأهله قبل أن تبتذل السيوف الإسلامية مصونه، ويبادر إلى الطاعة قبل أن يبذلها فلا تقبل، ويتمسّك بأذيال العفو قبل أن ترفع دونه فلا تسبل، ويعجّل بحمل أموال القطيعة وإلّا كان أهله وأولاده في جملة ما يحمل منها إلينا، ويسلّم مفاتح ما عدا عليه من فتوحنا وإلّا فهو يعلم أنها وجميع ما تأخّر من بلاده بين يدينا، ويكون هو السبب في تمزّق شمله، وتفرّق أهله، وقلع بيته من أصله، وهدم كنائسه، وابتذال نفسه ونفائسه، واسترقاق حرمه، واستخدام أولاده قبل خدمه، واستقلاع قلاعه، وإحراق ربوعه ورباعه، وتعجيل رؤية ما وعد به قبل

ص: 261