الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقصد الثالث (في الإخوانيّات المستعملة بالديار المصرية، وفيه ثلاثة مصطلحات)
المصطلح الأوّل (ما كان الأمر عليه في الدولة الطّولونيّة وما قاربها مما جرى عليه ابن عبد كان «1» وغيره، وفيه ثلاثة مهايع)
المهيع الأوّل (في الصّدور وهي على ضربين)
الضرب الأوّل (الابتداءات، ولهم فيه أساليب)
الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء، وعليه غالب كتابتهم، وهي على أنماط)
منها- الدعاء بطول البقاء وما في معناه.
كما كتب ابن عبد كان في صدر مكاتبة: أطال الله بقاءك، ففي إطالته حياة الأنام وأنس الأيام والليالي، وأدام عزّك ففي إدامته دوام الشّرف ونموّ المعالي، وأتم نعمته عليك فإنها نعمة حلّت محلّ الاستحقاق، ونزلت منزلة الاستيجاب ووقفت على من لا تكره الآلاء مكانه، ولا تنكر الفواضل محلّه.
وكما كتب: عمر الله بك الأزمنة والدّهور، وآنس ببقائك الأيّام والشّهور، وأمتع بدوام عزّك السّعداء بحظّهم منك.
ومنها- الدعاء بدوام النّعمة.
كما كتب: أسبغ الله عليك نعمه الراهنة بنعمة المستظفر، وصانها لديك بإيزاع الشّكر عليها، فلم أر ولله الحمد نعمة قصدت مستقرّها، وتوخّت وليّها، وتمنّت كفؤها، إلّا نعمتك أكسبت أولياءها عزّا ونضرة، وملأت أعداءها ذلّة وغضاضة، وتمكّنت بمحلّ الصّيانة والرّعاية، وخيّمت بمستقرّ الشّكر والحمد.
ومنها- اطّراح الدعاء بدوام النعمة لتقييدها بموجباتها منها.
كما كتب: قد كفى الله عز وجل مؤونة الدعاء لنعمتك بالنّماء؛ لأنها توخّت لديك محلّها، فحلّت بفنائك سارّة، مطمئنّة قارّة، تستوثر مهادها قبلك، وتستهنيء مواردها عندك، ولم تزل تائقة إليك، متطلّعة نحوك بما استجمع لها فيك، من لطيف السّياسة وحسن الاحتمال لأعباء المغارم، فهنأكها الله متصلة البقاء بطول مدّة بقائك، ومتحلّية بحسن فنائك، فلا زلت لعوارف النعم مستدعيا، وللشكر بالزيادة فيها ممتريا، وبدوام الحمد لردفها مستمريا.
ومنها- الدعاء بجعلت فداك.
كما كتب: جعلني الله فداك، فإنّ في ذلك شرفا في العاجل، وذخر العقبى في الآجل، وخير تراث لمخلّفي من بعدي، دعاء أخلصته النّيّة، وصدّقته الطويّة.
ومنها- استكراه الدعاء بالتفدية.
كما كتب: إن قلت في كتبي إليك: جعلني الله فداك، فأكون قد بخستك حظّ إحسانك إليّ، وحقّ مفترضك عليّ؛ لأنها نفس لا توازن ساعة من يومك، ولا توازي طرفة من دهرك، وإنما يفدّى مثلك بالأنفس التي هي أنفس من الدنيا وأعرض من أقطار الأرض.
ومنها- تفدية النّعمة إعظاما لها.
كما كتب: جعلني الله فداء نعمتك التي علت ذروة سنامها، وفاضت درّة سمائها، فعمّرت أقطار الآملين، ونضّرت جناب ناحية المعتمدين.
ومنها- الدعاء بصلاح الدنيا وغبطة الآخرة.
كما كتب: أسعدك الله بعواقب قضائه وقدره، ووهب لك الصّلاح في دينك والسلامة في دنياك.
ومنها- الدعاء بكبت العدوّ.
كما كتب: مكّن الله يدك من ناصية عدوّك بالصّولة عليه، ومن زمام وليّك بالإحسان إليه، وبلّغك من كلتا الحالتين ما ينمي على تأميلك، ويوفي على تمنّيك.
ومنها- الدعاء المشترك بين المكتوب عنه والمكتوب إليه.
كما كتب: أدام الله أنسي بحياتك، وحرسني من الغير في نعمتك، وأكرمني بصيانة أيّامك ولياليك، وأعزّني بذلّ عدوّك وقمح حاسديك.
ومنها- الدعاء بطيب الحياة.
كما كتب: عش أطيب الأعمار، موقّى من سوء الأقدار، مبلّغا نهاية الآمال، مغبوطا في كلّ الأحوال، لا ينقضي عنك حقّ عارفة حتّى تجدّد لك أخرى أجلّ منها، ولا يمرّ بك يوم من الأيّام إلّا كان مؤمّنا «1» على أمسه مقصّرا عن فضلة غده.
ومنها: الدعاء باقتضاء العدل والإنصاف.
كما كتب: جعلك الله ممّن ينظر بعين العدل، وينطق بلسان القسط، ويزن بقسطاس الحقّ، ويكيل بمعيار الإنصاف.
ومنها: الدعاء بإيزاع الشّكر.
كما كتب: وصل الله لك كلّ نعمة ينعمها عليك من الشّكر بما يكون لحقّها قاضيا، وللمزيد إليها داعيا، ومن الغير مؤمّنا، وللسّلامة موجبا.
ومنها: الدعاء للحاجّ بالبلاغ.
كما كتب: أوطأك الله في مسيرك أوثر المطايا، وخوّلك فيما نويته أسبغ العطايا، وأوردك الهداية إلى كريم المشاهدة وزكيّ المواقف وأولاها بالزّلفة المقبولة، والقربة المأمولة.
ومنها: الدعاء للمسافر.
كما كتب: جعلك الله في حفظه وكنفه، وأحاطك بحيطته، وجعل سفرك أيمن سفر عليك، ورجع لك بدرك الحاجة، وبلوغ الأمل، ونجح الطّلبة، ونيل السّؤل.
ومنها: الدعاء بالعافية من المرض.
كما كتب: مسح الله ما بك، وعاد بالبرّ عليك، وعجّل الشّفاء لك، ومحّص بلواك.
ومنها: الدعاء للولاة.
كما كتب: أجرى الله بالخير يدك، وصما (؟) بالعزّ طرفك، وأوطأ كلّ مكرمة قدمك، وأطال إلى كلّ غاية هممك، وبلّغك أقصى محبّتك.
ومنها: الدعاء في الأضحية بقبول النّسك.
كما كتب: جعلك الله بقبول النّسيكة والقربان، فائزا بالأجر والرّضوان، مخلصا لله بالإيمان، في السّرّ والإعلان، مؤدّيا لما افترض عليك، شاكرا لإحسانه إليك.
ومنها: الدعاء بالهناء في الأعياد.
كما كتب: عرّفك الله في هذا العيد المبارك من السّلامة وعمومها، والعافية وشمولها، والعارفة وسبوغها، والحياطة وكمالها، والحماية وجمالها، أفضل ما عرّفك في ماضي أعيادك، وسالف أعوامك.
ومنها: الدعاء بدفع النوائب.
كما كتب: كان الله جارك من فجائع الدّهر ونوبه، ووليّ إنعام النّعمة فيما آتاك من فضله، وتطوّل عليك من حسن الحياطة لما تولّاك والذّبّ عمّا أفادك.