الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوّل الدرجة الثالثة أنّ أعلى المراتب المفتتحة بالدعاء الدعاء للمقرّ الشريف على المصطلح الأوّل، وللمقرّ الكريم على ما استقرّ عليه الحال الآن، وإذا كان كذلك فكيف يتأتّى أن تكون مرتبة من مراتب الجناب الكريم أو الجناب العالي قبل المقرّ الشريف أو المقرّ الكريم.
الدرجة الثالثة (المكاتبة بالدعاء)
وقد رتّبوا المكاتبة بالدعاء على [ثلاث]«1» مراتب:
المرتبة الأولى- الدعاء للمقرّ
، والرسم فيه أن يترك بعد «الملكي الفلاني» قدر عرض ثلاث أصابع بياضا؛ ثم يؤتى بصدر المكاتبة على سمت البسملة.
ويختلف الحال في ذلك، فإن كان المكتوب إليه من أرباب السّيوف، كتب: أعزّ الله تعالى أنصار المقرّ الكريم، العالي، الأميريّ، الكبيريّ، العالميّ، العادليّ، العونيّ، النّصيريّ، الفلانيّ. ثم يدعى له بما يناسب نحو: ولا زالت جيوشه جائلة، وجنوده بين الأعداء وبين مطالبها حائلة، وأولياؤه على صهوات خيلها لديه قائلة، أصدرناها إلى المقرّ الكريم، تهدي إليه من السّلام أطيبه، ومن الثّناء أطنبه، وتبدي لعلمه الكريم أنّ الأمر كيت وكيت، والقصد من اهتمامه كيت وكيت، فيحيط علمه بذلك، والله تعالى يؤيّده بمنّه وكرمه.
(وهذه أدعية تناسب ذلك) :
دعاء يليق بذلك: يقال بعد تكملة الألقاب: وأيّد عزائمه ونصرها، وأعلى أعلامه ونشرها، ودقّق في مقاتل الأعداء حيث تزور الأسنّة نظرها، وينهي.
آخر: ولا برحت الآمال بكرمه تعترف، وبوارق صوارمه لأبصار الأعداء تختطف.
آخر: وأعلى قدره، وأنفذ أمره، أصدرناها.
وإن كان من رؤساء الكتّاب، كتب: بسط الله ظلّ المقرّ، أو أسبغ الله ظلال المقرّ الكريم، العالي، القضائيّ، الكبيريّ، العالميّ، العادليّ، المؤيّديّ، السيّديّ، السّنديّ، المالكيّ، المخدوميّ، المحسنيّ، الفلانيّ، وباقي المكاتبة كما في أرباب السيوف.
وهذه أدعية تناسب ذلك:
دعاء يليق به: ولا زالت الأمور إليه مفوّضة، ومضارب العزّ إلّا عنه مقوّضة، وصحائف الحسنات بتسويده على أثناء الدّهر مبيّضة، أصدرناها.
آخر: وصرّف لسان قلمه، وشرّف مكان قدمه، وعرّف من كان يناويه أنّه أصبح لا يعدّ من خدمه.
قلت: وقد ذكر في «عرف التعريف» «1» أن القضاة والحكّام لا مدخل لهم في المكاتبة بالمقرّ، وعلى ذلك جرى في مشايخ الصوفيّة، على أنه قد كوتب بذلك. وقد رأيت المكاتبة بذلك في بعض الدساتير، وحينئذ فيكتب: أعزّ الله تعالى أحكام المقرّ، العالي، القضائيّ، الكبيريّ، العالميّ، العلّاميّ، الإماميّ، المالكيّ، المحسنيّ، الحاكميّ، الفلانيّ، ويدعى له بما يناسب، مثل: وجدّد له إقبالا، وبلّغه من الدّارين آمالا، وأحسن إليه مبدأ ومآلا، ونحو ذلك. والباقي على نحو ما تقدّم.
(وهذه أدعية تناسب ذلك:) لا برحت الشريعة محوطة بأقلامه، مضبوطة بأحكامه، منوطة بما يشيّد