المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نواب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء) - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ٨

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن]

- ‌[تتمة المقالة الرابعة]

- ‌[تتمة الباب الثاني]

- ‌[تتمة الفصل الرابع]

- ‌[تتمة الطرف الثالث]

- ‌المقصد الثالث في المكاتبة إلى أهل الجانب الجنوبيّ ممن جرت العادة بالمكاتبة إليه من العرب والسّودان، وفيه ثلاث جمل

- ‌الجملة الأولى في المكاتبة إلى من بهذا الجانب من العربان

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبة إلى مسلمي ملوك السّودان، وهم أربعة ملوك)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبة إلى ملوك المسلمين بالحبشة)

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى أهل الجانب الشّماليّ وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في المكاتبات إلى أمراء الأتراك بالبلاد المعروفة ببلاد الرّوم المسمّاة الآن ببلاد الدّروب)

- ‌الطرف الثاني (في المكاتبة عن ملوك الديار المصرية على المصطلح المستقرّ عليه الحال، إلى ملوك الكفر)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبة إلى من وراء بحر القرم بالجانب الشماليّ منه)

- ‌المقصد الأوّل (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد الشّرق، وجملة من بها من ملوك النصارى المكاتبين عن هذه المملكة مملكتان)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد المغرب من جزيرة الأندلس وما والاها مما هو شماليّ الأندلس من الأرض الكبيرة)

- ‌المقصد الثالث (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الجنوبيّ)

- ‌الأوّل- صاحب أمحرا

- ‌الثاني- صاحب دنقلة

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الشّماليّ من الرّوم والفرنجة على اختلاف أجناسهم، وجميعهم معتقدهم معتقد الملكانيّة)

- ‌الأولى- مكاتبة الباب

- ‌الثانية- المكاتبة إلى ملك الروم صاحب القسطنطينيّة

- ‌الثالثة- المكاتبة إلى حكّام جنوة

- ‌الرابعة- المكاتبة إلى صاحب البندقيّة

- ‌الخامسة- المكاتبة إلى صاحب سنوب

- ‌السادسة- المكاتبة إلى صاحب البلغار والسّرب

- ‌السابعة- المكاتبة إلى ملك رودس

- ‌الثامنة- المكاتبة إلى صاحب جزيرة المصطكى

- ‌التاسعة- المكاتبة إلى متملّك قبرس

- ‌العاشرة- المكاتبة إلى ملك مونفراد

- ‌الحادية عشرة- المكاتبة إلى صاحبة نابل

- ‌الفصل الخامس من الباب الثاني من المقالة الرابعة

- ‌النوع الأوّل (المكاتبات الواردة عن ملوك المسلمين، وهي على قسمين)

- ‌القسم الأوّل- في الكتب الواردة عن أهل هذه المملكة

- ‌الضرب الأوّل (في المطالعات الواردة عن أكابر أهل الدولة بالديار المصرية والبلاد الشامية، من النوّاب ومن في معناهم)

- ‌الضرب الثاني (من المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل المملكة)

- ‌القسم الثاني- في الكتب الواردة على الأبواب السلطانية

- ‌المقصد الأوّل (في الكتب الواردة عن أهل الشرق، وفيه أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (الكتب الواردة عن القانات العظام من بني جنكز خان، ولها حالان)

- ‌الحال الأولى- ما كان الأمر عليه قبل دخولهم في دين الإسلام

- ‌الحال الثانية- ما كان الأمر عليه بعد دخولهم في دين الإسلام

- ‌الطرف الثاني (في المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل الشرق

- ‌الطرف الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن صاحب اليمن إلى هذه المملكة)

- ‌الطرف الرابع (في الكتب الواردة إلى الأبواب السلطانية عن ملوك الهند)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبات الواردة عن ملوك الغرب)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبة الواردة عن صاحب تونس)

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات الواردة عن صاحب «تلمسان» من بني عبد الواد)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبات الواردة عن صاحب «فاس» إلى الأبواب السلطانية، بالديار المصرية)

- ‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس)

- ‌المقصد الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن ملوك السّودان، وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبات الصادرة عن ملك «الكانم»

- ‌المقصد الرابع (في الكتب الواردة من الجانب الشّماليّ، وهي بلاد الروم)

- ‌النوع الثاني (من المكاتبات الواردة إلى هذه المملكة الكتب الواردة عن ملوك الكفّار، وهي على أربعة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل

- ‌الضرب الثاني (الكتب الواردة عن ملوك الحبشة)

- ‌الضرب الثالث (الكتب الواردة عن ملوك الرّوم، ورأس الكلّ صاحب القسطنطينيّة)

- ‌الضرب الرابع (الكتب الواردة من جهة ملوك الفرنج بالأندلس، والجهات الشّمالية، وما والى ذلك)

- ‌الفصل السادس [من الباب الثاني] من المقالة الرابعة

- ‌الطرف الأوّل (في رسوم إخوانيّات السّلف من الصّحابة

- ‌الضرب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه، تفخيما لأمره، وتعظيما لشأنه)

- ‌الطرف الثاني (في رسوم الإخوانيّات المحدثة بعد السّلف، وفيه ثلاثة مقاصد)

- ‌المقصد الأوّل (في رسوم إخوانيّات أهل المشرق، وفيه أربعة مهايع)

- ‌المهيع الأوّل (في صدور الابتداآت، وهي على أساليب)

- ‌الضرب الأوّل (المكاتبة من المرؤوس إلى الرئيس؛ وهو على صنفين)

- ‌الصنف الأوّل (المكاتبة إلى الأمراء)

- ‌الصنف الثاني (المكاتبة إلى القضاة)

- ‌الضرب الثاني (المكاتبة من الرئيس إلى المرؤوس، كالمكاتبة عن الوزير وقاضي القضاة وغيرهما، والخطاب في جميعها بالكاف)

- ‌الضرب الثالث (المكاتبة إلى النظراء، والمخاطبة فيه بالكاف)

- ‌الضرب الرابع (المكاتبة إلى الأبناء، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب الخامس (المكاتبة إلى الفتيان، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب السادس (المكاتبة إلى النساء)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يتوسّط الدعاء صدر الكتاب بعد الابتداء بكلام مناسب للحال)

- ‌الأسلوب الثالث

- ‌الأسلوب الرابع

- ‌الأسلوب الخامس

- ‌الأسلوب السادس

- ‌الأسلوب السابع

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة على هذا المصطلح، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بلفظ «ورد أو وصل» ونحوهما)

- ‌المهيع الثالث (في خواتم الإخوانيّات على هذا المصطلح)

- ‌المهيع الرابع (في عنوانات الكتب على هذا المصطلح، وفيها أربعة أحوال)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون العنوان من الرئيس إلى المرؤوس

- ‌الحالة الثانية- أن يكون العنوان من المرؤوس إلى الرئيس

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون العنوان من الرجل إلى ابنه ومن في معناه

- ‌الحالة الرابعة- أن يكون المكتوب إليه امرأة

- ‌المقصد الثاني (في [رسوم] إخوانيّات أهل المغرب)

- ‌[الجملة الأولى (في مفتتحات المكاتبات على اصطلاحهم، وفيها مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في ابتداء المكاتبات، وهي على طرق) ]

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة) (وهي على ما تقدّم في أجوبة المشارقة من أنها على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء، ثم يقع التعرّض إلى وصول الكتاب، وذكر الجواب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بورود الكتاب ووصوله ابتداء)

- ‌الجملة الثانية (في خواتم المكاتبات على اصطلاحهم، وهي على أساليب)

- ‌المقصد الثالث (في الإخوانيّات المستعملة بالديار المصرية، وفيه ثلاثة مصطلحات)

- ‌المهيع الأوّل (في الصّدور وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (الابتداءات، ولهم فيه أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء، وعليه غالب كتابتهم، وهي على أنماط)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ: كتابي أو كتبت)

- ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بالخطاب بأنا)

- ‌الضرب الثاني (الأجوبة)

- ‌المهيع الثاني (في خواتم الكتب)

- ‌المهيع الثالث (في عنوانات الكتب)

- ‌المصطلح الثالث (من مصطلحات الديار المصريّة في الإخوانيّات

- ‌المهيع الأوّل (في رتب المكاتبات المصطلح عليها)

- ‌القاعدة الأولى- فيما يتعلّق بورق هذه المكاتبات

- ‌القاعدة الثانية- فيما يتعلّق بخطّ هذه المكاتبات، وكيفيّة أوضاعها

- ‌القسم الأوّل- الابتداءات

- ‌الدرجة الأولى-[المكاتبة] بتقبيل الأرض

- ‌المرتبة الأولى- الإتيان بالإنهاء

- ‌المرتبة الثانية- أن يأتي بعد «يقبّل الأرض» بذكر الدعاء دون الثناء

- ‌المرتبة الثالثة- أن لا يكتب في أوّل المكاتبة عن يمين أسفل البسملة الفلانيّ

- ‌المرتبة الرابعة- أن يأتي بصدر المكاتبة على ما تقدّم في المكاتبة قبلها

- ‌المرتبة الخامسة- يقبّل الأرض بالمقر الشريف

- ‌الدرجة الثانية (المكاتبة بتقبيل اليد، وقد رتّبوا ذلك على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- يقبّل الباسط الشريف

- ‌المرتبة الثالثة- يقبّل اليد الشريفة بألقاب الباسطة المتقدّمة

- ‌الدرجة الثالثة (المكاتبة بالدعاء)

- ‌المرتبة الأولى- الدعاء للمقرّ

- ‌المرتبة الثانية: الدعاء للجناب، وهو على ثلاث طبقات

- ‌ الطبقة الأولى- أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم

- ‌الطبقة الثانية- من المرتبة الثانية

- ‌الطبقة الثالثة- أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي وما في معنى ذلك

- ‌المرتبة الثالثة- الدعاء للمجلس

- ‌الدرجة الرابعة (الابتداء بصيغ مخترعة من صدور مكاتبات الأدعية)

- ‌المرتبة الأولى- الافتتاح بصدور المكاتبة

- ‌الطبقة الأولى- صدرت والعالي

- ‌الطبقة الثانية- صدرت والسامي

- ‌المرتبة الثانية- الافتتاح بالإشارة إلى المكاتبة

- ‌المرتبة الثالثة- الافتتاح بالإعلام بالقصد

- ‌القسم الثاني (من المكاتبات الإخوانيّات الدائرة بين أعيان المملكة وأكابر أهل الدولة، الأجوبة، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يفتتح من ذلك بما تفتتح به الابتداءات المتقدّمة الذّكر)

- ‌المرتبة الأولى- وهي أعلاها في تعظيم الكتاب الوارد

- ‌المرتبة الثانية- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمثال العالي بدون الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمشرّفة

- ‌المرتبة الرابعة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمكاتبة

- ‌الضرب الثاني (من الأجوبة ما يفتتح بورود المكاتبة مصدّرا بلفظ: وردت أو وصلت أو وقفت على المكاتبة، وما أشبه ذلك)

- ‌المهيع الثاني (في بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم، من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية، وما يستحقّه كلّ منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقرّ عليه في زماننا)

- ‌الطبقة الأولى- من المكتوب عنهم من يكتب إليه عن السلطان

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له عن هذه الطبقة

- ‌المرتبة الثانية- من يكتب إليه «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباب الكريم والباب العالي»

- ‌المرتبة الخامسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة السابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباسطة الشّريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- من يكتب له عن هذه الطبقة «اليد الشريفة»

- ‌المرتبة التاسعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة العاشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «المجلس العالي مع الدّعاء»

- ‌المرتبة الخامسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة السادسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة السابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «هذه المكاتبة»

- ‌المرتبة الثامنة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «يعلم»

- ‌الطبقة الثانية- ممن يكتب عنهم من أعيان الدولة بالديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة» وهو نائب السّلطنة بالشام

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السابعة- «يقبل اليد الشريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- «أعز الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة التاسعة- «أعز الله تعالى أنصار المقر الكريم العالي»

- ‌المرتبة العاشرة- «أعز الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- «السامي» بغير ياء

- ‌الطبقة الثالثة- ممن يكتب عنه من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف» إن قصد تعظيمه

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثامنة- «أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي»

- ‌المرتبة التاسعة- «صدرت والسامي»

- ‌الطبقة الرابعة- ممن يكتب عنه من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «يخدم الجناب العالي»

- ‌الفصل السابع من الباب الثاني من المقالة الرابعة (في مقاصد المكاتبات، وهي الأمور التي تكتب المكاتبات بسببها)

- ‌القسم الأوّل (مقاصد المكاتبات السلطانيات، وهي على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك، وهو على ثلاثة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك ومن ضاهاهم)

- ‌الصنف الأوّل (الكتب بانتقال الخلافة إلى الخليفة)

- ‌الصنف الثاني (من الكتب السلطانية الكتب في الدعاء إلى الدّين، وهو من أهمّ المهمّات)

- ‌الصنف الثالث (من الكتب السلطانية الكتب بالحثّ على الجهاد)

- ‌الصّنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحثّ على لزوم الطاعة وذمّ الخلاف)

- ‌الصنف الخامس (من الكتب السلطانية الكتب إلى من نكث العهد من المخالفين)

- ‌الصنف السادس (من الكتب السلطانية، الكتب إلى من خلع الطاعة)

- ‌الصّنف السابع (الكتب في الفتوحات والظّفر بأعداء الدّولة وأعداء الملة، واسترجاع المعاقل والحصون، والاستيلاء على المدن)

- ‌الصنف الثامن (المكاتبة بالاعتذار عن السلطان في الهزيمة)

- ‌الصنف التاسع (المكاتبة بتوبيخ المهزوم وتقريعه والتّهكّم به)

- ‌الصنف العاشر (في المكاتبات بالتضييق على أهل الجرائم)

- ‌الصنف الحادي عشر (الكتب في النّهي عن التّنازع في الدّين)

- ‌الصنف الثاني عشر (المكاتبة بالأوامر والنواهي)

- ‌الصنف الثالث عشر (المكاتبات عند حدوث الآيات السّماويّة)

- ‌الصنف الرابع عشر (المكاتبات في التنبيه على شرف مواسم العبادة وشريف الأزمنة)

- ‌الصنف الخامس عشر (المكاتبة بالسلامة في الركوب في المواسم والأعياد وما ينخرط في سلكها من المواكب الجامعة)

- ‌الأوّل- البشارة بالسلامة في الركوب في غرّة السنة

- ‌الثاني- البشارة بالسّلامة في الرّكوب في أوّل شهر رمضان

- ‌الثالث- الكتابة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الأولى من شهر رمضان

- ‌الرابع- المكاتبة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الثانية من شهر رمضان

- ‌الخامس- المكاتبة بالسّلامة في الرّكوب في الجمعة الثالثة من شهر رمضان

- ‌السادس- ما يكتب بالبشارة بالسّلامة في ركوب عيد الفطر

- ‌السابع- ما يكتب بالبشارة بالسلامة في ركوب عيد النّحر

- ‌الصنف السادس عشر (المكاتبة بالبشارة بوفاء النّيل والبشارة بالسّلامة في الركوب لفتح الخليج)

- ‌الصنف السابع عشر (فيما يكتب في البشارة بركوب الميدان الكبير بخطّ اللّوق عند وفاء النّيل في كلّ سنة)

- ‌الصنف الثامن عشر (المكاتبة بالبشارة بحجّ الخليفة)

- ‌الصنف التاسع عشر (الكتابة بالإنعام بالتشاريف والخلع)

- ‌الصنف العشرون (المكاتبة بالتّنويه والتلقيب)

- ‌الصنف الحادي والعشرون (المكاتبة بالإحماد والإذمام)

- ‌الصنف الثاني والعشرون (ما يكتب مع الإنعام لنوّاب السّلطنة بالخيل والجوارح وغيرها من أنواع الإنعامات وهذا الصّنف من المستعمل في زماننا كلّ وقت)

- ‌الصنف الثالث والعشرون (المكاتبة بالبشارة عن الخليفة بولد رزقه)

- ‌الصنف الرابع والعشرون (ما يكتب عن السلطان بالبشارة بعافيته من مرض)

- ‌الضرب الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب عن السلطان في الجواب)

- ‌الضرب الثالث (من الكتب السلطانية الكتب الصادرة عن نوّاب السلطنة إلى النوّاب بسبب ما يرد عليهم من المثالات السلطانية)

- ‌الضرب الرابع (من المكاتبات السّلطانية ما يكتب عن النّوّاب والأتباع إلى الخليفة أو السلطان، وفيه مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في الأجوبة عن الكتب السلطانية السابقة في الضّرب الأوّل)

- ‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نوّاب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء)

- ‌ثبت بأسماء المصادر والمراجع الجزء الثامن من صبح الأعشى

- ‌فهرس الجزء الثامن من كتاب صبح الأعشى للقلقشنديّ

الفصل: ‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نواب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء)

‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نوّاب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء)

وهو على أنواع كثيرة، نذكر منها ما يستضيء به الكاتب في مثله.

فمن ذلك ما يكتب عن نائب كلّ مملكة إذا وصل إلى محلّ ولايته.

قد جرت العادة أن النائب إذا وصل إلى مملكته ومقرّ ولايته، كتب إلى السّلطان يخبره بذلك وبما المملكة عليه.

وهذه نسخة مكاتبة من ذلك، كتب بها عن نائب حلب في معنى ذلك، وهي:

يقبّل الأرض وينهي أن المملوك وصل إلى المملكة الفلانية المحروسة، وحلّ محالّها المأنوسة، التي شملته الصّدقات الشريفة بكفالتها، وأهّلته المراحم المنيفة لإيالتها، رافلا في حلل الإنعام الشريف، متفيّئا ظلّ العزّ الوريف، صحبة فلان مسفّره، ودخلها يوم كذا من شهر كذا لا بسا تشريفه الشريف المنعم به عليه، ماشيا لمحلّ الكرامة الذي سار إليه [بحضور من جرت العادة بحضوره]«1» من قضاة القضاة والأمراء والحجّاب، والعساكر المنصورة والأصحاب، على أجمل العوائد، وأكمل القواعد، وقبّل الأرض بباب القلعة المنصورة، ودخل دار العدل الشريف وقطوف الأمانيّ له مهصورة، وقريء بها بحضرة أولياء الدّولة تقليده، وعظّم المراسم الشريفة تأييده، وتصدّى لما نصبته له المراسم الشريفة من إنصاف المظلوم، وتنفيذ كلّ مهمّ شريف ومرسوم، وتصفّح أحوال المملكة، وسلك كلّ أحد مسلكه، واستجلبت الأدعية لمولانا السلطان، واجتهد في حياطة البلاد ممّن يمدّ إليه شيطان المفسدين بأشطان، وانتظم له أمر المملكة بالمهابة

ص: 392

الشريفة أحسن انتظام، وبلغ به كلّ وليّ من قهر العدوّ غاية المرام؛ وقد أعاد المملوك فلانا مسفّره إلى خدمة الأبواب الشريفة مزاح الأعذار، مبلّغ الأوطار، على العادة- طالع بذلك- ولا زال منه مزيد الشّرف والعلوّ إن شاء الله تعالى.

وهذه نسخة كتاب في المعنى إلى الأبواب السلطانية عن نائب طرابلس، وهي:

يقبّل الأرض وينهي أنّه وصل إلى طرابلس المحروسة مغمورا بالصّدقات الشريفة، والإنعامات المطيفة، صحبة مملوك مولانا السلطان فلان خلّد الله تعالى ملكه، وألبس تشريفه الشريف، وقريء تقليده الشريف بدار العدل، وقبّل الأرض مرارا على العادة، وتقدّم المملوك بالحلف الشّريف على النّسخة المجهّزة صحبة المشار إليه من الأبواب الشريفة عظّمها الله تعالى، بحضور من جرت العادة بحضوره، من قضاة القضاة والأمراء، وكتب خطّه عليها، وانتصب المملوك لخلاص الحقوق، وإزالة المظالم، ونشر لواء العدل الشريف، لينتصف المشروف من الشريف، وينزجر القويّ عن الضّعيف، واتّباع الحقّ في القضايا واستجلاب الأدعية بدوام هذه الدولة العادلة من الرّعايا، ورتّب أمور الآزاك المنصورة على أكمل عادة وأجمل قاعدة، وقد عاد فلان إلى الأبواب الشريفة، شرّفها الله تعالى وعظّمها، لينهي بين يدي الأيادي المعظّمة، ما عاينه من المملوك من إخلاصه في الطاعة الشريفة ومغالاته، طالع بذلك، إن شاء الله تعالى.

ومن ذلك ما يكتب به في التّهنئة بالخلافة:

أما التهنئة بالخلافة، فقد قال في «موادّ البيان» : من الأدب المستفيض ترفيه الخلفاء عن الهناء والعزاء، إكبارا لهم وتعظيما، إلّا أنّنا رأينا ذوي الأخطار من القدماء قد شافهوهم بالعزاء مسلّين، وبالهناء داعين، وربّما دفع الكاتب إلى صحبة رئيس يقتضي محلّه أن يهنّيء الخليفة بمتجدّد النّعم لديه، ويعزّيه لمتطرّق النوائب إليه، فاحتيج إلى أن يرسم في هناء الخلفاء وعزائهم، ما يحتذى عليه،

ص: 393

عند الحاجة إلى استعمال مثله.

وهذه نسخة تهنئة بالخلافة، أوردها في «موادّ البيان» : وهي:

أولى النّعم- خلّد الله ملك مولانا أمير المؤمنين- بأن تنطق بها ألسن الذّاكرين يضوع عطرها، وتتناقلها أفواه الشّاكرين يفوح نشرها- نعمة إيلائه في خلافته التي جعلها ذخرا للأنام، وعصمة للإسلام، وحاجزا بين الحلال والحرام، وقواما للائتلاف والاتّفاق وزماما عن الاختلاف والافتراق، ونظاما لصلاح الخاصّة والعامّة، وسبيلا إلى اجتماع الكلمة وسكون الأمّة، وسببا لحقن الدّماء، ودعة الدّهماء، ومجاهدة الأعداء، وإقامة الصّلوات، وإيتاء الزّكوات، والعمل بالفرائض والسّنن، وحسم البدع والفتن، وعدقها بالأخيار ورثة نبيّه وعترته، والأبرار الطّهرة من أرومة رسوله وشجرته، الّذين نصبهم دعاة إلى طاعته، وهداة لبريّته، وأعلاما لشريعته، يأمرون بالمعروف ويأتمرون، وينهون عن المنكر وينتهون، ويقضون بالحقّ وبه يعدلون؛ وكلّما لحق منهم سلف بمقرّ أوّليّته أقام خلفا يختصّه بانتخابه وتكرمته.

والحمد لله الذي قصر خلافته على أمير المؤمنين وآبائه، وجعل منهم الماضي الّذي كانت مفوّضة إليه، والآتي الّذي أقرّت عليه، وأنجز لهم ما وعدهم من إبقاء الإمامة، في عقبهم إلى يوم القيامة، واستخلص لها في عصرنا هذا وليّها الحامي لحقيقتها، المرامي عن حوزتها، المعزّ لكلمتها، الرّافع لرايتها، المحدّد لحدودها، الحافظ لعقودها، وسلّم قوسا منه إلى باريها، وناطها بكفئها وكافيها، وأفضى إليه بشرف الولادة والأبوّة، وميراث الإمامة والنّبوّة، وألّف به بين القلوب الآبية، وجمع عليه النفوس النّائية، واتّفقت الآراء بعد تباينها وتنافيها، وتطابقت الأهواء على اختلافها وتعاديها، واستدّت ثلمة الدّين بعد انثغارها، واطمأنّت الدّهماء بعد نفارها، حمدا يكون لنعمته كفاء، ولموهبته جزاء.

وخلافة الله وإن كانت الغاية التي لا تنزع الهمم إليها، ولا تتطلّع الأماني عليها، لاختصاص الله بها صفوته من بريّته، وخالصته من أهل بيت نبيّه وعترته، فإنّ أمير المؤمنين يتعاظم عن تهنئته بوصولها إليه، وسبوغ ملابسها عليه، إذ لا

ص: 394

يسوغ أن يهنّأ بإدراك ما كتب الله له أن يدركه بأقلام الأقدار على صفحات اللّيل والنّهار، والعبد يسأل الله تعالى ضارعا إليه في إنهاض أمير المؤمنين بما حمّله وكلّفه، وتوفيقه فيما كفّله واستخلفه، وأن يمكّن له في الأرض، ويعلي يده بالبسط والقبض، ويمدّه بعزّ السلطان، وعلوّ الشّان، وظهور الأولياء، وثبور الأعداء، وإعزاز الدّين، وابتزاز الملحدين، وتقوية يده في نصرة الإسلام، وسياسة الأنام، ويعرّف رعيّته من يمن دولته، وسعادة ولايته، ما يجمعهم على الطاعة والموافقة، ويعصمهم من المعصية والمفارقة، ويوفّقهم من الإخلاص في موالاته، لما يوفّر حظّهم من مرضاته، ويجعل ولايته هذه مقرونة بانفساح المدّة والأجل، وبلوغ المنى والأمل، وصالح القول والعمل، ويبلّغه في مملكته ودولته أفضل ما بلّغه خليفة من خلفائه، ووليّا من أوليائه.

ومن ذلك ما يكتب في البشارة بالفتوح:

قد جرت العادة أن السلطان إذا وجه جيشا لفتح قلعة أو قطر من الأقطار وحصل الفتح على يديه أن يكتب السلطان مبشّرا بذلك الفتح، منوّها بقدره، معظما لأمره، وما كان فيه من عزيز النّصر وقوّة الظّفر.

[فمن مكاتبة في البشارة بفتح حصن «1» المرقب، وهي:]«2» قد أسفر عن الفتح المبين صباحه، والتّأييد وقد طار به محلّق التباشير فخفق في الخافقين جناحه، والإسلام وقد وطيء هامة الكفر بمقدمه، والدّين وقد عزّ بفتكات سيفه المنصور فأنف أن يكون الشّرك من خدمه، والأفلاك وقد علمت أنّه لهذا الفتح القريب كان اجتماع كواكبها، والأملاك وقد نزلت لتشهد

ص: 395

أحمد النّصرة البدريّة في صفوفها ومواكبها، وحصن المرقب وقد ألقت عليه الملّة الإسلامية أشعّة سعدها، وأنجزت له الأيام من الشّرف بها آماله بعد ما طال انتظاره لوعدها، وأمّنته الأقدار التي ذلّلته للإسلام أن تطاول إليه الحوادث من بعدها، وقد أحاطت العلوم بأن هذا الحصن طالما شحّت الأحلام، أن تخيّل فتحه لمن سلف من الأنام، فما حدّثت الملوك أنفسها بقصده إلّا وثناها الخجل، ولا خطبته ببذل النّفائس والنّفوس إلّا وكانت من الحرمان على ثقة ومن معاجلة الأجل وقته على وجل، وحوله من الجبال كلّ شامخ تتهيّب عقاب الجوّ قطع عقابه، وتقف الرّياح خدما دون التّوقّل في هضابه، [وحوله من]«1» الأودية خنادق لا تعلم منها الشّهور إلّا بأنصافها، ولا تعرف فيها الأهلّة إلّا بأوصافها، وهو مع ذلك قد تقرّط بالنّجوم، وتقرطق بالغيوم، وسما فرعه إلى السّماء ورسا أصله في التّخوم، تخال الشّمس إذا علت أنّها تتنقّل في أبراجه، ويظنّ من سما إلى السّها أنّه ذبالة في سراجه، فكم من ذي جيوش قد مات بغصّة، وذي سطوات أعمل الحيل فلم يفز من نظره على البعد بفرصة، لا يعلوه من مسمّى الطير سوى نسر الفلك ومرزمه، ولا يرمق متبرّجات أبراجه غير عين شمسه والمقل التي تطرف من أنجمه، وقد كان نصب عليه من المجانيق ما سهامه أنفذ من سهام الجفون، وخطراته أسرع من لحظات العيون، لا يخاطب إلّا بوساطة رسله بضمير الطّلاب، ولا يرى لسان سهمه إلّا كما ترى خطفات البرق إذا تألّق في علوّ السّحاب، فنزلت عليه الجيوش نزول القضاء، وصدمته بهممها التي تستعير منها الصّوارم سرعة المضاء وروعة الانتضاء، فنظرت منه حصنا قد زرّر عليه الجوّ جيب غمامه، وافترّ ثغره كلّما جذب عنه البرق فاضل لثامه، فتذلّلت صعابه، وسهلت عقابه، وركزت للجنوبات (؟) في سفحه وطالما رامت الطّير أدناه فلم تقو عليه القوادم، وكم همّت العواصف بتسنّم رباه فأصبحت مخلّفة تبكي عليها الغمائم، فضرب بينها وبين الحصن بسور باطنه فيه الرّحمة

ص: 396

وظاهره من قبله العذاب، ونصبت فوقه من الأسنّة ثغور برّاقة الثّنايا ولكنّها غير عذاب، فعاد ذلك السّفح مصفّحا بصفاحها، مشرقا بأعلام أسنّة رماحها، فأرسلت إلى أرجائها ما أربى على الغمائم، وزاد في نفحه «1» على التّمائم (طويل) .

وكان بها مثل الجنون فأصبحت

ومن جثت القتلى عليها تمائم

ونصبت عليها المجانيق فلم ترع حقّ جنسها، وسطت عليها فأصبح غدها في التّحامل أبعد من أمسها، واستنهضتها العدا فاعلمتهم أنّها لا تطيق الدّفاع عن غيرها بعد أن عجزت عن نفسها، وبسطت أنفها أمارة على الإذعان، ورفعت أصابعها، إما إجابة أن تذلّ للتّشهّد وإما إنابة إلى طلب الأمان، فخاف العدا من ظهور هذا الاستظهار، وعلموا أن المجانيق فحول لا تثبت لها الإناث التي عريت من النّفع بأيديهم فاستعانوا عليهن مع العدا بطول الجدار، فعند ذلك غدت تكمن كمون الأساود وتثب وثوب الأسود، وتباري بها الحصون السّماء فكلّما قذفت هذه بكواكبها النّيّرة قذف هذا بكواكبه السّود، ولم يكسر لهم منجنيق إلّا ونصبوا آخر بمكانه، ولا قطعت لأحد إصبع إلّا وصل الآخر ببنانه، فظلّت تتحارب مثل الكماة، وتتحامل تحامل الرّماة، حتّى لقحت وفسحت للرّضا مجالا، ومالت وميل فيها وكذلك الحرب تكون سجالا.

هذا والنّقوب قد دبّت في باطنه دبيب السّقام، وتمشّت في مفاصله كما تتمشّى في مفاصل شاربها المدام، وحشت أضالعه نارا تشبه نار الهوى، تحرق الأحشاء ولا يبدو لها ضرام، قد داخلت مرسلة الوجل، فتحققوا حلول الأجل، وعلموا أن هذا الفتح الذي تمادت عليه الأيام قد جاء يسعى إلى ما بين يديه على عجل، وأيقن الحصن بالانتظام في سلك الممالك الشريفة فكاد يرقصه بمن فيه فرط الجذل، وزاد شوقه إلى التشريف ويا صبابة لوسمها واسمها مشتاق لكنهم أظهروا الجلد، وأخفوا ضرام نار الجزع وكيف تخفى وقد وقد، وتدفّقت إليهم الجيوش فملأت الأفق، وأحاطت بهم إحاطة الطّوق

ص: 397

بالعنق، ونهضت إليهم مستمدّة من عزمات سلطانها، مستعدّة لانتزاع أرواح العدا على يديها من أوطانها، فانقطعت بهم الظّنون، ودارت عليهم رحى المنون، وأمطرت عليهم المجانيق أحجارها فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون

«1» وحطّت بساحتها عقبان تلك الأحجار، فهدمت العمائر والأعمار، وأجرت في أرجائها أنهار الدّماء فهلكوا بالسّيف والنّبل والنّار، وتحكّمت هذه الثلاثة في أهل التّثليث فبدّلوا بالخوف من أمنهم، وهربوا منها إلى مخايل حصنهم.

ولما ركب الأوّل للزّحف في جيوشه التي كاثرت البحر بأمواجه، تزلزل الحصن لشدّة ركضه، وتضعضع من خوف عصيانه فلحقت سماؤه بأرضه، وتحلّلت قواعد ما شيّد من أركانه فانحلت، وألقت الأرض ما فيها وتخلّت، ومشت النّار من تحتهم وهم لا يشعرون، ونفخ في الصّور بل في السّور فإذا هم قيام ينظرون، وما كان إلّا أن قابلت العساكر ذلك البرج حتّى أهوى يلثم التّراب، وتأدّب بآداب الطاعة فخرّ راكعا وأناب، فهاجمتهم الجيوش مهاجمة الحتوف، وأسرعت المضاء والانتضاء فلم تدر العدا: أهم أم الّذين في أيمانهم السّيوف التي تسبق العذل؟ وثبت منهم من لم يجد وراءه مجالا فلجأوا إلى الأمان، وتمسّك دنيء كفرهم بعزّة الإيمان، وتشبّثوا بساحل العفو حتّى ظنّوا أنّهم أحيط بهم وجاءهم الموج من كلّ مكان، وسألونا أن يكونوا لما من جملة الصّنائع، وتضرّعوا في أن نجعل أرواحهم لسيوفنا من جملة الودائع فنتصدّق عليهم بأرواحهم كرما، وظلّوا على معنى الحديث النّبويّ: يرون الممات يقظة والحياة حلما وأطلقتهم اليد التي لا يخيب لديها الآمل، وأعتقتهم اليمنى التي فجاج الأرض في قبضتها، فمتى تشاء تجمع عليهم الأنامل، وخرجوا بنفوس قد تجرّدت حتّى من الأجسام، ومقل طلّقت الكرا خوفا من الصّوارم التي تسلّها عليهم الأحلام، وسطّرت والمدينة قد تسنّم أعلاها، وشعار الإيمان قد جرّدها من لباس الكفر وأعراها، والأعلام قد

ص: 398

سلكت إلى ذلك الحصن أعلى مرقى، والسّعادة قد بدّلت بيعه مساجد ومحاريبه قبلة وكانت شرقا، فأصبح يرفل في حلل الإيمان، وأذعن بالطاعة فأخرس جرس الجرس به صوت الأذان، إن شاء الله تعالى.

[ومن ذلك] ما يكتب به في التّعازي إلى الخلفاء:

وقد تقدّم في الكلام على التّهنئة بولاية الخلافة، أنه كما ينبغي أن لا يهنّأ الخليفة بالخلافة إعظاما، فكذلك ينبغي أن لا يعزّى في مصابه، إلّا أنه ربّما دعت ضرورة الكاتب إلى ذلك؛ لإكرام بعض أخصاء الخليفة إياه بالكتابة بذلك إلى الخليفة. ولا يخفى أن الحال في ذلك تختلف باختلاف المعزّي، من والد أو ولد أو غيرهما.

[وهذه نسخة مكاتبة في معنى ذلك]«1» ذكرها في «موادّ البيان» وهي:

أما بعد، فإن الله تعالى جعل خلافته لخلقه قواما، ولبريّته نظاما، وجعل له خلفاء يدّخرهم لميراثها، ويختصّهم بتراثها، فإذا انقضت مدّة ماضيهم، لما يريده الله من استدنائه إلى مقرّ خلصائه، نقلها إلى نوره باصطناعه واصطفائه.

والحمد لله الذي قصر خلافته على أمير المؤمنين وآبائه، وجعل منهم زعيمهم الماضي الذي كانت بيديه مواريثها، والآتي الذي صار إليه [تراثها] .

والحمد لله الذي ختم لأمير المؤمنين المنتقل إلى دار الكرامة بأفضل الخاتمة وأحسن له الجزاء عن السّعي في الأمّة، وأنعم باستخلاص أمير المؤمنين لإمامة خليقته، وحياطة سريعته، وحماية بلاده، وسياسة عباده، ولوراثة تراث آبائه وأجداده، وجعل الماضي منهم مرضيّا عنه، والآتي مرضيّا به، وأعتدت الرّعيّة من عدل أمير المؤمنين ما جبر كسرها في خليفته، وصبرها في رزيّته، وهو المسؤول أن يلهمه على المصيبة في سلفه الطاهر صبرا، وعلى ما أخلفه عليه في تأهيله لخلافته التي لا كفاء لها شكرا، بمنّه وفضله إن شاء الله تعالى.

ص: 399

[وهذه نسخة كتاب في التّعزية أيضا]«1» وهي:

إنّ الله خصّ أمير المؤمنين بما هو أهله من خلافته، وعظّم محلّه بما نصبه له من إمامة بريّته، وجعله عمادا لأهل الإسلام تجتمع عليه أهواؤهم، وتسكن إليه أملاؤهم، ويصلح به دينهم ودنياهم، ويستقيم به أمر أولاهم وأخراهم، فإذا أسبغ نعمة من نعمه عليه، وظاهر موهبة من مواهبه لديه، شركوه فيها، ونهضوا معه على الشّكر عليها، وإذا ابتلاه ببليّة، وامتحن صبره برزيّة، أخذوا بالنّصيب العظيم من الحادث، والحظّ الجسيم من الكارث، [و] ما أفردوه بثواب الله فيها وما جعله جزاء من الأجر عليها.

وإن الله تعالى كان أعار أمير المؤمنين من ولده فلان- رضي الله عنه عارية من عواريه، وبلّغه من الاستمتاع بها ما احتسب من أمانيه، ثم استرجعها ليثقّل بها ميزانه، ويضاعف إحسانه، ويجعلها له ذخرا، ونورا يسعى بين يديه وأجرا، فعظم بذلك المصاب على رعيّته، وكبر الرّزء على أهل دعوته، لما كانوا يرجونه من سكون القلوب، ونقع الخطوب، واستقرار قواعد الخلافة، وشمول الرّحمة والرّافة، وقد حصل أمير المؤمنين على نعم كثيرة من موهبته وثوابه في استعادته، وحصل كافّة خاصّته على القلق لفقده، والأسى من بعده، وقد جعله الله تعالى صلاح كلّ فساد، وثقاف كلّ ميّاد، ومهبط كلّ رحمة، وطريق كلّ نعمة، وهو خليق بأن يظهر من صبره، ورضاه بقضاء الله وتسليمه لأمره، ما يبعث على التّأسّي به، والتّأدّب بأدبه؛ والله تعالى يحسن لأمير المؤمنين الخلف، ويعوّضه أحسن العوض في المؤتنف، ويوفّر حظّه من الثّواب، ويعظم له الأجر على المصاب، ويريه في أوليائه وأحبابه، أعظم محابّه وغاية آرابه، وينقل المنقول إلى إيوان الكرامة والاحتفاء، بأفاضل الأجداد والآباء، بفضله ورحمته، إن شاء الله تعالى.

ص: 400

[وهذه] نسخة كتاب، كتب به إلى الأبواب السلطانية عند فتح «1» (آياس) قاعدة بلاد الأرمن وانتزاعها من أيديهم، وهي «2» :

يقبّل الأرض وينهي أن ليلة الانتظار أطلعت صباحها، ومواعيد الآمال بعثت على يد الإقبال نجاحها، والعساكر المنصورة جرّدت رابع ربيع الأوّل بمدينة آياس صفاحها، وأوردت إلى الصّدور رماحها، فلم يكن إلّا كلمح البصر، ولسان صدق القتال قائل بأنّ الجيش النّاصريّ قد انتصر، وانقضى ذلك النّهار، بإيقاد نار حرب الحصار، على أبراج وأسوار، أديرت على المينا كما أدير المعصم على السّوار، فما أشرق صباح الصّفاح ولاح، إلّا والأعلام النّاصريّة على قلّة «3» القلعة مائسة الأعطاف من الارتياح، معلنة ألسنتها بحيّ على الفلاح وحيّ على النّجاح، وعزّ الإسلام يقابل ذلّ الكفر، بهذا النّصر وهذا الافتتاح، وجمع الأرمن الملا تفرّق ما بين قتل وأسر وانتزاح، ولعبت أيدي النّيران في القلعة وجوانبها، وتفرّقت من الأسوار أعضاء مناكبها، ونطق بالأقدار لسان النّار: هذي منازل أهل النّار في النّار.

ثم انتقلت المحاصرة إلى قلعة البحر، وضمّ الأرمن الملا إليها سيف القدرة والقهر، وهذه القلعة عروس بكر في سماء العزّ شاهقة، لم يسبق لأحد من الملوك الأوائل إلى خطبتها سابقة، قد شمخت بأنفها، ونأت بعطفها، وتاهت على وامقها، وغضّت عين رامقها، فهي في عقاب لوح الجوّ كالطائر، وسوّرها البحر والحجر فلا يكاد يصل إلى وكرها النّاظر، وقد أوثقت بحلقات الحديد،

ص: 401

وقيّدت كأنّها عاصية تساق بالأصفاد إلى يوم الوعيد، فأرسل عليها المنجنيق عقابه، وأعلق بها ظفره ونابه، فكشف من شرفاتها شنب ثغرها، وسقاها بأكفّ أسهمه كؤوس حجارة فتمايلت من شدة سكرها، وفضّ من أبراجها الصّناديق المقفلة، وفصّل من أسوارها الأعضاء المتّصلة، فتزلزل عمدها، وزيل عن مكانه جلمدها، وعلت الأيدي المرامية بها، وغلّت الأيدي المحامية عنها، واشتدّ مرضها من حرارة وهج الحصار، وضعفت قوّتها عن مقاومة تلك الأحجار، ولم يبق على سورها من يفتح له جفنا، وشنّ المنجنيق عليها غارته إلى أن صارت شنّا، فأرسل إليها من سماء غضبه رجوما، ووالى ذلك عليها سبع ليال وثمانية أيّام حسوما، فبادرت إلى الطّاعة واستسلمت، وكرّر نحوها ركوعه فسجدت، وركبت الجيوش المنصورة عوض الصّافنات اللّجج، وسمحت في سبيل الله عز وجل بالمهج، فعند ذلك سارع أهلها إلى التّعلّق بأسباب الهرب، وكان خراب قلعة المينا هذي لخراب قلعتهم من الجرب، وأحرقوا كبدها من أيديهم بنار الغضب، وانتزحوا منها ليلا، وجرّوا من الهزيمة ذيلا، وتسلّمها المسلمون، وتحسّر عليها الحسرة الكبرى الكافرون، وهدمت حجرا حجرا، وصافحت بجبهتها وجه الثّرى، وأعدمت من الوجود عينا وأثرا، فما أعجب هذا الفتوح «1» وأغرب! وما أحلى ذكره في الأفواه وما أعذب!! وما ألذّ حديثه في الأسماع وما أطرب!! وما أسعد هذا الجيش النّاصريّ وما أنجب!!!! (بسيط) .

بشراك بشراك هذا النّصر والظّفر

هذا الفتوح الّذي قد كان ينتظر

فتح مبين ونصر جلّ موقعه

سارت به وله الأملاك والبشر

عجائب ظهرت في فتحه بهرت

لم تأت أمثالها الأيام والسّير

لو كان في زمن ماض به نزلت

في وصف وقعته الآيات والسّور

ص: 402

هذي أياس الّتي قد عزّ جانبها

وعزّ خاطبها حتّى أتى القدر

جاءت إليها جيوش كم بها أسد

بيض الصّفاح لها الأنياب والظّفر

جيش لهام كبحر زاخر لجب «1»

إذا سرى لا يرى شمس ولا قمر

يسير بالنّصر أنّى سار متّجها

ما زال يقدمه التّأييد والظّفر

جيش له الله والأملاك ناصرة

مليكه ناصر للدّين منتصر

يوم الخميس رأيت الخيل حاملة

على رؤوس عداة هامها أكر «2»

وقلعة البحر كانت آية لهم

فعن يسير فأضحت للورى عبر

كانت بأفق سماء العزّ شاهقة

أبراجها باسقات خرتها «3» خطر

فركب المسلمون البحر باذلة

أرواحها في سبيل الله تدّخر

لم يبق منهم أمير لا ولا ملك

يأوي مقرّا إلى أن مدّت الجسر

وعجّل الله بالفتح المبين لهم

هذا الفتوح الّذي توفى له النّذر

يرضى به الله والإسلام قاطبة

وشاهد القول فيه العين والأثر

تم الجزء الثامن. يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء التاسع وأوّله القسم الثاني (من مقاصد المكاتبات الإخوانيات) والحمد لله ربّ العالمين، وصلاته على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه والتابعين، وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل

ص: 403