المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس) - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ٨

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن]

- ‌[تتمة المقالة الرابعة]

- ‌[تتمة الباب الثاني]

- ‌[تتمة الفصل الرابع]

- ‌[تتمة الطرف الثالث]

- ‌المقصد الثالث في المكاتبة إلى أهل الجانب الجنوبيّ ممن جرت العادة بالمكاتبة إليه من العرب والسّودان، وفيه ثلاث جمل

- ‌الجملة الأولى في المكاتبة إلى من بهذا الجانب من العربان

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبة إلى مسلمي ملوك السّودان، وهم أربعة ملوك)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبة إلى ملوك المسلمين بالحبشة)

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى أهل الجانب الشّماليّ وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (في المكاتبات إلى أمراء الأتراك بالبلاد المعروفة ببلاد الرّوم المسمّاة الآن ببلاد الدّروب)

- ‌الطرف الثاني (في المكاتبة عن ملوك الديار المصرية على المصطلح المستقرّ عليه الحال، إلى ملوك الكفر)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبة إلى من وراء بحر القرم بالجانب الشماليّ منه)

- ‌المقصد الأوّل (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد الشّرق، وجملة من بها من ملوك النصارى المكاتبين عن هذه المملكة مملكتان)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار ببلاد المغرب من جزيرة الأندلس وما والاها مما هو شماليّ الأندلس من الأرض الكبيرة)

- ‌المقصد الثالث (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الجنوبيّ)

- ‌الأوّل- صاحب أمحرا

- ‌الثاني- صاحب دنقلة

- ‌المقصد الرابع (في المكاتبة إلى ملوك الكفّار بالجانب الشّماليّ من الرّوم والفرنجة على اختلاف أجناسهم، وجميعهم معتقدهم معتقد الملكانيّة)

- ‌الأولى- مكاتبة الباب

- ‌الثانية- المكاتبة إلى ملك الروم صاحب القسطنطينيّة

- ‌الثالثة- المكاتبة إلى حكّام جنوة

- ‌الرابعة- المكاتبة إلى صاحب البندقيّة

- ‌الخامسة- المكاتبة إلى صاحب سنوب

- ‌السادسة- المكاتبة إلى صاحب البلغار والسّرب

- ‌السابعة- المكاتبة إلى ملك رودس

- ‌الثامنة- المكاتبة إلى صاحب جزيرة المصطكى

- ‌التاسعة- المكاتبة إلى متملّك قبرس

- ‌العاشرة- المكاتبة إلى ملك مونفراد

- ‌الحادية عشرة- المكاتبة إلى صاحبة نابل

- ‌الفصل الخامس من الباب الثاني من المقالة الرابعة

- ‌النوع الأوّل (المكاتبات الواردة عن ملوك المسلمين، وهي على قسمين)

- ‌القسم الأوّل- في الكتب الواردة عن أهل هذه المملكة

- ‌الضرب الأوّل (في المطالعات الواردة عن أكابر أهل الدولة بالديار المصرية والبلاد الشامية، من النوّاب ومن في معناهم)

- ‌الضرب الثاني (من المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل المملكة)

- ‌القسم الثاني- في الكتب الواردة على الأبواب السلطانية

- ‌المقصد الأوّل (في الكتب الواردة عن أهل الشرق، وفيه أطراف)

- ‌الطرف الأوّل (الكتب الواردة عن القانات العظام من بني جنكز خان، ولها حالان)

- ‌الحال الأولى- ما كان الأمر عليه قبل دخولهم في دين الإسلام

- ‌الحال الثانية- ما كان الأمر عليه بعد دخولهم في دين الإسلام

- ‌الطرف الثاني (في المطالعات الواردة إلى الأبواب السلطانية عن أهل الشرق

- ‌الطرف الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن صاحب اليمن إلى هذه المملكة)

- ‌الطرف الرابع (في الكتب الواردة إلى الأبواب السلطانية عن ملوك الهند)

- ‌المقصد الثاني (في المكاتبات الواردة عن ملوك الغرب)

- ‌الجملة الأولى (في المكاتبة الواردة عن صاحب تونس)

- ‌الجملة الثانية (في المكاتبات الواردة عن صاحب «تلمسان» من بني عبد الواد)

- ‌الجملة الثالثة (في المكاتبات الواردة عن صاحب «فاس» إلى الأبواب السلطانية، بالديار المصرية)

- ‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس)

- ‌المقصد الثالث (في رسم المكاتبات الواردة عن ملوك السّودان، وفيه ثلاثة أطراف)

- ‌الطرف الثالث (في المكاتبات الصادرة عن ملك «الكانم»

- ‌المقصد الرابع (في الكتب الواردة من الجانب الشّماليّ، وهي بلاد الروم)

- ‌النوع الثاني (من المكاتبات الواردة إلى هذه المملكة الكتب الواردة عن ملوك الكفّار، وهي على أربعة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل

- ‌الضرب الثاني (الكتب الواردة عن ملوك الحبشة)

- ‌الضرب الثالث (الكتب الواردة عن ملوك الرّوم، ورأس الكلّ صاحب القسطنطينيّة)

- ‌الضرب الرابع (الكتب الواردة من جهة ملوك الفرنج بالأندلس، والجهات الشّمالية، وما والى ذلك)

- ‌الفصل السادس [من الباب الثاني] من المقالة الرابعة

- ‌الطرف الأوّل (في رسوم إخوانيّات السّلف من الصّحابة

- ‌الضرب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه، تفخيما لأمره، وتعظيما لشأنه)

- ‌الطرف الثاني (في رسوم الإخوانيّات المحدثة بعد السّلف، وفيه ثلاثة مقاصد)

- ‌المقصد الأوّل (في رسوم إخوانيّات أهل المشرق، وفيه أربعة مهايع)

- ‌المهيع الأوّل (في صدور الابتداآت، وهي على أساليب)

- ‌الضرب الأوّل (المكاتبة من المرؤوس إلى الرئيس؛ وهو على صنفين)

- ‌الصنف الأوّل (المكاتبة إلى الأمراء)

- ‌الصنف الثاني (المكاتبة إلى القضاة)

- ‌الضرب الثاني (المكاتبة من الرئيس إلى المرؤوس، كالمكاتبة عن الوزير وقاضي القضاة وغيرهما، والخطاب في جميعها بالكاف)

- ‌الضرب الثالث (المكاتبة إلى النظراء، والمخاطبة فيه بالكاف)

- ‌الضرب الرابع (المكاتبة إلى الأبناء، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب الخامس (المكاتبة إلى الفتيان، والخطاب فيه بالكاف)

- ‌الضرب السادس (المكاتبة إلى النساء)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء)

- ‌الأسلوب الثاني (أن يتوسّط الدعاء صدر الكتاب بعد الابتداء بكلام مناسب للحال)

- ‌الأسلوب الثالث

- ‌الأسلوب الرابع

- ‌الأسلوب الخامس

- ‌الأسلوب السادس

- ‌الأسلوب السابع

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة على هذا المصطلح، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بلفظ «ورد أو وصل» ونحوهما)

- ‌المهيع الثالث (في خواتم الإخوانيّات على هذا المصطلح)

- ‌المهيع الرابع (في عنوانات الكتب على هذا المصطلح، وفيها أربعة أحوال)

- ‌الحالة الأولى- أن يكون العنوان من الرئيس إلى المرؤوس

- ‌الحالة الثانية- أن يكون العنوان من المرؤوس إلى الرئيس

- ‌الحالة الثالثة- أن يكون العنوان من الرجل إلى ابنه ومن في معناه

- ‌الحالة الرابعة- أن يكون المكتوب إليه امرأة

- ‌المقصد الثاني (في [رسوم] إخوانيّات أهل المغرب)

- ‌[الجملة الأولى (في مفتتحات المكاتبات على اصطلاحهم، وفيها مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في ابتداء المكاتبات، وهي على طرق) ]

- ‌المهيع الثاني (في الأجوبة) (وهي على ما تقدّم في أجوبة المشارقة من أنها على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (أن يفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء، ثم يقع التعرّض إلى وصول الكتاب، وذكر الجواب عنه)

- ‌الضرب الثاني (أن يفتتح الجواب بورود الكتاب ووصوله ابتداء)

- ‌الجملة الثانية (في خواتم المكاتبات على اصطلاحهم، وهي على أساليب)

- ‌المقصد الثالث (في الإخوانيّات المستعملة بالديار المصرية، وفيه ثلاثة مصطلحات)

- ‌المهيع الأوّل (في الصّدور وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (الابتداءات، ولهم فيه أساليب)

- ‌الأسلوب الأوّل (أن تفتتح المكاتبة بالدعاء، وعليه غالب كتابتهم، وهي على أنماط)

- ‌الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ: كتابي أو كتبت)

- ‌الأسلوب الثالث (أن تفتتح المكاتبة بالخطاب بأنا)

- ‌الضرب الثاني (الأجوبة)

- ‌المهيع الثاني (في خواتم الكتب)

- ‌المهيع الثالث (في عنوانات الكتب)

- ‌المصطلح الثالث (من مصطلحات الديار المصريّة في الإخوانيّات

- ‌المهيع الأوّل (في رتب المكاتبات المصطلح عليها)

- ‌القاعدة الأولى- فيما يتعلّق بورق هذه المكاتبات

- ‌القاعدة الثانية- فيما يتعلّق بخطّ هذه المكاتبات، وكيفيّة أوضاعها

- ‌القسم الأوّل- الابتداءات

- ‌الدرجة الأولى-[المكاتبة] بتقبيل الأرض

- ‌المرتبة الأولى- الإتيان بالإنهاء

- ‌المرتبة الثانية- أن يأتي بعد «يقبّل الأرض» بذكر الدعاء دون الثناء

- ‌المرتبة الثالثة- أن لا يكتب في أوّل المكاتبة عن يمين أسفل البسملة الفلانيّ

- ‌المرتبة الرابعة- أن يأتي بصدر المكاتبة على ما تقدّم في المكاتبة قبلها

- ‌المرتبة الخامسة- يقبّل الأرض بالمقر الشريف

- ‌الدرجة الثانية (المكاتبة بتقبيل اليد، وقد رتّبوا ذلك على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- يقبّل الباسط الشريف

- ‌المرتبة الثالثة- يقبّل اليد الشريفة بألقاب الباسطة المتقدّمة

- ‌الدرجة الثالثة (المكاتبة بالدعاء)

- ‌المرتبة الأولى- الدعاء للمقرّ

- ‌المرتبة الثانية: الدعاء للجناب، وهو على ثلاث طبقات

- ‌ الطبقة الأولى- أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم

- ‌الطبقة الثانية- من المرتبة الثانية

- ‌الطبقة الثالثة- أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي وما في معنى ذلك

- ‌المرتبة الثالثة- الدعاء للمجلس

- ‌الدرجة الرابعة (الابتداء بصيغ مخترعة من صدور مكاتبات الأدعية)

- ‌المرتبة الأولى- الافتتاح بصدور المكاتبة

- ‌الطبقة الأولى- صدرت والعالي

- ‌الطبقة الثانية- صدرت والسامي

- ‌المرتبة الثانية- الافتتاح بالإشارة إلى المكاتبة

- ‌المرتبة الثالثة- الافتتاح بالإعلام بالقصد

- ‌القسم الثاني (من المكاتبات الإخوانيّات الدائرة بين أعيان المملكة وأكابر أهل الدولة، الأجوبة، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يفتتح من ذلك بما تفتتح به الابتداءات المتقدّمة الذّكر)

- ‌المرتبة الأولى- وهي أعلاها في تعظيم الكتاب الوارد

- ‌المرتبة الثانية- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمثال العالي بدون الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمشرّفة

- ‌المرتبة الرابعة- أن يعبّر عن الكتاب الوارد بالمكاتبة

- ‌الضرب الثاني (من الأجوبة ما يفتتح بورود المكاتبة مصدّرا بلفظ: وردت أو وصلت أو وقفت على المكاتبة، وما أشبه ذلك)

- ‌المهيع الثاني (في بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم، من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية، وما يستحقّه كلّ منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقرّ عليه في زماننا)

- ‌الطبقة الأولى- من المكتوب عنهم من يكتب إليه عن السلطان

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له عن هذه الطبقة

- ‌المرتبة الثانية- من يكتب إليه «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباب الكريم والباب العالي»

- ‌المرتبة الخامسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة السابعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «الباسطة الشّريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- من يكتب له عن هذه الطبقة «اليد الشريفة»

- ‌المرتبة التاسعة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة العاشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- من يكتب له عن هذه الطبقة «أعزّ الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «المجلس العالي مع الدّعاء»

- ‌المرتبة الخامسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة السادسة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة السابعة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «هذه المكاتبة»

- ‌المرتبة الثامنة عشرة- من يكتب إليه عن هذه الطبقة: «يعلم»

- ‌الطبقة الثانية- ممن يكتب عنهم من أعيان الدولة بالديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة» وهو نائب السّلطنة بالشام

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السابعة- «يقبل اليد الشريفة»

- ‌المرتبة الثامنة- «أعز الله تعالى أنصار المقرّ الكريم»

- ‌المرتبة التاسعة- «أعز الله تعالى أنصار المقر الكريم العالي»

- ‌المرتبة العاشرة- «أعز الله تعالى نصرة الجناب الكريم»

- ‌المرتبة الحادية عشرة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثانية عشرة- «صدرت والعالي»

- ‌المرتبة الثالثة عشرة- «صدرت والسامي»

- ‌المرتبة الرابعة عشرة- «السامي» بغير ياء

- ‌الطبقة الثالثة- ممن يكتب عنه من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباب الكريم»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الأرض بالمقرّ الشريف» إن قصد تعظيمه

- ‌المرتبة السادسة- «يقبّل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي»

- ‌المرتبة الثامنة- «أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي»

- ‌المرتبة التاسعة- «صدرت والسامي»

- ‌الطبقة الرابعة- ممن يكتب عنه من أعيان الدّولة بمملكة الديار المصرية

- ‌المرتبة الأولى- «الفلانيّ بمطالعة»

- ‌المرتبة الثانية- «الأبواب بمطالعة»

- ‌المرتبة الثالثة- «الأبواب بغير مطالعة»

- ‌المرتبة الرابعة- «الباسط الشريف»

- ‌المرتبة الخامسة- «يقبّل الباسطة»

- ‌المرتبة السادسة- «يقبل اليد العالية»

- ‌المرتبة السابعة- «يخدم الجناب العالي»

- ‌الفصل السابع من الباب الثاني من المقالة الرابعة (في مقاصد المكاتبات، وهي الأمور التي تكتب المكاتبات بسببها)

- ‌القسم الأوّل (مقاصد المكاتبات السلطانيات، وهي على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك، وهو على ثلاثة أضرب)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب عن الخلفاء والملوك ومن ضاهاهم)

- ‌الصنف الأوّل (الكتب بانتقال الخلافة إلى الخليفة)

- ‌الصنف الثاني (من الكتب السلطانية الكتب في الدعاء إلى الدّين، وهو من أهمّ المهمّات)

- ‌الصنف الثالث (من الكتب السلطانية الكتب بالحثّ على الجهاد)

- ‌الصّنف الرابع (من الكتب السلطانية الكتب في الحثّ على لزوم الطاعة وذمّ الخلاف)

- ‌الصنف الخامس (من الكتب السلطانية الكتب إلى من نكث العهد من المخالفين)

- ‌الصنف السادس (من الكتب السلطانية، الكتب إلى من خلع الطاعة)

- ‌الصّنف السابع (الكتب في الفتوحات والظّفر بأعداء الدّولة وأعداء الملة، واسترجاع المعاقل والحصون، والاستيلاء على المدن)

- ‌الصنف الثامن (المكاتبة بالاعتذار عن السلطان في الهزيمة)

- ‌الصنف التاسع (المكاتبة بتوبيخ المهزوم وتقريعه والتّهكّم به)

- ‌الصنف العاشر (في المكاتبات بالتضييق على أهل الجرائم)

- ‌الصنف الحادي عشر (الكتب في النّهي عن التّنازع في الدّين)

- ‌الصنف الثاني عشر (المكاتبة بالأوامر والنواهي)

- ‌الصنف الثالث عشر (المكاتبات عند حدوث الآيات السّماويّة)

- ‌الصنف الرابع عشر (المكاتبات في التنبيه على شرف مواسم العبادة وشريف الأزمنة)

- ‌الصنف الخامس عشر (المكاتبة بالسلامة في الركوب في المواسم والأعياد وما ينخرط في سلكها من المواكب الجامعة)

- ‌الأوّل- البشارة بالسلامة في الركوب في غرّة السنة

- ‌الثاني- البشارة بالسّلامة في الرّكوب في أوّل شهر رمضان

- ‌الثالث- الكتابة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الأولى من شهر رمضان

- ‌الرابع- المكاتبة بالبشارة بالسلامة في ركوب الجمعة الثانية من شهر رمضان

- ‌الخامس- المكاتبة بالسّلامة في الرّكوب في الجمعة الثالثة من شهر رمضان

- ‌السادس- ما يكتب بالبشارة بالسّلامة في ركوب عيد الفطر

- ‌السابع- ما يكتب بالبشارة بالسلامة في ركوب عيد النّحر

- ‌الصنف السادس عشر (المكاتبة بالبشارة بوفاء النّيل والبشارة بالسّلامة في الركوب لفتح الخليج)

- ‌الصنف السابع عشر (فيما يكتب في البشارة بركوب الميدان الكبير بخطّ اللّوق عند وفاء النّيل في كلّ سنة)

- ‌الصنف الثامن عشر (المكاتبة بالبشارة بحجّ الخليفة)

- ‌الصنف التاسع عشر (الكتابة بالإنعام بالتشاريف والخلع)

- ‌الصنف العشرون (المكاتبة بالتّنويه والتلقيب)

- ‌الصنف الحادي والعشرون (المكاتبة بالإحماد والإذمام)

- ‌الصنف الثاني والعشرون (ما يكتب مع الإنعام لنوّاب السّلطنة بالخيل والجوارح وغيرها من أنواع الإنعامات وهذا الصّنف من المستعمل في زماننا كلّ وقت)

- ‌الصنف الثالث والعشرون (المكاتبة بالبشارة عن الخليفة بولد رزقه)

- ‌الصنف الرابع والعشرون (ما يكتب عن السلطان بالبشارة بعافيته من مرض)

- ‌الضرب الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب عن السلطان في الجواب)

- ‌الضرب الثالث (من الكتب السلطانية الكتب الصادرة عن نوّاب السلطنة إلى النوّاب بسبب ما يرد عليهم من المثالات السلطانية)

- ‌الضرب الرابع (من المكاتبات السّلطانية ما يكتب عن النّوّاب والأتباع إلى الخليفة أو السلطان، وفيه مهيعان)

- ‌المهيع الأوّل (في الأجوبة عن الكتب السلطانية السابقة في الضّرب الأوّل)

- ‌المهيع الثاني (من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نوّاب السلطان والأتباع إلى السلطان ابتداء)

- ‌ثبت بأسماء المصادر والمراجع الجزء الثامن من صبح الأعشى

- ‌فهرس الجزء الثامن من كتاب صبح الأعشى للقلقشنديّ

الفصل: ‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس)

عنه الفضا، ونجهّز لجهتكم من أساطيلنا المنصورة ما يحمد في إمداد المناصرة ويرتضى، فالحمد لله على أن كفى المؤمنين القتال، وأذهب عنهم الأوجال، ويسّر لهم الأعمال، وهيّأ لخلافتكم السنيّة وللمسلمين هناء يتضمّن السلامة لكم ولهم على تعاقب الأعوام والسّنين.

وبحسب ما لنا فيكم من الودّ الذي أسّست المصافاة بنيانه، والحبّ الذي أوضح الإخلاص برهانه، وقع تخيّرنا فيمن يتوجّه من بابنا الكريم لتفصيل مجمله، وتقرير ما لدينا فيه على أتمّ وجه الاعتقاد وأكمله، على الشيخ، الأجل، الشريف، المبارك، الأصيل، الأسنى، الحظيّ، الأعز، الحاج، المبرور، الأمين، الأحفل، الأفضل، الأكمل؛ أبي عبد الله محمد، ابن الشيخ الأجلّ، الأعزّ، الأسنى، الأوجه، الأنوه، الأرفع، الأمجد، الآثر، الأزهى، الشريف، الأصيل، المعظّم المثيل، الأشهر، الأخطر، الأمثل، الأجمل، الأفضل، الأكمل، المرضيّ، المقدّس، المرحوم أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن نفيس الحسني العراقي، وصل الله تعالى سعادته، وأحمد على حضرتكم السّنيّة وفادته، حسب ما يفي بشرح ما حمّلناه نقله، ويكمل بإيضاحه لديكم يقظته ونبله، إن شاء الله تعالى، وهو سبحانه وتعالى يديم سعادتكم، ويحفظ مجادتكم، ويسني من كل خير إرادتكم، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

‌الجملة الرابعة (في عادة الكتب الواردة عن صاحب الأندلس)

والرسم في ذلك أن يكتب «الأبواب الشريفة» ويصفها، ثم يقول:

«أبواب السلطان الفلاني» ويصفه، ويذكر ألقابه، ثم يدعو له، ثم يقول:

«سلام كريم» ويصفه، من فلان، ويذكر السلطان المكتوب عنه، ثم يقول: أما بعد حمد الله، ويأتي بخطبة في المعنى تشتمل على التحميد، والتصلية على

ص: 107

النبي صلى الله عليه وسلم، والرّضا عن الصحابة رضي الله عنهم، ثم يقول: فإنا كتبنا إليكم، ويأتي على ما يناسب المقام، ثم ينخرط في سلك المقصود إلى آخره ويختم بالدعاء.

وهذه نسخة كتاب كتب به عن أمير المسلمين السلطان أبي «1» عبد الله محمد ابن أبي الحجّاج يوسف بن نصر بن الأحمر، صاحب غرناطة- من الأندلس، إلى السلطان الملك الأشرف «شعبان «2» بن حسين» ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، إنشاء الوزير أبي عبد الله بن «3» الخطيب، صاحب ديوان إنشائه، يشير فيه إلى حادثة الفرنج بالإسكندرية، الواقعة في سنة سبع وستين وسبعمائة، إلّا أنه وهم في لقبه الملوكيّ فلقبه المنصور. وهي:

الأبواب الشريفة التي تعنو لعزّة قدرها الأبواب، وتعتزي «4» إلى نسب عدلها الحكمة والصّواب، وتناديها الأقطار البعيدة مفتخرة بولائها، واصلة السبب

ص: 108

بعلائها، فيصدر بما يشفي الجوى منها الجواب. فإذا حسن مناب عن أئمة الهدى، وسبّاق المدى، كان منها عن عمومة النّبوّة النّوّاب، وإذا ضفت على العفاة بغيرها أثواب الصّلات «1» ، ضفت منها على الكعبة المقدّسة الأثواب- أبواب السلطان الكبير، الجليل الشهير، الطاهر الظاهر، الأوحد الأسعد، الأصعد الأمجد، الأعلى العادل، العالم «2» العامل الكامل الفاضل، الكافل، سلطان الإسلام والمسلمين، رافع ظلال العدل على العالمين، جمال الإسلام، علم الأعلام، فخر الليالي والأيّام، ملك البرّين والبحرين، إمام «3» الحرمين، مؤمّل الأمصار والأقطار، وعاصب تاج الفخار، هازم الفرنج والتّرك والتتار، الملك المنصور أبي الفتوح شعبان، ابن الأمير الرفيع المجادة، الكريم البنوّة والولادة.

الطاهر الظاهر، الكبير الشّهير، المعظّم الممجّد الأسمى، الموقّر الأعلى، فخر الملّة، سيف الأمّة، تاج الإمارة، عزّ الإسلام، جمال الأيّام «4» ، قمر الميادين، أسد أجمة لدين، سمام الطّغاة والمعتدين، المقدّس المظفّر، الأمير أبي «5» عليّ حسين، ابن السلطان الكبير، الشهير، ملك الإسلام «6» والمسلمين، والد السلاطين، [سيف خلافة الله في العالمين، وليّ أمير المؤمنين، وظهير الدين]«7» سلطان الحجّ والجهاد، وكاسي الحرم الأمين، قامع المعتدين، قاهر الخوارج والمتمرّدين، ناصر السنّة، محيي الملّة، ملك البرّين والبحرين، مقيم رسوم الحرمين الشريفين، العادل «8» ، العالم، العامل، الطاهر الظاهر، الأسعد،

ص: 109

الأصعد الأوحد، الأعلى المنصور، المؤيّد المعان، المرفّع المعظّم، المبجّل المؤمّل، المجاهد المرابط، الغازي، أبي «1» عبد الله محمد بن قلاوون، الصالحيّ أبقاه الله، وفلق الصباح «2» يشهد بكماله، وخدمة الحرمين الشريفين، طراز مذهب على حلّة أعماله، ومسوّرات الإسلام، آمنة على طول الأيام، من إهماله، ولا زال ركنا للدّين الحنيف، تتزاحم على مستلمه الشريف، شفاه أمّاله.

سلام كريم، برّ عميم، كما استودعت الرياض أسرارها صدر النسيم، وأرسلت مطالع الفجر أنهارها، من بحر الصبّاح الوسيم، يسري من الطّيب، والحمد المطيل «3» المطيب، في الصّوان الكريم، ويقف موقف «4» الأدب والفهامة، بما استحفظ من الأمانة إلى محل «5» الإمامة، وقوف الحفيظ العليم، يعتمد مشارع تلك الأبواب الشارعة إلى الفضل العميم، المقابلة لذمام وسائل الإسلام بالصّدر المشروح، والبرّ الممنوح، والقلب السليم. من معظّم سلطانه، ومجلّ شانه، المفتخر بالانتظام في سلك خلصانه «6» ، أمير المسلمين بالأندلس، عبد الله الغني «7» بالله، محمد بن يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر، بلّغه الله من رضاه أقصى سؤله، وأعانه على جهاد عدوّ الله وعدوّ رسوله.

أما بعد حمد الله جاعل قلادة الإسلام، على الدوام، آمنة من الانخرام،

ص: 110

والانتثار «1» ، مفصّلة النّظام، بخرز «2» المآثر العظام، والآثار، معرّف أهلها، في حزن البسيطة وسهلها عوارف الصّنع المثار، وإقالة العثار، القويّ العزيز، الذي لا يغالب قدره بالاحتشاد والاستكثار، ولا يبدّل غيبه المحجوب، بعد ما عيّن حكمه الوجوب «3» ، في خزائن الاستئثار «4» ، حتّى تظهر خبيئة عنايته بأوليائه، المعترفين بآلائه، بادية للأبصار، فيما قرب وبعد من الأعصار، ورحمته عند الاستغاثة به والانتصار، في مختلف الأقطار والأمصار، الوليّ الذي لا تكدّر هبات فضله شروط الاعتصار «5» ، ولا تشين خطب حمده ضرائر الاقتصار والاختصار.

والصلاة والسّلام «6» على سيدنا محمد رسوله، نخبة الأكوان، وسرّ الدّهور والأزمان، وفائدة الأدوار، نور الله المتميّز باختصاصه، واستصفائه واستخلاصه، قبل خلق الظّلمات «7» والأنوار، ورحمته الوارفة الشاملة، الهامية الهاملة، على الهضاب والوهاد والنّجاد والأغوار، أقرب عوالم الشّهادة والخلق، إلى حضرة الحقّ، على تعدّد الرّتب وتفاضل الأطوار، منقذ الناس من البوار، ومبوّئهم من جوار الله خير الجوار، نبيّ الرحمة والجهاد والغوار، المنصور على الأحزاب عند ما استداروا بمثوى نبوّته على الأطم والأسوار دور السّوار، الواعد عن ربه بظهور دينه الحقّ على الأديان فمهما أوقدوا نار «8» الحرب تكفّل الله لهم بإطفاء النار وإخماد الأوار.

والرّضا عن آله وأصحابه حماة الذّمار، ومقتحمي الغمار، وباذلي كرائم «9»

ص: 111

الأموال من دونه ونفائس الأعمار، القائمين في سماء ملّته للاهتداء بسننهم، والاقتداء بسننهم، مقام النجوم الهادية والأقمار، ما صقلت مداوس «1» النّسيم سيوف الأنهار، وخجل الورد من تبسّم البهار، وغازلت عيون زهر المجرّة عيون الأزهار، وطرد أدهم الليل أشهب النهار.

والدّعاء لتلك الأبواب، المتعدّدة الحجّاب، المعوّدة باجتلاء غرر الفتوح، والمطالع المشيدة المصانع على العزّ الممنوح، والأواوين، المؤيّدة الدّواوين، بالملائكة والرّوح، بإعلاء المظاهر والصّروح، وإنارة الله تعالى بأهلّة تلك السّروج ساحات تلك السّروح «2» ، ولا زالت أقلام بشائرها تأتي على سورة الفتح بأكمل الشّروح.

فإنا كتبناه لمثابتكم السلطانية دار العزّ «3» الأحمى، والملك الأشرف الأسمى، والصّيت البعيد المرمى، كتب الله لها من عنايته- وقد فعل- أوفر مقاسم النّعمى، وجعل غيث نوالها الأهمى، وحظّ جلالها من الله الأنمى، ودامت كواكب سعودها تمزّق جلابيب الظّلما، وأخبار بأسها وجودها، وسعادة وجودها، تهديدها على البعد ركائب الدّأما، وترفرف برياح ارتياحها أجنحة بنات الما. من منزلنا المحبور، بسعادة سلطانكم المنصور، وخزي عدوّه المدحور، بحمراء غرناطة، دار ملك الجهاد بجزيرة ثغر «4» الأندلس، والى الله عنها الدّفاع، وأنار بمشكاة نوره، الذي وعد بإتمامه الأعلام منها والأيفاع، ووصل لها بشرف مخاطبتكم الارتفاع والانتفاع، حتّى تشفع بتهانيكم الأوتار وتوتر «5» الأشفاع، وآلاء الله لدينا، بنعمة دين الإسلام علينا، قد أخجلت اللسان الشّكور، وإن استنفدت الرّواح والبكور، والثّقة بالله في هذا الثغر الغريب قد كثّرت العدد المنزور، والحقّ

ص: 112

الصّريح «1» قد كافح الزّور، والتّوطين على الشهادة قد شرح الصّدور، واقتطع في الجنة المنازل والدّور، والمعرفة بمقام تلك الأبواب الشريفة عقيدة «2» لا تبدّل وأدواح علائها حمائم الحمد بها تتهدّل، ومحافل ثنائها تتراكم في سمائها الألوّة «3» والمندل، [والحال ما علمتم: بحر زاخر الأمواج، وعدوّ وافر الأفواج] «4» وحرم لولا اتّقاء الله مقتحم السّياج «5» ، وجياد ضمّرتها مصابرة الهياج، وداء على الأيّام متوقّع الاهتياج، وعدد إلى الإصراخ «6» والإنجاد عظيم الاحتياج فالنفوس إلى الله تجهّز «7» وتسلّم، والصّبيان في المكاتب تدرّب على مواقف الشهادة وتعلّم، والألسنة بغير شعار الإسلام لا تنبس غالبا ولا تتكلّم، إلّا أنّ عادة الخبير اللّطيف، تخفيف «8» الذّعر المطيف، ونصر النّزر الضعيف، على عدد التضعيف، والحال تزجى بين الحرب والسّلم، والمكالمة والكلم، وتأميل الجبر، وارتقاب عاقبة الصّبر، على حماة الدّبر.

وإلى هذا فإننا اتّصل بنا ما رامت الرّوم «9» من المكيدة التي كان دفاع الله من دونها سدّا، والملائكة جندا، والعصمة سورا، والرّوح الأمين مددا منصورا، وأنها استنفدت الوسع في احتشادها، حتّى ضاقت اللّجج عن أعوادها، وبلغت المجهود في استنفادها «10» ، حتّى غصّ كافر البحر بكفّارها، يصيح بهم التأليب،

ص: 113

ويذمّرهم الصليب، وقد «1» سوّل لهم الشيطان كياد ثغر الإسكندرية شجا صدورهم، ومرمى آمال غرورهم «2» ، ومحوّم قديمهم، ومتعلّل غريمهم، ليهتموا ثغر «3» الإسلام بصدمتها، ويقودوا جنائب «4» الساحل في رمّتها، ويرفعوا عن دينهم المعرّة، ويتلقّفوا في القدس كرة الكرّة، ويقلّصوا ما امتدّ من ظلال الإسلام، ويشيموا «5» سيوف التغلّب على الشام، ويحولوا بين المسلمين وبين محطّ أوزارهم، وحجّهم ومزارهم، وبيت ربّهم، الذي يقصدونه من كل فجّ عميق، ويركبون إليه نهج كلّ طريق، وقبر نبيّهم الذي يطفئون بزيارته من الشّوق كلّ حريق، ويكحلون الجفون بمشاهدة آثاره عن بكاء وشهيق، وشوق بذلك الحبيب خليق، ويقطعوا حبل المسلمين حتّى «6» لا يتأتّى بلوغ فريق ولا غرض تشريق، والله من ورائهم محيط، وبدمائهم مشيط، وبعباده بصير، ولدينه الحقّ وليّ ونصير، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون*

«7» فما هو إلّا أن صمأ «8» جرادهم، وخلص إليها مرادهم، وفاض عليها بحرهم، وعظم من المحاولة أمرهم، حتّى اشترك الشّرك بعض أسوارها، ونال النهب مستطرف ديارها، وظنّت أنها الوهية التي لا ترفع، والمصيبة التي غلّتها لا تنقع، واشتعل «9» الباس، وذعر الناس، وأرى الشّدّة من تدارك «10» بالفرج، وأعاد إلى السّعة من الحرج، وأنشأ ريح النّصر عاطرة الأرج، ونصر حزب الإسلام من

ص: 114

لا غالب لمن ينصره، وحصر العدوّ «1» من كان العدوّ يحصره، وظهر الحقّ على الباطل، والحالي بزينة الله على العاطل، فخرج العدوّ الخاسر عما حازه والسّيوف ترهقه حيث تلفيه، والسّهام تثبته وتنفيه، وغرماء كرّة الإسلام تستقضي «2» منه دينها وتستوفيه، والخزي قد جلّل سباله الصّهب، وحنّاءالدّماء قد خضبت مشيخته الشّهب، والغلب قد أخضع رقابه الغلب، فكم من غريق أردته دروعه، لمّا حشي بالرّوع روعه، وطعين نظمت بالسّمهريّ «3» ضلوعه، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وأحقّ الله الحقّ بكلماته وقطع دابر الكافرين، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين

«4» فأيّ رحمة منشورة ضفت على الإسلام ظلالها، وخطّة نعمة اتّسع نطاقها ورحب مجالها، ومجلى صنيعة راق عيون المؤمنين جمالها، فاهتزّت «5» بها الأرض وربت، وبشكر الله جل جلاله أعربت، واستبشرت النّفوس، وذهب البوس، وضفا بمنّة الله اللّبوس، وظهرت عناية الله بمقامكم، وإقالة عثرة الإسلام في أيّامكم، فما كان الله سبحانه ليضيع لكم خدمة الحرمين، وإنّها للوسيلة الكبرى، والذّريعة إلى سعادة الدنيا والأخرى، وهي عهدة الله التي يصونها من كل اهتضام، وقلادته التي ما كان «6» يتركها بغير نظام. وكان من لطائف هذا الفتح الذي أجزل البشرى، وأوسع أعلام الإسلام نشرا، وروده بعد أن شفيت العلّة، ونصرت الملّة، وبعد أن جفا الدهر وتجافى، وعادى ثمّ صافى، وهجر ووافى، وأمرض ثم عافى، فلو ورد مقدّمه قبل تاليه، ونقده متأخّرا «7» عن كاليه، أو كانت أواخره بعيدا ما بينها وبين أواليه،

ص: 115

لأوحشت «1» الظّنون وساءت، وبلغت الهموم من النّفوس ما شاءت، فإنّ الإسلام كالجسد يتداعى كلّه لتألّم بعضه، ويتساهم إخوانه في بسطه وقبضه، وسماؤه مرتبطة بأرضه، ونفله متعلّق بفرضه، فالحمد لله الذي خفّف الأثقال «2» وألهم حال الضّرّ الانتقال، وسوّغ في الشّكر المقال، وزار وأقال، وجمع بين إيقاظ القلوب، وإنالة المطلوب، وإن وجد العدوّ طعم الإسلام مرّا فما «3» ذاقه، وعوده صلبا فما أطاقه، ورفع عن طريق بيت الله ما عاقه، وقاد إليكم في بيوتكم فضل الجهاد وساقه [وردّ المكر السّيّيء على العدوّ وأحاقه]«4» فما كانت هذه المكيدة إلا داهية للكفر طارقة، ونكثة لعصب «5» التثليث عارقة، ومعجزة من آثار النبيّ الشريف لهذا الدين المنيف خارقة، واستأصلت «6» للعدوّ المال، وقطعت الآمال، وأوهنت اليمين والشّمال؛ فبادرنا عند تعرّف الخبر، المختال من أثواب المسرّة في أبهى الحبر، المهدي أعظم العبر، إلى تهنئتكم تطير بنا «7» أجنحة الارتياح، مبارية للرّياح، وتستفزّنا دواعي الأفراح، بحسب الودّ الصّراح، وكيف لا يسرّ اليسار بيمينه [والوجه بجبينه، والمسلم بدينه، وخاطبناكم مهنئين ولولا العوائق]«8» التي لا تبرح، والموانع التي وضحت حتّى لا تشرح، ومكايدة «9» هذا العدوّ الذي يأسو به الدّهر ويجرح، لم نجتز بإعلام القلم، عن إعمال القدم، حتّى نتشرف [بالورود على تلك المثابة الشريفة، ونمتاز بزيارة الأبواب المنيفة، فيقضى]«10» الفرض تحت رعيها، وبركة سعيها، لكن المرء جنيب أمله، ونيّة المؤمن أبلغ من

ص: 116

عمله. فهنيئا بما خوّلكم «1» الله من ظفر شهدت برضى الله مراسمه، وافترّت عن ثغور العناية الربّانيّة مباسمه، وتوفّرت لديكم مواهبه ومقاسمه، ويهنّيء البيت المقدّس مكان فضل الله ومنّه، وسلامة مجنّه، ويهنّيء الإسلام عصمة ثغره المؤشر، وطهارة كتابه المنشر، وجمال عنوانه، وقفل صوانه «2» ، وباب إيوانه، مرفأ «3» الفسطاط، ومركز لواء الرّباط، ومحطّ رحال «4» الاغتباط، ومتخيّر الإسكندر عند البناء والاختطاط. ومما زادنا بجحا «5» بهذا الفتح، وسرورا زائدا بهذا المنح، ما تحقّقنا أنه يثير من شفقة المسلمين لهذا القطر الذي لا يزال يطرقه ما طرق الإسكندرية على مرّ الأيام، وتجلب عليه برّا وبحرا عبدة الأصنام، بحيث البرّ موصول، والكفر بكثرة العدد يصول، ونيران الجوار [مترائية للعيان، والفراسخ القليلة]«6» متوسّطة بين مختلف النّحل والأديان، والعدد لا ينسب، والصّريح إلّا من عند الله لا يحسب، فتنجدنا بالدعاء ألسنة فضلائه، وتسهمنا خواطر صالحيه وأوليائه، والله لا يقطع عن الجميع عوائد آلائه، ويعرّفنا بركة أنبيائه «7» ، وينصرنا في أرضه بملائكة سمائه.

وقد كان اتّصل بنا في هذه الأيّام الفارطة الذّخر الذي ملأ اليد استكثارا، والخلد «8» اعتدادا واستظهارا، والهمم فخارا، وأضاء القطر أنوارا، جوابكم الكريم يشمّ «9» من نفحاته شذا الإذخر «10» والجليل، وتلتمس من خلال حافاته

ص: 117