الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ال
مقدمة
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن عقيدة التوحيد هي العقيدة التي بعث الله بها رسله، وأنزل بها كتبه من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان كل رسول يدعو قومه إلى التوحيد الخالص بأقرب الطرق وأيسرها على أفهام الناس، بحيث كان القوم كلهم يفهمون ما يريده رسولهم منهم بكل وضوح ويسر. حتى جاء آخر الرسل ونبي الإنسانية كافة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزل الله عليه القرآن هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين، وداعيا إلى عقيدة التوحيد متبعًا في ذلك منهجًا خاصًّا يناسب جميع الناس ومختلف الفئات.
وكان الصحابة رضي الله عنهم يفهمون هذه العقيدة من القرآن الكريم مباشرة، ومن النبي صلى الله عليه وسلم دون أن ينهجوا طرق الجدل العقيم الذي سلكته طوائف من بعدهم ودون أن يعرفوا شيئا من فلسفة اليونان.
فلما كانت حركة الترجمة للكتب اليونانية وترجمت كتب الفلاسفة وأبحاثهم في الإلهيات تأثر كثير من المدافعين عن عقيدة الإسلام ضد الزنادقة بالفلاسفة ظانين أن طرقهم الجدلية طرق صحيحة ولا يكون الانتصار على الخصم إلا بسلوكهم هذه الطرق، مما أدى إلى تعقيد مسائل العقيدة وخروجها عن طابعها السهل الواضح الذي تلقاه الصحابة من القرآن والسنة.
وقد فكرت طويلًا في الموضوع الذي أختاره لنيل درجة الماجستير في العقيدة إلا أنني لما كانت طريقة القرآن في تقريره لعقيدة التوحيد ومحاربة الشرك قد بهرتني وأنا أطالع آيات الكتاب الكريم لبساطتها ووضوحها وملاءمتها للفطرة، ولم أجد فيها ذلك التعقيد الذي يشمئز منه الدارس لكتب الفلاسفة ومن تأثر بهم من المتكلمين -لما كان الأمر كذلك- رأيت أن يكون عنوان الرسالة: عقيدة التوحيد في القرآن الكريم.
هذا وبعد أن انتهيت مع جمع مادة البحث واتضحت لي أكثر مسائلة رأيت من المناسب أن يكون الموضوع مشتملًا على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة فجاء على الصورة التالية:
الباب الأول:
العقيدة ومكانتها وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: تعريف العقيدة: وقد عرفت فيه العقيدة لغة وشرعًا.
الفصل الثاني: مصدر العقيدة الإسلامية: وقد بينت فيه أن العقيدة الإسلامية عقيدة توفيقية تعتمد على الكتاب والسنة.
الفصل الثالث: مميزات العقيدة الإسلامية: وقد بينت فيه ما تمتاز به العقيدة الإسلامية من مميزات على غيرها من العقائد.
الفصل الرابع: أثر العقيدة الإسلامية في سلوك الفرد والمجتمع وجاء الكلام فيه بخمس نقاط:
أ- سلطان العقيدة على النفوس.
ب- حالة العرب قبل الإسلام.
جـ- أثر العقيدة في سلوك الفرد.
د- أثر العقيدة في سلوك المجتمع.
هـ- أمثلة لآثار العقيدة.
الفصل الخامس: ثبات عقيدة التوحيد وأنها أصل الرسالات: وفيه أربع نقاط:
أ- مذاهب التطوريين والدر عليها.
ب- أسباب القول بفكرة التطور.
جـ- خطأ التطوريين في منهاجهم الذي سلكوه وأسباب هذا الخطأ.
د- الرد الإجمالي على نظرية التطور.
الباب الثاني:
حقيقة التوحيد وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
وقد بينت فيه معنى كلمات الإله والرب والدين والعبادة.
الفصل الثاني:
أنواع التوحيد وفي أيها وقع النزاع بين الرسل وأممهم وفيه أربع مسائل:
أ- أقسام التوحيد.
ب- شبهة المنكرين لهذا التقسيم والرد عليها.
جـ- معاني أنواع التوحيد الثلاثة.
د- العلاقة بين أنواع التوحيد.
الفصل الثالث:
الضرورة إلى عقيدة التوحيد، وقد تكلمت فيه عن الحاجة إلى التوحيد في الدنيا والآخرة.
الباب الثالث:
المنهج القرآني في تقرير عقيدة التوحيد وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول:
تقرير القرآن للتوحيد بالأدلة الكونية وفيه أربع نقاط:
أ- اشتمال الآيات القرآنية على دليلي الخلق والعناية.
ب- آية السماوات والأرض.
جـ- آية الشمس والقمر والليل والنهار.
د- آية الرياح والمطر والنبات.
الفصل الثاني:
تقرير القرآن للتوحيد بضرب الأمثال: والأمثال التي ذكرتها في هذا الفصل:
1-
إما أن تكون مضروبة لله ولما يعبد من دونه.
2-
وإما أن تكون مضروبة لكلمة التوحيد وكلمة الشرك.
3-
وإما أن تكون مضروبة للحق والباطل.
4-
وإما أن تكون مضروبة لعجز آلهة المشركين.
5-
وإما أن تكون مضروبة لوصف حالة المشرك وحالة الموحد.
6-
وإما أن تكون مضروبة لقلب الموحد وقلب المشرك.
7-
وإما أن تكون مضروبة لحواس الموحد وحواس المشرك.
8-
وإما أن تكون مضروبة لبيان فساد أعمال المشركين.
الفصل الثالث: تقرير القرآن للتوحيد بالقصص القرآني وفيه ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قصص أربعة من أولي العزم من الرسل:
هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام.
القسم الثاني: قصص رسل من غير أولي العزم هم: هود وصالح وشعيب ويونس ويوسف وسليمان عليهم السلام.
القسم الثالث: قصتان لغير الرسل من الموحدين وهما قصة أصحاب الكهف وقصة أصحاب الأخدود مع الموحدين.
الفصل الرابع:
تقرير القرآن للتوحيد بالتذكير بنعم الله، والكلام فيه على سبع نعم هي:
1-
نعمة الشمس والقمر والليل والنهار.
2-
نعمة الأرض والجبال.
3-
نعمة البحر.
4-
نعمة الرياح والمطر والنبات.
5-
نعمة الأنعام.
6-
نعمة السمع والبصر.
7-
نعمة الأمن.
الفصل الخامس:
تقرير القرآن للتوحيد بالأدلة العقلية: والكلام فيه بمبحثين:
المبحث الأول: الكلام على الأدلة العقلية المتعلقة بالله وفيه خمسة أدلة:
1-
دليل الخلق والملك.
2-
دليل عدم فساد الكون.
3-
دليل نفي الولد عن الله.
4-
دليل الرزق.
5-
دليل النوائب.
المبحث الثاني: الكلام على الأدلة العقلية المتعلقة بالأصنام وفيه دليلان:
1-
دليل النقص.
2-
دليل العجز.
الباب الرابع:
مميزات طريقة القرآن الكريم على طريقة المتكلمين والفلاسفة في تقرير عقيدة التوحيد.
والكلام فيه بثلاثة فصول.
الفصل الأول: ميزة طريقة المتكلمين.
الفصل الثاني: ميزة طريقة الفلاسفة.
الفصل الثالث: ميزة طريقة القرآن الكريم.
الخاتمة: وفيها خلاصة البحث.
وقد حاولت منذ بداية البحث أن أسير مع النصوص القرآنية حيث سارت دون محاولة للي أعناقها فكنت حريصا على أن أبقى في دائرة النص القرآني مستشهدا لما أقول بالآيات وأقوال المفسرين فيها، لذلك اعتمدت بالدرجة الأولى على أمهات كتب التفسير كالطبري وابن كثير والقرطبي والكشاف والبحر المحيط، كما أنني اعتمدت كثيرًا على كتب العقيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وغيرها من المراجع مما نجده موضحا في آخر البحث.
وأحب أن أشير إلى أنني لا اعلم أن أحدًا سبقني إلى الكتابة في هذا الموضوع على هذا المنهج المبوب وما تحت كل باب من الفصول.
كذلك أحب أن أنبه إلى أن المادة التي دونت تحت كل فصل منها ما هو منقول عن العلماء نصا وأشير في الحاشية إلى نفس المرجع الذي أخذت منه، ومنها ما أختصره وأشير إلى المواضع المحذوفة منه بوضع نقط وأذكر بعد نهايته "انتهى بتصرف أو باختصار"، وأذكر في الهامش اسم المرجع الذي نقلت منه، ومنها ما يكون معناه من غيري وأصوغه بلفظي وهذا أعبر عنه في الهامش بكلمة "انظر كذا"، ومنها ما يكون إنشاؤه مني وهذا يبقى بدون إشارة.
وأحب أن أشير إلى أنني لم أفهرس للآيات القرآنية لكثرتها واكتفيت بفهرس للمراجع والموضوعات.
على أنني لا أبرئ نفسي من النقص والعيوب والأخطاء فأن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.
وفي الختام أحمد الله تعالى الذي أعانني على إتمام هذا المبحث وأقدم شكري لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عضو هيئة كبار العلماء بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الذي تكرم بالإشراف على هذا البحث. كما أقدم شكري لكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حيث أتاحت لي فرصة تقديم هذا البحث لنيل درجة الماجستير، أسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.