الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصى عيسى بن مريم عليهما السلام
…
4-
قصة عيسى بن مريم عليهما السلام1.
ذكرت قصة عيسى بن مريم عليهما السلام في القرآن عدة مرات، وكانت السمة البارزة فيها نفي ألوهية عيسى ونفي بنوته لله تعالى وإظهار بشريته وعبوديته لله.
ففي سورة آل عمران بعد ذكره تعالى لنذر امرأة عمران وهي كبيرة في السن وولادتها مريم، ثم ذكره تعالى لقصة كفالة زكريا عليه السلام لمريم وما حدث من إكرام الله لها في المحراب ونشأتها النشأة الطيبة برعاية الله تعالى ثم تبشير الملائكة لزكريا بالغلام على كبر سنه وسن زوجته، كل هذه القصص المتلاحقة في سورة آل عمران سيقت لبيان قدرة الله تعالى على كل شيء، وأنه قد يخلق إنسانًا من غير أب ولا أم كما خلق آدم، وقد يخلق إنسانًا من أب وأم كما هو المشاهد في كل بني البشر، وقد يخلق إنسانًا من أبوين كبيرين في السن لا يولد لمثلهما عادة كما حصل لعمران وزوجته وزكريا وزوجته ومن قبلهما إبراهيم وزوجته، وقد يخلق الله إنسانًا من أم بلا أب كما خلق عيسى عليه السلام، وهذه القصص كلها توطئة للحديث عن عيسى وتقرير بشريته وتناسله من البشر وأن أمه من البشر وهو من البشر كذلك، وهو عبد الله ورسوله وليس بإله ولا ابن الإله.
وبعد سرد هذه القصص كلها يأتي تبشير الملائكة لمريم بعيسى وأنه يكلم الناس في المهد وكهلًا، وأنه وإن كان الغالب من أمر الناس أنهم يتكلمون كهولًا وشيوخًا، إلا أن ذلك حجة واضحة على أن عيسى كان في معاناة أشياء مولودًا ثم كهلًا ثم شيخًا، ومن كان هذا شأنه متقلبًا في هذه الأطوار الجسمانية متغيرًا بمرور
1 انظر السور التالية: آل عمران 42-60، النساء 156-159 و171-172، المائدة آيات 17 و46 و72 و109-120، التوبة 30-31، مريم 16-37، المؤمنون 50، الزخرف 57-65، الحديد 26-27، الصف 6 و14.
الأزمنة عليه والأيام من صغر إلى كبر فليس بإله؛ لأن الإله منزه عن هذا الوصف1 قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} 2، وقد نصت الآية على أنه ابن مريم لينتفي الشك في أنه بشر وليس بإله ولا ابن الإله.
وتستغرب مريم أن يكون لها ولد وهي ليست بذات زوج، فيجيبها الملك بأن الله يخلق ما يشاء لأنه على كل شيء قدير:{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} 3.
وفي كل أمر كان عيسى عليه السلام يسند تدبيره إلى الله، فالطير الذي ينفخ فيه عيسى فيصير طيرًا بإذن الله، وإبرائه المرضى بإذن الله، وإحيائه الموتى بإذن الله، فكيف يكون إلهًا من ينفي عن نفسه الألوهية وهو رسول من قبل الإله الحق؟..
وفي سياق القصة في سورة آل عمران تصريح هام من عيسى بعبوديته لله ربه ورب الناس كلهم: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 4. {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} 5.
فلم تكتفِ الآية هنا بنقل نص عيسى على عبوديته لله، بل زادت بيانًا أن تأليه عيسى والتقرب إليه بأي نوع من أنواع العبادة شرك يحرّم على صاحبه دخول الجنة
1 انظر تفسير الطبري 3/269 وتفسير ابن كثير 1/364.
2 سورة آل عمران 45-46.
3 سورة آل عمران آية 47.
4 سورة آل عمران آية 51، وسورة مريم آية 36.
5 سورة المائدة آية 72.
ومسكنه في النار، وأما الآية الأخرى في السورة فتنفي ألوهية عيسى وتقرر بشريته وبشرية أمه كذلك، بأنهما كانا يأكلان الطعام والإله لا يأكل الطعام؛ لأنه مستغنٍ عنه وكفى بالأكل والشرب وما يتبعه من بول وغائط دليلًا أكيدًا على البشرية ونفي الألوهية عمن يعتريه ذلك، قال تعالى:{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} 1.
وفي سياق قصة آل عمران إشارة لقدرة الله على خلق عيسى من غير أب، وأنه خلق قبله آدم من غير أب ولا أم، وفيه تأكيد آخر لبشريته ونفي ألوهيته:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} 2، ومن قال بعيسى غير هذا القول فهو كاذب يستحق لعنة الله لأنه ما من إله إلا الله والله عزيز حكيم قادر على الانتقام ممن يؤله عيسى ويدعى نبوته لله:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَاّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 3.
وأما القصة في سورة المائدة فتبدأ بتذكير عيسى بنعمة الله عليه وعلى والدته، وتكليمه الناس في أطواره المختلفة، وتعليمه التوراة والإنجيل والمعجزات الأخرى الحاصلة بإذن الله وحمايته من كيد بني إسرائيل، هذه النعم كلها تكون من منعم وهو الله ومنعَم عليه وهو عيسى، ويجب على المنعم عليه شكر المنعم وعبادته، ومن كان منعَمًا عليه فليس بإله، ومن احتاج لحماية غيره له فليس بإله، إذ الإله مستغنٍ عن غيره، فحماية الله لعيسى تبين أنه ليس بإله وأنه بشر، وفي القصة كذلك شهادة الحواريين بعيسى -وقولهم حق يؤخذ به لإيمانهم بالله وقربهم لعيسى فقولهم له:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} 4، فيه
1 سورة المائدة آية 75.
2 سورة آل عمران آية 59-60.
3 سورة آل عمران آية 62.
4 سورة المائدة آية 112.
إشارة كذلك لبشرية عيسى ونفي ألوهيته من وجهين:
أولهما: قولهم يا عيسى بن مريم فنسبوه لأمه ولم ينسبوه إلى الله.
ثانيهما: قولهم هل يستطيع ربك، ولو كان إلها لقالوا له هل تستطيع، وقولهم ربك فيه دلالة على أنه مربوب وعبد للرب.
ثم قول عيسى في طلبه المائدة من الله: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا} نفي لإلهيته وتأكيد واضح لبشريته وأنه عبد مربوب.
ثم تختم القصة ببيان استجواب الله لعيسى يوم القيامة عن هذا الافتراء الذي افتراه النصارى بادعائهم ألوهية عيسى وأمه، واستعظام عيسى لهذه الكلمة وبيانه أن هذا ليس من حقه، وأنه ما قال إلا ما أمر به من أنه بشر رسول عبد يأمر الناس بعبادة ربهم وربه، وهذا فيه كذلك تصريح من عيسى نفسه بعبوديته لله ونفيه الألوهية عن نفسه وعن أمه وتنزيهه لله عن الشرك والولد:{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَاّمُ الْغُيُوبِ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} 1.
وأما في سورة مريم فتتخذ القصة أسلوبًا آخر لبيان بشرية عيسى ونفي ألوهيته، حيث تبين حمل مريم بعيسى كما تحمل النساء وولادتها كما تلد النساء، وتبدأ القصة بظهور الملك لمريم بشكل بشر ومجادلتها له في هذا الأمر وأنها ليست بذات زوج ولا من البغايا، ثم وصف الموهوب لها بأنه غلام وأنه يكلم الناس وأن ذلك أمر هين على الله، كل هذا تمهيد وتوطئة لإظهار بشرية عيسى وتقريرها حيث إن كل
1 سورة المائدة آية 116- 117.
آية فيها ما يشير لذلك من قريب أو بعيد، فالقصة في سورة آل عمران ذكرت مولد أمه ونشأتها وبشريتها وفي سورة مريم ذكرت مولد عيسى ونشأته وبشريته، قال تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً، قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً، قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً، فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً، فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً، فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} 1.
وولادة مريم وتمنيها الموت ومناداة عيسى لها بالأكل من الشجرة والشرب من النهر والصيام عن الكلام دلالة على أنها من البشر وليس فيها جزء من الألوهية؛ لأن الصفات السابقة صفات نقص يتنزه الإله عنها.
وتبدأ الآيات بعد إظهار بشرية مريم أم عيسى، تبدأ بإظهار بشرية عيسى نفسه حيث تأخذه أمه مولودًا صغيرًا فيستنكر قومها ذلك فتشير إليه فيتكلم فقالوا:{كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} 2، فوصفوه بأنه صبي والصبي سيكبر ويتغير، ثم نطقه بأنه عبد الله آتاه الكتاب وهو نبي، كل هذا تأكيدًا لبشرية عيسى ونفي الألوهية:{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} 3، ويؤكد هذه العبودية بأن الله جعله مباركًا، والجعل يحصل من جاعل، وإن الله أوصاه بالصلاة والزكاة وهما من العبادات المفترضة على العبيد لله تعالى، والله تعالى قد أوصاه ببر والدته ولم يقل بوالديّ كما قال يحيى قبله، وهذا فيه تأكيد كذلك على
1 سورة مريم آية 16-24.
2 سورة مريم آية 29.
3 سورة مريم آية 30.
بشريته وأنه ليس والد، بل فقط هي مريم:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} 1.
ثم إن لعيسى ثلاثة أيام كما لغيره من البشر، يوم ولد فيه ويوم يموت فيه ويوم القيامة يبعث حيًّا بعد موته، وهو تأكيد آخر لعبوديته لله وأنه بشر يجري عليه ما يجري على سائر البشر؛ لأن من يولد بعد عدمه ومن يموت بعد حياته ومن يبعث بعد موته، ليس بإله، بل هو بشر وصفاته هذه صفات البشر:{وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} 2.
وتختم القصة بما ختمت به في سورة آل عمران من بيان قدرة الله تعالى على خلق ما يشاء واعتراف عيسى بعبوديته لله، وأن هذا هو الدين الحق يقول تعالى:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 3.
وكذلك آيات سورة الزخرف تؤكد بشرية عيسى وتنفي ألوهيته، يقول تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} 4، ويقول عيسى:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 5.
هذه القصص والآيات كلها تؤكد أن عيسى وأمه من البشر ليس فيهما صفات الألوهية وأن القول بغير هذا كذب وافتراء باللسان، كما قال تعالى: {وَقَالَتِ
1 سورة مريم آية 31-32.
2 سورة مريم آية 33.
3 سورة مريم آية 34-36.
4 سورة الزخرف آية 59.
5 سورة الزخرف آية 64.
الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} 1.
وبالتالي فهذه القصص كلها تقرير لوحدانية الله تعالى ونفي ألوهية أحد غيره ونفي أبوته لأحد وبنوة أحد له، فاعتبروا أيها المشركون، يا من تنسبون إلى الله الولد، ويا من تقولون بأن الملائكة وعزيز والمسيح أبناء الله، وإن لم تنتهوا عما تقولون من الكفر والافتراء على الله بنسبتكم الولد إليه ليصيبن الذين كفروا منكم عذاب أليم، قال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} 2.
1 سورة التوبة آية 30.
2 سورة الإخلاص.