الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقال للظلِّ بالعشيِّ: فَيْءٌ؛ لأنه فاءَ؛ أي: رجعَ من المشرقِ إلى المغربِ، ولا يقالُ قبلَ الزوالِ إلَّا ظِلٌّ فقط.
{سُجَّدًا لِلَّهِ} فميلانُها ودورانُها سجودُها لله تعالى.
{وَهُمْ دَاخِرُونَ} صاغرون أذلاء.
…
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
(49)}
.
[49]
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} يستسلِمُ، وأخبرَ بـ (ما)؛ لأنها أعمُّ من (مَنْ)، وقوله:{مِنْ دَابَّةٍ} بيانٌ لِما في السمواتِ والأرضِ، والمرادُ: كلُّ نفسٍ دَبَّتْ على وجهِ الأرض، عَقَلَتْ أو لم تعقِلْ.
{وَالْمَلَائِكَةُ} خصَّهم بالذكرِ، وهم من جملةِ ما في السمواتِ؛ لرفعِ شأنِهم، أو لخروجِهم من جملةِ الموصوفينَ بِالدَّبيبِ؛ لأن لهم أجنحة كما قال تعالى:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ} [فاطر: 1]، وكانَ الطيرانُ أغلبَ عليهم من الدَّبيبِ.
{وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يَتَعَظَّمون.
…
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
(50)}
.
[50]
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} أي: غالبًا قاهرًا لهم؛ كقوله {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح:10] فلا يعجِزُه شيءٌ، ولا يغلِبُه أحدٌ، أو يخافونَ أن يأتيَهُم العذابُ من فوقِهم إن عَصَوه.