الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحوث
وسائل القرآن الكريم في تحقيق الأمن الفكري
د. هانم محمد عبده عوض (1)
مقدمة:
الحمد لله الحليم الكريم، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن الأمن نعمة عظيمة منّ الله بها على عباده، وجعله قرينا لأهل الإيمان في الدنيا إن قاموا بواجبهم في نشر دين الله والعمل بما شرع الله، قال الله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .
وفي الآخرة بأمن أهل الطاعة من فزع الآخرة قال الله تعالى:
(1) أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية، تخصص التفسير وعلوم القرآن.
{وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} .
وقد لقن الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يدعو لأمته بالأمن، فقال تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} .
وقد امتن الله على قوم صالح بالأمن، فقال تعالى:{وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} .
كما امتن به عى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} .
والرسول صلى الله عليه وسلم يبين أن الأمن عامة أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة، وأنه بحصوله كأن المسلم ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات، وكل ما يريده في دائرة الحلال فعن سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِىِّ عَنْ أَبِيهِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ مُعَافىً