الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكبرى في حياة المسلمين
المطلب الثاني: النهي عن الابتداع في الدين
المطلب الثالث: النهي عن الفتوى بغير علم
المطلب الرابع: بين القرآن كيفية العلاقة بين المسلم وغير المسلم
المطلب الخامس: التربية الإيمانية
المطلب السادس: الاهتمام بالدوائر التربوية
المطلب السابع: تحقيق التكافل الاقتصادي ومحاربة الفقر والبطالة
المطلب الثامن: شغل وقت الفراغ ومحاربة الرفاهية الزائدة
المطلب التاسع: الإعلام البديل المنافس
المطلب العاشر: الحوار المطلب
الحادي عشر: المؤاخاة
المطلب الثاني عشر: حب الوطن
المطلب الثالث عشر: الوسطية
وأما الخاتمة: فتحدثت فيها عن أهم النتائج والتوصيات، ثم عقدت فهرسا للمراجع التي استندت إليها في هذا البحث
تمهيد:
تعريف مصطلح الأمن الفكري:
الأمن والأمان في اللغة: مصدران بمعنى الطمأنينة وعدم الخوف (1)
(1) انظر لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري - الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى – 13/ 21 - باب (أمن).
والفكر في اللغة إعمال النظر في الشيء (1)(2)
ولهذا قوبل الأمن بالخوف في كتاب الله تعالى، قال تعالى:{وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} .
وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}
والأمن معنى شامل لا ينحصر في الأمن التقليدي بمعنى القبض على المجرمين، وإنزال العقوبات بهم، ولكنه يتسع ليشمل كثيرًا من جوانب الحياة، فهناك الأمن الفكري، والأمن الاجتماعي، والأمن الاقتصادي
…
الخ.
مصطلح الأمن الفكري: عرفه الدكتور محمد الحضيف بأنه: " إحساس المجتمع أن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي، الذي يرتب العلاقات داخل المجتمع، ليس في موضع تهديد من فكر وافد، بإحلال لا قبل له برده، سواء من خلال غزو فكري منظم، أو سياسات مفروضة "
وعرفه الدكتور محمد السيد عرفة بأنه: " توصيف المهددات والأخطار والمصادر والأسباب التي تؤدي، أو يمكن أن تؤدي إلى هز القناعات الفكرية، أو الثوابت العقدية، أو المقومات الأخلاقية
(1) القاموس المحيط للفيروزآبادي - 1/ 588
(2)
القاموس المحيط للفيروزآبادي - 1/ 588 ') ">
والاجتماعية والدينية للأمن الوطني " (1)
ومما سبق يمكن استخلاص تعريف آخر للأمن الفكري وهو: تحقيق الاستقرار العقدي والأخلاقي والسلوكي والاجتماعي وإيجاد الوسائل للوقاية من غزوها، والسبل المناسبة للعلاج من الغزو إن وقع.
(1) وانظر بحثًا للدكتور محمد السيد عرفة بعنوان: مكافحة الإرهاب وتنمية الحس الأمني – ص 297 – 44 بمجلة البحوث الأمنية – مجلة دورية – علمية – محكمة – تصدر عن مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية – المجلد 14 – العدد 30 – ربيع الآخر 1426هـ مايو 2005م
توطئة عن: الغاية من تحقيق الأمن الفكري
إن الغاية من تحقيق الأمن الفكري هي المحافظة على الضرورات الخمس وهي كالتالي:
1 -
المحافظة على الدين.
2 -
المحافظة على النفس.
3 -
المحافظة على العقل.
4 -
المحافظة على النسل.
5 -
المحافظة على المال.
1 -
المحافظة على الدين:
إن المحافظة على الدين تتطلب الإيمان والعبادة، كما تتطلب فيما
تتطلب محاربة الزندقة والابتداع، ولن يحصل ذلك إلا بالمحافظة على أفكار المؤمنين وفق ما شرع الله تعالى، أي تحقيق الأمن الفكري.
2 -
المحافظة على النفس:
لقد شرع الله عز وجل ما يحقق للنفس البشرية مصالحها، ومنع من الاعتداء عليها بأي صورة، وشرع العقوبات الزاجرة والرادعة لمن يتعدى عليها.
ولن يتحقق ذلك إلا بالأمن الفكري، فالواقعون في براثن الإرهاب الفكري تعدَّوا أول ما تعدَّوا على النفس البشرية بحججهم الواهية، وأفكارهم المسمومة، فرأينا التكفير والتفجير والحروب الأهلية وغيرها مما وقع ضحيته أنفس بريئة، حرم الله الاعتداء عليها وعصم دمها.
3 -
المحافظة على العقل:
لقد خلق الله عز وجل للإنسان عقله، وأمره بالمحافظة عليه وتنميته بالعلم النافع والتدبر والتفكر في خلق الله عز وجل، كما أمره بألا يشطط في أمور الدين، ولا يغتر به، بل يحكمه بالشرع؛ لكي لا يضل، ولن يتحقق ذلك إلا بالأمن الفكري.
4 -
المحافظة على النسل:
لقد وضع الله عز وجل التشريعات للمحافظة على النسل، كما وضع العقوبات لمن تعدى عليه، والمتأمل في أساليب الغزو الفكري يجد أنه وضع الشهوة الجنسية، والعلاقات المحرمة وكشف العورات من
أهم أساليبه التي ركز عليها في غزو بلادنا فكرياً؛ ولذلك كان الأمن الفكري وتحقيقه في مجتمعاتنا تفويتًا لكيد أعدائنا وتحقيقًا للمحافظة على النسل.
5 -
المحافظة على المال:
المال هو قوام حياة البشر؛ ولذلك أمر الله عز وجل باكتسابه وشرع له الوسائل المباحة لذلك، ومنعه من الوسائل المحرمة، كما شرع حرمة التعدي عليه، ووضع لذلك العقوبات الرادعة، والأمن الفكري يحقق ذلك، والمتأمل في أفكار أعداء الإسلام يجد أنهم حاولوا غزو المسلمين بأفكار، من ضمنها التكفير لبعض الناس، وبالتالي استحلال دمائهم وأموالهم، كما أن أعداء الإسلام استمالوا بعضا من المسلمين، وأغروهم بالمال، ومن المسلمين من انحرف فكريًا فتاجر بالأعراض والأخلاق رغبة في الحصول على المال، فكان تحقيق الأمن الفكري أمرًا ضروريًا للعودة إلى منهج الإسلام في المحافظة على المال، سواء من ناحية الكسب، أو من ناحية الإنفاق.
من وسائل القرآن الكريم لتحقيق الأمن الفكري:
إن القرآن الكريم هو المنهج الإلهي الذي ارتضاه رب العالمين لصلاح البشرية في الحال والمآل، ففيه الشفاء والغناء لكل ما يعرض للمسلمين من مشاكل وعقبات، ولعل من المشاكل التي تواجه المسلمين على مر العصور مشكلة الغزو الفكري، فكان لابد على المسلمين في مواجهتهم لها أن يأخذوا التدابير اللازمة، وأن