الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما وصفت (1)
فإن أنكر ذلك جاهل بتوجيه معنى خبر الله عن الميزان وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن وجهته وقال: وكيف توزن الأعمال والأعمال ليست بأجسام توصف بالثقل والخفة وإنما توزن الأشياء ليعرف ثقلها من خفتها وكثرتها من قلتها وذلك لا يجوز إلا على الأشياء التي توصف بالثقل والخفة والكثرة والقلة؟ قيل له في قوله: وزن ذلك نظير إثباته إياه في أم الكتاب واستنساخه ذلك في الكتاب من غير حاجة به إليه ومن غير خوف من نسيانه وهو العالم بكل ذلك في كل حال ووقت قبل كونه وبعد وجوده، بل ليكون ذلك حجة على خلقه كما قال جل ثناؤه في تنزيله:{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} (الجاثية: الآيتان 28 - 29) فكذلك وزنه تعالى أعمال خلقه بالميزان حجة عليهم ولهم: إما بالتقصير في طاعته والتضييع وإما بالتكميل والتتميم
(1) تفسير الطبري ج: 8 ص:123 - 124 ') ">
المبحث الثالث:
وصف الميزان وحجمه:
إن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ولسان وهو من
الضخامة والوسع والكبر والدقة والحساسية بمكان، بل كفتاه تسع السماوات والأرض يملأه الله بأقل القليل قال تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآية (الأنبياء: 47).
روى الإمام أحمد من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة ف كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم» (1)
(1) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط على حديث مسند الإمام أحمد بن حنبل – حديث رقم 6994: إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.
وهكذا روى الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا من حديث الليث زاد الترمذي «ولا يثقل مع اسم الله شيء» (1) وفي سياق آخر «توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة
…
» (2) الحديث (3)(4)
أخرج الحاكم بسنده من حديث سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة: من تجيز على هذا، فيقول: من شئت من خلقي، فتقول: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (5)
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خلق الله تعالى كفتي الميزان مثل السماوات والأرض فقالت الملائكة: يا ربنا من تزن بهذا؟ فقال: أزن به من شئت» .
وفي بعض الآثار:" أن الله تعالى كشف عن بصر داود عليه السلام
(1) سنن الترمذي الإيمان (2639)، سنن ابن ماجه الزهد (4300)، مسند أحمد (2/ 213).
(2)
سنن الترمذي الإيمان (2639)، سنن ابن ماجه الزهد (4300)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 222).
(3)
الدر المنثور للسيوطي ج3 ص 421
(4)
الدر المنثور للسيوطي ج3 ص 421 ') ">
(5)
المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 629 رقم 8739، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة ج2 ص 656 رقم 941. ') ">