الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمسلم إذا وقع له من أمور الدنيا من هم أو كرب أو غيره يستعين بإزالته بعد الصبر بالصلاة يقول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (سورة البقرة: 45 – 46)، وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (سورة البقرة:153) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءه نعي بعض أهله وهو في سفر فصلى ركعتين ثم قال فعلنا ما أمر الله استعينوا بالصبر والصلاة
المبحث الرابع: الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله
.
إن الصلاة على أشرف الخلق سبب لدفع البلاء والمصائب ورفعها بعد وقوعها فقد قال أبي بن كعب (1) «يا رسول الله إني أكثر الصلاة
(1) أبي بن كعب بن قيس بن النجار بن الخزرج شهد أبي بن كعب العقبة الثانية وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثم شهد بدرا وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله انظر: الاستيعاب/ ابن عبد البر ج1/ص65 - 66.
عليك فكم أجعل لك منها، قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله أجعلها كلها لك؟ قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك» (1)
فقد يكون الهم من بلاء نازل أو متوقع فيرتفع أو يندفع عمن يكثر الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم. (وقول السائل أجعل لك من صلاتي يعني من دعائي فإن الصلاة في اللغة هي الدعاء قال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (سورة التوبة: 103) وقال النبي: «اللهم صل على آل أبي أوفى» (2) وقالت امرأة: صل علي يا رسول الله وعلى زوجي، فقال:«صلى الله عليك وعلى زوجك» (3) فيكون مقصود السائل أي يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به أستجلب به) (4)(5)
(فإن هذا كان له
(1) أخرجه الترمذي 4/ 636، وقال:(هذا حديث حسن صحيح)، والحاكم 2/ 457، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتابعه الذهبي، وقال ابن حجر في فتح الباري: 11/ 169: (أخرجه أحمد وغيره بسند حسن).
(2)
صحيح البخاري الدعوات (6359)، صحيح مسلم الزكاة (1078)، سنن النسائي الزكاة (2459)، سنن أبو داود الزكاة (1590)، سنن ابن ماجه الزكاة (1796)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 383).
(3)
أخرجه البخاري:2/ 544، ومسلم: 2/ 756.
(4)
مجموع الفتاوى/ ابن تيمية:1/ 349.
(5)
مجموع الفتاوى/ ابن تيمية:1/ 349. ') ">
دعاء يدعو به فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرًا وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة آمين ولك بمثله فدعاؤه للنبي أولى بذلك) (1) فإذا فعل ذلك دفع الله عنه وكفاه الله أمره وما يقصده في الدنيا والآخرة، وهذا غاية ما يدعو به الإنسان لنفسه من جلب للخيرات ودفع للمضرات لأن الدعاء فيه تحصيل ما يطلبه الإنسان ويرغب به، ودفع ما يخافه وما يفر منه من المحن وعوارض الدنيا (2)
(والمقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله بامتثال أمره وقضاء حق النبي صلى الله عليه وسلم، أما ابن عبد السلام (3) فقال ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأته إلى الصلاة عليه وقال ابن العربي فائدة الصلاة عليه ترجع
(1) مجموع الفتاوى/ ابن تيمية:1/ 349. ') ">
(2)
انظر الرد على البكري ابن تيمية:1/ 133،وتحفة الذاكرين/ الشوكاني: 3، وتحفة الأحوذي/المباركفوري: 7/ 130.
(3)
العز بن عبد السلام بن أحمد القيلوى البغدادي العالم الفقيه صاحب التصانيف ، ت:659هـ. انظر: كشف الظنون/الحنفي: 2 1339.