المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: سورة الفاتحة: - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٩٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الافتتاحية

- ‌توجيهات عامة

- ‌الفتاوى

- ‌ نصح أرباب الأموالالباطنة، وإذا لم يظهر عليهم آثار إخراجها)

- ‌ بعث عمال الخرص من مقر ولي الأمر)

- ‌ وتأسيا بالنبي وخلفائه)

- ‌ خرص الأموال على أصحابها)

- ‌ وسم إبل الصدقة، ونعم الجزية، والحكمة في ذلك)

- ‌من فتاوى سماحة الشيخعبد العزيز بن عبد الله بن باز

- ‌‌‌فضل صيام رمضان وقيامهمع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس

- ‌فضل صيام رمضان وقيامه

- ‌من فتاوى سماحة الشيخعبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

- ‌ توزيع الماء على الناس في المقبرة

- ‌ خروج من يغسل الميت من المسجد قبل دخول خطيب الجمعة

- ‌ الكتب المفيدة لطلب العلم

- ‌من فتاوىاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

- ‌ القدر المناسب لقراءة الإمام في الصلاة الجهرية

- ‌البحوث

- ‌خطة البحث:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: توحيد مصدر تلقي العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين:

- ‌المطلب الثاني: النهي عن الابتداع في الدين:

- ‌المطلب الثالث: النهي عن الفتوى بغير علم:

- ‌المطلب الرابع: بين القرآن كيفية العلاقة بين المسلم وغير المسلم:

- ‌المطلب الخامس: التربية الإيمانية:

- ‌المطلب السادس: الاهتمام بالدوائر التربوية:

- ‌المطلب السابع: تحقيق التكافل الاقتصادي ومحاربة الفقر والبطالة:

- ‌المطلب الثامن: شغل وقت الفراغ ومحاربة الرفاهية الزائدة:

- ‌المطلب التاسع: الإعلام البديل المنافس:

- ‌المطلب العاشر: الحوار:

- ‌المطلب الحادي عشر: حب الوطن:

- ‌المطلب الثاني عشر: المؤاخاة:

- ‌المطلب الثالث عشر: الوسطية:

- ‌الخاتمة

- ‌الأمن والإيمان

- ‌ الإيمان والأمان والقاسم المشترك بينهما

- ‌العبادات أسباب تحمي من المصائب وترفعها بإذن الله

- ‌المقدمة:

- ‌أهمية هذا البحث:

- ‌منهجي في البحث:

- ‌خطوات البحث:

- ‌التمهيد:

- ‌المطلب الأول: أنواع المصائب وأسبابها

- ‌المسألة الأولى معنى المصيبة:

- ‌المسألة الثانية: أنواع المصائب:

- ‌المسألة الثالثة: أسباب وقوع المصائب

- ‌المطلب الثاني: الأسباب

- ‌المسألة الأولى: معنى السبب في اللغة والاصطلاح:

- ‌المسألة الثانية: أقسام الأسباب:

- ‌المسألة الثالثة: حكم الأخذ بالأسباب:

- ‌المطلب الثالث: العبادة:

- ‌المسألة الأولى: معنى العبادة في اللغة والاصطلاح

- ‌المسألة الثانية: أقسام العبادة

- ‌المبحث الأول: التوكل على الله يحمي من المصائب قبل وقوعها ويعالجها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌تمهيد:

- ‌معالجة المسلم من المصائب بعد وقوعها بالتوكل:

- ‌المبحث الثاني: الأذكار تحمي من المصائب قبل وقوعها وتدفعها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌السبب الأول: الأذكار:

- ‌السبب الثاني القرآن:

- ‌أولاً: سورة الفاتحة:

- ‌السبب الثالث: الدعاء:

- ‌السبب السادس: الاستغفار:

- ‌المبحث الثالث: الصلاة تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌المبحث الرابع: الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌المبحث الخامس: الصدقة تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌المبحث السادس: بر الوالدين يحمي من المصائب قبل وقوعها ويعالجها بعد وقوعها بإذن الله

- ‌وزن أفعال العباد يوم القيامة

- ‌المقدمة:

- ‌المبحث الأول: معنى الميزان

- ‌المبحث الثاني:الميزان بين الإثبات والإنكار

- ‌المبحث الثالث:وصف الميزان وحجمه:

- ‌المبحث الرابع: الاختلاف في الموزون

- ‌المبحث الخامس:هل هناك مَلكٌ موكل بالميزان

- ‌المبحث السادس:متى وقت وزن الأعمال

- ‌المبحث السابع:هل هو ميزان واحد أو موازين متعددة

- ‌المبحث الثامن:الحكمة من وزن الأعمال:

- ‌المبحث التاسع:ميزان الآخرة ليس كميزان الدنيا

- ‌المبحث العاشر:أول وأثقل وأعظم ما يوضع في الميزان

- ‌المبحث الحادي عشر:طبيعة الوزن يوم القيامة (العدل)

- ‌المبحث الثاني عشر:كيفية حساب الحسنات والسيئات يوم القيامة

- ‌المبحث الثالث عشر:هل توزن جميع الأعمال يوم القيامة أم لا

- ‌المبحث الرابع عشر:الحسنات تضاعف في الميزان يوم القيامة

- ‌المبحث الخامس عشر:الميزان في الدنيا بيد الرحمن

- ‌المبحث السادس عشر:النبي صلى الله عليه وسلم يقف عند الميزان يوم القيامة للشفاعة:

- ‌بل فرعون مات كافرا

- ‌بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلميةوالإفتاء حول ما نسب إليها من فتوىمزورة ومكذوبة

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌أولا: سورة الفاتحة:

الحوت» (1) وجاء في بعض الروايات أنه اسم الله الأعظم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» (2) يقول الطبري: (وقوله لا إله إلا أنت سبحانك يقول نادى يونس بهذا القول معترفًا بذنبه تائبًا من خطيئته إني كنت من الظالمين في معصيتي إياك)(3)

(1) أخرجه الحاكم: 2/ 637 و 2/ 415، وقال:(صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) والطبري في تفسيره: 17/ 80.

(2)

أخرجه الحاكم:1/ 683، و1/ 685، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه).

(3)

جامع البيان/ الطبري: 17/ 81.

ص: 271

‌السبب الثاني القرآن:

القرآن من أعظم دفع المصائب ورفعها وقد خص الله سبحانه بعض السور بالفضل ومنها:

‌أولاً: سورة الفاتحة:

فأعظم ما يحمي من المصائب ويرفعها كلام الله تعالى، ومما ورد في السنة من تخصيص لبعض السور والآيات مما يحمي من المصائب من القرآن:

ص: 271

رفع سورة الفاتحة للمسلم للمصائب بعد وقوعها:

فهي أعظم سورة في القرآن وهي أم الكتاب والشافية جعلها الله تقرأ في كل ركعة من ركعات الصلاة ، وهي رقية لرفع المصائب بعد وقوعها كما ورد في صحيح البخاري عندما رقى بها أحد الصحابة لديغًا فشفي فقال له صلى الله عليه وسلم:«وما أدراك أنها رقية» (1) فهي رقية من الأمراض العضوية وغيرها، وكذلك هي شفاء من الجنون بإذن الله فقد «مر أحد الصحابة بقوم فأتوه فقالوا إنك جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل فأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال فأعطوه شيئًا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له فقال له:(كل لعمري لئن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق)» (2) وفي رواية «رجل مجنون موثق بالحديد» (3)

(1) أخرجه البخاري: 2/ 795، وقال ابن حجر في الفتح: 5/ 2166: (لم يذكر في هذا الطريق عدد تكرار الفاتحة لكنه بينه في رواية الأعمش وأنه سبع مرات، ووقع في حديث جابر ثلاث مرات).

(2)

أخرجه أبو داود: 3/ 266، والحاكم: 1/ 747 وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (صحيح)3420.

(3)

أخرجه أبو داود: 4/ 13والطبراني في الكبير: 17/ 190، وقال العجلوني في كشف الخفاء: 6/ 31 (صححه البيهقي).

ص: 272

ووقت الرقية وصفتها مبينة في هذا الحديث. ومعنى (غدوة وعشية أي أول النهار وآخره أو نهارًا وليلاً وكلما ختمها أي أم القرآن جمع بزاقه بضم الموحدة: ماء الفم)(1)

(1) عون المعبود/الطيب آبادي: 9/ 208.

ص: 273

ثانيًا: سورة البقرة:

سورة البقرة لها فضل بإذن الله في دفع المصائب ورفعها.

حماية سورة البقرة للمسلم من المصائب قبل وقوعها:

في سورة البقرة بإذن الله حفظ للبدن من الأمراض والتي قد تكون بسبب تسلط الشيطان على الإنسان فهي بإذن الله:

1 -

تحفظ البيت من الشيطان بإذن الله:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» (1) في هذا الحديث لفظ (تقرأ) وهذا يدل على أنه إذا استخدم آلة التسجيل في ذلك حصل له تحصين البيت من الشيطان ،أو قرأها بنفسه كما في قوله صلى الله عليه وسلم:«إن لكل شيء سنامًا وإن سنام القرآن البقرة وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام» (2) وقال رسول الله

(1) أخرجه مسلم: 1/ 539.

(2)

أخرجه أحمد: 2/ 284، والحاكم بنحوه: 1/ 62، وقال:(صحيح) وتابعه الذهبي، وابن حبان: 3/ 61، والنسائي في الكبرى: 6/ 240 وقال شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح)، وفي رواية (والشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه)، أخرجه ابن حبان: 3/ 62، والدارمي 2/ 564، وقال شعيب الأرناؤوط (إسناده صحيح).

ص: 273

صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح أربعًا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثًا خواتمها أولها {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}» (1)

2 -

تحفظ القرآن والعلوم من الضياع بإذن الله:

إن في المداومة على تلاوتها ليلا حرزًا لما حفظه المسلم من القرآن والعلوم من الضياع قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة أربعًا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثًا خواتمها أولها {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} لم ينس القرآن» (2) وفي رواية: «لم ينس ما قد حفظ» (3)

3 -

تحفظ النفس والأهل من الشيطان وأمان مما يكره:

لقد (أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن «من قرأ عشر

(1) أخرجه الدارمي: 2/ 541، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:10/ 118: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود).

(2)

أخرجه الدارمي: 2/ 541، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:10/ 118: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود).

(3)

أخرجه الدارمي: 2/ 541، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:10/ 118: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود).

ص: 274

آيات من سورة البقرة أربعًا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثًا خواتمها أولها {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق» (1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه» (2) ومعنى (كفتاه أي أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن وقيل أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقًا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها وقيل كفتاه شر الشيطان وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر

) قال النووي (كفتاه عن قراءة سورة الكهف وآية الكرسي) وقيل معناه كفتاه من قيام الليل وقيل من الشيطان وقيل الآفات ويحتمل من الجميع (3)(4)

معالجة سورة البقرة المسلم من المصائب بإذن الله:

لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم – أن «من قرأ عشر آيات من سورة البقرة أربعًا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثًا خواتمها أولها {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق» (5)

(1) سبق تخريجه.

(2)

أخرجه البخاري: 4/ 1472.

(3)

انظر: فتح الباري ابن حجر: 9/ 56.

(4)

انظر: فتح الباري ابن حجر: 9/ 56. ') ">

(5)

أخرجه الدارمي: 2/ 541، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:10/ 118: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود).

ص: 275

آية الكرسي:

ومما خص من سورة البقرة آية الكرسي: فإن لها فضلاً في الحفظ من الشيطان وغيره.

فآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها كل صباح ومساء (1) لما في ذلك من فضل على المسلم زيادة على حفظه من الشيطان الذي هو سبب للزيغ من الدين وسبب للأمراض العضوية والنفسية من الوساوس والشك وحفظ له كذلك من جميع ما يكره فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم –يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – إنه سيعود فرصدته فجاء يحثوا من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه

(1) أخرجه النسائي في الكبرى: 5/ 13، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 610:(صحيح). ') ">

ص: 276

وسلم - قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك، قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنه كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هي، قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة قال: لا، قال: ذاك الشيطان» (1) وقال عبد الله بن مسعود: «لقي رجل من

(1) أخرجه البخاري: 2/ 812،وآية الكرسي لها فضل عظيم منه دخول الجنة إذا قرأها بعد كل صلاة، وأخرجه النسائي: 6 30، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (صحيح) 610، قال ابن القيم:(وهو حديث حسن بشواهده)، في الوابل: 143 - 144.

ص: 277

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شخيتًا كأن ذريعتك ذريعتي كلب فكذاك أنتم معشر الجن أم أنت من بينهم كذلك قال لا والله إني منهم لضليع ولكن عاودني الثانية فإن صرعتني علمتك شيئًا ينفعك قال نعم قال تقرأ (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال نعم قال فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار ثم لا يدخله حتى يصبح» قال أبو محمد: الضئيل: الدقيق، والشخيت: المهزول، والضليع: جيد الأضلاع، والخبج: الريح) وفي رواية: «فلا يقربك شيطان ولا غيره» (1)

خواتيم سورة البقرة:

لقد سبق ذكر فضلها مع آية الكرسي في حفظ البيت والنفس والأهل من الشيطان وقد خصها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث فقال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض

(1) أخرجه الترمذي: 5/ 158، وقال:(هذا حديث حسن غريب).

ص: 278

بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربه شيطان» (1)

(1) أخرجه الترمذي: 5/ 159، وقال:(حسن غريب).

ص: 279

ثالثا: المعوذتان وسورة الإخلاص:

حماية المعوذتين وسورة الإخلاص للمسلم من المصائب قبل وقوعها:

من قرأ هذه السور من المسلمين في مساء يومه وصباحه وعند نومه يوم الجمعة كفتاه من كل شيء وشر قال صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» (1) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات» (2) وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: «من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين يوم الجمعة سبع مرات في مجلسه

(1) أخرجه أبو داود: 4/ 312، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود 5082 (حسن).

(2)

أخرجه البخاري: 4/ 1916.

ص: 279

حفظ إلى مثلها» (1) وفي رواية عن حذيفة رضي الله عنه (2)«أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى» (3) وهذا حفظ عام في البدن والدين وأما حفظ الدين بالذات والذي يعد البلاء والفتنة فيه من أشد البلاء وقد تعوذ من المصيبة في الدين نبينا محمد صلى الله

(1) أخرجه: ابن أبي شيبة في مصنفه: 1/ 483، (وإسناده صحيح وله حكم الرفع)، انظر كيف تحمي نفسك من المصائب والسموم:19، وأورده المناوي في فيض القدير: 6/ 204.

(2)

يكنى أبا عبد الله واليمان لقب وهو حذيفة بن حسل بن جابر حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار، شهد حذيفة وأبوه حسل وأخوه صفوان أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين وكان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله وهو الذي بعثه رسول الله يوم الخندق ينظر إلى قريش فجاءه بخبر رحيلهم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين وهو معروف فى الصحابة بصاحب سر رسول الله وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر وكان حذيفة يقول خيرني رسول الله بين الهجرة والنصرة فاخترت النصرة وشهد حذيفة نهاوند، فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية وكان فتح همذان والري على يد حذيفة وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي. انظر: الاستيعاب/ ابن عبد البر ج1/ص334 - 335.

(3)

أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة:100، والسيوطي في الدر:8/ 675، وأورده المناوي في فيض القدير:6/ 203، وقال:(قال ابن حجر: ينبغي تقييده بما بعد الذكر المأثور في الصحيح)، وقال الألباني في ضعيف الجامع الصغير5764 (ضعيف).

ص: 280