الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا أبو بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل النار ثم قرأ:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} (المؤمنون102 - 103) ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح. قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف) .. "
المبحث الثالث عشر:
هل توزن جميع الأعمال يوم القيامة أم لا
؟
وفيه مطلبان:
الأول: آخر الأعمال هي التي توزن.
الثاني: بعض الأعمال توزن والبعض لا.
المطلب الأول: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وإنما الأعمال بالخواتيم» (1)(2)(3)
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه في قوله {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قال: إنما يوزن من الأعمال خواتيمها،
(1) صحيح البخاري القدر (6607)، صحيح مسلم الإيمان (112).
(2)
انظر: فتح الباري ج11ص499رقم 6607 من حديث سهل بن سعد.
(3)
انظر: فتح الباري ج11ص499رقم 6607 من حديث سهل بن سعد. ') ">
وإذا أراد الله بعبد خيرًا ختم له بخير، وإذا أراد الله به شرًا ختم له بشر عمله) (1)
ثم قال القرطبي: هذا صحيح يدل عليه قوله عليه السلام: «وإنما الأعمال بالخواتيم» (2)(3)
المطلب الثاني: لا توزن جميع أعمال المكلفين؛ لأنهم ينقسمون إلى أقسام:
القسم الأول: من لا حساب عليهم وهم السبعون ألفًا ومن في حكمهم.
أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفًا
…
» (4) الحديث
ثم قال ابن حجر: " وإن من المكلفين من لا يحاسب أصلاً، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا، ومنهم من يناقش الحساب
…
" (5)
قال القرطبي: " الميزان حق ولا يكون في حق كل أحد، بدليل قوله عليه السلام:«فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه» (6) والسبعون ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب،
(1) حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 33. ') ">
(2)
صحيح البخاري القدر (6607)، صحيح مسلم الإيمان (112).
(3)
التذكرة ص 298 ط الأولى 1418هـ دار العنان. ') ">
(4)
صحيح البخاري الطب (5752)، صحيح مسلم الإيمان (220)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2446)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 271).
(5)
انظر: فتح الباري ج11 ص 406 رقم 6542، صحيح مسلم؛ كتاب الإيمان رقم 369. ') ">
(6)
صحيح البخاري التوحيد (7510)، صحيح مسلم الإيمان (193).
لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا، وإنما هي براءات مكتوبة
…
" (1)
وأخرج أبو نعيم، والطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب، ويؤتى بالمتصدق فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، فيصب عليهم الأجر صبًا، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم» (2)
القسم الثاني: المؤمنون فظاهر وجهه تقابل الحسنات بالسيئات فتوجد حقيقة الوزن
القسم الثالث: الكافر لا يكون له حسنات لكن يكون له حساب وميزان على وجهين:
الوجه الأول: يحضر له ميزان فيوضع كفره وسيئاته في إحدى كفتيه، ثم يقال له: هل لك من طاعة نضعها في الكفة الأخرى؟ فلا يجدها فيشال الميزان فترتفع الكفة الفارغة، وتقع الكفة المشغولة؛ فذلك خفة ميزانه، وهذا ظاهر الآية؛ لأن الله تعالى وصف الميزان
(1) التذكرة للقرطبي ص 291. ') ">
(2)
انظر الطبراني الكبير رقم الحديث 12829، والحلية لأبي نعيم ج 3 ص 91، التذكرة للقرطبي ص 291.