الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أن يظلم لكنه سبحانه منزه عن ذلك لا يفعله؛ لأنه السلام القدوس المستحق للتنزيه عن السوء
ويتضح أن هناك فرقًا بين فضله وإحسانه، وبين عدله؛ فالفضل والإحسان في كل ما ابتدأه - سبحانه - في الوجود من رحمة ونفع ومصلحة، أما عدله فيكون في كل نقمة وخفض وشر - فيما يراه الإنسان - في هذا الوجود، ولو عامل الله الخلق بالعدل لما دخل أحد الجنة، لكنه يعامل خلقه برحمته، وإذا عامل أحدًا بعدله فهو بمقتضى حكمته. نسأل الله أن يعاملنا برحمته ولا يعاملنا بعدله.
المبحث الثاني عشر:
كيفية حساب الحسنات والسيئات يوم القيامة
؟
فيه مطلبان:
المطلب الأول: من ثقل ميزانه دخل الجنة، وهو من رجح باطنه على ظاهره، وحسناته على سيئاته، والعكس بالعكس.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} الآيتين ثم قال: إن الميزان يخف
بمثقال حبة ويرجح .. » (1)(2)
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة (3)
وأخرج أبو الشيخ عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علي وسلم: «يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار» (4)
وأخرج البزار وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن أنس رضي الله عنه رفعه قال: «إن ملكا موكل بالميزان فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإن خفت ميزانه نادى الملك شقى فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا» (5) وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عائشة رضي الله
(1) الدر المنثور ج: 3 ص: 419.
(2)
الدر المنثور ج: 3 ص: 419. ') ">
(3)
الدر المنثور ج: 3 ص: 419. ') ">
(4)
الدر المنثور ج: 3 ص: 419. ') ">
(5)
الدر المنثور ج: 3 ص: 419. ') ">
المطلب الثاني: أصحاب الأعراف؛ وهم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم
ذكر خيثمة بن سليمان في مسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «توضع الموازين يوم القيامة فتوزن السيئات والحسنات، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار قيل له: يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون» (2)
(1) الدر المنثور ج: 3 ص: 419.
(2)
ذكره السيوطي في الدر المنثور ج3 ص86، وذكره القرطبي في التذكرة ص 298.