الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوع العقية وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام .. )
ولا يوجد تعارض بين الأقوال السابقة فإن الصلاة عليه تكون بالدعاء له وهذا بطاعته وامتثال أمره وقضاء حقه ألم يقل الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (سورة الأحزاب:56) وطاعة الرسول من طاعة الله فإنه- صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
المبحث الخامس: الصدقة تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله
.
الصدقة تدفع المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها وهي تعد من أفضل الأعمال والطاعات لأن نفعها يتعدى العبد نفسه إلى غيره من المسلمين ، والمتصدق (السخي قريب من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله، وقريب من الجنة وبعيد من النار، والبخيل بعيد من الله ومن خلقه بعيد من الجنة قريب من النار، فجود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده)(1)(2) ( .. وينشأ عن الشح من الأخلاق المذمومة وإن كانت ذريعة إلى كل مذموم أربعة أخلاق ناهيك بها ذمًا الحرص والشره وسوء الظن ومنع الحقوق فالحرص
(1) انظر الوابل الصيب/ ابن القيم: 52.
(2)
انظر الوابل الصيب/ ابن القيم: 52. ') ">
شدة الكدح والجهد في الطلب والشره استقلال الكفاية والاستكثار بغير حاجة وهذا فرق ما بين الحرص والشره وسوء الظن عدم الثقة بمن هو أهل لها والخاتمة منع الحقوق لأن نفس البخيل لا تسمح بفراق محبوبها ولا تنقاد إلى ترك مطلوبها ولا تذعن للحق ولا تجيب إلى إنصاف وإذا آل الشح إلى ما وصف من هذه الأخلاق المذمومة والشيم اللئيمة لم يبق معه خير موجود ولا صلاح مأمول .. ) (1) والنفس الشحيحة البخيلة بالخير بخيلة كذلك بالعمل الصالح والشحيح هو الذي يكره الخير للنفس فيقتر عليها وعلى أهله وولده وأما البخيل فهو البخيل على الغير.
حماية الصدقة للمسلم من المصائب قبل وقوعها:
إن العبد الذي حماه الله من البخل والشح قد يكون من أهل الفلاح قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (2)(سورة التغابن: 16). لأن الصدقة تحط السيئات يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الصدقة تطفئ الخطيئة» (3) وهي ترضي الله
(1) فيض القدير/المناوي: 3/ 125. ') ">
(2)
انظر الوابل الصيب: 52 من الحاشية من كلام الشيخ الألباني. ') ">
(3)
أخرجه الترمذي: 5/ 11، وقال:(هذا حديث حسن صحيح)، وأحمد: 3 321، وابن حبان: 12/ 378، والحاكم: 1/ 152، و/141، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/ 141 برواية (والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها أو بائع نفسه فموبقها) رواه أحمد والبزار وزاد (لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به) ورجالهما رجال الصحيح.
على المتصدق تطفئ عنه غضبه سبحانه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء» (1)
فالصدقة عندما تطفئ غضب الله عز وجل تندفع بذلك عن العبد المصائب والبلاء والخاتمة السيئة بسبب رضا الرحمن عنه لأنه تصدق. يقول نبي الرحمة: «تصدقوا فإن الصدقة تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء» (2) وفي رواية: «إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين بابًا من ميتة السوء» (3) وفي رواية: «الصدقة تسد سبعين بابًا من السوء» (4) فالصدقة تحصين للمال وزيادة له ونماء ودفع للفقر
(1) أخرجه الترمذي: 3/ 52، وقال:(حديث حسن غريب)، والحاكم: 3/ 657، وابن حبان: 8/ 103، والطبراني في الكبير: 8/ 261، والأوسط: 1/ 513 والصغير: 2/ 205، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 110، (رواه الطبراني في الأوسط
…
وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف) وقال المقدسي في الأحاديث المختارة 5: (إسناده صحيح).
(2)
أخرجه الربيع في مسنده: 1/ 140، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/ 22، (رواه أحمد من طريق بعض بني رافع ولم يسمه وبقية رجاله ثقات).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير: 4/ 274، وقال الألباني في: ضعيف الترغيب والترهيب (ضعيف).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير: 4/ 274، وأورده العجلوني في الكشف: 2/ 29 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 109 (رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف).
والحاجة والفاقة يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا» (1) وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «ما نقص مال من صدقة» (2) وقال صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة (3) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي فقال إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد
(1) أخرجه البخاري: 2/ 522.
(2)
أخرجه الترمذي: 4/ 562، وقال:(حديث حسن صحيح). وأحمد: 4/ 231، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 105 (صحيح).
(3)
شرجة: مسيل الماء من الحرة إلى السهل: النهاية في غريب الحديث/ابن الأثير: 2/ 456. ') ">
فيها ثلثه» (1) فكيف يأتي الفقر والفاقة مع الإنفاق والتصدق إنما تتالى المحن وتتتابع مع الشح وقبض اليد فالحافظ للعبد وماله هو الله وليس الإنسان، يقول تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (سورة الليل:5 - 10).
فينبغي للمسلم الإكثار من الصدقات قبل حلول البلاء لأنها تدفعه بإذن الله قال صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها» (2) أي إن الصدقة تدفع البلاء فتكون حاجزًا دون
(1) أخرجه مسلم: 4/ 2288.
(2)
أخرجه البيهقي في السنن: 4/ 189، وقال:(موقوف .. وروي عن أبي يوسف القاضي عن المختار بن فلفل مرفوعًا) والطبراني في الأوسط: 6/ 9 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 110: (رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد وهو ضعيف).وقال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 29: (ذكر السيوطي أن البيهقي في الشعب أخرجه بهذا عن علي وفي جامع رزين وليس في شيء من أصوله حديثه ولفظه (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها)، وقال العجلوني أيضا في كشف الخفاء: 1 326: (قال في المقاصد نقلاً عن الحافظ ابن حجر وليس الحديث بموضوع كما فعل ابن الجوزي لا سيما وفي معناه ما أورده الديلمي عن أنس رفعه (الصدقات بالغدوات تذهب بالعاهات) وما رواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن علي بن أبي طالب رفعه مثله وذكره رزين في جامعه وكذا البيهقي عن أنس موقوفًا ونقل الحافظ ابن حجر أن المرفوع وهم)
صاحبها وفي رواية: «الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص» (1)
الصدقة ترفع المصائب بعد وقوعها:
الصدقة بإذن الله ترفع البلاء والمصائب بعد وقوعها يقول صلى الله عليه وسلم: «الصدقات بالغدوات يذهبن بالعاهات» (2) وهي بإذن الله دواء للداء النازل يقول صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وأعدوا للبلاء الدعاء» (3)
(1) أخرجه: البغدادي في تاريخه: 8/ 207، وأورده العجلوني في الكشف: 2/ 29، والمناوي في فيض القدير: 4/ 236.قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير 2/ 104: (عن أنس بإسناد ضعيف).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس: 2/ 414، وقال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 29:(ورواه الطبراني عنه موقوفا ومرفوعا). وقال أيضا في كشف الخفاء 1 329: (رواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن علي بن أبي طالب رفعه مثله وذكره رزين في جامعه وكذا البيهقي عن أنس موقوفا ونقل الحافظ ابن حجر أن المرفوع وهم).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن: 3/ 382، وقال:(قال أبو عبد الله تفرد به موسى بن عمير قال الشيخ: وإنما يعرف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً)، والطبراني في الكبير: 10/ 128 والأوسط: 2/ 274، وقال مثل قول البيهقي، وأورده البغدادي في تاريخه: 6/ 333، وقال مثل قول البيهقي، (وهو حسن بمجموع طرقه) انظر: كيف تحمي نفسك من المصائب/ محمد الشايع، وعبد السلام الشويعر25.