الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال: له استغفر الله، فقلنا له في ذلك، فقال: ما قلت من عندي شيئًا إن الله تعالى يقول في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (سورة نوح: 10 - 11)
المبحث الثالث: الصلاة تحمي من المصائب قبل وقوعها وترفعها بعد وقوعها بإذن الله
.
لقد جعل الله تعالى الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام والصلاة سبب من أسباب دفع ورفع المصائب والبلاء وإزالة الهم.
حماية الصلاة للمسلم من المصائب قبل وقوعها:
الصلاة سبب في جلب الرزق ودفع الفقر فإذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ولا تدري. يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} . (سورة طه: 132). قوله: لا نسألك رزقًا نحن نرزقك يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق (1)(2) من حيث لا تحتسب ولا تدري، والصلاة فيها حفظ للعبد بدفع المصائب والبلاء عن نفسه وما يملك يقول صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله
(1) انظر تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير: 3/ 172.
(2)
انظر تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير: 3/ 172. ') ">
فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم» (1) يقول النووي: (في ذمة الله قيل الذمة هنا الضمان وقيل الأمان)(2)
الصلاة ترفع المصائب بعد وقوعها:
الصلاة راحة من هموم الدنيا وغمومها فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «أرحنا يا بلال بالصلاة» (3) وسبب لدفع الحزن وجلب لقرار العين والشعور بالسعادة قال صلى الله عليه وسلم: «وجعل قرة عيني في الصلاة» (4) فكان المصطفى «إذا حزبه (5) أمر صلى» (6) وفي رواية «إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» (7) ففي الصلاة تفريج
(1) أخرجه مسلم: 1/ 454.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم: 5/ 158. ') ">
(3)
أخرجه أبو داود: 4/ 296، وأحمد: 5/ 364، والطبراني في الكبير 6/ 276، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار 1/ 118:(الدارقطني في العلل من حديث بلال ولأبي داود نحوه من حديث رجل من الصحابة لم يسم بإسناد صحيح).
(4)
أخرجه النسائي في (المجتبى) 7/ 61، والحاكم:2/ 174، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه).
(5)
(كان إذا حزبه أمر صلى أي نزل به مهم أو أصابه غم) النهاية في غريب الأثر/ ابن الأثير: 1/ 377. ') ">
(6)
أخرجه أبو داود 2/ 35، وأحمد: 5/ 388، وقال ابن حجر في فتح الباري 3/ 172:((حزبه أمر صلى): أخرجه أبو داود بإسناد حسن)، وأورده الهندي في كنز العمال: رقم 18001.
(7)
أخرجه ابن حبان في الثقات 8/ 168، وعبد الباقي أبو الحسين في معجم الصحابة 2/ 189، والطبري في التفسير: 1/ 260، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود1319: (حسن (.
للكرب ورفع للمصائب. فقد أورد مسلم في صحيحه (1) قصة الراهب جريج عندما دعت عليه والدته بألا يموت حتى يرى المومسات (2) فاتهمته إحداهن بوليدها فأراد القوم أذيته فقال: (دعوني أصلي فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال يا غلام من أبوك قال فلان الراعي)، وفي الصلاة رفع للأمراض والأدواء فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«ما هجرت (3) إلا وجدت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قال فصلى قال: اشكنب درد (4) قال: قلت: لا، قال: قم فصل فإن في الصلاة شفاء» (5)
(1) 4/ 1976. ') ">
(2)
(المومسة الفاجرة) النهاية في غريب الأثر/ابن الأثير: 3/ 373. ') ">
(3)
(هي لغة حجازية أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة .. وفيه أنه كان يصلي الهجير حين تدحض الشمس أراد صلاة الهجير يعني الظهر فحذف المضاف والهجير والهاجرة اشتداد الحر نصف النهار) النهاية في غريب الحديث/ ابن الأثير الجزري ج: 5 ص: 245.
(4)
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/ 51: (معناه اشتكى بطنك). ') ">
(5)
أخرجه ابن ماجه: 2/ 1144، وأحمد: 2/ 390، 2/ 403، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 177:(قال المصنف هذان حديثان لا يصحان أما حديث أبي هريرة فالطرق الأربعة المتقدمة منه يرويها ذواد بن علبة أبو المنذر الحارثي قال يحيى لا يكتب حديثه وقال مرة ليس بشيء وقال ابن حبان يروي عن الثقات ما لا أصل)، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/ 51: (روى جماعة عن ذواد عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا هريرة اشكنب درد قلت لا قال صل فإن في الصلاة شفاء) أخرجه أحمد في مسنده والأصح ما رواه المحاربي عن ليث عن مجاهد).