الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمع، وجاء في السنة بلفظ الإفراد والجمع، فقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله
…
ويمكن أن يكون ميزانًا واحدًا؛ عبر عنه بلفظ الجمع
…
وقيل: المراد بالموازين: جمع موزون أي الأعمال الموزونة لا جمع ميزان " (1)
وقال السفاريني: قال الحسن البصري: لكل واحد من المكلفين ميزان، قال بعضهم: الأظهر إثبات موازين يوم القيامة لا ميزان واحد لقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ} وقوله: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} قال: وعلى هذا فلا يبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان، ولأفعال الجوارح ميزان، ولما يتعلق بالقول ميزان. أورد هذا ابن عطية وقال: الناس على خلافه وإنما لكل واحد وزن مختص به، والميزان واحد. وقال بعضهم: إنما جمع الموازين في الآية الكريمة لكثرة من توزن أعمالهم وهو حسن
(1) التذكرة ص 299. ') ">
المبحث الثامن:
الحكمة من وزن الأعمال:
إن لوزن أعمال العباد يوم القيامة حكمًا كثيرة، أعظمها إظهار
عدل الله.
قال ابن الجوزي: فإن قيل: أليس الله يعلم مقادير الأعمال فما الحكمة في وزنها؟ فالجواب أن فيه خمس حكم:
إحداها: امتحان الخلق بالإيمان بذلك في الدنيا
والثانية: إظهار علامة السعادة والشقاوة في الأخرى
والثالثة: تعريف العباد ما لهم من خير وشر
والرابعة: إقامة الحجة عليهم
والخامسة: الإعلام بأن الله عادل لا يظلم ونظير هذا أنه أثبت الأعمال في كتاب واستنسخها من غير جواز النسيان عليه (1)(2)
قال ابن أبي العز: ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه لجميع عباده فإنه لا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين فكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا اطلاع لنا عليه فتأمل قول الملائكة لما قال الله لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة:30) وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} (الإسراء: من الآية 85)(3)
(1) زاد المسير ج3 ص 169.
(2)
زاد المسير ج3 ص 169. ') ">
(3)
شرح العقيدة الطحاوية ج1 ص 475. ') ">