الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه وسلم فقد كان يَدْعُو في صلاته بهذا: «اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فقال له قَائِلٌ: ما أَكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ من الْمَغْرَمِ فقال: إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» (1) ومن الفتنة في الدين الفتنة في المسيح الدجال والذي يحفظ من الفتنة فيه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» (2)
معالجة المعوذتين وسورة الإخلاص للمسلم من المصائب بعد وقوعها بإذن الله:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها» (3)
(1) أخرجه البخاري 1/ 286، ومسلم 1/ 412.
(2)
أخرجه مسلم: 1/ 555.
(3)
أخرجه البخاري: 4/ 1916.
السبب الثالث: الدعاء:
إن الدعاء من أعظم العبادات بل هو العبادة نفسها فقد قال صلى الله
عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» (1) إن معنى الحديث هو حمل العبادة على المعنى اللغوي إذ الدعاء هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله والاستكانة له وما شرعت العبادات إلا للخضوع للباري وإظهار الافتقار إليه ولهذا ختم الآية بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} (سورة غافر: 60) حيث عبر عن عدم التذلل والخضوع بالاستكبار (2)(3) فالدعاء من أجل العبادات، التي ينبغي للمسلم أن يلتزم بها في الرخاء والشدة.
معنى الدعاء في اللغة:
(1)
النداء (4)(2) الاستغاثة (5)(3) الصياح بالشخص واستدعاؤه (6)(4) العبادة (7)
معنى الدعاء في الاصطلاح:
يقول ابن أبي العز: إن الدعاء (اسم لجميع العبادة والاستعانة)(8)
(1) أخرجه أبو داود: 2/ 161، وأخرجه الترمذي 5/ 211، والحاكم:1/ 667وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع: 1/ 641.
(2)
انظر: فتح الباري/ابن حجر: 11/ 95.
(3)
انظر: فتح الباري/ابن حجر: 11/ 95. ') ">
(4)
انظر أساس البلاغة/الزمخشري: 131. ') ">
(5)
انظر لسان العرب/ابن منظور: 14/ 257. ') ">
(6)
انظر مختار الصحاح/ الرازي: 206. ') ">
(7)
انظر لسان العرب ابن منظور: 14/ 257. ') ">
(8)
شرح العقيدة الطحاوية ابن أبي العز: 539. ') ">
ويقسم الدعاء إلى قسمين دعاء عبادة ودعاء مسألة (1) وللدعاء فوائد عظيمة من جلب منافع للعبد، ودفع مضار محدقة به، وينال المسلم ما يطلبه بسرعة كلما زادت معرفة العبد بربه، وإقراره به ازداد إيمانه به، بأنه سميع مجيب، قريب قدير قادر، عليم، رحمن، رحيم، وأقر بفقره إليه، وأظهر اضطراره إليه وانكساره بين يديه وكلما زاد انكسار العبد بين يدي ربه كان أحرى بالإجابة على قدر انكساره.
لأن الدعاء عبادة يحبها الله عز وجل، قال تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة غافر: 60).
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (سورة البقرة: 186).وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح» (2)
إن ربنا العظيم الخالق الغني عنا المغني لنا يقول سبحانه مرغبًا (هل من داع، هل من مستغفر .. ) ترغيب من الله وتحبب لعبده ودعوة لنيل المغفرة والهبات العظيمة في هذا الوقت ، ومن ترك
(1) انظر شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز:539. ') ">
(2)
أخرجه مسلم: 1/ 522.
الدعاء استكبارًا عنه – سبحانه – استحق مقت الله وغضبه يقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (سورة غافر: 60)، وقال صلى الله عليه وسلم:«إن من لم يسأل الله يغضب عليه» (1) لأنه يتضمن حقيقة العبودية والاعتراف بغنى الرب وافتقار العبد وقدرة الله تعالى وعجز العبد وإحاطة الله تعالى بكل شيء علمًا فالدعاء يزيد العبد قربًا من الله - واعترافًا بفضله – سبحانه ولأن ترك السؤال يعد تكبرًا واستغناء عن الله فمن المستحب للعبد الإكثار من الدعاء لأنه لا يزيده إلا قربًا من ربه واعترافًا بحقه لذلك حث عليه الإسلام (2) ومعنى الحديث أن من لم يسأل الله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه والله يحب أن يسأل ويؤيده هذا الحديث «سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل
…
» (3) وحديث «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء» (4) وحديث «إن الله يحب
(1) أخرجه أحمد: 2/ 443، والترمذي: 5/ 456، والحاكم: 1/ 667 وقال: **صحيح الإسناد**والبخاري في الأدب المفرد: 1/ 229.
(2)
انظر تحفة الأحوذي المباكفوري: 9/ 221، وسبل السلام/ الصنعاني: 4/ 212. ') ">
(3)
أخرجه الترمذي: 5/ 565، والطبراني في الأوسط: 5/ 230 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/ 100: (فيه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي ووثقه غيره وبقية رجاله ثقات).
(4)
أخرجه الترمذي: 5/ 552، وأحمد: 5/ 234، والحاكم: 1/ 670. وقال ابن حجر في فتح الباري: 11/ 95: (في سنده لين وقد صححه مع ذلك الحاكم وأخرجه الطبراني في الدعاء بسند رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة بقية).
الملحين في الدعاء» (1)
يقول الشاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله
…
وبني آدم حين يسأل يغضب (2)
فلا يعجز المسلم عن الدعاء لأنه مقرب إلى الله وتركه مغضب له سبحانه ، والعجز مذموم في جميع الأمور فكيف بالدعاء الخالي من المشقة الجالب للمنافع بإذن الله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«أعجز الناس من عجز عن الدعاء» (3) فهل يعجز لسان العبد عن الدعاء ويعجز عن رفع يديه.
وعلينا كمسلمين أن ندعو الله سبحانه وتعالى ونلح عليه بالدعاء لدفع البلاء وكشف الضراء ولا نقول كما يقول بعض الجهلة: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه" بل نسأله سبحانه رد قضاء السوء (4)؛ لأن الإسلام يحث المسلم بأن يدعو الله
(1) انظر: فتح الباري/ابن حجر: 11/ 95.
(2)
نسبه الإمام ابن القيم في مدارج السالكين:3/ 131، لأبي العتاهية. لكن لم أجده في ديوانه ،ولم أجد أحدًا نسبه إليه غير الإمام ابن القيم.
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده: 12/ 5، وصححه الألباني في السلسلة:601.
(4)
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لايرد القضاء إلا الدعاء)، أخرجه: الترمذي ج: 4 ص: 448، وقال:(هذا حديث حسن غريب)،والطبراني في الكبير ج: 6 ص: 251، وأورده: المنذري في الترغيب والترهيب ج: 2 ص: 316.
عز وجل دائمًا في جميع أحواله ولجميع أموره، قال صلى الله عليه وسلم:«من سره أن يستجيب الله له في الضراء فليكثر من الدعاء في السراء» (1)
لذا عليه أن يكثر من الدعاء بخيري الدنيا والآخرة وما يجلب له السعادتين في الدارين، وما يصلح معاده ومعاشه هو وأفراد أسرته وجميع المسلمين وأن يتوسل إلى الله عز وجل بما هو مشروع مثل التوسل بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصالحة (2) التي عملها ابتغاء وجهه الكريم وعليه أن يوقن بأن الله سوف يستجيب له لأنه سبحانه سميع مجيب حييّ كريم يقول المصطفى:«إن ربكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا خائبتين» (3)
والواجب على العبد أن يوجه العبادة لله وحده لا شريك له؛ لأن الدعاء
(1) أخرجه الترمذي: 5/ 462 الحاكم: 1/ 729، وقال:(صحيح الإسناد).
(2)
مثل الأنفار الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار وانفرج عنهم بسبب توسلهم لله بأعمالهم الصالحة. أخرج هذا الحديث: البخاري: 2/ 771، ومسلم: 4/ 2099.
(3)
أخرجه أبوداود: 2/ 78، والترمذي 5/ 544، وقال:(حديث حسن غريب) والحاكم: 1/ 675، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/ 152 مثل قول الحاكم.
عبادة، يقول تعالى:{فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (سورة الجن: 18)، والمستحب للمسلم ألاّ يجهر بالدعاء لأنه أرجى للقبول (1)؛ لأن الله تعالى قال:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (سورة الأعراف: 55) وقال: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (سورة الإسراء: 110)[أي: بقراءتك] أي بين الجهر والمخافتة سبيلاً وسطًا، فإن الاقتصاد في جميع الأمور محبوب
…
وخفض الصوت أي غضه وعدم رفعه أولى لبعده من التصنع والرياء، ولدله على خشوع القلب أي خضوعه وانقياده) (2)
والعبد يلجأ إلى الله دائمًا ليعينه على الدعاء والذكر فالله عز وجل يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (سورة الفاتحة:5). فله العبادة ومنه العون عليها وله المنة والفضل لأن الإنسان قد يذهل في الشدة عن الأخذ بالأسباب الرافعة للمصائب المنجية منها لذا عليه أن يدعوه في الرخاء حتى يسدده وقت الشدة ولا يكله إلى نفسه طرفة عين.
(1) انظر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك عند تفسيره سورة الأعراف في كتابه التفسير الكبير: 2/ 125، وانظر التفسير القيم للإمام ابن القيم جمع أويس الندوي:245.
(2)
تهذيب رسالة الألفاظ المكفرات/ محمد بن إسماعيل المعروف ببدر الرشيد: 205، ب، مخطوطة، مكتبة الملك عبد العزيز.
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل (1) أن يقول دبر كل صلاة (2)«اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (3)
والمسلم يلتجئ إلى الله سبحانه في كل وقت ويبرأ من الحول والقوة إلا به فمن الأدعية المأثورة التي هي سبب للإعانة بإذن الله قوله صلى الله عليه وسلم: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (4) وفي رواية
(1) معاذ بن جبل بن الخزرج يكنى أبا عبد الرحمن وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار. شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند من اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات. انظر: الاستيعاب/ ابن عبد البر ج3/ص1402.
(2)
دبر كل صلاة أي قبل السلام لأن ابن خزيمة أخرج في صحيحه: 1/ 363: " أن رسول الله إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثًا ثم قال اللهم أنت السلام ثم يقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء قبل السلام".
(3)
أخرجه أبو داود: 3/ 86، والنسائي في المجتبى: 3/ 53، والحاكم: 1/ 407 وقال **صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه**، وابن خزيمة 9/ 369.
(4)
أخرجه الترمذي: 5/ 539، والحاكم: 1/ 509، و 1/ 730 وقال:(صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) والطبراني في الأوسط 4/ 43 والصغير:1/ 270 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 117: (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة)، وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي في الأحاديث المختارة 6 300، 301:(إسناده حسن)، والنسائي في الكبرى: 6/ 147، وقال الألباني في صحيح الجامع::2522 **صحيح**.
أخرى: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (1) وأن يكثر من طلب الإعانة من الله فيقول: «ربي أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي واهدني ويسر الهدى لي» (2) ومما يبين أهمية الاستعانة ووجوب صرفها لله وحده دون سواه قوله صلى الله عليه وسلم «إذا استعنت فاستعن بالله» (3) والمسلم لا يتهاون بما يصلح شأنه ويتقاعس عن العمل قال صلى الله عليه وسلم: «استعن بالله ولا تعجز» (4)
ويقول الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
…
فأول ما يجني عليه اجتهاده (5)
لأن من استعان بقيوم السماوات والأرض فقد فاز ومن استعان بغيره وكل لهذا الغير وباء بالخسران والخذلان، وعليه أن يعزم
(1) أخرجه أبو داود: 4 324، وأحمد 5/ 42، وابن حبان: 3/ 250، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:10/ 137: (رواه الطبراني وإسناده حسن).
(2)
أخرجه الترمذي: 5/ 554، وقال: **حسن صحيح**، وابن حبان 3/ 227، وصححه شعيب الأرناؤوط.
(3)
أخرجه الترمذي: 4/ 667، وقال:(حسن صحيح)، وأحمد: 1/ 293.
(4)
أخرجه مسلم: 4/ 2052.
(5)
البيت لعلي بن أبي طالب: انظر سبل السلام/الصنعاني:4/ 207،والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ البسامي:5/ 185.
بالدعاء ليتحقق له ما يريد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه» (1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا: «إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له» (2) لذا على الداعي أن يتحرى اكتمال شروط الدعاء المستجاب من ناحية المكان، والزمان، وما يتعلق بالشخص (3) الداعي حتى يكون دعاؤه أرجى بالقبول، ويلح العبد على ربه ويتضرع إليه باسمه الأعظم الذي إذا دعي بِهِ أَجَابَ وإذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يقول: اللهم إني أَسْأَلُكَ إن لك الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إلا أنت وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لك الْمَنَّانَ بَدِيعَ السماوات وَالأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لقد سَأَلْتَ اللَّهَ باسم الله الأَعْظَمِ الذي إذا دعي بِهِ أَجَابَ وإذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» (4) وسمع النبي صلى الله عليه وسلم: رَجُلاً آخر يقول: اللهم إني
(1) أخرجه مسلم: 4/ 2063.
(2)
أخرجه مسلم: 4 2063.
(3)
يرجع لشأن الدعاء للخطابي ، والأذكار للنووي ،ولكتاب الدعاء لحسين عوايشة، والدعاء للحمد وغيرها من كتب الدعاء القديمة والحديثة.
(4)
أخرجه أحمد 3/ 120 والحاكم 1/ 683 وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد روي من وجه آخر عن أنس بن مالك).
أسألك بأني أَشْهَدُ أنك أنت الله الذي لَا إِلَهَ إلا أنت الأَحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يَكُنْ له كُفُوًا أَحَدٌ، فقال:«قد سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِ اللَّهِ الأَعْظَمِ الذي إذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وإذا دعي بِهِ أَجَابَ» (1)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» (2)
(1) أخرجه أحمد 5/ 350، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود 1493 (صحيح).
(2)
أخرجه الحاكم:1/ 683، و 1/ 685، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه).
حماية الدعاء للمسلم من المصائب عمومًا:
المسلم حريص على أن يدعو بما يجلب له الخير ويبعد عنه الشر لأن الدعاء من أقوى الأسباب لجلب المنافع ودفع المضار قال صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا الصلة» (1) وقال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء والبلاء يعتلجان بين السماء والأرض فأيهما غلب وقع» (2) وقال صلى الله عليه وسلم: «وأعدوا للبلاء الدعاء» (3) يقول المناوي: (وأعدوا
(1) أخرجه الترمذي: 4/ 448، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي 2139 (حسن).
(2)
أخرجه الحاكم: 1/ 169، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتابعه الذهبي، والطبراني في الأوسط: 3/ 66.
(3)
انظر تخريجه كاملاً في مبحث الزكاة.
للبلاء الدعاء) أي بأن تدعو عند نزول البلاء برفعه فلعله عرض البلاء ليصل إليه التضرع والابتهال فإنه تعالى يحب أن يُسأل) (1) وفي رواية: «وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه» (2) وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع» (3)
فمن يكثر من الدعاء يحفظه الله عز وجل من المهلكات ويدفع عنه البلاء والمصائب بأنواعها قال صلى الله عليه وسلم: «لا يهلك مع الدعاء أحد» (4)
(1) فيض القدير/المناوي: 3/ 388.
(2)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 1/ 34، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: 1/ 301: (واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع) رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعًا متصلاً والمرسل أشبه).
(3)
أورده البيهقي في الشعب 3/ 282، وقال:(فضال بن جبير صاحب مناكير)، وقال العجلوني في الكشف:1/ 433 مثله، وقال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 301:(رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلا والمرسل أشبه).
(4)
أخرجه ابن حبان: 3/ 152، والحاكم: 1/ 494، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
أنواع الأدعية التي تقال لتحمي المسلم من المصائب عمومًا:
هناك دعاء يقال في الصباح والمساء لحمايته وأهله وماله وعرضه في الدنيا والآخرة، وحفظه من الزلازل ومن الشياطين ومن الشرور من جميع الجهات التي لا يستطيع الإلمام بها ولا يستطيع أن يسد منافذ الشر عن نفسه.
قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» (1)
من أنواع الأدعية التي تقال لتحمي نفس المسلم وماله وأهله من المصائب:
قوله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح إن ربي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ما شاء الله
(1) أخرجه أبو داود: 1/ 698، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (صحيح) 5074، والنسائي في الكبرى 6/ 145، وأحمد:2/ 25، وابن ماجه: 2/ 2273، وابن حبان: 3/ 243، وقال شعيب الأرناؤوط:(إسناده حسن).
كان وما لا يشاء لا يكون لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أشهد أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا وأحصى كل شيء عددًا أعوذ بالذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم لم ير يومئذ في نفسه ولا أهله ولا ماله شيئًا يكرهه» (1)
من أنواع الأدعية التي تقال لتحمي جسد وحواس المسلم من المصائب:
قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تقال صباحًا ومساء ثلاث مرات» (2) وهذا الذكر من أذكار الصباح والمساء وهو بإذن الله يدفع عنه المصائب والبلاء.
ومما يدفع عن جسد المسلم وحواسه البلاء ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله
(1) أخرجه الحارث في بغية الباحث: 2/ 1953.
(2)
أخرجه أبو داود: 4 324، والنسائي في الكبرى: 6/ 147، وقال:(قال أبو عبدالرحمن جعفر بن ميمون ليس بالقوي)، وأحمد: 2/ 42، وابن أبي شيبة في مصنفه ج: 6 ص: 24، وحسن ابن باز إسناده في تحفة الأخيار.
الوارث مني لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين» (1) ومن الأدعية التي تكون سببًا لدفع البلاء وحفظ الإنسان وحفظ حواسه وقوته الجسدية ودينه: قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتن واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا» (2) وفي رواية أخرى: «اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك وارزقني من خشيتك ما تبقي به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني اللهم وخذ بثأري ممن ظلمني وانصرني على من عاداني ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني» (3)
وفي رواية أخرى: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بها بيننا
(1) أخرجه الترمذي: 5/ 518، وقال:(حسن غريب).
(2)
أخرجه: الترمذي: 5/ 528، وقال القاري في مرقاة المفاتيح: 5/ 401 (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب)، ورواه النسائي، والحاكم وقال 2/ 4:(صحيح على شرط البخاري)، والبزار في مسنده: 5/ 260.
(3)
أخرجه الحاكم: 1/ 709: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).
وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا» (1)
(1) أخرجه: الترمذي: 5/ 528 وقال: **حسن غريب**، والنسائي في الكبرى: 6/ 106، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (حسن)3502.
رفع الدعاء للمصائب بعد وقوعها:
الدعاء من أعظم الأسباب لدفع المصائب يقول ابن حجر: (من ينكر التداوي بالدعاء يلزمه أن ينكر التداوي بالعقاقير ولم يقل بذلك إلا شذوذ والأحاديث الصحيحة ترد عليهم وفي الالتجاء إلى الدعاء مزيد فائدة ليست في التداوي بغيره لما فيه من الخضوع والتذلل للرب سبحانه بل منع الدعاء من جنس ترك الأعمال الصالحة اتكالاً على ما قدر فيلزم ترك العمل جملة ورد البلاء بالدعاء كرد السهم بالترس وليس من شرط الإيمان بالقدر ألاّ يتترس من رمى السهم والله أعلم)(1)
وقد ورد عن الذي لا ينطق عن الهوى أدعية ترفع البلاء والمصائب بإذن الله كثيرة لا تعد، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «دعوات
(1) فتح الباري/ابن حجر: 10/ 133.
المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت» (1)
(1) سبق تخريجه.
السبب الرابع: قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)
والسبب الخامس: قول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) لدفع الأذى عن النعمة من الولد والمال:
الحوقلة من الأذكار التي تدفع البلاء والمؤمن يؤمن بأنه لا يحدث شيء إلا بمشيئته – سبحانه وتعالى وليس لنا حول ولا قوة إلا بالله تعالى فهو ربنا المدبر لكل شيء قد أخبر المصطفى عن فضلها «وأنها كنز من كنوز الجنة» (1)؛ لأن فيها معنى التفويض الكامل والاستسلام لله رب العالمين، وأنه لا يكون شيء إلا بإرادته ومشيئته، والحوقلة قائلها يتبرأ من الحول والقوة إلا بالله، ولا يقولها الإنسان لدفع عينه الصادرة عن العَجَب، بل يدفع عن نفسه العُجب الذي هو الزهو والتكبر والفخر المسبب لهلاك نفسه، وما يملك بإذن الله، فأنت أيها العبد وما تملك تحت مشيئة الله عز وجل وحوله وقوته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أعلمك أو قال ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله عز وجل أسلم
(1) أخرجه البخاري: 4/ 1541
عبدي واستسلم» (1) وعند أحمد زيادة: «ولا ملجأ من الله إلا إليه» (2) و (قال العلماء سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئا من الأمر)(3)(4) وقال ابن حجر: (فإذا قال المسلم ما شاء الله لا قوة إلا بالله ذهب عُجْبه وتيهه وتكبره وغروره وزهوه بنفسه وفوض الأمر لله وعلم أن النعمة التي هو فيها منه سبحانه وإليه والعجب كبيرة محرمة (5) ويقول الإمام النووي: (لا
(1) أخرجه النسائي في الكبرى: 6/ 7، وأحمد 2/ 298/ 335، والحاكم 1/ 71 - 681 وقال:(حديث صحيح ولا يحفظ له علة ولم يخرجاه)، والطبراني في الأوسط 7/ 25، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 216.
(2)
2/ 309 و 575، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/ 50، وقال رواه أحمد وروى الترمذي من حديث (لا حول ولا قوة إلا بالله) وله عند ابن ماجه:((الأكثرون هم الأقلون)) ورجاله ثقات أثبات) وقال المباركفوري في التحفة: 10/ 45: (ورواه النسائي والبزار مطولاً ورفعا ((ولا ملجأ من الله إلا إليه)) ورواتهما ثقات محتج بهم ورواه الحاكم وقال صحيح ولا علة له
…
وفي رواية له وصححها أيضا، قال:((يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة)) قلت: بلى يا رسول الله، قال:((تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجا من الله إلا إليه)) ذكره في الحديث).
(3)
شرح النووي: 17/ 26.
(4)
شرح النووي: 17/ 26. ') ">
(5)
انظر: الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي: 12/ 238 و 19/ 246، والنهاية في غريب الحديث: ابن الأثير: 1/ 175 و 252.
حول ولا قوة إلا بالله يجوز فيه خمسة أوجه لأهل العربية مشهورة أحدهما لا حول ولا قوة بفتحهما بلا تنوين والثاني فتح الأول ونصب الثاني منونًا والثالث رفعهما منونين والرابع فتح الأول ورفع الثاني منونًا والخامس عكسه
…
(و) الحول الحركة أي لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله
…
وقيل لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله وقيل لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه
حماية الحوقلة للمسلم من المصائب قبل وقوعها بإذن الله:
والدليل على دفع الحوقلة: للبلاء والمصائب الكثيرة العدد والمتنوعة الأصناف قوله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها تدفع تسعة وتسعين بابًا من الضر أدناها الهم والفقر» (1)
الحوقلة ترفع المصائب بعد وقوعها بإذن الله:
ومما يدل على أن الحوقلة ترفع المصائب والبلاء بعد وقوعه
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 33، والصغير 1/ 267، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:1 306: (هذا رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه بلهط ضعفه العقيلي ووثقه ابن حبان).
قوله صلى الله عليه وسلم «أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة، وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم» (1)
فعلى المسلم ألاّ يفتر لسانه عن ترديدها مع يقين القلب بمعناها حتى يندفع عنه الهم والفقر، فالحوقلة ترفع البلاء لأن فيها شفاء لأمراض أدناها الهم.
(1) أخرجه الحاكم:1/ 727، وقال:(صحيح ولم يخرجاه .... )، والطبراني في الكبير: 8/ 261، والأوسط: 1/ 289.
حماية: قول (ما شاء الله) للمسلم من المصائب قبل وقوعها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة من مال أو أهل أو ولد فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت» (1) وقرأ {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ} (سورة الكهف: 39) لا بقدرتك وقوتك ولو شاء لنزع البركة
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط: 6/ 126، والصغير: 1/ 352، وقال:(لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به عمر بن يونس)، والبيهقي في الشعب: 4/ 90 و 124، والبغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق: 2/ 429، والهيثمي في مجمع الزوائد: 10/ 140: وقال: (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يونس بن تميم وهو ضعيف) ثم قال: (وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنعم الله عليه بنعمة فأراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله .. ) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبدالرحمن بن خالد بن نجيح وهو ضعيف). وابن كثير في التفسير 3 85، وقال:(قال الحافظ أبو الفتح الأزدي عيسى بن عون عن عبدالملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه). وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع: 5 86.