الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللازمة قبل ابتعاثهم؛ لتحصينهم فكريًا وإظهار أساليب الأعداء في غزوهم فكريًا على طريقة (الوقاية خير من العلاج).
المطلب السادس: الاهتمام بالدوائر التربوية:
-
" للتربية دور كبير في تحقيق الانسجام بين أفراد المجتمع والقضاء على أي صراعات أو اختلافات تهدد أمنه "(1)
ولذلك فقد أولى الإسلام قضية التربية اهتماما خاصا لتحقيق الأمن الفكري وتحصين المسلم من كل ما يغزوه فكريًا من خلال الاهتمام بالدوائر التربوية المختلفة.
ودوائر التربية على النحو التالي:
أ- الأسرة ودورها في الأمن الفكري:
ب- المسجد ودوره في الأمن الفكري:
ج- المدرسة ودورها في الأمن الفكري:
(1) انظر: مقالًا للأستاذ الدكتور عامر بن عبدالله الشهواني بعنوان: مؤسسات المجتمع والأمن بين الواقع والطموح ص 76 بمجلة الأمن والحياة – إعلامية – أمنية – ثقافية – العدد 281 السنة الخامسة والعشرون – شوال 1426 هـ (نوفمبر – ديسمبر 2005م، وانظر بحثًا للدكتور ناصر بن عبد الله التركي بعنوان: الوظيفة الأمنية للأسرة: دراسة تحليلة للمعوقات من وجهة النظر الشرعية – ص 34 – 44 بمجلة البحوث الأمنية – مجلة دورية – علمية – محكمة – تصدر عن مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية – المجلد 15 – العدد 34 – شعبان 1427هـ سبتمبر 2006م.
أ- الأسرة ودورها في الأمن الفكري:
" وهي ذات الدور الأهم في جانب التربية بشكل عام والتربية الفكرية بشكل خاص لأنها البيئة الوحيدة التي تستقبل المولود منذ ولادته، وتستمر معه مدى حياته، تعاصر انتقاله من مرحلة إلي مرحلة، بل لا يوجد نظام اجتماعي آخر يحدد مصير النوع الإنساني كله، كما تحدده الأسرة "(1) فالوالدان داخل الأسرة يحصنان أبناءهما من الغزو الفكري ومن كل ما يفسد عليهم دينهم ودنياهم وأخراهم قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} .
والمعنى: " أن من مهمة الأبوين وقاية الأبناء بالتأديب والتعليم وإجبارهم على أمر الله وترك ما لا يرضاه لتتحقق لهم النجاة من عذاب الله "(2)(3)
ولاشك أن تحقيق الأمن الفكري للأبناء وتحصينهم من الغزو الفكري خطوة في هذا الطريق.
(1) الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية – د محمود محمد الجوهري – محمد عبد الحكيم خيال ص 167 – ط – أولي 1400هـ 1980م – دار الدعوة، اسكندرية.
(2)
انظر: مختصر ابن كثير 2/ 648، وتفسير السعدي ص 874
(3)
انظر: مختصر ابن كثير 2/ 648، وتفسير السعدي ص 874 ') ">
وهذا يعني الاهتمام بالأبوين برفع وعيهم وتثقيفهم بالحملة التي يشنها أعداء الإسلام على المسلمين؛ لتسميم أفكارهم، حتى ينجح الأبوان في تحقيق الأمن الفكري لأبنائهم.
فالمحافظة على الأمن الفكري للنشء المسلم هو الذي يحافظ على الفطرة السليمة التي خلق الله عز وجل الخلق عليها.
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفِطرةِ، فأبَواهُ يُهوِّدانهِ أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه، كمثَل البهيمةِ تُنْتَجُ البَهيمةَ، هل تَرَى فيها جَدْعاءَ» (1)«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ» (2) أي على ما ابتدأ الله خلقه عليه (3) وفيه إشارة إلى قوله تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} .
والمعنى أن كل أحد لو ترك في وقت ولادته وما يؤديه إليه نظره لأداه إلى الدين الحق وهو التوحيد ويؤيده أيضًا قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ} (4) فمن تغير كان بسبب
(1) أخرجه الإمام البخاري – كتاب الجنائز – باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام 1/ 313 برقم 1358
(2)
صحيح البخاري الجنائز (1385)، صحيح مسلم القدر (2658)، سنن الترمذي القدر (2138)، سنن أبو داود السنة (4714)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 275)، موطأ مالك الجنائز (569).
(3)
فتح الباري - ابن حجر - 10/ 339 ') ">
(4)
نيل الأوطار للأمام محمد بن علي الشوكاني– كتاب الطهارة - باب الحث على السواك وذكر ما يتأكد عنده 1/ 209 - ط – المكتبة التوفيقية – القاهرة – تحقيق د نصر فريد محمد واصل 0
أبويه إما بتعليمهما إياه، أو بترغيبهما فيه "
فالحديث الشريف يحذر المربين من انحراف الناشئ عن فطرته ومن التردي في ضلالات النصرانية، أو خرافات المجوسية والوثنية والإلحاد أو كيد اليهودية وعنادها وكفرها" (1)؛ لأن كل ذلك يبعده عن الأمن الفكري ويوقعه في الانحراف الفكري والسلوكي وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» (2) " فالحديث يدل على فداحة الخطب والخسران الكبير الذي يتحمله الأبوان إذا ضيعا الأبناء.
والدور الأكبر في إصلاح الفرد هو صلاح الأسرة، والأساس الأل في صلاح الأسرة هو صلاح الزوجين؛ ولذلك جاء الأمر للزوج أن يختار المرأة الصالحة ذات الدين والخلق؛ لكي يقوم الأبوان بتربية أبنائهما التربية الإسلامية الصحيحة بكل الوسائل التي توصل إلى ذلك؛ كتربية الجسم بالغذاء والنظافة، وتربية العقل بالفكر
(1) أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع للأستاذ عبد الرحمن النحلاوي ص 134، 135 0
(2)
أخرجه الإمام أبو داود - كتاب: الزكاة – باب: في صلة الرحم – 1/ 529 برقم 1692.
والتعليم، وتربية الروح بالطاعة والعبادة، تلقينا وقدوة؛ لأن القدوة التي ينشأ فيها الطفل هي التي تضبط تصرفاته وسلوكه واتجاهاته وأفكاره في مستقبل حياته " (1)
والخلاصة " أن الأسرة مطالبة برسم خطة واضحة المعالم لأبنائها من خلالها يستطيعون أن يسلكوا طريق حياتهم بأمان وبثقة بعيدًا عن المؤثرات السلبية، وقد يكون ذلك ممكنًا من خلال تزويدهم بالمعلومات والمعارف التي تحقق البناء الفكري السليم، وأن يكون الأب والأم قدوة صالحة ليجد الأبناء نموذجًا حيًا يقتدون به؛ هذا من جانب والجانب الآخر يتمثل في ضرورة الابتعاد عن العنف في الأسرة، أو ما يعرف بالعنف الأسري؛ لأن العنف في التربية من أشد الأخطار الاجتماعية، وله انعكاسات سلبية على أفراد المجتمع حيث يولد لديهم الحقد والبغضاء، والكراهية، والخوف، والتشرد، والانعزال، والانطواء، والانحراف، والشذوذ، وانتشار الرذيلة والفساد، وغيرها من السلوكيات غير المرغوبة في المجتمع، والسلوكيات السلبية تعد من أشد آفات المجتمع، بل هي من أشد أمراضه، وأسباب تفككه، وانحلاله وما يترتب على ذلك من مشكلات أمنية "(2)
(1) وانظر بحثًا للدكتور أحمد عبد الكريم غنوم - بعنوان: المسؤولية الأمنية للمؤسسات الاجتماعية – ص 57 بمجلة البحوث الأمنية – المجلد 15 - عدد 34
(2)
انظر: مقالًا للأستاذ الدكتور عامر بن عبد الله الشهواني بعنوان: مؤسسات المجتمع والأمن بين الواقع والطموح ص 78 - بمجلة الأمن والحياة.
ب- المسجد ودوره في الأمن الفكري:
" إن المسجد في الإسلام من أهم الدعائم التي تربى عليها الفرد المسلم، وقام عليها بناء المجتمع المسلم، في جميع العصور عبر التاريخ الطويل، ولا يزال المسجد من أقوى الأركان الأساسية لتكوين الفرد والجماعة، وتكوين المجتمع المسلم الراقي، وذلك لأنه بغير المسجد لا يمكن للفرد أن يتربى روحيا وإيمانيا وخلقيا واجتماعيا وفكريًا "(1)
" نظرًا لدور المسجد الخطير " فلا عجب إذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني – أول ما يبني بالمدينة – المسجد؛ ليصل حبل الأمة بحبل السماء، وليرد الناس إلى ربهم ليتزودوا منه، ويستقوا به، ويعتمدوا عليه " (2)
" وكان للمسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رسالة تربوية حيث إنه اهتم ببناء الشخصية الإسلامية من جميع جوانبها بناء متكاملاً ومتوازنا، وتربى المسلم فيه تربية وجدانية وروحانية
(1) المسجد وأثره في تربية الأجيال ومؤامرة أعداء الإسلام عليه/ عبد الله قاسم الوشلي ص 37 – سلسلة نحو النور، رقم 8، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة.
(2)
فقه الدعوة د جمعة علي الخولي ص 56، ط – المكتبة التوفيقية، الطبعة الأولى – 1396 هـ – 1976 م، القاهرة
وخلقية واجتماعية وعقلية وفكرية وفق تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة " (1)(2)
"وقد كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدر الإشعاع المادي والروحي للمسلمين، فهو مكان العبادة، وساحة القضاء، ومدرسة العلم، وندوة الأدب، ومعهد الثقافة الرشيدة، أي أنه كان لأمور الدين والدنيا معا"(3)
والمسجد هو الجامعة التي تخرج فيها الرعيل الأول الذين حملوا الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ومن شأن أن يخرج أمثالهم إن استغل الاستغلال الأمثل قال الله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .
" فالمساجد وهى أحب البقاع إلي الله وأطهرها هي التي تربي الذين تعلقوا بها وتعلموا العلم، والدين، والذكر، فتمكن الدين من قلوبهم ولم تغرهم الدنيا أو تصرفهم ملذاتها وأموالها وتجارتها عن ذكر الله، بل جعلوا طاعة الله وعبادته والتمسك بكتابه
(1) مجلة الوعي الإسلامي ص 31 – العدد 387، ذو القعدة 1418هـ – مارس 1998 م
(2)
مجلة الوعي الإسلامي ص 31 – العدد 387، ذو القعدة 1418هـ – مارس 1998 م ') ">
(3)
فقه الدعوة د جمعه علي الخولي ص 57. ') ">
غاية مرادهم، ونهاية مقصدهم، فما حال بينهم وبينها رفضوه)
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصطحبون أولادهم إلى المسجد ويربونهم على حبه والتعلق به والدليل على ذلك ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ «إني لأَقُومُ في الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصبي، فَأَتَجَوَّزُ في صلاتي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ» (1)
والخلاصة أن المسجد إحدى الدوائر التربوية المؤثرة والضرورية في توعية الأفراد وتعديل سلوكياتهم وتصحيح أفكارهم، وتثبيت عقيدتهم، ووقايتهم من الغزو الفكري.
" ولكي يعزز دور المسجد في العصر الحالي لابد من تفعيل نشاطاته بما يتوافق مع القضايا المعاصرة وتقديم الحلول الإسلامية لها وعلى رأسها قضية الأمن الفكري.
ولكي يتم ذلك التعزيز لابد من حسن اختيار أئمة المساجد وأن يكونوا ممن يشهد لهم بالفضل والعلم والفكر المتزن.
ولابد من تطوير خطب المساجد في مناقشة مشاكل المجتمع وتقديم الحلول الإسلامية الصحيحة لها، من خلال شرح آيات القرآن والأحاديث النبوية التي تحث على تحقيق الأمن والسلام
(1) أخرجه الإمام البخاري – كتاب الجماعة والإمامة –باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي – 1/ 250 برقم 675
والاستقرار، كما أن للمسجد دوره الفعال في جمع شمل أفراد المجتمع وإشاعة المحبة والألفة والسلام بين أفراده، ونبذ العنف والفرقة والتناحر والتنابذ بين المسلمين، بما يحقق مفهوم الأمن الفكري وينحسر التطرف بكل معانيه جانبًا " (1)
(1) انظر: مقالًا للأستاذ الدكتور عامر بن عبدالله الشهواني بعنوان: مؤسسات المجتمع والأمن بين الواقع والطموح ص 79 - بمجلة الأمن والحياة.
ج- المدرسة ودورها في الأمن الفكري:
" تقوم المدرسة بدور فعال قد تعجز عنه أية مؤسسة اجتماعية أخرى، فالمدرسة تقدم النصائح، والتوجيهات السليمة في المجالات الأمنية وتعزز القيم الاجتماعية من خلال الأساليب التربوية المختلفة، كما تقدم النشاطات التعليمية المختلفة الموجهة لخدمة الجوانب الأمنية، وتطوير المناهج بما يخدم هذا المجال.
فمن بين الأهداف التي يجب أن تركز عليها مناهجنا سواء في المجال التخطيطي أو التنفيذي ما يتعلق بالتوعية الأمنية لتحقيق أمن واستقرار المجتمع، والالتزام الديني، والأخلاقي المعتدل، ومنع الظلم، والعدوان، والبعد عن التطرف بما يحقق التكيف مع المجتمع، وتوضيح مفهوم الغلو بكافة أنواعه، ومناقشة الآثار المترتبة عليه " (1) والمدرسة هي إحدى الخطوات الأولى في إيقاد مشاعل العلم وتنشئة العلماء، وقد ورد في آيات القرآن الكريم الكثير مما يدل على فضل
(1) انظر: مقالًا للأستاذ الدكتور عامر بن عبدالله الشهواني بعنوان: مؤسسات المجتمع والأمن بين الواقع والطموح ص 79 - بمجلة الأمن والحياة.
العلم والعلماء وقدرهم في الأمة قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} . وقال الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} .
وقال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} " فكل هذه الآيات وغيرها تحث على العلم وترفع قدر أصحابه؛ لأنه لا قيمة لعقل جاهل، والعقل الجاهل أكثر عرضة للانجراف وراء الأوهام والخرافات والبدع، ولا يجيد إدراك حقيقة الدين ولا مصالح الدنيا "(1)
ولكي يتم نشر العلم وتدريب العلماء والقضاء على الجهل لابد من توفير وسيط ثقافي ومعرفي يقوم بهذه المهمة وهذا الوسيط هو المدرسة؛ ولذلك كان لابد من " تكاتف الجهود بين البيت والمسجد والمدرسة لكي تتحقق التربية الفكرية الإسلامية للنشء المسلم، ولابد أن يكون هدف الجميع تحقيق العبودية لله عز وجل، وحماية الأجيال المسلمة من كل ما يبعدهم عن الفهم
(1) انظر: المقاصد العامة للشريعة الإسلامية د يوسف حامد العالم ص 366 - ط – المعهد العالمي للفكر الإسلامي – الولايات المتحدة الأمريكية – الطبعة الأولى 1412هـ.
الصحيح لدين الله " (1)
وإدارة المدرسة والمعلمين لهم دور مهم في تعميق مفاهيم الإسلام وتثبيت أفكاره وغرس قيمه الفاضلة في قلوب التلاميذ والتي من شأنها أن تحميهم وتقيهم بإذن الله من الانحراف الفكري، ولكي يتسنى لهم القيام بهذا الدور، فيجب عليهم أن يجعلوا من أنفسهم نماذج للشخصية الإسلامية السوية ويتخلقوا بالأخلاق الإسلامية السامية، ويقدموا المثال الرفيع الذي يمكن للتلاميذ التأسي به، وتقليده" (2)
لأن القدوة الحسنة هي النموذج الفعال لتمكين مرتكزات التربية الإسلامية، قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} .
وبالجملة: فالتربية الإسلامية مسؤولية ملقاة على عاتق الوالدين والمربين سواءً كانوا في البيت أو المسجد أو المدرسة أو أي مؤسسة أخرى وهؤلاء محاسبون أمام الله عز وجل.
(1) انظر التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع للأستاذ عبد الرحمن النحلاوي ص 146 – ط – دار الفكر بدمشق
(2)
وانظر بحثًا مقدمًا من د عبد الله بن محمد أحمد حريري – بعنوان: دور التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية في مواجهة ظاهرة الإرهاب – ص 149 - بمجلة البحوث الأمنية – المجلد 15 – عدد 33 –