الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحصنوا أنفسهم بتحقيق الأمن الفكري داخل مجتمعاتهم، ولن يستقيم لهم ذلك إلا إذا عرضوا أنفسهم على القرآن الكريم متلمسين منه العلاج.
وهذا ما حاولت فعله مما فتح الله علىّ من وسائل القرآن الكريم لتحقيق الأمن الفكري، وتتمثل في المطالب الآتية:
المطلب الأول: توحيد مصدر تلقي العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين.
المطلب الثاني: النهي عن الابتداع في الدين
المطلب الثالث: النهي عن الفتوى بغير علم
المطلب الرابع: بين القرآن كيفية العلاقة بين المسلم وغير المسلم
المطلب الخامس: التربية الإيمانية
المطلب السادس: الاهتمام بالدوائر التربوية
المطلب السابع: تحقيق التكافل الاقتصادي ومحاربة الفقر والبطالة
المطلب الثامن: شغل وقت الفراغ ومحاربة الرفاهية الزائدة
المطلب التاسع: الإعلام البديل المنافس
المطلب العاشر: الحوار
المطلب الحادي عشر: المؤاخاة
المطلب الثاني عشر: حب الوطن
المطلب الثالث عشر: الوسطية
المطلب الأول: توحيد مصدر تلقي العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين:
لقد ارتضى الله عز وجل مصدرًا واحدًا لتلقي عقائدهم وعباداتهم حتى تستقيم حياتهم متمثلا في القرآن الكريم والسنة المطهرة قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} .
" يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره"(1)
فلا ينبغي لأتباع هذا القرآن أن يتركوه ويتلقوا أفكارهم من بشر لا علم لهم به ولا يهتدون بهديه، وقال الله تعالى:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الآيتان الكريمتان أمر صريح باتباع القرآن والسنة، بطاعة الله وطاعة رسول الله، ولا يصح الاقتصار على القرآن وحده في تلقي الأوامر الإلهية، فكثير من هذه الأوامر وردت على
(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – للشيخ عبد الرحمن بن ناصر ابن السعدي - تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق- الناشر: مؤسسة الرسالة - ص 454 الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م.
لسان النبي صلى الله عليه وسلم وفي تصرفاته؛ ولذلك قال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله " (1) وقد قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» (2)
(1) تفسير السعدي - ص 850
(2)
أخرجه الإمام مالك - كتاب: القدر،: باب النَّهْي عَنِ الْقَوْلِ بِالْقَدَرِ. - 5/ 1323 برقم 3338 - الناشر: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان -الطبعة: الأولى 1425هـ - 2004م.
(3)
أخرجه الإمام أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنه. - 3/ 387 برقم 15195 - الناشر: مؤسسة قرطبة.