الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم القيامة بميزان عدل لا جور فيه.
ولهذا كان هذا البحث المتواضع؛ لتوضيح الحقيقة ولزيادة الإيمان وللحث على زيادة الأعمال الصالحة، والبعد عن المعاصي. أرجو من الله أن يجعله علمًا نافعًا وعملاً صالحًا، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله.
المبحث الأول: معنى الميزان
المعنى اللغوي:
الميزان: هو الآلة التي يوزن بها التمر وغيره وهو مصنوع من الحجارة أو الحديد، وقيل: العدل، قال ابن منظور: وزن: الوزن روز الثقل والخفة، قال أبو منصور: رأيت العرب يسمون الأوزان التي يوزن بها التمر وغيره المسواة. من الحجارة والحديد: الموازين؛ واحدها: ميزان وهي المثاقيل واحدها مثقال، ويقال للآلة التي يوزن بها الأشياء: ميزان أيضًا.
قال الجوهري: أصله موزان انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وجمعه موازين، وجائز أن تقول للميزان الواحد بأوزانه موازين قال الله تعالى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} (الأنبياء:47) يريد: نضع الميزان القسط، وفي التنزيل العزيز:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف:8)، وقوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} (القارعة: 6)، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}
(القارعة:8)، قال ثعلب: إنما أراد: من ثقل وزنه أو خف وزنه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر (1)(2)
وامرأة موزونة: قصيرة عاقلة.
وأوزان العرب: ما بنت عليه أشعارها؛ واحدها وزن وقد وزن الشعر وزنا فاتزن.
قال ابن سيده: وهو وزن الجبل وزنته: أي حذاءه (3) وروى جويبر عن الضحاك "أن الميزان: العدل".
وقال بعضهم: الميزان الكتاب الذي فيه أعمال الخلق، وقوله تعالى:{فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (الكهف:105)، قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: العرب تقول: ما لفلان عندي وزن؛ أي قدر لخسته.
وقال غيره: معناه: خفة موازينهم من الحسنات ويقال: وزن فلان الدراهم وزنا بالميزان وإذا كاله فقد وزنه أيضًا.
ويقال: وزن الشيء إذا قدره، ووزن ثمر النخل إذا خرصه، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن السلف في النخل فقال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يؤكل منه وحتى يوزن) قلت: وما يوزن؟ فقال رجل عنده: حتى
(1) لسان العرب لابن منظور ج13 ص 446 - 447
(2)
لسان العرب لابن منظور ج13 ص 446 - 447 ') ">
(3)
لسان العرب لابن منظور ج13 ص 446 - 447 ') ">
يحزر.» (1) قال أبو منصور: جعل الحزر وزنا؛ لأنه تقدير وخرص، ومن طريق أخرى:«نهى عن بيع الثمار قبل أن توزن» وفي رواية: «حتى توزن» أي تحزر وتخرص، قال ابن الأثير: سماه وزنا؛ لأن الخارص يحزرها ويقدرها فيكون كالوزن لها (2)
المعنى الاصطلاحي:
الميزان: هو الآلة التي توزن بها أعمال بني آدم يوم القيامة، وهو ميزان حقيقي له كفتان حسيتان ولسان.
وأن الله ينصبه لكل أحد وهذا قول أهل السنة والجماعة (3)
قال البخاري: باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (الأنبياء: من الآية47)، وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن (4)
قال الزجاج: اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير أنه ميزان له كفتان وأن الميزان أنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعدل وتوزن به الأعمال (5)
قال البيضاوي {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} (الأعراف: من الآية8):
(1) صحيح مسلم البيوع (1535)، سنن الترمذي البيوع (1226)، سنن النسائي البيوع (4551)، سنن أبو داود البيوع (3368).
(2)
لسان العرب لابن منظور ج13 ص 446 - 447 ') ">
(3)
لسان العرب ج: 13 ص: 446 - 447 ') ">
(4)
صحيح البخاري ج 6 ص 274. ') ">
(5)
لسان العرب ج: 13 ص: 446 - 447. ') ">