المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسالة في كلمة لا إله إلا الله - مجموعة الرسائل والمسائل النجدية - ط المنار - جـ ٤

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌كتابالجواهر المضية

- ‌{عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى}

- ‌رسالة في المسائل الخمس الواجب معرفتها

- ‌[رسالة في النفاق الأكبر والأصغر وصفات المنافقين]

- ‌رسالة في كلمة لا إله إلا الله

- ‌رسالة في الشهادتين ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌رسالة في كلمة التوحيد

- ‌رسالة أخرى في كلمة التوحيد(وكونها تنفي أربعًا وتثبت أربعًا)

- ‌[مذاكرة الشيخ مع أهل حريملاء في كلمة التوحيد، وفيمن يجمع بينها وبين الشرك]

- ‌رسالة أخرى في كلمة التوحيد

- ‌رسالة في حقيقة الإسلام من الكتاب والسنة(ومن خالفهما من أدعياء العلم والعرفان)

- ‌{ذبيحة المرتد وما يكفر به المسلم وحكمه}

- ‌كتابجواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية

- ‌الاختلاف بين علي ومعاوية{ورأي أهل السنة في هذه الفتن}

- ‌مدة الحرب بين علي ومعاوية

- ‌فصل[في افتراق الأمة بعد قتل عثمان]

- ‌فصل[في تفضيل أهل السنة عليا على معاوية]

- ‌فصل[في إنصاف أهل السنة وكذب الروافض]

- ‌فصل[في موالاة أهل السنة لعلي وتفسيقهم لمن سبوه وطغوا عليه]

- ‌فصل{الأقوال والآراء في قتال الحسين رضي الله عنه ليزيد}

- ‌فصل{بيان مذهب الزيدية من البدع}(وأقوال المُحدِّثين في الإمام زيد بن عليّ وبراءتهم من الشيعة)

- ‌فصل[في قول ابن معين في مذهب الزيدية]

- ‌فصل{الشيعة المعتدلون من أئمة الحديث}

- ‌فصل{افتراء الشيعة على أهل السنة الانحراف عن آل البيت وتولي الدول الجائرة}

- ‌فصل(في أهواء الشيعة والخوارج في حديث الردة وحديث الوصية بآل البيت)

- ‌فصل(في تفسير {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى})

- ‌فصل(في تفسير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} وتحريف الشيعة لها)

- ‌فصل{في أهواء الشيعة في مناقب أحاديث آل البيت}

- ‌فصل

- ‌فصل(زعم الزيدي أن الوهابي كفّر من خالف مذهبه، وإبطاله)

- ‌فصل[قول السلف في الاستواء على العرش]

- ‌فصل{في إنكار الزَّيْدِي صفة العلو والفوقية لله تعالى، والرد عليه}

- ‌فصل[الاحتجاج بالمُرْسَل ورد دعوى تكفير الوهابية لمن خالفهم مطلقا]

- ‌فصل[في بدعة إنكار القدر وتقدمها على بدعة تأويل الصفات]

- ‌فصل{في مسألة القدر وإثبات السلف والخلَف [من] أهل السنة له}

- ‌فصل[المبتدعة ترد ما وصف الله به نفسه بزعم التجسيم]

- ‌فصل{في شبهة تأويل بعض السلف للصفات}

- ‌فصل[تشنيع المبتدع على أهل السنة في مسألة الصفات، ورده]

- ‌فصل[في إبطال زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر الصفات]

- ‌فصل

- ‌فصل[في إبطال زعم أن الطائفة الناجية هم أهل البيت فقط]

- ‌فصل[جدل المعترض في صفات الله تعالى، والرد عليه]

- ‌رَدُّ الإمام أحمد على الزَنَادِقة والجَهْميّة

- ‌فصل[مذهب آل البيت في الصفات]

- ‌فصل[مذهب السلف والخلف في الصفات، وجهل المعترض ذلك]

- ‌{نُقُول مصنفي السلف في مذهب أهل السنة في صفات الله تعالى}

- ‌فصل[في إبطال تأويل الاستواء بالاستيلاء]

- ‌فصل[نقض حجة الزيدي من كلام من احتج بهم]

- ‌فصل[اختلاف أهل البيت في الصفات وغيرها كغيرهم]

- ‌فصل[ما قيل في إسرار النبي إلى بعض أزواجه حديثا]

- ‌فصل[رأي الزيدية في الإمامة وغلو الإمامية والباطنية]

- ‌فصل{في وصف العالم الزيدي الشيعة الإمامية بالغلو كالباطنية، وإثبات غلو الزيدية دون غلوهما}

- ‌فصل[الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة]

- ‌فصل[انصراف وصيته صلى الله عليه وسلم بأهل بيته إلى من في زمنه منهم]

- ‌فصل[رواة أهل السنة لا يتعصبون في الروايات كالشيعة]

- ‌فصل[بغي بعض المسلمين على بعض لا يقتضي الكفر ولا ينفي محبتهم جميعا]

- ‌فصل[مخالفة الشيعة لأهل السنة في الصحابة وآل البيت]

- ‌فصل[في اعتدال أهل السنة بين غلو الشيعة وجفوة النواصب]

- ‌فصل[مذهب الزيدية في لعن معاوية]

- ‌فصل[لا أحد يشهد لأحد بالجنة أو النار إلا من ثبت له ذلك]

- ‌فصل[حمل الشيعة أخبار المرتدين على من قاتلهم من الصحابة لا عليهم]

- ‌فصل[تفسير الشيعة وأهل السنة لآية {وإن طائفتان} الخ]

- ‌فصل[حديث غدير خم، وزيادة الشيعة فيه لفظ ومعنى]

- ‌فصل[كذب الشيعة على معاوية وما أنكره أهل السنة عليه]

- ‌فصل[دعوى الزيدية العصمة لعلي كدعوى الإمامية النص على إمامته]

- ‌فصل{في كلام بعض أهل البيت في الثناء على معاوية}

- ‌كتاببيان المحجة في الرد على اللجة

- ‌[نفي ما في البردة من شرك نشأ عن جهل وفساد تصور]

- ‌[هدم الإسلام للشرك ثم عودته إلى المسلمين وفشوه فيهم]

- ‌[أبيات البردة فيها الاستعانة والاستغاثة بغير الله]

- ‌[عبادة النصارى وتأليههم للمسيح]

- ‌[اتخاذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم أربابا]

- ‌[نبذ الشرك وعبادة الله وحده]

- ‌[دعوة جميع الرسل إلى عبادة الله وحده]

- ‌[إخلاص الدعاء لغير الله]

- ‌[تفسير قوله {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}]

- ‌[لا شريك لله في ملكه كما لا شريك له في إلهيته وربوبيته]

- ‌[إحاطة العلم بالمعلومات كلياتها وجزئياتها]

- ‌[الموافقة في الاسم لا تنفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة]

- ‌[موت أبي طالب على الشرك]

- ‌[لا وسيلة للعبد إلى نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالإيمان به وبما جاء به من توحيد الله]

- ‌[الشفاعة الشركية والشفاعة الشرعية بقيديها]

- ‌[حديث الشفاعة العظمى]

- ‌[سؤال الحي الحاضر والتوسل إلى الله بدعائه]

- ‌[التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يجوز]

- ‌[مراتب البدع عند القبور]

- ‌[النبي ينهى أمته عن كل ما يؤول بهم إلى الغلو]

- ‌[توحيد الرب ونفي خصائصه عما سواه]

- ‌[الشرك بالله هضم للربوبية وتنقُّص للإلهية]

- ‌[الله يستدرج أهل الشرك بأمور تقع لهم يظنونها كرامات عقوبة لهم]

- ‌[حكمة الرب في خلق السماوات والأرض]

- ‌[التصرف في الكون لله وحده]

- ‌[نفي الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك]

- ‌[طلب الشفاعة ممن لا يملكها كالأموات شرك بالله]

- ‌[تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس الدعاء]

- ‌[الفتنة بالعالم الفاجر والعابد الجاهل أضر من كل فتنة]

- ‌[حجة الجاهلين منامات وحكايات مجهولة عن مجهول]

- ‌[تسوية المخلوق بالخالق خلاف العقل]

- ‌[التوكل على الله جماع الإيمان]

- ‌[الإحاطة بما في اللوح المحفوظ علما ليس إلا لله -تعالى- وحده]

- ‌[اختص الله -تعالى- بعلم الغيب كله]

- ‌[كذب المعترض على أهل العلم ما لم يقولوه في معنى مفاتيح الغيب]

- ‌[قول أهل العلم في معنى مفاتيح الغيب]

- ‌[قول السلف في مفاتيح الغيب]

- ‌[لا أحد يكفر أحدا مات وظاهره الإسلام]

- ‌[عيوب الكشاف]

- ‌[أفضل كتب التفاسير]

- ‌[حدوث الشرك والبدع والفرقة في الأمة]

- ‌[لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه]

- ‌[رد أهل السنة للبدع وأشهر أئمتهم في ذلك]

- ‌[ظهور الفتن والبدع في كل بلد لا يختص بها قطر]

- ‌[الأرض لا تقدس أحدًا وإنما يُقَدِّسُ المرءَ عملُهُ]

- ‌[الحديث في فتن نجد إنما يظهر في نجد المدينة وهو العراق]

- ‌[رؤيا النبي دار الهجرة وذهاب وهله أنها اليمامة]

- ‌[فشو الشرك المخالف لفاتحة الكتاب وسورة الناس]

- ‌[كلام ابن تيمية في شرك القبوريين]

- ‌[آيات القرآن في أن دعاء غير الله شرك]

- ‌[نفي الشفاعة الشركية]

- ‌[شبهة من يدعو غير الله]

- ‌[لعن متخذي القبور مساجد]

- ‌[كراهة السلف لتعظيم القبور والاستغاثة بالموتى]

- ‌[ليس لسؤال الموتى تأثير في الإجابة]

- ‌[الأنبياء والصالحون لم يُعْبَدُوا إلا بعد موتهم]

- ‌[الفتنة بقصائد المتأخرين في مدح النبي وغيره والاستغاثة بهم]

- ‌[مقصود زيارة الموحدين للقبور]

- ‌[الشفاعة جميعها لله يأذن لمن شاء لمن ارتضى]

- ‌[الفرق بين شفاعة المخلوق إلى الخالق وشفاعته إلى المخلوق]

- ‌[شفاعة المخلوق إلى المخلوق لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده]

- ‌[الله تعالى هو الذي يُحَرِّك الشفيع حتى يشفع]

- ‌كتابالمورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال

- ‌[نواقض التوحيد]

- ‌[موالاة المشركين بالنصرة والإعانة ناقض للإسلام]

- ‌[لا يثبت الإسلام ولا يتحقق إلا بالعمل بشرائعه]

- ‌[مما يثبت به الإسلام أداء الأمانات واجتناب المحرمات]

- ‌فصلفي الإشارة إلى ما تضمنَتْهُ لا إله إلا الله من نَفْيِ الشرك وإبطاله، وتجريد التوحيد لله تعالى والإشارة إلى بعض ما تُنْتَقَضُ به عُرَى الدين الذي بعث الله به المرسلين

- ‌[شروط كلمة التوحيد]

- ‌[بعض أعمال المنافقين وأقوالهم التي عُدَّت كفرا]

- ‌[دعوة الرسل والأنبياء أقوامهم إلى عبادة الله وحده]

- ‌[القرآن تحقيق لمعنى كلمة التوحيد]

- ‌[جواب الشيخ محمد بن عبد الوهاب لمن سأله عما يقاتِلون عليه وما يكفِّر به]

- ‌فصل:وهذا شروع في الجواب المشار إليه سابقًا

- ‌[الرد على من طعن في الشيخ عبد الرحمن بن حسين]

- ‌[حل جوائز السلطان]

- ‌[أخذ العلماء أرزاقهم من بيت المال]

- ‌[الوهابية لا يكفرون إلا بما أجمع العلماء على أنه كفر]

- ‌[فشو الشرك بالدعاء والاستغاثة بغير الله]

- ‌[امتحان الله الناس في الفتن للتمييز بينهم]

- ‌[دعاء النبي للمؤمنين الذين عجزوا عن الهجرة معه]

- ‌[الظالمون لأنفسهم بترك الهجرة وحالهم عند الموت]

- ‌[وعيد من ترك الهجرة إلا المستضعفين]

- ‌[هجرة الصحابة إلى الحبشة وإكرام النجاشي لهم]

- ‌[حال المسلم الذي يقيم بين المشركين المعادين للإسلام]

- ‌[شبهة استئجار أبي بكر لعبد الله بن أريقط، والرد عليها]

- ‌كتاببيان كلمة التوحيد والرد على الكشميري عبد المحمود

- ‌[دعوة الرسل كلهم إخلاص العبادة لله وحده]

- ‌[ورقة في معنى كلمة التوحيد لكاتب مجهول]

- ‌[غلط كثير من الطوائف في مسمى التوحيد]

- ‌[الرد على تفسير الورقة لكلمة إله]

- ‌[أصل دعوة الرسل عبادة الله وحده]

- ‌[قول الورقة: إن الإله مشتق من ألهه]

- ‌[قول الورقة: إن العرف خصَّ معنى الإله بالمعبود بحق]

- ‌[النفي والإثبات في كلمة التوحيد]

- ‌[زعم عدم تحقق العبادة إلا بعد استحقاق المعبود لها]

- ‌[قوله: إن المعبودات الباطلة سميت آلهة من حيث اعتقاد عبَّادها]

- ‌وقوله: (كما ورد في أكثر موارد القرآن)

- ‌وأما قوله: (فمدفوع بأن إطلاقه عليها بالنظر إلى اعتقاد عبادها)

- ‌[الإله المنفي في كلمة الإخلاص]

- ‌[إعراب لا إله إلا الله]

- ‌[ما يقتضيه إعراب المعترض لها من الفساد]

- ‌[وجوب تحقيق معنى لا إله إلا الله]

- ‌[أقوال كبار المتكلمين في معنى لا إله إلا الله وإعرابها]

- ‌[عود إلى الآيات في معنى لا إله إلا الله]

- ‌[اقتضاء كلمة التوحيد إبطال عبادة كل ما عبد من دون الله]

- ‌[شكوى قريش لأبي طالب من النبي وكلامه]

- ‌[زعم أن كلمة التوحيد لا تنفي إلا مفهوما كليا]

- ‌[الوجوه المبطلة للقول بأن نفي الكلي ليس له أفراد في الخارج]

- ‌[رد قول أن المنفي بلا إله إلا الله كلي منوي]

- ‌[الزعم بأن المستثنى بها هو المفهوم العام]

- ‌[قول أفلاطون وأتباعه: إن الله هو الوجود المطلق]

- ‌[رد شيخ الإسلام على قول أفلاطون]

- ‌[الرد على تفسير الورقة لكلمة التوحيد]

- ‌[المنفي بكلمة التوحيد كل ما عبد ويعبد من دون الله]

- ‌[التوحيد هو الكفر بالطواغيت والأصنام وإخلاص العبادة لله وحده]

- ‌[معنى لا إله إلا الله وإعرابها عند الكوراني]

- ‌[الرد على من صرف كلمة التوحيد عن معناها]

- ‌[المنفي في كلمة التوحيد الإلهية الكثيرة الموجودة في الخارج]

- ‌[وضع الأسماء الشرعية للمسميات البدعية]

- ‌[تفسير العلماء لكلمة التوحيد]

- ‌[ذيل للرد للعلامة ابن بطين]

- ‌[جوابه عن قول الخطيب: الحمد لله الذي تحيرت العقول في مبدأ أنواره…الخ]

- ‌الفرق بين الرخصة والعزيمة{وحكم الشرع فيهما}

- ‌[مسألة الجد والإخوة]

- ‌[قلب الدَّيْن على من له عقار وعوامل ونواضح ونحوها] *

- ‌في الرد على الجهمية والرافضة

- ‌مسائل شتى سئل عنها الشيخ عبد الله أبو بطين

- ‌[ثلاث مسائل]

- ‌ معنى قول الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني -رحمة الله عليه-: ولا ينفع المشرك قوله: أنا لا أشرك بالله شيئا لأن فعله أكذب قوله

- ‌[مسائل وفتاوى للشيخ عبد الرحمن بن حسن]

- ‌معنى قوله في الاستفتاح "ولا إله غيرك

- ‌مسألة في بعض ما يتعلق بغلة الوقف

- ‌نصيحة لولي الأمر بالحرص على إقامة الدين

- ‌جواب فيصل للشيخ عبد الرحمنعن نصيحته المتقدمة

- ‌الرد على من قال بقول الفلاسفة في دعاء الموتى والتعلق بأرواحهم

- ‌[الوصية بتدبر كتاب الله]

- ‌[الجواب عن مسائل اختلف فيها طلبة العلم]

- ‌{فتاوى فقهية في خروج النساء ولبس الحرير وغير ذلك}

- ‌قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة

- ‌(تقريظ للرسالة الماضية)في حكم الحرير، لبعض الأفاضل

- ‌{الكتب التي يؤخذ منها التوحيد، والنهي عن الحرير}

- ‌{فتاوى ومسائل فقهية - في الطلاق الثلاث وغيره}

- ‌معنى التقوى وتفسير قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

- ‌{كتابه إلى محمد بن عمر وفيه ذكر تآليف ابن منصور}

- ‌كتاب آخر إلى محمد بن عمر(وفيه الرد على من زعم أنه لا يصح تبديع مسلم ولا تفسيقه)

- ‌(جواب سؤال عمن يجتمع للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في المسجد، وعن صلاة الجمعة قبل الزوال، ومسائل أخرى)

- ‌(جوابه عن كتاب من محمد آل عمر السليم)[ذكر كلام ابن القيم في حياة القلب]

- ‌{نصيحة بالعمل بما دلت عليه الشهادتان}(كتبها إلى أمير الأحساء وأعيانها)

- ‌(بعض رسائل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن)

- ‌{رسالة في الكلام على "أما" بالتخفيف، وإعراب "عدد خلقه" إلخ}

- ‌{حكمة الله في ابتلائه المؤمنين}

- ‌كتاب منه إلى سهل بن عبد الله{يرشده فيه إلى تدبر كتاب الله}

- ‌{جواب كتاب منه إليه يشنع فيه على حج المشاهد والمقابر}

- ‌التحذير عن البطالة

- ‌الوصية الجامعة لزوم التقوى في كل حال

- ‌{كتابه إلى محمد آل عمر وفيه ذكر شرحه كتاب الكبائر}

- ‌{كتاب منه إلى صالح آل عثمان}

- ‌حسن الالتجاء إلى الله والثقة به

- ‌{في تعظيم أوامر الله ومجاهدة أعدائه}{والولي في النكاح، وسؤال الله بحق نبيه}

- ‌رسالةفي القول فيما يذهب إليه الناس اليوم من العقيدة الأشعرية وإمامة من يعتقدها وتوليه القضاء

- ‌فتاوى في مسائل مختلفة{في الديات والجروح ودم الذمي والمعاهد والحربي}

- ‌{حكم وطء الرجل مملوكة ولده}

- ‌رسالة(في الاعتصام والاتباع والنهي عن التفرق والابتداع)

الفصل: ‌رسالة في كلمة لا إله إلا الله

‌رسالة في كلمة لا إله إلا الله

بين فيها حقيقة التوحيد ومعناه، وكونه لا يُنَجِّي من النار سواه

وله في معنى لا إله إلا الله ما نصه:

قال -رحمه الله تعالى-: هذه كلمات في بيان شهادة أن لا إله إلا الله، وبيان التوحيد الذي هو: حق الله على العبيد، وهو أفرض من الصلاة والزكاة وصوم رمضان، فرحم الله امرأ نصح نفسه وعرف أن وراءه جنة ونارا، وأن الله عز وجل جعل لكل منهما أعمالا. فإن سأل عن ذلك وجد رأس أعمال أهل الجنة: توحيد الله تعالى.

فمن أتى به يوم القيامة فهو من أهل الجنة قطعا، ولو كان عليه من الذنوب مثل الجبال، ورأس أعمال أهل النار: الشرك بالله. فمن مات على ذلك، فلو أتى يوم القيامة بعبادة الله الليل والنهار والصدقة والإحسان؛ فهو من أهل النار قطعا، كالنصارى الذين يبني أحدهم صومعة في البرية؛ ويزهد في الدنيا ويتعبد الليل والنهار، لكنه خلط ذلك بالشرك بالله؛ تَعَالى اللهُ عن ذلك.

قال الله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} 1. وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ} 2 الآية.

فرحم الله امرأ تنبه لهذا الأمر العظيم، قبل أن يعض الظالم على يديه ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا!

نسأل الله أن يهدينا، وإخواننا المسلمين إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، وهم: العلماء الذين علموا ولم يعملوا، وطريق الضالين وهم: العباد الجهال فما أعظم هذا الدعاء! وما أحوج مَن دعا به أن يُخلص قلبه في كل ركعة

1 سورة الفرقان آية: 23.

2 سورة إبراهيم آية: 18.

ص: 15

إذا قرأ بها بين يدي الله -تعالى- أن يهديه وأن ينجيه؛ فإن الله قد ذكر أنه يستجيب هذا الدعاء الذي في الفاتحة؛ إذا دعا به الإنسان من قلب حاضر.

[حقيقة معنى لا إله إلا الله]

(فنقول): لا إله إلا الله هي: العروة الوثقى، وهي كلمة التقوى، وهي الحنيفية ملة إبراهيم، وهي التي جعلها الله عز وجل كلمة باقية في عقبه، وهي التي خلقت لأجلها المخلوقات، وبها قامت الأرض والسماوات، ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، قال الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 1. وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 2، والمراد معنى هذه الكلمة، وأما التلفظ باللسان مع الجهل بمعناها فلا ينفع، فإن المنافقين يقولونها، وهم تحتَ الكفارِ في الدرك الأسفل من النار.

(فاعلم) أن معنى هذه الكلمة نفيُ الإلهية عما سوى الله تبارك وتعالى وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له، ليس فيها حق لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، كما قال تعالى:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} 3. وقال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} 4. وقال تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} 5 الآية.

فإذا قيل: لا خالق إلا الله؛ فهذا معروف، لا يشاركه في ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. وإذا قيل: لا يرزق إلا الله فكذلك. فإذا قيل: لا إله إلا الله فكذلك. فتفكر رحمك الله! واسأل عن معنى لا إله إلا الله، كما تسأل عن معنى الخالق والرازق. فاعلم أن الإله هو المعبود؛ هذا هو تفسير هذه اللفظة بإجماع أهل العلم، فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلها من دون الله، وجميع ذلك باطل، إلا إله واحد وهو الله وحده تبارك وتعالى علوا كبيرا.

[العبادة وأنواعها]

والعبادة أنواع كثيرة لكني أُمَثُّلُهَا بأنواع كثيرة لا تُنْكَر: من ذلك السجود:

1 سورة الذاريات آية: 56.

2 سورة النحل آية: 36.

3 سورة مريم آية:93، 95.

4 سورة النبأ آية: 38.

5 سورة النحل آية: 111.

ص: 16

فلا يجوز لعبد أن يضع وجهه على الأرض ساجدًا إلا لله وحده لا شريك له، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لِوَلِيٍّ. ومن ذلك الذبح: فلا يجوز لأحد أن يذبح إلا لله وحده، كما قرن الله بينهما في القرآن في قوله تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ} 1 والنسك هو: الذبح، وقال:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 2؛ فتفطن لهذا.

واعلم أن مَن ذبح لغير الله من جني أو قبر، فهو كما لو سجد له. وقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال:"لعن الله من ذبح لغير الله"3.

ومن أنواع العبادة: الدعاء: كما كان المؤمنون يدعون الله ليلا ونهارا في الشدة والرخاء وحده، لا يشك أحد أن هذا من أنواع العبادة 4.

فتفكر -رحمك الله- أنه فيما حَدَثَ في الناس اليوم من دعاء غير الله في الشدة والرخاء: هذا يريد سفرا فيأتي عند قبر أو غيره، فيدخل عليه بماله على من يَنْهَبه. وهذا تلحقه الشدة في البر أو البحر فيستغيث بعبد القادر أو السمان أو بنبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء، أن ينجيه من هذه الشدة.

فيقال لهذا الجاهل: إن كنت تعرف أن الإله هو: المعبود، وتعرف أن الدعاء من العبادة؛ فكيف تدعو مخلوقا ميتا عاجزا وتترك الحي القيوم، الرؤوف الرحيم القدير؟ فيقول هذا المشرك: إن الأمر بيد الله، ولكن هذا العبد الصالح يشفع لي عند الله وتنفعني شفاعته وجاهه، ويظن أن ذلك يسلمه من الشرك.

1 سورة الأنعام آية: 162.

2 سورة الكوثر آية: 2.

3 مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/ 108 ،1/ 118 ،1/ 152).

4 وهو أعلى الأنواع، وأدلها على الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص، فالسجود إنما كان عبادة بحكم الشرع، وقد كان عادة في التحية من قبل، ومنه سجود يعقوب وأولاده لولده يوسف عليهم السلام. وأما الدعاء فهو: ركن العبادة الأعظم بمقتضى الفطرة، وفي دين الله على ألسنة جميع الأمم، ولذلك قال (ص):"الدعاء هو العبادة" رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من حديث النعمان بن بشير وأبو يعلى من حديث البراء؛ وفي معناه: "الدعاء مخ العبادة" رواه الترمذي من حديث أنس.

ص: 17

فيقال لهذا الجاهل: المشركون عباد الأصنام الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وغنم أموالهم وأبنائهم ونساءهم كلهم يعتقدون أن الله هو النافع الضار الذي يدبر الأمر، وإنما أرادوا ما أردت من الشفاعة عند الله، كما قال تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} 1. وقوله {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 2. وإلا فهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق النافع الضار كما أخبر عنهم بقوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} 3.

فليتدبر اللبيب العاقل الناصح لنفسه الذي يعرف أن بعد الموت جنة ونارا، هذا الموضع، ويعرف الشرك بالله الذي قال الله فيه:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 4 الآية. وقال: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} 5. فما بعد هذا البيان بيان! إذا كان الله عز وجل قد حكى عن الكفار أنهم يقرون أنه هو الخالق الرازق، والمحيي المميت الذي يدبر الأمر، وإنما أرادوا من الذين يعتقدون فيهم التقرب والشفاعة عند الله -تعالى-.

(فكم من) آية في القرآن ذكر الله فيها هذا، كقوله تعالى:{قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} 6 - إلى قوله- {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} 7. وكقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 8 {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 9، وغير ذلك من الآيات التي أخبر الله بها عنهم أنهم أقروا بهذا لله وحده، وأنهم ما أرادوا من الذين يعتقدون فيهم إلا الشفاعة، لا غير ذلك.

[الشرك بعبادة الأصنام كالشرك بعبادة الأنبياء والصالحين]

فإن احتج بعض المشركين أن أولئك يعتقدون في أصنام من حجارة وخشب، ونحن نعتقد في الصالحين. قيل له: والكفار أيضا منهم من يعتقد في الصالحين مثل:

1 سورة يونس آية: 18.

2 سورة الزمر آية: 3.

3 سورة يونس آية: 31.

4 سورة النساء آية: 48.

5 سورة المائدة آية: 72.

6 سورة المؤمنون آية: 84.

7 سورة المؤمنون آية: 89.

8 سورة العنكبوت آية: 61.

9 سورة العنكبوت آية: 63.

ص: 18

الملائكة وعيسى بن مريم. وفي الأولياء مثل: العزير واللات، وناس من الجن. وقد ذكر الله عز وجل في كتابه ما يدل على هذا، فقال في الذين يعتقدون في الملائكة ليشفعوا لهم:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُون َ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} 1. وقال: {لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} 2.

وقال فيمن اعتقد في عيسى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} 3. وقال: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 4؛ فإذا كان عيسى بن مريم -وهو من أفضل الرسل- قيل فيه هذا، فكيف بعبد القادر أو غيره؛ إذ يقال فيه: إنه يملك ضرا أو نفعا؟.

وقال في حق الأولياء: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} 5. قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون الملائكة وعزيرا والمسيح فقال الله: هؤلاء عبيدي كما أنتم عبيدي، يرجون رحمتي كما ترجون أنتم رحمتي، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي.

فرحم الله امرأ تفكر في هذه الآية العظيمة، وفيما نزلت فيه، وتفكر أن الذين اعتقدوا فيهم إنما أرادوا التقرب إلى الله والشفاعة عنده بهم، وهذا كله يدور على كلمتين:

الأولى: أن تعرف أن الكفار يعرفون أن الله -سبحانه- هو الخالق الرازق الذي يدبر الأمر وحده، وإنما أرادوا التقرب بهؤلاء إلى الله -تعالى-.

والثانية: أن تعرف أن منهم أُنَاسًا يعتقدون في أناس من الأنبياء والصالحين مثل: عيسى والعزير والأولياء، فصاروا هم والذين يعتقدون في الأصنام من الحجر والشجر واحدا، فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين الذين يعتقدون في الأوثان من الخشب والحجر، والذين يعتقدون في الأنبياء والصالحين؛

1 سورة سبأ آية: 40.

2 سورة الأنبياء آية: 28.

3 سورة النساء آية: 171.

4 سورة المائدة آية: 76.

5 سورة الإسراء آية: 56.

ص: 19

إذا تبين هذا لك عرفت دين الله.

ولو قال المشرك بعد ذلك: هذا بَيِّنٌ نعرفه في أول الأمر ولا نخاف منه.

[عناية القرآن بمحو الشرك من القلوب والبراءة من أهله]

قيل: إن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرفوا هذا إلا بعد التعلم، ومن أنواع الشرك أشياء ما عرفوها إلا بعد سنين، فإن عرفت هذا بلا تعلم فأنت أعلم منهم، بل الأنبياء لم يعرفوا هذا إلا بعد أن علَّمَهم الله تعالى، قال الله تعالى لأعلم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} 1 وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} 2.

فإذا كان هذا حال نبينا، وحال الخليل إبراهيم عليه السلام إذ يوصي بها أولاده وهم أنبياء. قال الله تعالى:{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 3. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 4؛ فإذا كان هذا الأمر لا يخاف على المسلمين منه، فما بال الخليل يخاف على نفسه وعلى بنيه، وهم أنبياء؛ حيث قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} 5. ما بال العليم الحكيم لما أنزل كتابه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور جعله في هذا الأمر، وأكثر الكلام فيه وبَيَّنَه، وضرب فيه الأمثال، وحَذَّرَ منه وأبدى وأعاد؟ فإذا كان الناس يفهمونه بلا تعلم، ولا يخاف عليهم منه، فما بال رب العالمين جعل أكثر كتابه فيه؟ فسبحان من طَبَعَ على قلب من شاء من خلقه، فأصمهم وأعمى أبصارهم!

وأنت يا مَنْ مَنَّ الله عليه بالإسلام، وعرف معنى: لا إله إلا الله، لا تظن أنك إذا قلت: هذا هو الحق وتارك ما سواه 6، لكن لا أتعرض لهم ولا أقول فيهم شيئا، لا تظن أنك غير عاصٍ ربك، بل لا بد من بغضهم وبغض من يحبهم، ومسبتهم

1 سورة محمد آية: 19.

2 سورة الزمر آية: 65.

3 سورة البقرة آية: 132.

4 سورة لقمان آية: 13.

5 سورة إبراهيم آية: 35.

6 كذا في الأصل ويظهر أنه سقط من هنا شيء.

ص: 20

ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه لقومهم:{إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} 1. وقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 2 الآية، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3.

ولو قال رجل: أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق، لكن لا أتعرض للات والعزى، ولا أتعرض لأبي جهل وأمثاله، ما عليَّ منهم؟ لم يصح إسلامه.

وأما مجادلة بعض المشركين بأن هؤلاء الطواغيت ما أمروا الناس بهذا ولا رضوا به، فهذا لا يقوله إلا مشرك مكابر، فإن هؤلاء ما أكلوا أموال الناس بالباطل ولا ترأسوا عليهم، ولا قربوا ما قربوا إلا بهذا، وإذا رأوا رجلا موحدا منكرا لهذا الشرك سبوه وآذوه، وإذا رأوا مشركا كافرا تابعا للشيطان قربوه وأحبوه وزوجوه بناتهم وعَدُّوا ذلك شرفًا.

وهذا القائل يعلم أن قوله ذلك كذب، فإنه لو يحضر عندهم ويسمع بعض المشركين يقول: جاءتني شدة فجئت الشيخ فلان أو السيد فلان فنذرت له فخلصني، لم يجز أن يقول هذا القائل: لا يضر ولا ينفع إلا الله، بل لو قال هذا وأشاعه في الناس لأبغضه الطواغيت، بل لو قدروا على قتله لقتلوه. وبالجملة لا يقول هذا إلا مشرك مكابر، وإلا فدَعْوَاهم هذه وتخويفهم الناس، وذكرهم السوالف الكفرية التي اشتهرت عن آبائهم مشهور، لا ينكره من عرف حالهم كما قال تعالى:{شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} 4.

[العبرة فيما ذكر الله عن المشركين إذا مسهم الضر]

ولنختم الكتاب بذكر آية من كتاب الله فيها عبرة لمن اعتبر. قال تعالى في حق الكفار: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} 5، فذكر عن الكفار أنهم إذا جاءتهم الشدة تركوا غيره، وأخلصوا له الدين، وأهل زماننا إذا جاءتهم الشدة والضر التجؤوا إلى غير الله سبحانه وتعالى عن ذلك. فرحم الله مَن تفكر في هذه الآية وغيرها من الآيات.

1 سورة الممتحنة آية: 4.

2 سورة البقرة آية: 256.

3 سورة النحل آية: 36.

4 سورة التوبة آية: 17.

5 سورة الإسراء آية: 67.

ص: 21

وأما مَنْ مَنَّ الله عليه بالمعرفة، فليحمد الله تعالى. وإن أشكل عليه شيء، فليسأل أهل العلم عما قال الله ورسوله ولا يبادر بالإنكار؛ لأنه إن رَدَّ: رَدَّ على الله. قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} 1.

[الباطل لا يصير حقا بعظمة قائله وجلالته]

اعلم -رحمك الله- أن أشياء من أنواع الشرك الأكبر وقع فيها بعض المصنفين -على جهالة- لم يُفْطَن لها؛ من ذلك قوله في البردة:

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به

سواك عند حلول الحادث العمم

وفي الهمزية من جنس هذا وغيره أشياء كثيرة، وهذا من الدعاء الذي هو العبادة التي لا تصلح إلا لله وحده، وإن جادلك بعض المشركين بجلالة هذا القائل وعلمه وصلاحه، وقال بجهله: كيف هذا؟ فقل له: أعلم منه وأجل أصحاب موسى الذين اختارهم الله وفضلهم على العالمين، وقد قالوا:{يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} 2؛ فإذا خفي هذا على بني إسرائيل مع جلالتهم وفضلهم، فما ظنك بغيرهم 3. وقل لهذا الجاهل:

1 سورة السجدة آية: 22.

2 سورة الأعراف آية: 138.

3 فيه أن بني إسرائيل الذين قالوا هذا القول: لم يكونوا أصحاب جلالة وفضل ولا علم بالدين، ولا كانت التوراة نزلت عليهم، وإنما كانوا مشركين أنقذهم موسى عليه السلام من ظلم فرعون وقومه؛ ليتخذ منهم شعبا يعبد الله وحده ويقيم دينه، وقد أجابهم موسى عليه السلام بقوله:{إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ، وقد اتخذوا العجل بعد ذلك وعبدوه. وفي القرآن، وكذا في التوراة من ذم قوم موسى وتمردهم وعنتهم وإيذائهم له في عهد التشريع العجب العجاب، وأما تفضيل بني إسرائيل على العالمين في زمانهم، فالمراد به جملتهم بما كان فيهم من الأنبياء والصالحين من قبل موسى إلى عهد عيسى عليهم السلام {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} .

ص: 22

أصلح من الجميع وأعلم أصحاب محمد 1 لما مروا بشجرة فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا كما قال بنو إسرائيل لموسى:{اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} 2.

ففي هذا عبرتان عظيمتان:

(الأولى): أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح أن من اعتقد في شجرة أو تبرك بها أنه متخذها إلها، وإلا فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون أنها لا تخلق ولا ترزق، وإنما ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بالتبرك بها صار فيها بركة.

(والعبرة الثانية): أن الشرك قد يقع ممن هو أعلم الناس وأصلحهم وهو لا يدري، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشرك أخفى من دبيب النمل"3 بخلاف قول الجاهل: هذا بَيِّنٌ نعرفه.

فإذا أشكل عليك من هذا شيء، وأردت بيانه من كلام أهل العلم، وإنكار جنس الشرك الذي حرمه الله فهو موجود، وابحث عن كلام العلماء في هذا، إن أردت من الحنابلة، وإن أردت من غيرهم. والله أعلم.

1 كان ينبغي أن يقال: بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل مكة، فإن الذين قالوا هذا ليسوا أعلمهم كالخلفاء والعبادلة مثلا، وإنما هم الطلقاء الذين كانوا حديثي عهد بالشرك، بل كان بعضهم لا يزال على شركه كما ظهر في غزوة حنين فتنبه.

وكتبه محمد رشيد.

2 سورة الأعراف آية: 138.

3 أحمد (4/ 403).

ص: 23